سمل الحلفاوى
20-07-2005, 11:59 AM
أحبتي الغالين،، سلاماً عاطراً يضمخ فضاءاتكم الساحرة
أود عبر هذه الإتكاءة القصيرة التي نتفيئ في دوحها الظليل ونعيد شريط الذكريات،،
أن أتناول معكم قليلاً عن أسطورة الألي (الصفقة) في الأعراس. وبداية دعوني أيها الأحباب أعرج قليلاً وألقي الضوء على سر تسميتها بهذا الاسم وأحسب أن الاسم يراد به الإشارة إلى الحفنة أو الكلمة الانجليزية Handful أو Fistful وفي المكاييل النوبية يقولون فنتن كرج أو إدن ألي وهكذا والله أعلم والسواد الأعظم من أهل السودان يشتمل تراثهم الشعبي على هذه الصفقة بما فيها الأعراق غير العربية في شتى بقاع السودان ولكن ثمة سؤال بات يحيرني طويلاً منذ نعومة أظفاري وهو أن الكري (بكسر الكاف) الذي كانوا يؤدونه قديماً وهو أن (يكر) يردد الكري أحدهم ويتبعه الآخرون في وتيرة واحدة لا تتغير أبداً وكانت النسوة (إنجي شماليقو) اللائي يرقصن على إيقاع الكري كن يفضلنها كثيراً على الصفقة التقليدية التي تكون بمصاحبة الغناء وأنغام الطنبور لأن الكري كان يساعدهن كثيراً على متابعة الرقص على إيقاع متزن وريتم سليم وكانت تقنية الرقص آنئذ تعتمد على التناغم بين حركات القدم واليدين والقدلة (حركات الرقبة أو الجيد) في تزامن فريد وقليلاً ما كنا نجد أن الكري شائعاً ومنتشراً في قرى النوبة الجنوبية الأخرى حيث كانت تنحصر حدودها ضمن نطاق عمودية كوشة وعكاشة والله أعلم (هكذا يبدو لي الأمر وربما كنت مخطئاً في ذلك) واخالها قد غزت ديارنا من جهة الشمال الشمالي أي من النوبة المصرية تماماً كما أغاني الكلكية وأسمر اللونا وغيرها من الأغاني التي كانت ترد إلينا من هناك ولا أعلم على وجه اليقين إن كان الكري معروفاً لدى القرى الأخرى أم لا!
وكان الذي يقوم بترديد الكري يحظى بسيل من شبال الفرح من الحسان اللائي كن يرتدين الكلوش وقماش صوت المطر وأقراط القمر بوبا وقلادة الشف (بفتح الفاء) والسوماد (خرز كن يضعنها قديماً في أنوفهن "العرانين") والكرب السادة وغيرها من صرعات الموضة وخطوط الأزياء التي انتشرت حينئذ وقلبت كيان المغنين والعشاق.
فصدق ملك النوبة المتوج والأسطورة الخالدة مكي حين أنشد قائلاً:
قُرَندق نَلي ،،،، دلكون بلليل ووا نُوبا قُرَندق نَلي
أقرسن أُكا دُموسا ،،، أرقتون أشر كوسا إلخ الأغنية
والود لكم جميعاً
وللحديث بقية فأبقوا معي في هذه البراحةالنوبيه العامرة
أود عبر هذه الإتكاءة القصيرة التي نتفيئ في دوحها الظليل ونعيد شريط الذكريات،،
أن أتناول معكم قليلاً عن أسطورة الألي (الصفقة) في الأعراس. وبداية دعوني أيها الأحباب أعرج قليلاً وألقي الضوء على سر تسميتها بهذا الاسم وأحسب أن الاسم يراد به الإشارة إلى الحفنة أو الكلمة الانجليزية Handful أو Fistful وفي المكاييل النوبية يقولون فنتن كرج أو إدن ألي وهكذا والله أعلم والسواد الأعظم من أهل السودان يشتمل تراثهم الشعبي على هذه الصفقة بما فيها الأعراق غير العربية في شتى بقاع السودان ولكن ثمة سؤال بات يحيرني طويلاً منذ نعومة أظفاري وهو أن الكري (بكسر الكاف) الذي كانوا يؤدونه قديماً وهو أن (يكر) يردد الكري أحدهم ويتبعه الآخرون في وتيرة واحدة لا تتغير أبداً وكانت النسوة (إنجي شماليقو) اللائي يرقصن على إيقاع الكري كن يفضلنها كثيراً على الصفقة التقليدية التي تكون بمصاحبة الغناء وأنغام الطنبور لأن الكري كان يساعدهن كثيراً على متابعة الرقص على إيقاع متزن وريتم سليم وكانت تقنية الرقص آنئذ تعتمد على التناغم بين حركات القدم واليدين والقدلة (حركات الرقبة أو الجيد) في تزامن فريد وقليلاً ما كنا نجد أن الكري شائعاً ومنتشراً في قرى النوبة الجنوبية الأخرى حيث كانت تنحصر حدودها ضمن نطاق عمودية كوشة وعكاشة والله أعلم (هكذا يبدو لي الأمر وربما كنت مخطئاً في ذلك) واخالها قد غزت ديارنا من جهة الشمال الشمالي أي من النوبة المصرية تماماً كما أغاني الكلكية وأسمر اللونا وغيرها من الأغاني التي كانت ترد إلينا من هناك ولا أعلم على وجه اليقين إن كان الكري معروفاً لدى القرى الأخرى أم لا!
وكان الذي يقوم بترديد الكري يحظى بسيل من شبال الفرح من الحسان اللائي كن يرتدين الكلوش وقماش صوت المطر وأقراط القمر بوبا وقلادة الشف (بفتح الفاء) والسوماد (خرز كن يضعنها قديماً في أنوفهن "العرانين") والكرب السادة وغيرها من صرعات الموضة وخطوط الأزياء التي انتشرت حينئذ وقلبت كيان المغنين والعشاق.
فصدق ملك النوبة المتوج والأسطورة الخالدة مكي حين أنشد قائلاً:
قُرَندق نَلي ،،،، دلكون بلليل ووا نُوبا قُرَندق نَلي
أقرسن أُكا دُموسا ،،، أرقتون أشر كوسا إلخ الأغنية
والود لكم جميعاً
وللحديث بقية فأبقوا معي في هذه البراحةالنوبيه العامرة