المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الذي ولد الأنانية؟



فدوى الحسن
22-07-2005, 11:51 AM
ما الذي ولّد الأنانية ؟
تجاذبتي الحروف من قاع الصمت .. و أخذت بيدي أخط لها مطلباً للحرية
تهافت في عنف و عنفوان؛ مبرر و سبب للبوح .. و سلكت فيّ أكثر الطرق إختصاراً ؛؛ الكتابة.

في حالة حياتنا اليومية .. و إصطدامنا اليومي بالبشر .. نتعرّض لكثير من المواقف و القصص الغريبة ؛؛ التي لا يسعني إلا ان أقول أنها طبع سوداني كريه و غير متحضر في مجتمع يكاد ليتخلص من أمراضه المجتمعية.
فكيف لك أن تتفاعل و تفاعل إيجاباً في مجتمع يسود فيه مفاهيم –قلْ هي عقد- في التعامل مع الشارع و المرافق العامة ؛؛ التي يمكن ان نختصر تعريفها بأنها حق للجميع!
فيقوم سائق اللوري الشاب مكي -من أصبحت- و يداوم عمله حتى يرجع في عتمة الليل و يتوسد سريره (الموبايل) الذي يحمله في كنف اللوري مصدر رزقه اليومي ..
يأتي لأولاد البلد أقرباؤه أصحاب دكان ود الجزيرة ليتجاذبوا أطراف الحديث و إنثيالات الغربة في الخرطوم ..و أنس و لم شمل لهم ؛ مشهد يومي ينقطع في العيد موعد الرجوع للقرية.. و يستأنف من جديد حين الرجوع للرزق في العاصمة.
مكي الشاب صاحب اللوري يكاد يحتل باحة الحي بلوريه الغضنفر .. ففي مرة يضعه ذات اليمين و في مرة ذات الشمال ... و يسرح و يمرح على كيفه ؛؛ ما علينا ,فالباحة التي تتوسط الحي هي ملعب كورة في العصرية .. و بحيرة باعوض و ضفادع في اوقات الخريف .. و قد تسعف الجيرة في دق الصيوانات .. و ليس دون ذلك!
و على ذكر الخريف ,, و هطوله الغزير هذه الأيام .. أصبحت الباحة بحيرة زاخرة بالمياه الجارية ذات المد و الجزر –كان ما عاجبكم- و بعد عدة أيام مصدر للروائح المنفرة التي تعكر المزاج من صباح الرحمن .. هذه الباحة البحيرة حيّرت أخونا مكي الشاب سيد اللوري .. و لم يعد له مكان ليبيّت به لوريه و سريره الموبايل سوى شارع يتيم يمر به أهل الحي جيئة و ذهاب ؛ راكبين و راجلين.
و مكي الشاب الذكي .. بكل أنانية يقوم بإستعمار و فرض هيمنة اللوري على شارعنا الوحيد .. و يغض هو شاخراً في ثبات عميق .. !!
و المشهد يتكرر في حالات الأنانية التي جلست أتفكر مع نفسي عما قد يكون قد شكّلها وولدها في أعماق السودانيين؛؛ سوى الشعور بالدونية و إهدار الحق الشرعي على كل الأصعدة... (مش ممكن!)
فعندمرورك بممر عبور مشاة في العاصمة التي تفتقر عبور مشاة لائق أو قل عام .. و لا يكاد المواطن منا يصدق أنه قد كرّم لهذه الدرجة وهو يمشي في عبور خاص بالمشاة الكادحين .. وفيجد من يحتل الطريق واقفا في معبر!!! ... -ياخ ده حتة حركة ما حتة إنتظار- .. و حين إظهارك لإحتجاج في حركة –لو سمحت رجلك؛؛ يعمل فيها رايح و يناظر الشارع عشان يلقط ليهو حافلة خالية ييتشعلق فيها...!!!!
ففي هذه الحالة ؛ أما ان –تعفص- قدمه بدون رحمة .. أو أن تهبط في بركة المياه الملاصقة للمعبر الضيق في حركات بهلوانية....
و أنانية المراكب العامة التي تكاد تضرب الرقم القياسي من فرط العموم!
و عن أنانية المتمثلة في شوارع الأسفلت التي خصصت للمراكب .. و ليس للمواطنين ((المرخصين عند ناس المرور!!!)) و منها يومياً نسمع عبارات الإحتجاج غير لائقة الذكر و الإفصاح..
و أنانية المعاملات في السوق التجارية .. التي يعتبرها البعض فلاحة و شطارة ؛؛ في أنك تصارع الذي سبقك في الشراء, وتقاطع التاجر الذي هو بالفعل مشغول بزبونه بأن تعرض عليه ما رغبت في شرائه –بطريقة إنك مستعجل و وراك وزارة و مصالح و أمور رعية!!!... (سمح جاي السوق تسوي شنو !)
أهلي السودانيين يعتبرون الذوق و حسن المعاملة –عوارة و ضعف- و يبادرون بالأفعال الهجومية البربرية الهوجاء كأنهم يسكنون الغاب... (و الله قال بي قولك و أعمل ذوق؛؛ أكيد سوف تجد من يعايرك و –يشتغلك- في إظهارك للجانب الإنساني في معاملاتك)
سبحان الله!
هناك كثير من المواقف العامة يمكن أن نضعها في قالب الأنانية ,, التي تعكس مجتمع خالي من الذوق –ليس العوارة- تصب كلها في رأس المواطن الذي لو –أستكان- آخذاً الامور ببساطة و بدون التطبّع بالدونية سيعيش أسعد مما يعتقد.

القناص فوزي
22-07-2005, 02:02 PM
الأخت //////// فدوى الحسن

مشكورة على هذا الموضوع الرائع

ولك تحياتي

خالد حمد موسى
22-07-2005, 04:57 PM
مشكورة اختي فدوي علي الروائع

لك خالص الود والتقدير...