المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار العشق ( نزار قباني )



ابو الزعيم
22-10-2005, 02:10 AM
احبتي عشاق الشعرو الكلم الجميل ....
نزار قباني قامة فنية يصعب الوصول اليها ...وهو غني عن التعريف
لذا دعوني ادخل مباشرة الى بعض قصائده التي كتبت في ... اسرار العشق
ارجو ان تنال اعجابكم ....

الرسم بالكلمات
**********
بعد العاصفة
أتحبني. بعد الذي كانا ؟
إني أحبك رغم ما كانا
ماضيك. لا أنوي إثارته
حبي بأنك ها هنا الآنا

تبتسمين ... وتمسكين يدي
فيعود شكي فيك إيماناً
عن أمس لا تتكلمي أبداً
وتألقي شعراً ... وأجفانا
أخطاؤك الصغرى ... أمر بها
وأحول الاشواك ريحاناً
لولا المحبة في جوانبه
ما أصبح الإنسان إنساناً
عام مضى وبقيت غاليتي
لا هنت أنت ولا الهوى هانا
أني احبك. كيف يمكنني؟
أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدنا . جرائدنا
أقداح قهوتنا زوايانا
طفلين كنا ... في تصرفنا
وغرورنا ، وضلال دعوانا

كلماتنا الرعناء ... وضحكة
ما كان أغباها ... وأغبانا
فلكم قسوت عليك أحياناً
ولربما انقطعت رسائلنا
ولربما انقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من حظ ايانا
عيناك نيسانان... كيف أنا
أغتال في عينيك نيسانا ؟
قدر علينا أن نكون معاً
ياحلوتي . رغم الذي كانا
إن الحديقة لا خيار لها
إن أطلعت ورقاً وأغصاناً
هذا الهوى ضوء بداخلنا
ورفيقنا ... ورفيق نجوانا
طفل نداريه ونعبده
مهما بكى معنا ... وأبكانا
أحزاننا منه ... ونسأله
لو زادنا دمعاً ... وأحزاناً
هاتي يديك ... فأنت زبنقتي
وحبيبتي . ورغم الذي كانا
*******************

ولنا عودة ..مع محبتي

ابو الزعيم
26-10-2005, 02:47 AM
الــــــى تـلـمـيـذة ..
قل لي .. ولو كذباً كلاماً ناعماً
قد كاد يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة ... طفلة
بيني وبينك أبحر ، جبال
لم تستطيعي - بعد - أن تتفهمي
أن الرجال جميعهم .... أطفال
إني لا ارفض أن اكون سهرجاً
قزماً على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال .... جمال
كلماتنا في الحب تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال
قصص الهوى قد أفسدتك .... فكلها
غيبوبة ... وخرافة وخيال
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الابطال
لكنه الإبحار دون سفينة
وشعورنا أن الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشة
وعلى الشفاه المطبقات سؤال
هو جدول الاحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله وغلال
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً
فنموت نحن ... وتزهر الآمال
هو أن نثور لأي شئ تافه
هو يأسنا ... وهو شكنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال
لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعماً
وتسيل منه جداول وظلال
إني أحبك ... من خلال كآبتي
وجهاً كوجه الله ليس يطال
حبي وحبك ... أن تظلي دائماً
سراً يمزقني ... وليس يقال
......................................
...........................
...........
مع محبتي

سوباوي
26-10-2005, 04:03 AM
الوريف أبو الزعيم ...

دعني أحدثك الآن وأنا غير مرتب تماماً .. يثير في حديثك الشجي وتحليقك الحر عن الشاعر نزار قباني ما يثير

أذكر أني بالأمس ومصادفة .. قد شاهدت مسلسل يعرض عنه في أحدى القنوات العربية دبي أو غيرها تخونني الذاكرة

كعادتها .. شاهدت منه حوالي الربع ساعة ولم أستطع شد ما سأني تجسيد شخصيته .. والتي كانت عبارة عن شاب

رمانسي فائق الجمال يتوسط الحسنوات أو الحسنوات يلتفن حوله سيان عندي .. طمثوا لي صورة ذلك الشفيف وبرغم

غزله وحبه للأنثى تشتم في قصائده رائحة البارود .. وتتطاير شظايا بيروت في قوافيه .. تحسه شرساً مناكف سليطاً

تفوح منه رائحة الرجل الحقوقي صاحب قضية .. باختصار لم يعجبني تجسيدهم له ...

وهذا رأي شخصي .. وشخصي جداً .. أتمنى أن تشاهد جزء من هذا المسلسل ...

مدنا عزيزي أبوا لزعيم ما أمكن بروائع هذا العبقري ...

هناك أشياء كل أمعنت فيها النظر وأعني المحسوس وكلما أمعنت فيها القراءة وأعني المكتوب وكلما أمعنت فيها

التدقيق وأعني الملامح ... وكلما حملت نحوها الريشة وأعني اللوحة ... يتكنفك إحساس أنك لا زلت تجهل من أروقتها

ما تجهل .. قرأت النصوص في زمن سابق بإحساس غير وأقرأها الآن بإحساس يختلف تماماً ... هكذا نحن نحتاج

لتنقية الدواخل كلما ما أمكن ....

دم بخير .. تحياتي ،،،

التيمان
27-10-2005, 04:40 AM
مشكورين على الروايع



يارايعين

ابراهيم
27-10-2005, 12:11 PM
أبو الزعيم ... تحايا وأشواق
إلي تلميذة:
هذه القصيدة قاتلة

والرسم بالكلمات عند الشاعر نزار قباني له ابعاد آخرى تنقلنا إلى عوالم نائية جغرافياً وقريبة حسياً ..
فشكراً لهذه الروعة
ولك من القلب كل التحايا والمودة ..

خالد حمد موسى
27-10-2005, 06:45 PM
مشكور ابو الزعيم علي الروائع

واصل وماتنقطع لك خالص ودي

ابو الزعيم
27-10-2005, 10:39 PM
ســـــــــــــــــــــــوباوي
.............................

التــــــــــــــــــــيمان
.........................

ابـــــــــــــــــراهومة
..........................

ود محمد موسى
.....................

لكم كل الحب ... وانتم تنورون بمشاركاتكم ومروركم الجميل هذا البوست

سوباوي ... بالمناسبة لم تتح لي الفرصة لمشاهدة هذا المسلسل او غيره نسبة لظروف العمل ... ولكن قرأت عنه كثيراً في الصحف ... وللعلم هذا الممسل يبث دون موافقة ابناء وزوجة المرحوم ... وهم قاموا برفع دعوة قضائية على قناة دبي التي يبث من خلالها المسلسل ...


لقد سئل قباني مرة عما إذا كان يود كتابة مذكراته فأجاب (( شعري هو دفتر مذكراتي أشعر أن أسراري الصغيرة وكل فضائحي الكبيرة موجودة فيه . ليس عندي ملفات سرية احتفظ بها لنفسي ولا عندي دفاتر وأرقام تلفونات النساء اللواتي عرفتها . فالنساء جميعاً يذبن في شعري كما تذوب الشمس في مياه البحر أنني أشبه شعري كثيراً ومن أراد أن يعثر علىّ فليفتش عني في مجموعاتي الشعرية .


لذا احبتي انا ادعوكم للمشاركة عبر هذا البوست في جمع اكبر عدد من قصائد هذا العملاق ...

ودمتم

سوباوي
28-10-2005, 11:29 PM
الحنين .. أبو الزعيم ...

أشكر لك اهتمامك .. وجيد أن ترفع دعوى من قبل عائلة الشاعر نزار قباني ضد قناة دبي .. لأنهم أبتعدوا تماماً عن

الحياتية الواقعية للرجل ...

عزيزي أبو الزعيم وكل أحبة المنتدى .. أبحث له عن نص .. كت للمناضلة الجزائرية "جميلة بحيرت" فمن يعثر عليه

له من الود أقصى ما تراه عيون ...

تحياتي

ابو الزعيم
29-10-2005, 02:09 AM
الغالي سوباوي ...

لك مني كل التحايا وطيب الامنيات


تحصلت على مقتطفات من قصيدة جميلة بوحريد ...


الاسم جميلة بوحريد
رقم الزنزانة تسعونا
في السجن الحربي بوهران
والعمر اثنان وعشروناً
عينان كقنديلي معبد
والشعر العربي الاسود
كالصيف كشلال احزان
.............................
وفي وصف تعذيبها في سجن ( بربروس ) قال

القيد بعض القيد على القدمين
وسجائر تطفأ في النهدين
ودم في الأنف وفي الشفتين
وجراح جميلة بوحريد
هي والتحرير على موعد
ياربي اغفر لفرنسا
فضمير فرنسا لم يوجد

إلى ان قال :

الجسد الخمري الأسمر
تنقصه لمسات التيار
وحروق في الثدي الأيسر
في الحلمه .... في ... في ... يا للعار !
............................................


عذراً ان لم تكن مكتمله ... هذا ما تحصلت عليه من ديوانه اسرار العشق
حيث ذكر مقدم الكتاب الذي لا اعرف اسمه لانني تحصلت على هذا الديوان وهو ناقص بعض الصفحات من البداية
ذكر بان جميلة بوحريد لم ترضى بهذه الصورة المرسومة لها بريشة نزار ، وادعت أن فيها مبالغة وصوراً خارج الواقع وخيالاً شعرياً جنح على هواه . فلما قرأ نزار هذا الكلام في مجلة (الحوادث) حيث ظهرت المقابلة ضرب كفاً بكف وقال : أردت أن اصنع منها بطلة تاريخية وأرادت أن تتهمش سامحها الله...



واجدد الطلب ان ايضاً ... لكل الاخوة من يتحصل على هذه القصيدة كاملها او اي صقصيدة اخرى نرجوا ان لا يبخل بها علينا
ولكم الود..........

ابو الزعيم
30-10-2005, 03:50 AM
يــومــيــات قــرصــان

********************


عزيزتي
إذا رجعت لحظة لنفسي
أشعر أن حبنا جريمة ...
وأنني مهرج عجوز
يقذفه الجمهور بالصفير والشتيمه
أشعر أني سادي
يسطو على لؤلؤة كريمة
أشعر في قراراتي
أن العبارات التي ألقطها جريمة ...
أن انتصاراتي التي أزعمها
ليست سوى هزيمة
فما أنا أكثر من جريدة قديمة
وأنت ياصغيرتي
مازلت ... تحتاجين للأمومه
إذا رجعت لحظة لنفسي
أدركت ياعزيزتي
تفاهة انتصاري
أشعر أن حبنا
تجربة انتحار
وأننا
ننكش كالأطفال في هياكل المحار
أشعر أن ضحكتي
نوع من القمار
وقبلتي ...
نوع من القمار
أشعر أن نهديك المزروع في جواري
كخنجر مفضفض
ككوكب مدري
يشتمني
يجلدني
يشعرني بعاري ...
إذا رجعت لحظة لنفسي
أشعر أن حبنا
حماقة كبيره
وأنني حاو ٍ من الحواة
يخرج من جيوبه الأرانب المثيره
وأنني كتاجر الرقيق
يبيع كل امرأة ضميره
أشعر في قرارتي أن يدي في يدك الصغيره
قرصنة حقيره
أن يدي
كخيط عنكبوت
تلتف حول الخصر والصغيره
أشعر في قرارتي
أنك . بعد ، نعجة غريره
أما أنا فمركب عتيق
يواجه الدقائق الأخيرة ......
.............................
...............
.........
...

عبيد خالد صديق
30-10-2005, 02:20 PM
أبو الزعيم ... تحايا وأشواق
إلي تلميذة:
هذه القصيدة قاتلة

والرسم بالكلمات عند الشاعر نزار قباني له ابعاد آخرى تنقلنا إلى عوالم نائية جغرافياً وقريبة حسياً ..
فشكراً لهذه الروعة
ولك من القلب كل التحايا والمودة ..

ابو الزعيم
31-10-2005, 09:28 AM
لك التحايا اخي عبيد ....
ومشكور على مرورك الجميل
...................................

ابو الزعيم
31-10-2005, 09:35 AM
قبل ان تصبحي حبيبتي
كان هناك اكثر من تقويم لحساب الزمن
كان للهنود تقويمهم
وللنصارى تقويمهم
وللصينين تقويمهم

بعد أن صرت حبيبتي
صار الناس يقولون :
ألسنة الأف قبل عينيها
والقرن العاشر بعد عينيها
وصلت في حبك ... الى درجة التبخر
..................................................

خالد حمد موسى
31-10-2005, 02:48 PM
جسمك خارطتي


زيديني عِشقاً.. زيديني

يا أحلى نوباتِ جُنوني

يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي

يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ..

زيديني غرقاً يا سيِّدتي

إن البحرَ يناديني

زيديني موتاً..

علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني..



جسمكِ خارطتي.. ما عادت

خارطةُ العالمِ تعنيني..

أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ

وجُرحي نقشٌ فرعوني

وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ

من بيروتَ.. إلى الصِّينِ

وجعي قافلةٌ.. أرسلها

خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ

في القرنِ السَّابعِ للميلاد

وضاعت في فم تَنّين



عصفورةَ قلبي، نيساني

يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ

يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار..

ونكهةَ شكي، ويقيني

أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني

أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُمّيني

أشعرُ بالبردِ.. فغطّيني

إحكي لي قصصاً للأطفال

وظلّي قربي..

غنِّيني..

فأنا من بدءِ التكوينِ

أبحثُ عن وطنٍ لجبيني..

عن حُبِّ امرأة..

يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني

عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني

لحدودِ الشمسِ..



نوَّارةَ عُمري، مَروحتي

قنديلي، بوحَ بساتيني

مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ..

وضعيني مشطاً عاجياً

في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني

أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ

بقيت في دفترِ تشرينِ



زيديني عشقاً زيديني

يا أحلى نوباتِ جنوني

من أجلكِ أعتقتُ نسائي

وتركتُ التاريخَ ورائي

وشطبتُ شهادةَ ميلادي

وقطعتُ جميعَ شراييني...

خالد حمد موسى
31-10-2005, 02:54 PM
تلومني الدنيا


تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

كأنني أنا التي..

للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

كأنني.. أنا التي

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

قد علّقتُه..

تلومُني الدنيا إذا..

سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

كأنني أنا الهوى..

وأمُّهُ.. وأختُهُ..



هذا الهوى الذي أتى..

من حيثُ ما انتظرتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

وكلِّ ما سمعتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني فاتحاً

يديهِ لي.. رددْتُهُ

وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..



هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

على ستائري..

أراهُ.. في ثوبي..

وفي عطري.. وفي أساوري

أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..

أراهُ منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنهُ

طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

لو أخبروني أنهُ..

سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

لكنتُ قد طردتهُ..



يا أيّها الغالي الذي..

أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ

هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ

أروعُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني زائراً

بالوردِ قد طوّقتهُ..

وليتني حينَ أتاني باكياً

فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ

خالد حمد موسى
31-10-2005, 02:58 PM
بغداد

مُـدّي بسـاطيَ وامـلأي أكوابي وانسي العِتابَ فقد نسَـيتُ عتابي
عيناكِ، يا بغـدادُ ، منـذُ طفولَتي شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي
لا تُنكري وجـهي ، فأنتَ حَبيبَتي وورودُ مائدَتي وكـأسُ شـرابي
بغدادُ.. جئتُـكِ كالسّـفينةِ مُتعَـباً أخـفي جِراحاتي وراءَ ثيـابي
ورميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرَتي وتلاقـتِ الشّـفَتانُ بعدَ غـيابِ
أنا ذلكَ البَحّـارُ يُنفـِقُ عمـرَهُ في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ


بغدادُ .. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ
وعلى ضفائـرِ زينـبٍ وربابِ
وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّـهُ والفجـرُ عرسُ مآذنٍ وقِبـابِ
حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ ترتاحُ بينَ النخـلِ والأعـنابِ

حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني وأشـمُّ في هذا التّـرابِ ترابي
لم أغتـربْ أبداً ... فكلُّ سَحابةٍ بيضاءُ ، فيها كبرياءُ سَـحابي

إن النّجـومَ السّـاكناتِ هضابَكمْ ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابي

بغدادُ.. عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ
لكنَّ حُسـنَكِ لم يكنْ بحسـابي
ماذا سـأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي فهـواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ

يغتالُني شِـعري، فكلُّ قصـيدةٍ تمتصُّني ، تمتصُّ زيتَ شَبابي
الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي وينامُ في لَحمي وفي أعصـابي

بغدادُ.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى يا مخزنَ الأضـواءِ والأطيابِ

لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يـدي فالشّوقُ أكبرُ من يـدي ورَبابي

قبلَ اللقاءِ الحلـوِ كُنـتِ حبيبَتي وحبيبَتي تَبقيـنَ بعـدَ ذهـابي

خالد حمد موسى
31-10-2005, 03:01 PM
خمس رسائل إلى أمي


صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..



أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟



صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..



.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..



سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..



مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..



أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ



دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

خالد حمد موسى
31-10-2005, 03:04 PM
كل عام وأنت حبيبتي


كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

أقولُها لكِ،

عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ

وتغرقُ السّنةُ الماضيةُ في مياهِ أحزاني

كسفينةٍ مصنوعةٍ من الورقْ ..

أقولُها لكِ على طريقتي ..

متجاوزاً كلَّ الطقوسِ الاحتفاليّهْ

التي يمارسُها العالمُ منذ 1975 سنة ..

وكاسراً كلَّ تقاليدِ الفرحِ الكاذب

التي يتمسّكُ بها الناسُ منذ 1975 سنة ..

ورافضاً ..

كلَّ العباراتِ الكلاسيكيّة ..

التي يردّدُها الرجالُ على مسامعِ النساءْ

منذ 1975 سنة ..



2

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

أقولها لكِ بكلِّ بساطهْ ..

كما يقرأُ طفلٌ صلاتهُ قبل النومْ

وكما يقفُ عصفورٌ على سنبلةِ قمحْ ..

فتزدادُ الأزاهيرُ المشغولةُ على ثوبكِ الأبيض ..

زهرةً ..

وتزدادُ المراكبُ المنتظرةُ في ميناءِ عينيكِ ..

مركباً ..

أقولُها لكِ بحرارةٍ ونَزَقْ

كما يضربُ الراقصُ الإسبانيُّ قدمهُ بالأرضْ

فتتشكَّلُ آلافُ الدوائرْ

حولَ محيطِ الكرةِ الأرضيّهْ



3

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي

هذهِ هي الكلماتُ الأربعْ ..

التي سألفُّها بشريطٍ من القصبْ

وأرسلُها إليكِ ليلةَ رأسِ السنهْ

كلُّ البطاقاتِ التي يبيعونَها في المكتباتْ

لا تقولُ ما أريدُه ..

وكلُّ الرسومِ التي عليها ..

من شموعٍ .. وأجراسٍ .. وأشجارٍ .. وكُراتِ ثلجْ ..

وأطفالٍ .. وملائكهْ ..

لا تُناسبُني ..

إنني لا أرتاحُ للبطاقاتِ الجاهزهْ ..

ولا للقصائدِ الجاهزهْ ..

ولا للتمنّياتِ التي برسمِ التصديرْ

فهي كلُّها مطبوعةٌ في باريس، أو لندن، أو أمستردام ..

ومكتوبةٌ بالفرنسية أو الإنكليزية ..

لتصلحَ لكلِّ المناسباتْ

وأنت لستِ امرأة المناسباتْ ..

بل أنتِ المرأةُ التي أحبُّها ..

أنتِ هذا الوجعُ اليوميُّ ..

الذي لا يقالُ ببطاقاتِ المعايَدهْ ..

ولا يقالُ بالحروفِ اللاتينيّهْ ..

ولا يقالُ بالمراسلَهْ ..

وإنما يقالُ عندما تدقُّ السّاعةُ منتصفَ اللّيلْ ..

وتدخلينَ كالسمكةِ إلى مياهي الدافئهْ ..

وتستحمّينَ هناكْ ..

ويسافرُ فمي في غاباتِ شَعركِ الغجريّْ

ويستوطنُ هناكْ ..



4

لأنني أحبُّكِ ..

تدخُلُ السّنةُ الجديدةُ علينا ..

دخولَ المُلوكْ ..

ولأنني أحبُّكِ ..

أحملُ تصريحاً خاصاً من الله ..

بالتجوُّلِ بينَ ملايينِ النجومْ ..



5

لن نشتري هذا العيد شجرهْ

ستكونينَ أنتِ الشجرهْ

وسأعلّقُ عليكِ ..

أمنياتي .. وصلواتي ..

وقناديلَ دموعي ..



6

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

أمنيةٌ أخافُ أن أتمنّاها

حتى لا أُتّهَمَ بالطمعِ أو بالغرور

فكرةٌ أخافُ أن أفكّرَ بها ..

حتى لا يسرقَها الناسُ منّي ..

ويزعموا أنهم أوّلُ من اخترعَ الشِعرْ ..



7

كلَّ عامٍ وأنتِ حبيبتي ..

كلَّ عامٍ وأنا حبيبُكِ ..

أنا أعرفُ أنني أتمنى أكثرَ مما ينبغي ..

وأحلمُ أكثرَ من الحدِّ المسموحِ به ..

ولكنْ ..

من لهُ الحقُّ أن يحاسبني على أحلامي؟

من يحاسبُ الفقراءْ ؟

إذا حلموا أنهم جلسوا على العرشْ

لمدّةِ خمسِ دقائقْ ؟

من يحاسبُ الصحراءَ إذا توحَّمَتْ على جدولِ ماءْ ؟

هناكَ ثلاثُ حالاتٍ يصبحُ فيها الحلمُ شرعياً :

حالةُ الجنونْ ..

وحالةُ الشِّعرْ ..

وحالةُ التعرُّفِ على امرأةٍ مدهشةٍ مثلكِ ..

وأنا أُعاني - لحسنِ الحظّ -

منَ الحالاتِ الثلاثْ ..



8

اتركي عشيرتكِ ..

واتبعيني إلى مغائري الداخليّهْ

اتركي قبّعةَ الورقْ ..

وموسيقى الجيركْ ..

والملابسَ التنكريّهْ ..

واجلسي معي تحتَ شجرِ البرقْ ..

وعباءةِ الشِّعرِ الزرقاءْ ..

سأغطّيكِ بمعطفي من مطرِ بيروتْ

وسأسقيكِ نبيذاً أحمر ..

من أقبيةِ الرُّهبانْ ..

وسأصنعُ لكِ طبقاً إسبانياً ..

من قواقعِ البحرْ ..

اتبعيني - يا سيّدتي - إلى شوارعِ الحلمِ الخلفيّهْ ..

فلسوفَ أطلعُكِ على قصائدَ لم أقرأها لأحدْ ..

وأفتحُ لكِ حقائبَ دموعي ..

التي لم أفتحها لأحدْ ..

ولسوفَ أحبُّكِ ..

كما لا أحبَّكِ أحدْ ..



9

عندما تدقُّ السّاعةُ الثانيةَ عشرهْ

وتفقدُ الكرةُ الأرضيّةُ توازنَها

ويبدأُ الراقصونَ يفكّرونَ بأقدامهمْ ..

سأنسحبُ إلى داخلِ نفسي ..

وسأسحبكِ معي ..

فأنتِ امرأةٌ لا ترتبطُ بالفرحِ العامْ ..

ولا بالزمنِ العامْ ..

ولا بهذا السّيركِ الكبيرِ الذي يمرُّ أمامَنا ..

ولا بتلكَ الطبولِ الوثنيّةِ التي تُقرعُ حولنا ..

ولا بأقنعةِ الورقِ التي لا يبقى منها في آخرِ اللّيل

سوى رجالٌ من ورقْ ..

ونساءٌ من ورقْ ..



10

آهٍ .. يا سيّدتي

لو كانَ الأمرُ بيدي ..

إذنْ لصنعتُ سنةً لكِ وحدكِ

تفصّلينَ أيّامها كما تريدينْ

وتسندينَ ظهركِ على أسابيعها كما تريدينْ

وتتشمّسينْ ..

وتستحمّينْ ..

وتركضينَ على رمالِ شهورها ..

كما تريدينْ ..

آهٍ .. يا سيّدتي ..

لو كانَ الأمرُ بيدي ..

لأقمتُ عاصمةً لكِ في ضاحيةِ الوقتْ

لا تأخذُ بنظامِ السّاعاتِ الشمسيّةِ والرمليَّهْ

ولا يبدأُ فيها الزمنُ الحقيقيُّ

إلا ..

عندما تأخذُ يدكِ الصغيرةُ قيلولتَها ..

داخلَ يدي ..



11

كلَّ عامٍ .. وأنا متورّطٌ بكِ ..

ومُلاحقٌ بتهمةِ حبّكِ ..

كما السّماءُ مُتّهمةٌ بالزُرقهْ

والعصافيرُ متّهمةٌ بالسّفرْ

والشفةُ متّهمةٌ بالاستدارهْ ...

كلَّ عامٍ وأنا مضروبٌ بزلزالكْ ..

ومبلّلٌ بأمطاركْ ..

ومحفورٌ - كالإناء الصينيّ - بتضاريسِ جسمكْ

كلَّ عامٍ وأنتِ .. لا أدري ماذا أسمّيكِ ..

اختاري أنتِ أسماءكِ ..

كما تختارُ النقطةُ مكانَها على السطرْ

وكما يختارُ المشطُ مكانهُ في طيّاتِ الشِّعرْ ..

وإلى أن تختاري إسمكِ الجديدْ

إسمحي لي أن أناديكِ :

" يا حبيبتي " ...

خالد حمد موسى
31-10-2005, 03:10 PM
الوصية




1

أفتحُ صندوقَ أبي

أمزِّقُ الوصيّهْ

أبيعُ في المزادِ ما ورثتُهُ :

مجموعةَ المسابحِ العاجيّهْ

طربوشُهُ التركيُّ ، والجواربُ الصوفيَّهْ

وعلبةُ النشوقِ، السماورُ العتيقُ، والشمسيَّهْ

أسحبُ سيفي غاضباً

وأقطعُ الرؤوسَ ، والمفاصل المرخيَّهْ

وأهدمُ الشرقَ على أصحابِهِ

تكيَّةً .. تكيَّهْ ..





2

أفتحُ صندوقَ أبي

فلا أرى ..

إلا دراويشَ ومولويَّهْ

والعودَ، والقانونَ، والبشارفَ الشرقيَّهْ

وقصَّةَ الزيرِ على حصانِهِ ..

وعاطلينَ يشربونَ القهوةَ التركيَّهْ

أسحبُ سيفي غاضباً

وأقتلُ المعلّقاتِ العشرَ .. والألفيَّهْ

وأقتلُ الكهوفَ، والدفوفَ،

والأضرحةَ الغبيَّهْ ..





3

أفتحُ تاريخَ أبي

أفتحُ أيّامَ أبي

أرى الذي ليسَ يُرى :

أدعيةٌ . مدائحٌ دينيَّهْ

أوعيةٌ . حشائشٌ طبيَّهْ

أدويةٌ للقُدرةِ الجنسيَّهْ

أبحثُ عن معرفةٍ تنفعُني

أبحثُ عن كتابةٍ

تَخُصُّ هذا العصرَ .. أو تخصُّني

فلا أرى حولي سوى ..

رملٍ وجاهليَّهْ ..



4

أرفضُ ميراثَ أبي ..

وأرفضُ الثوبَ الذي ألبَسَني

وأرفضُ العلمَ الذي علَّمَني

وكلَّ ما أورَثَني ..

من عُقَدٍ جنسيَّهْ

أرفضُ ألفَ ليلةٍِ ..

والقمقمَ العجيبَ، والماردَ،

والسجّادةَ السحريَّهْ

أرفضُ سيفَ الدولةِ المغرورَ

والقصائدَ الذليلةَ الغبيَّهْ

أحرقُ رسمَ أُسرتي

أحرقُ أبجديّتي

ومن فلسطينَ ومن صمودِها ..

من طلقاتِ النارِ في جرودِها ..

من قمحِها المغموسِ بالدمع ،

ومن ورودها

أصنعُ أبجديَّهْ ..



5

أدخلُ مثلَ البرقِ من نافذةِ الخليفَهْ

أراهُ لا يزالُ مثلما تركتُهُ

منذُ قرونٍ سبعةٍ

مضاجعاً جاريةً روميَّهْ

أقرأُ آياتٍ من القرآنِ فوقَ رأسِهِ

مكتوبةً بأحرفٍ كوفيَّهْ

عن الجهادِ في سبيلِ الله ، والرسولِ ،

والشريعةِ الحنفيَّهْ

أقولُ في سريرَتي

" تباركَ الجهادُ في النُحُورِ، والأثداءِ

والمعاصمِ الطريَّهْ ..

يا حضرةَ الخليفَهْ

أعبرُ من سراديقِ الحريم كالمنيَّهْ

أمشي على الأبدانِ ، والغلمانِ ،

والأساورِ المرميَّهْ

أمشي على ..

توجُّعِ الحريرِ والقطيفَهْ

أدخلُ مثلَ الموتِ من نافذةِ الخليفَهْ

يحسبُني مُرتزقاً

دَبَّجتُ في مديحِهِ قصيدةً همزيَّهْ

يأمرُ لي

من بيتِ مالِ المؤمنينَ كلَّ ما أطلبُهُ

عباءةً من قَصَبٍ

وساعةً من ذَهَبٍ

ومن نساءِ قصرهِ محظيَّهْ

أبصقُ فوقَ وجهِهِ

وفوقَ وجه الدولةِ العليَّهْ

من أنتَ ؟

يا سيَّافُ .. إقطعْ رأسَهُ

وهاتِ لي الرأسَ على صينيَّهْ

يا مَلِكَ الزمانِ .. إنْ قتلتَني

فمستحيلٌ تقتلُ الحريَّهْ .



6

قُم يا طويلَ العُمرِ ..

من حُجرَتِكَ الورديَّهْ

وافتحْ شبابيكَكَ ..

للشمسِ ، وللعدلِ ، وللرعيَّهْ

فما رآكَ الشعبُ منذُ آخرِ أيّامِ بني أميَّهْ

هل أنتَ حقاً من بني أميَّهْ ؟

أخرجْ إلى الشارعِ يا أميرَنا

واقرأْ ..

ولو صحيفةً يوميَّهْ

إقرأْ ..

عن السويسِ ، والأردنِّ ، والجولانِ

والمدائنِ السبيَّهْ

عن الذين يعبرونَ النهرَ ..

نحوَ الضفَّةِ الغربيَّهْ

هل يا طويلَ العُمرِ .. في بلاطِكمْ

خريطةٌ صغيرةٌ ..

للضفَّةِ الغربيَّهْ ؟

خالد حمد موسى
31-10-2005, 03:16 PM
طوق الياسمين


شكراً.. لطوقِ الياسَمينْ

وضحكتِ لي.. وظننتُ أنّكِ تعرفينْ

معنى سوارِ الياسمينْ

يأتي بهِ رجلٌ إليكِ..

ظننتُ أنّك تُدركينْ..



وجلستِ في ركنٍ ركينْ

تتسرَّحينْ

وتُنقِّطين العطرَ من قارورةٍ وتدمدمينْ

لحناً فرنسيَّ الرنينْ

لحناً كأيّامي حزينْ

قَدماكِ في الخُفِّ المُقَصَّبِ

جَدولانِ منَ الحنينْ



وقصدتِ دولابَ الملابسِ

تَقلعينَ.. وترتدينْ

وطلبتِ أن أختارَ ماذا تلبسينْ

أَفَلي إذنْ؟

أَفَلي إذنْ تتجمَّلينْ؟

ووقفتُ.. في دوّامةِ الألوانِ ملتهبَ الجبينْ

الأسودُ المكشوفُ من كتفيهِ..

هل تتردّدينْ؟

لكنّهُ لونٌ حزينْ

لونٌ كأيّامي حزينْ

ولبستِهِ

وربطتِ طوقَ الياسمينْ

وظننتُ أنّكِ تَعرفينْ

معنى سوارَ الياسمينْ

يأتي بهِ رجلٌ إليكِ..

ظننتُ أنّكِ تُدركينْ..



هذا المساءْ..

بحانةٍ صُغرى رأيتُكِ ترقصينْ

تتكسَّرينَ على زنودِ المُعجَبينْ

تتكسَّرينْ..

وتُدَمدمينْ..

في أُذنِ فارسِكِ الأمينْ

لحناً فرنسيَّ الرنينْ

لحناً كأيّامي حزينْ



وبدأتُ أكتشفُ اليقينْ

وعرفتُ أنّكِ للسّوى تتجمَّلينْ

ولهُ ترُشِّينَ العطورَ..

وتقلعينَ..

وترتدينْ..

ولمحتُ طوقَ الياسمينْ

في الأرضِ.. مكتومَ الأنينْ

كالجُثَّةِ البيضاءَ ..

تدفعُهُ جموعُ الراقصينْ

ويهمُّ فارسُكِ الجميلُ بأخذِه ..

فتُمانعينْ..

وتُقَهقِهينْ..

" لا شيءَ يستدعي انحناءَكَ ..

ذاكَ طوقُ الياسمينْ.. "

ابو الزعيم
31-10-2005, 08:28 PM
العزيز .... ابن الوليد ود حمد موسى

لك الود وكل الاحترام .....

والف شكر على هذه المشاركات الرائعة .. والله يديك العافية ...
ونحن لسة في انتظار البقية ... ما تطول الغيبة

وكل عام وانت وكل رواد المنتدى .... بالف خير

ابراهيم
01-11-2005, 03:17 AM
الى مقام سوباوي هذا على ما اعتقد هو النص الكامل لقصيدة جميلة بوحيرد

الاسم
جميله بو حيرد
رقم الزنزانه تسعونا
في السجن الحربي بوهران
والعمر اثنان وعشرونا
عينان ...كقنديلي معبد
والشعر العربي الاسود
كالصيف ....كشلال الاحزان
ابريق للماء
وسجان
ويد...تنضم على القران
وامرأة
في ضوء الصبح
تسترجع في مثل البوح
آيات
محزنه الارنان
من سورة مريم
والفتح
....................

الاسم
جميله بوحيرد
اسم مكتوب باللهب
مغموس في جرح السحب
في ادب بلادي
في ادبي
العمر اثنان وعشرونا
في الصدر استوطن
زوج حمام
والثغر الراقد
غصن سلام
.........................

امرأة من قسطنطينيه
لم تعرف شفتاها الزينه
لم تدخل حجرتها الاحلام
لم تلعب ابدا
كالاطفال
لم تغرم
في عقد او شال
لم تعرف
كنساء فرنسا
أقبيه اللذه في (بيجال)
........................

.الاسم
جميله بو حيرد
اجمل اغنيه في المغرب
اطول نخله
لمحتها واحات المغرب
اجمل طفله
اتعبت الشمس ولم تتعب
يا ربي
هل تحت الكوكب؟؟
يوجد انسان
يرضى ان ياكل.ان يشرب
من لحم مجاهدة تصلب؟
........................

اضواء (الباستيل)
ضئيله
وسعال امرأة
مسلوله
اكلت من نهديها الاغلال
اكل الانذال
(لاكوست) والاف الانذال
من جيش فرنسا المغلوبه
انتصروا الان
على انثى
انثى ...كالشمعه مصلوبه
............................

القيد يعض على القدمين
وسجائر
تطفأ في النهدين
ودم
في الانف....وفي الشفتين
وجراح جميله بو حيرد
هي والتحرير
على موعد
يا ربي ...اغفر لفرنسا
فضمير فرنسا لم يوجد
.........................
مقصله تنصب
والاشرار
يلهون بانثى دون ازار
وجميله ...بين بنادقهم
عصفور في وسط الامطار
الجسد الخمري الاسمر
تنفضه لمسات التيار
وحروق
في الثدي الايسر
في......
في......
في....
ياللعار
......................
الاسم
جميله بو حيرد
تاريخ...ترويه بلادي
يحفظه بعدي اولادي
تاريخ امرأة في وطني
جلدت مقصله الجلاد
امرأة دوخت الشمسا
جرحت ابعاد الابعاد
ثائرة من جبل الاطلس
يذكرها الليلك والنرجس
يذكرها....زهر الكباد
............
ما اصغر جان دارك فرنسا
في جانب جان دارك بلادي

ابو الزعيم
02-11-2005, 10:17 AM
لك الف تحية الغالي ابراهومة ...
وكل عام وانت وجميع رواد المنتدى والمسلمين جميعاً بالف خير

تشكر عزيزي على هذا النص الرائع ... ونتمنى ان تمدنا بالمزيد
ولك احترامي

ابو الزعيم
05-11-2005, 02:03 AM
تـــريـــديـــن
**************
********
****
تريدين مثل جميع النساء
كنوز سليمان
مثل جميع النساء
واحواض عطرِ ٍ
وامشاط عاج ٍ
وسراب إماء
يسبح باسمك كالببغاء
يقول : ( أحبك ) عند الصباح
يقول : ( أحبك ) عند المساء
ويغسل بالخمر رجليك
ياشهرزاد النساء ...

تريدين مثل جميع النساء
تريدين مني نجوم السماء
واطباق من
واطباق سلوى
وخفين من زهر الكستناء
تريدين ... من شنغهاي الحرير
ومن اصفهان جلود الفراء
ولستُ نبياً من الانبياء
لألقي عصاي
فينشق البحر
ويولد بين الغنائم قصرُ
جميع حجارته من ضياء

تريدين مثل جميع النساء
مراوح ريش
وكحلاً ... وعطراً
تريدين عبداً شديد الغباء
ليقرأ عند سريرك شعراً
تريدين في لحظتين اثنين
بلاط الرشيد إيوان كسرى
وقافلة من عبيد وأسرى
تجر ذيولك .. يا كليوبترا
ولست أنا
سندباد الفضاء
لأحضر بابل بين يديك
وأهرام مصر ٍ ... وإيوان كسرى
وليس لدي سراج علاء
لآتيك بالشمس فوق إناء
كما تتمنى جميع النساء
أيا شهرزاد النساء
أنا عامل من دمشق .. فقير
رغيفي أغمسه بالدماء
شعوري بسيط وأجوى بسيط
وأؤمن بالخبز والأولياء
وأحلم بالحب كالأخرين
وزوج تخيط ثقوب ردائي
وطفل ينام على ركبتي
كعصفور حقل ٍ ، كزهرة ماء
أفكر بالحب كالآخرين
وأن المحبة شمس تضئ
على الحالمين وراء القصور ...
على الكادحين .. على الأشقياء
ومن يملكون سرير حرير
ومن يملكون سرير بكاء

تريدين مثل جميع النساء
تريدين ثامنة المعجزات
وليس لدي
سوى كبريائي ........
..........................
...................
............
.......
...
..

سوباوي
07-11-2005, 01:30 AM
الرحيب إبراهيم ... الشفيف أبوا الزعيم ...

لكم مزركش التحايا .. ألف أمنية في الخاطر وفق ما تصبون له .. وكل عام وأنتم بعافية الوطن المتعافي ..

شكراً أليفاً أخي إبراهيم .. لإمتاعك لي ببنت بحيرد .. لك ودي أينما كنت ...

عزيزي أبو الزعيم .. هكذا أنت قريب دوماً .. وأنت في القلب أو القلب لديك سيان عندي طالما أنك بخير ...

تحياتي ...

التيمان
10-11-2005, 02:56 AM
متعتونا والله العظيم


يعطيكم العافيه

التيمان
10-11-2005, 02:59 AM
نستنا منكم الجديد ياشباب

Mr Lonely
15-11-2005, 03:11 AM
مشكووووووووووووووور علي الدرر الجميله

يا رائع