سوباوي
04-12-2005, 02:54 AM
"تداخـــل"
وأمطرت كغير عادتها .. المقهى تضيئه بعض الشمعدانات الباهتة .. ساكنة تماماً تلافيف دخان السجائر وكأنها
مرسومة .. المكان ملئ بالجالسين ولكن تفرق طاولاته يسلل إليك إحساساً بالبراح لم يكن هناك ثمة مقعد خالي سواه
فجلست بجواره بدأت بمسح وجهي من أسفل إلى أعلى مرورا بشعري ومنتهياً مؤخرة رأسي لأزيل ما أصابني من
بلل المطر ثم مسحت الحضور بنظرات هادئة كي أزيل عن نفسي رهبة سكون المكان وألتفت إليه محيياً .. حيث كان
يرتكز بمرفقيه على الطاولة مميلاً صدره إليها شابكاً كفيه بأصابعه أمام وجه مسنداً جبينه إلى إبهاميه كمن يحاول
جاهداً السيطرة على ذمام الأمور .. رد على تحيتي بعد أن تمعنني ملياً بأهداب بدأ عليها السهر .. يزداد المطر في
تساقطه يزداد الجلوس في وجومهم وكأنها تمطر عليهم كل خطاياهم .. لم يكن ثمة نادل يترأى للعيان كي يسعفني
بفنجان من القهوة أو الحليب الدافئ .. التفت نحوي في هدوء مشيراً نحو باب داخلي نصف مفتوح أنهم بالداخل اقترح
أن تذهب وتخبر أحدهم ليحضر لك ما تريد .. شكرته وقبل أن اتجه نحوهم إذ بالنادل أمامي فطلب منه أن يأتيني
بشاي سادة عليه نعناع .. شكرته .. طلبت له فنجان من القهوة بسكر خفيف فطلب أن يكون البن محروقاً أكثر ..
شكرني .. بادرته بالسؤال عن أحواله .. حدثني عن غلاء المهور وفشل الزيجات الحديثة وتوتر القديمة منها .. ربط
التدهور الاقتصادي بملامح الشارع العام .. حدثته عن شعر الحداثة وعن تغيب ملامح المفردة الرصينة في النصوص
الشابة .. ثم اختلفنا في وجهات النظر ووجهات السفر .. أخرج علبة سجائره مد إلي بسيجارة .. اعتذرت .. لا أتعاطى ..
مددت إليه بولاعتي .. بدأت عليه الدهشة .. أخبرته أني أضئ بها الطريق .. حضر النادل وحضر القطار .. فأخذت
القهوة .. و أخذ الشاي .. ركبنا في صمت واختلفنا أيضاً في الدرجات .. تركنا المطر خلفنا يغسل خطايا الجالسين . " السوباوي"
إحدى ليالي مارس الحارقة
******************************************
ممطورُ الجتة
مبلولُ الخاطر
مفطورٌ عشقي على المطرة
محظورٌ شوقي عن البوح في حضرتها
تومضُ عيناي به .. كما البرق بلا صوت ...
************************************************** **************************
يأتي المساء على مهل
مهلٌ .. مهل ..
مطر الحزن انبهل
مطرٌ .. مطر ..
غسل المدائن للخشوع .. غسل المآذن للركوع ..
غسل الشجر ..
شجرٌ .. شجر
غسل التباريح وتجاريح الهوى ...
من غيبه السفر أب في الذكرى حضر ..
سفرٌ .. سفر
أرهقنا السفر .. العمر اندثر ...
مطر الحزن انبهل .. مطرٌ .. مطر ... مطرٌ .. مطر
************************************************** *********************
بهج مجيك ضوء النجوم الغافلة عن آهة تنهد
ما بتشيل تعب التردد
من فروق زمن الفصول .. والمطر ..
هجست على الأغصان عصافير التودد والرحيل
غنت مع الأطفال أغاني البهجة وامتشقوا السكون ...
************************************************** *************************
نبه خطاك الشوق
قبل وراك خاطر
كثف حضورك غيم ...
بلل رزازك قوس قزح ...
اقترح صمتك لغة ...
انشرح صوتك غنى ..
يا منى البشتهيك صحبة ورفيقة ...
جواي بقيف .. جواك يقيف كل الزمن
يغسل همومه ويغتسل ....
يا ممطورة وبيك بتوضأ
لما أجاوز حد الهم ...
يا منحوتة في عمق الخاطر
وبيك بتحقق أجمل حلم ...
يا أنثى بطعم الشهد ووعد الفرح الباكر يملئ الدنيا ..
************************************************** *************
"مقاطع متنوعة من – أغانيات للمطر – سوباوي 1996م"
وأمطرت كغير عادتها .. المقهى تضيئه بعض الشمعدانات الباهتة .. ساكنة تماماً تلافيف دخان السجائر وكأنها
مرسومة .. المكان ملئ بالجالسين ولكن تفرق طاولاته يسلل إليك إحساساً بالبراح لم يكن هناك ثمة مقعد خالي سواه
فجلست بجواره بدأت بمسح وجهي من أسفل إلى أعلى مرورا بشعري ومنتهياً مؤخرة رأسي لأزيل ما أصابني من
بلل المطر ثم مسحت الحضور بنظرات هادئة كي أزيل عن نفسي رهبة سكون المكان وألتفت إليه محيياً .. حيث كان
يرتكز بمرفقيه على الطاولة مميلاً صدره إليها شابكاً كفيه بأصابعه أمام وجه مسنداً جبينه إلى إبهاميه كمن يحاول
جاهداً السيطرة على ذمام الأمور .. رد على تحيتي بعد أن تمعنني ملياً بأهداب بدأ عليها السهر .. يزداد المطر في
تساقطه يزداد الجلوس في وجومهم وكأنها تمطر عليهم كل خطاياهم .. لم يكن ثمة نادل يترأى للعيان كي يسعفني
بفنجان من القهوة أو الحليب الدافئ .. التفت نحوي في هدوء مشيراً نحو باب داخلي نصف مفتوح أنهم بالداخل اقترح
أن تذهب وتخبر أحدهم ليحضر لك ما تريد .. شكرته وقبل أن اتجه نحوهم إذ بالنادل أمامي فطلب منه أن يأتيني
بشاي سادة عليه نعناع .. شكرته .. طلبت له فنجان من القهوة بسكر خفيف فطلب أن يكون البن محروقاً أكثر ..
شكرني .. بادرته بالسؤال عن أحواله .. حدثني عن غلاء المهور وفشل الزيجات الحديثة وتوتر القديمة منها .. ربط
التدهور الاقتصادي بملامح الشارع العام .. حدثته عن شعر الحداثة وعن تغيب ملامح المفردة الرصينة في النصوص
الشابة .. ثم اختلفنا في وجهات النظر ووجهات السفر .. أخرج علبة سجائره مد إلي بسيجارة .. اعتذرت .. لا أتعاطى ..
مددت إليه بولاعتي .. بدأت عليه الدهشة .. أخبرته أني أضئ بها الطريق .. حضر النادل وحضر القطار .. فأخذت
القهوة .. و أخذ الشاي .. ركبنا في صمت واختلفنا أيضاً في الدرجات .. تركنا المطر خلفنا يغسل خطايا الجالسين . " السوباوي"
إحدى ليالي مارس الحارقة
******************************************
ممطورُ الجتة
مبلولُ الخاطر
مفطورٌ عشقي على المطرة
محظورٌ شوقي عن البوح في حضرتها
تومضُ عيناي به .. كما البرق بلا صوت ...
************************************************** **************************
يأتي المساء على مهل
مهلٌ .. مهل ..
مطر الحزن انبهل
مطرٌ .. مطر ..
غسل المدائن للخشوع .. غسل المآذن للركوع ..
غسل الشجر ..
شجرٌ .. شجر
غسل التباريح وتجاريح الهوى ...
من غيبه السفر أب في الذكرى حضر ..
سفرٌ .. سفر
أرهقنا السفر .. العمر اندثر ...
مطر الحزن انبهل .. مطرٌ .. مطر ... مطرٌ .. مطر
************************************************** *********************
بهج مجيك ضوء النجوم الغافلة عن آهة تنهد
ما بتشيل تعب التردد
من فروق زمن الفصول .. والمطر ..
هجست على الأغصان عصافير التودد والرحيل
غنت مع الأطفال أغاني البهجة وامتشقوا السكون ...
************************************************** *************************
نبه خطاك الشوق
قبل وراك خاطر
كثف حضورك غيم ...
بلل رزازك قوس قزح ...
اقترح صمتك لغة ...
انشرح صوتك غنى ..
يا منى البشتهيك صحبة ورفيقة ...
جواي بقيف .. جواك يقيف كل الزمن
يغسل همومه ويغتسل ....
يا ممطورة وبيك بتوضأ
لما أجاوز حد الهم ...
يا منحوتة في عمق الخاطر
وبيك بتحقق أجمل حلم ...
يا أنثى بطعم الشهد ووعد الفرح الباكر يملئ الدنيا ..
************************************************** *************
"مقاطع متنوعة من – أغانيات للمطر – سوباوي 1996م"