المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبابكم عشرة بلاكشرة



aborawan
14-05-2004, 11:40 AM
جوامع الموعظة[1]

يا ابن آدم: عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنيّاً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً. إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، أصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً. يا ابن آدم: لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمّك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزود والكافر يتمتّع.

إستجيبوا لله[2]
أيّها الناس: إنه من نصح لله وأخذ قوله دليلاً، هدي للتي هي أقوم، ووفّقه الله للرشاد، وسدّده للحسنى، فانّ جار الله آمن محفوظ وعدوّه خائف مخذول، فاحترسوا من الله بكثرة، الذكر، واخشوا الله بالتقوى، وتقرّبوا إلى الله بالطاعة، فانه قريب مجيب، قال الله تبارك وتعالى: (وإذا سألك عبادي عنيّ، فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان، فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون) فاستجيبوا لله وآمنوا به، فانّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم، فإنّ رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا، و (عز) الذين يعرفون الله أن يتذللوا (له) وسلامةَ الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا له، ولا ينكروا أنفسهم بعد المعرفة، ولا يضلوا بعد الهدى.
واعلموا علماً يقيناً: أنكم لن تعرفوا التقى، حتى تعرفوا صفة الهدى ولن تمسكوا بميثاق الكتاب، حتى تعرفوا الذي نبذه، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته، حتى تعرفوا الذي حرّفه، فاذا عرفتم ذلك، عرفتم البدع والتكلّف، ورأيتم الفرية على الله، والتحريف، ورأيتم كيف يهوي من يهوي، ولا يجهلنّكم الذين لا يعلمون، والتمسوا ذلك عند أهله، فانهم خاصة نورٍ يستضاء بهم، وأئمة يقتدى بهم، بهم عيش العلم وموت الجهل، وهم الذين أخبركم حلمهم عن جهلهم، وحكم منطقهم عن صمتهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الحقّ، ولايختلفون فيه، وقد خلت لهم من الله سنّة، ومضى فيهم من الله حكم، ان في ذلك لذكرى للذاكرين، واعقلوه اذا سمعتموه، عقل رعايةٍ، ولا تعقلوه عقل رواية، فانّ رواة الكتاب كثير، ورعاته قليل، والله المستعان.

التقوى[3]

إعلموا أن الله لم يخلقكم عبثاً، وليس بتارككم سدى، كتب آجالكم وقسّم بينكم معائشكم، ليعرف كل ذي لبٍ منزلته، وانّ ما قدّر له أصابّه وما صرف عنه فلن يصيبه، قد كفاكم مؤونة الدنيا وفرّغكم لعبادته، وحثّكم على الشكر، وافترض عليكم الذكر، وأوصاكم بالتقوى. منتهى رضاه، والتقوى باب كلّ توبة، ورأس كلّ حكمة، وشرف كلّ عملٍ بالتقوى، فاز من فاز من المتّقين، قال الله تبارك وتعالى: (ان للمتقين مفازاً، قال: (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسّهم السوء ولاهم يحزنون فاتقوّا الله عباد الله، واعلموا: أنّه من يتق الله يجعل له مخرجاً من الفتن ويسدده في أمره ويهيئ له رشده، ويفلحه بحجته، ويبيض وجهه ويعطه رغبته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين، والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقاً.