الذكرى الأولى

[خالد عبدالماجد]

أحبتي أهل مدني الحلوين اليوم سأروي لكم ذكرى أول يوم لي في مدني وبقدر مافيها من طرافة إلا أنها تحمل الكثير من المعاني وكثير من الأفكار التي يحملها شباب مدني المعروف بالرقي والفهم العالي للأشياء .فلنبدأ سرد هذه القصة الطريفة ففي أول يوم دخلت فيه مدني وكان هذا في العام 89 تم إستقبالي بحرارة من قبل الأهل وكانت بالطبع زيارة لرد الزيارات التي سبقونا عليها أهلنا في مدني وقررت بعد الأستقبال أن أقضي يومان أو ثلاثة فيها وتسابق الأهل في إلإحتفاء بالزائر القادم من كسلا وكنت أبحث في هذه الأثناء عن نفسي وأين يطيب لها المقام مع الأسرة أم مع الشباب في الحي وأخيراً وجدت ملاذي مع الشباب في الحي الذين أخذوني في جولات وجولات ومن فسحة إلى فسحة وكان آخر المطاف عرض فيديو حملت إليه لمشاهدة أخر الأفلام وكان ظني أن اليوم فلم سيكون عجيب وطبعاً كنت أبحث عن البطل الذي يضرب أربعة عشر أو القصة الحزينة التي تبحث فيها الأم عن قوت عيالها أو .....أو .... ولم أكن أتخيل أن هناك من يبحث في الأفلام عن غير هذا وعلى العموم بدأ العرض والجميع يشاهد وما دفعني للأستغراب نظرات الإعجاب التي كنت أشاهدها في عيون رفقائي المشغولون بالفلم الذي لم تعجبني قصته ولكن أستمر الإعجاب وكثرت كلمات المدح ( لا عجيبة ..... مبالغة ) وغيرها من الكلمات التي جعلت الحيرة تبلغ مني مأخذا علي العموم خلص الفلم وأنا محتار عن سبب إعجاب هؤلاء الشباب فالبطلة قبيحة وكل من بالفلم شينين طيب ديل العاجبهم شنو وأخيراً تجرأت وسألت واحد تعال ياشيخ إنتو العاجبكم في الفلم ده شنو فرد أخونا ( الجزمة اللابساها البطلة ) تخيلوا الجزمة رغم إني في كسلا عمري ماشاهدت جزمة بطل أو بطلة لكن عرفت أخيراً ان في مدني ممكن يتحدثوا عن الإخراج وعن الديكور وغيره من الأشياء التي كنت أحسب أنها من إختصاص الفننين فقط ولكنها مدنى .