المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقد تاخر كثيرا ...



كاظم
05-10-2005, 06:57 AM
هذا المقعد غير مريح .. انه يورثك الاحساس بانك اخذ في الانشطار .. هاهي مبادئ عدم الراحة تظهر على ملامحك التي لوحتها الشمس فاصبح من المستحيل وصفك بلون معين ... (تمالك نفسك ايها التعس انها فرصة اخرى لتثبت انتماءك لهذه الدنيا ) ... ولكن هذا المقعد غيرمريح وانت تحس انك تتعرض لنوع من التعذيب بجلوسك عليه طيلة تلك المدة , ولكن هذا المقعد يخيل اليك انه افضل بكثير من ملامح هذا الرجل الذي حياك وجلس قبالتك تماما وحدجك بعينيه الكلبيتين .. وبدا على وجهه انه لا يبالي بوجودك حتى ناهيك عن ان يستمع اليك وانت تبدأ في الاجابة على اسئلته ..
لا .. انتظر لن يبدأ في سؤالك قبل ان يستعرض مهارته في اجراء المعاينات ليثبت لك اولا انه الرجل المناسب في المكان المناسب .. ثم ليشبع رغبته المريضة في التسلط وهذا ما خيل اليك وانت تصتنت اليه وهو وكانه يستثمر اخر فرصة له بالحديث في هذه الدنيا ورذأتك الاقدار بان تكون مستمعه الوحيد وانت في هذا الوضع السيئ والذي زاد من سوءه جلوسك على هذا المقعد غير المريح ...
- قلت لي حافظ كم جزو يا شيخنا ؟
سألت نفسك وان لم يبد ذلك عليك ( ترى ما علاقة الاجزاء بكتلة شهادة الهندسة التي تحملها داخل حقيبتك المهترئة تلك )..
- والله يا استاذ ما كتير .. يعني سور متفرقة لكن بحاول اواصل في المسألة دي لى قدام ..
- اممممممممممممممممم .. طيب ... يبقى التجويد اكيد برضو ما عارف فيهو كتير ...؟
- والله على حسب القريتو يعني ما بطال ..
رميت هذه الكلمات وانت تبتلع احساسا بخيبة الامل مع بقايا لعابك الحامض الشحيح والذي تظن انه قد شح بفعل فاعل فقد كان في زمان مضى غزيرا وطاعما ...
- طيب يا شيخنا نخش معاك لى جوة شوية .. تفتكر انو الجهاد الليلة في بلدنا فرض عين ولا فرض كفاية ..؟
سألك مضيفك البدين السمج هذا السؤال وقد تحولت عيناه الى عيني ذئب .. وشعرت بطمام سخيف لا تدري هل هو بفعل الملاريا التي استاجرتك منزلا لها ام انه بسبب احساسك ان مضيفك قد بدأ في التهام احلامك بنيل الوظيفة التي انت في معاينتها الاولى ..
- والله ما متاكد لكن اتخيل لي انو فرض عين ...
وها انت ذا مرة اخرى تتوكأ على اجابة بطعم الحنظل .. سحقا .. اذا كان هذا اخر ما تتوكا عليه في هذا الزمان النجس ...
- طيب سيب لينا عنوانينك وبنتصل عليك ...
هكذا بمنتهى البساطة التهم صاحبنا ما تبقى من احلامك .. اغرب ما في الامر انك تعودت على ذلك لماذا هذا الضيق اذن ؟ ها انت ذا تقبض على حقيبتك جيدا وتخرج .. حقيبتك المهترئة التي لم تفتحها طوال اشهر رغم انك تحملها يوميا من شباك الىشبك ومن مكتب الى اخر بحثا عن عمل مستحيل ...
الشارع .. الغبار ووهج الشمس .. الوجوه الكالحة والتي خيل اليك انها اكتسبت هذا اللون بفعل القدم ليس الا ...
انها الثانية ظهرا .. انت لم تفطر بعد .. ستعرج على (نفيسة ) بائعة المدمس التي تفترش بضاعتها امام البوابة الامامية لوزارة الري التي خرجت توا من بابها غير الامامي وفي نفسك حسرة بحجم الكون وبعض الكدمات النفسية ..
لن تذهب الي المنزل .. على الاقل ليس الان ربما في اخر الليل حينها ستجد (مصطفى) اصغر اخوتك قد استسلم للنوم وحينها لن تكون مضطرا الى وعده بان ستعطيه الف جنيه ليشتري بها شيئا لا يعرفه .. وعلى الاقل لن تضطر الى رسم ابتسامة مجاملة لامك الحنون حينما تسألك كعادتها (اها .. ان شا الله خير ؟) ولن تضطر الي كثير من الاشياء التي كرهت فعلها يوميا ومنذ شهور ..
ستعبر الشارع .. لا تدقق النظر الي هذه الفتاة الفارعة التي تعبر امامك .. انها تشبه فتاتك التي احببتها اثناء فترة دراستك بالجامعة ووعدتها بغد اجمل واورثتها حفنة من الرياح ..
- يا زول .. خلي بالك ..
صرير اطارات عربة تحاول التوقف في استماتة ...
- لا حول ولا قوة الا بالله ..
- كدي شوفو الزول ده لو عندو بطاقة في جيبو ...
- (فلان الفلاني) .. طالب .. خريج .. من جامعة كدا .. ساكن كدا ..
_ يا جماعة زول يتصل بناس الاسعاف ....
(مصطفى ) يجلس بهدوء امام بوابة المنزل ..
-( امي .. اخوي اتاخر كتير ) ...

ابراهيم
05-10-2005, 01:00 PM
قرأتها باستمتاع وانجذاب كبيرين .... لست ادري لماذا ..ربما لأن واقع هذا الرجل يشبه واقعي والجيل المعاصر.. مع اكيد اعجابي بالاسلوب المفارق لاساليب الكتابة التي تعودنا عليها .. كما انه فيها بوح باسرار الكوامن لكل ما تقدم اعجبتني هذه القصة القصيرة.


فهذه السطور لا تخرج من همومنا .. الاستلاب والغبن اللذين نعانيهما .. في الأخير تكون مغلوباً على أمرك في بلدك وبين اهلك وناسك .. ومن ثم الانكفاء في اغوار ومستنقعات غربة قاسية .. دة اذا طلعت من صدمة العربية ..

ماذا سنجد منهم غير غير تلك الانعكاسات الشرطية التي سيروح ضحاياها (مصطفى) ووالدته منتظرين اخوهم الاكبر الذي رحل

حزينة والله
شكراً كاظم لهذه الكلمات التي تعكس الحياة

اميمه عشريه
07-10-2005, 02:54 AM
هاانت يا كاظم تذر الملح على جراحنا تنكأها وتضغط على مكامن الالم .. الغرغرينا استشرت وتفشت يا كاظم .. وخيبه الامل اصبحت تملا جيوبنا وتزكم انوفنا لا شئ يبعث على الطمأنينه بذلك الغد الافضل لا شي طالما ان هناك الكثير ممن يقعدون على نفس ذلك الكرسي غير المريح .. يحدثون انفسهم باشياء واشياء دون امل يرجي منها .. تعيسة هي الحياه .. وجميله هي قصتك .. فخبرنا مره واثنتان عن طعم الملح وطعم القبح فينا ... اكتب عزيزي عن مواجعنا فقد نسينا نعمه البكاء من زمان .
شكرا لانك تساعدنا على بتر الاحلام العرجاء

salah
07-10-2005, 10:18 AM
/ لقد تاخر كثيرا / رائعة كاظم

كاظم
08-10-2005, 04:21 AM
ابراهيم صاحبي سلامات ..
تعال نتاكي باب اللهفة على حروف وسيعة قدر الوجع البنلوكو يوماتي .. واظن لو مشينا خطوة الالتفات لى ورا بخلينا نشوفها اقصر من خوف انو ما نصل..
مرات بقصدك ومرات بتقصدني الكتابة وبين القصدين تكية في ضل وريف .. تحتنا محبرة وقدامنا ورق ابيضاني اللون والنية ..
كلام الطير في الباقير خستكة بي مزاج رايق .. ذي روقتك

كاظم
08-10-2005, 04:30 AM
اميمة .. بت الذين احبهم ..
احلى عروس البلد ألتنا
ولا الغبش الرابة تهني
ولا هدير المدن التصحى
وتمحى ظلام الحاصل عني

كاظم
08-10-2005, 04:34 AM
صلاح الجميل ..
عازمك على عالم ..
كل الفيهو اطفال
عالم لغتو هفيف النسمة ..
كل مواطن فيهو
طيب وسالم ومستور حال

رمضان كريم يا صاحب

ابراهيم
09-10-2005, 09:14 AM
تعال نتاكي باب اللهفة على حروف وسيعة قدر الوجع البنلوكو يوماتي .. واظن لو مشينا خطوة الالتفات لى ورا بخلينا نشوفها اقصر من خوف انو ما نصل..
مرات بقصدك ومرات بتقصدني الكتابة وبين القصدين تكية في ضل وريف .. تحتنا محبرة وقدامنا ورق ابيضاني اللون والنية ..

رقي ، فن وتكمن

دايماً بتجيب الكلام من زوايا غير مستهلكة
معليش انا طلعت ليك برة الموضوع لكن ما من العدل والانصاف انك تمر بي كلام زي دة وما تبدى اعجابك بحروف شغلت الزوايا كلها..


تعال نتاكي باب اللهفة على حروف وسيعة قدر الوجع البنلوكو يوماتي

كلام عجيب

سوباوي
16-10-2005, 02:23 AM
شكرا مزملاً .. كاظم

وهذه طعم هزائمنا ....

تحياتي ،،،،

saly
30-01-2006, 10:27 PM
الوريف كاظم

ده انا التاخرت كتيرا في قراءه هذا النص

الإعجاز الحرفى فى كلامك وسردك للقصه اعطى هذه اللوحة اللفظيه كل انواع التصور الحسى بالنسبة لى كمتلقى ،،

كما ان اساس الفكره وبنيانها اللغوى الفريد اعطى ابعاد هذا العمل ،، مزيداً من التناسب الكمى ، والذى يتصاعد بوتيره

تنبئ بان ولادة هذا النِص جاءت فى حالة سموء روحى يقابلها ارتفاع حاد فى مؤشرات الكيف ،،

جئت فيه تحمل الكثير من الدلالات التى ساقتنى بعيييييييداً ،، الى حيث ديالكت غريب ،، وهو ان الشاعر حينما يكتب ،

فانه يكون فى غيبوبه عن فعل الواقع الظرفى ، ليعرج بروحه الى حالة التسامى القصوى ، والتى لا تغيب باى حال

عن روح الكلمة حين الإسراء بها الى بيت القصيد ،،، قلبى يحدثنى ،، انك هنا يا فتى تخاطب حالة اخرى ، استشفعت

فى خطابك لها ببعض التهاويم العلميه البسيطه ، والتى لها ابعاد عميقه فى دواخلك ،،، عموماً يا زعيم ، اشعر بك

تحمل ( جيناً ) ابداعياً جديداً فى قريحتك ،، واعتقد بان هذا الجين ولد في داخلك ، ،، وتعطى لوناً آخراً للقصص ،،

ومزيداً ياوريف كاظم من هذا الالق المسكر ،،

ثم دمت

الـــدباغ
31-01-2006, 12:03 AM
قرأت الموضوع عده مرات حتى أتبين الكيفيه التي كتبت به ... عبر إختيارك للإسلوب الجميل المبدع الرائع .... الذي أطلقت عليه أنا ( المدرسة

الرمزيه ) فور الإنتهاء للمرة الثالثة ... رغم أن فك رموزه واضحه أمام كل قاري ... أي بمعني الوضوح الناصع البياض يتخلل كل كلمة وكل حرف ...

مع العلم بأن باقي القصة يسلك الطريق الواقعي للحياة اليوميه وكل شخص يدرك ذلك .... وأنك ترمي إلي عدة أزمان من خلال سردك لهذه القصة

الرائعه حقيقة والتي تعكس هموم كثير من الناس ..... أتمنى لك التوفيق دوماً

كاظم
31-01-2006, 01:00 AM
سالي العزيزة .. وين ما كنتي لك عاطر التحايا وخالص الود ....
(لقد تأخر كثيرا ردك على هذا البوست ... اتفقنا ... ولكن رونق هذه الاحرف التي بعثتيها تعقيبا اعادت لهذه القصة رونقها ...
شكرا لجمال المفردة .. وشكرا حميما لعمق التعبير ..
دمتي بخير اختي سالي

كاظم
31-01-2006, 01:08 AM
الاخ الاستاذ / الدباغ ... التحايا غيمة تظللك اينما حلت ركابك ... وهاطل الشكر لهذه الطلة الكريمة ... وشكرا اعمق لهذا التأمل فيما كتبت ...
المعميات في هذا النص (الرمز) ربما وسمته فقط على مستوى المفردة وتبقى ذاكرتي كواحد من ابناء هذا الجيل رهن لتجربة عشتها انا وانت وهم لذا كانت المباشرة في طرح الحدث سمة لم استطع مقاومتها وانا اعبر عن جزئية من جزئيات هذه التجربة ...
يبقي حضورك في هذا المكان اخي الدباغ مدعاة لاحساس بالامتنان غمرني فاخبرتك ...
اقعد عافية وابقي قريب