المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبابكم عشرة بلاكشرة (2)



aborawan
14-05-2004, 11:44 AM
المتقون[4]
لقد اصبحت أقوام كأنهم ينظرون إلى الجنة ونعيمها، والنار وحميمها، يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم من مرضٍ، أو قد خولطوا وإنما خالطهم امر عظيم خوف الله ومهابته في قلوبهم كانوا يقولون: ليس لنا في الدنيا من حاجةٍ وليس لها خلقنا ولا بالسعي لها أمرنا، أنفقوا اموالهم وبذلوا دماءهم واشتروا بذلك رضي خالقهم، علموا انّ الله اشترى منهم اموالهم وانفسهم بالجنة فباعوه وربحت تجارتهم وعظمت سعادتهم رأفلحوا وأنجحوا فاقتفرا آثارهم رحمكم الله، واقتدوا بهم فانّ الله تعالى وصف لنبيّه صلى الله عليه وآله صفة آبائه ابراهيم واسماعيل وذريتهما وقال: (فبهداهم اقتدوه) واعلموا عباد الله أنكم مأخوذون الإقتداء بهم والاتّباع لهم، فجدّوا واجتهدوا واحذروا أن تكونوا اعواناً للظالم، فانّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من مشى مع ظالمٍ ليعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام، ومن حالت شفاعته دون حدٍ من حدودٍ الله فقد حادّ الله و رسوله، ومن اعان ظالماً ليبطل حقاً لمسلمٍ فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله، ومن دعا لظالمٍ بالبقاء، فقد احبّ ان يعصى الله، ومن ظلم بحضرته مؤمن او اغتيب وكان قادراً على نصره ولم ينصره فقد باء بغضبٍ من الله ومن رسوله، ومن نصره فقد استوجب الجنّة من الله تعالى وإن الله تعالى اوحى إلى داود (عليه السلام): قال: لفلان الجبار إني لم ابعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ولكن لتردّ عني دعوة المظلوم تنصره، فاني آليت على نفسي ان انصره، وانتصر له، ممن ظلم بحضرته، ولم ينصره.

أهل النار[5]
قال الحسن (عليه السلام): إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق اهل النار لانهم أعجزوه، ولكن إذا أطفىء بهم اللهب ارسبهم في قعرها.
ثم غشي عليه، فلما أفاق من غشوته قال
ياابن آدم نفسك نفسك، فانما هي نفس واحدة، إن نجت نجوت وان هلكت لم ينفعك نجاة من نجا.

المبادرة إلى العمل[6]
إتقوا الله عباد الله، وجدّوا في الطلب وتجاه الهرب، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات، وهادم اللذات، فانّ الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجيعها، ولا تتوقّى مساويها، غرور حائل، وسناد مائل، فاتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بأثر. وازدجروا بالنعيم. وانتفعوا بالمواعظ، فكفى بالله معصتماً ونصيراً، وكفى بالكتاب حجيجاً وخصيما، وكفى بالجنّةِ ثواباً، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً.

تزودوا
ياابن آدم عفّ عن محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله تكن غنياً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً، إنه كان بين ايديكم قوم يجمعون كثيراً، ويبنون مشيداً، ويأملون بعيداً، اصبح جمعهم بوراً، وعملهم غروراً، ومساكنهم قبوراً، يا ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن امّك، فجد بما في يديك، فإنّ المؤمن يتزود، والكافر يتمتع (وتزودوا فانّ خير الزاد التقوى).

حبّ الدنيا[7]
من احبّ الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصاً على الدنيا، لم يزدد منها الا بعداً، وازداد هو من الله بغضاً.
والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوفٍ أكله، غير منقوصٍ من رزقه شيئاً، فعلام التهافت في النار؟ والخير كله في صبر ساعةٍ واحدةٍ، تورث راحةً طويلةً وسعادةً كثيرةً.
والناس طالبان: طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناجٍ فائز.
واعلم – أيها الرجل! - أنه لا يضرّك ما فاتك من الدنيا، وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة، وما ينفعك ما أصبت من الدنيا، إذا حرمت الآخرة.

ابورجاء
11-03-2007, 02:39 AM
http://up20.net/uploads/05baf29d1b.jpg (http://up20.net)

aborawan
11-03-2007, 04:49 AM
اثابك الله اخي ابا رجاء وجعلنا واياك من المتقين العابدين