مزوني
08-02-2006, 03:33 AM
حاولت كثيرا البحث في جذور هذه المشكلة المستعصية لدى هذا الشعب العريق .. وكنت دائما ماأتقافز بين صفحات التاريخ باحثا هنا وهناك ولكن دون فائدة تذكر، واستمر بي الحال تائها أبحث عن شمار هذه المشكلة حتى قابلت ذلك الشيخ العجوز ذو اللحية المهيبة ..
وقبل أن أكشف لكم جذور المشكلة دعوني أتغلغل بكم داخل جسمها ..
وهي عقدة الـ (لا أعرف) لدى الشعب السوداني، فهذه الكلمة تحتوي على كمية كبيرة من مسحوق الشطة تمنع تواردها على أي لسان يمتلك مجسات حسية .. لذلك تجد أنه من سابع المستحيلات بعد الألف أن ينطقها سوداني حتى ولو كان لا يعرف فجلهم يحملون الشهادات العليا في علم (التنظير) ..
في إحدى المرات كنت ذاهبا إلى شخص ما عن طريق الوصف .. وعندما وصلت إلى البناية التي وصفها لي أردت فقط التأكد من صحة العنوان فقمت بسؤال أحد الأشخاص والذي كان جالسا على طبلية قد زينت بالبرنجي وقلت له إذا ما كان هذا مكتب فلان بن علان ؟ .. في الحقيقة سؤالي لم يكن صعبا والإجابة عليه لا تحتاج لأكثر من خمس ثواني ولكنه .. نهض .. ثم نظر إلى الأعلى لإعطاء النظرة التنظيرية حقها راسما بيده أشكالا في الهواء وأظنه كان بارعا .. بعد ذلك أجابني : ( والله فلان بن علان دا ما موجود في الحتة دي لكن انت خش يمكن تلقاهو ويمكن ما تلقاهو ) ..- والله اجتهد- ..
في الحقيقة هذه الإجابة جعلتني أخلو مع نفسي لفترة من الزمن أبحث عن تفسير لهذا العلم، إلا أن استكاكة أصابت عقلي جعلتني أتجه إلى إجراء ( ألت كنترول دليت ) ..
هذا الشخص البرنجي الشخصية كان بإمكانه وببساطة شديدة أن يجيبني بكلمة (لا أعرف). ولا أعتقد أني كنت واقعا تحت تأثير المخدر أو كنت أحمل سلاحا .. حتى إن مظهري لم يكن بتلك البشاعة التي تجعله يراني غولا جائعا تسيل ريالاته انهارا فيخشى أن يقول لي (لا أعرف) ..
فربما أتى شخص من الأقاليم البعيدة إلى الخرطوم باحثا عن مشفى يداوي علته، وعن طريق الوصف من ذوي الطريقة التنظيرية والذين يسقطون من قواميسهم كلمة الـ(لا أعرف) تجده أمام قيادة الشعب للقوات المسلحة ومن هناك يقوم بتأكيد الوصف عن طريق أحد البرنجيين وتكون النتيجة بأن يصبح جسد هذا المسكين غربالا لأنه لم يتعامل مع كلمة ( ثابت ) بشكل صحيح ..
ذلك الشيخ العجوز أخبرني بأنه في قديم الزمان كان هناك ملك عظيم يحكم هذه البلاد وكان اسمه ( الملك أعرف ) لذلك كان يعذب كل من يقول ( لا أعرف ) بأن يدق المسامير على أجسادهم ثم ينزعها ويضعهم في حوض من الخمر ثم يذيب عليهم شطة حمرا بعد ذلك يضعهم فوق صاج كبير عليه زيت يغلي حتى ينجضوا . هذا العذاب جعل كافة الشعب يهابونه مهابة عظيمة لا يجرؤ أحدهم بعدها أن ينطق بكلمة (لا أعرف). وهذه المهابة انتقلت عبر الأجيال حتى وصلت لجيلنا الحالي ..
أنا حقيقة لا أعلم إذا ما كان هذا الشيخ محقا أم هي عقدة الـ (لا أعرف) لديه والتي جعلته يبتكر هذه القصة.
مــــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــ ــقــــــــــــــــــــــــول
وقبل أن أكشف لكم جذور المشكلة دعوني أتغلغل بكم داخل جسمها ..
وهي عقدة الـ (لا أعرف) لدى الشعب السوداني، فهذه الكلمة تحتوي على كمية كبيرة من مسحوق الشطة تمنع تواردها على أي لسان يمتلك مجسات حسية .. لذلك تجد أنه من سابع المستحيلات بعد الألف أن ينطقها سوداني حتى ولو كان لا يعرف فجلهم يحملون الشهادات العليا في علم (التنظير) ..
في إحدى المرات كنت ذاهبا إلى شخص ما عن طريق الوصف .. وعندما وصلت إلى البناية التي وصفها لي أردت فقط التأكد من صحة العنوان فقمت بسؤال أحد الأشخاص والذي كان جالسا على طبلية قد زينت بالبرنجي وقلت له إذا ما كان هذا مكتب فلان بن علان ؟ .. في الحقيقة سؤالي لم يكن صعبا والإجابة عليه لا تحتاج لأكثر من خمس ثواني ولكنه .. نهض .. ثم نظر إلى الأعلى لإعطاء النظرة التنظيرية حقها راسما بيده أشكالا في الهواء وأظنه كان بارعا .. بعد ذلك أجابني : ( والله فلان بن علان دا ما موجود في الحتة دي لكن انت خش يمكن تلقاهو ويمكن ما تلقاهو ) ..- والله اجتهد- ..
في الحقيقة هذه الإجابة جعلتني أخلو مع نفسي لفترة من الزمن أبحث عن تفسير لهذا العلم، إلا أن استكاكة أصابت عقلي جعلتني أتجه إلى إجراء ( ألت كنترول دليت ) ..
هذا الشخص البرنجي الشخصية كان بإمكانه وببساطة شديدة أن يجيبني بكلمة (لا أعرف). ولا أعتقد أني كنت واقعا تحت تأثير المخدر أو كنت أحمل سلاحا .. حتى إن مظهري لم يكن بتلك البشاعة التي تجعله يراني غولا جائعا تسيل ريالاته انهارا فيخشى أن يقول لي (لا أعرف) ..
فربما أتى شخص من الأقاليم البعيدة إلى الخرطوم باحثا عن مشفى يداوي علته، وعن طريق الوصف من ذوي الطريقة التنظيرية والذين يسقطون من قواميسهم كلمة الـ(لا أعرف) تجده أمام قيادة الشعب للقوات المسلحة ومن هناك يقوم بتأكيد الوصف عن طريق أحد البرنجيين وتكون النتيجة بأن يصبح جسد هذا المسكين غربالا لأنه لم يتعامل مع كلمة ( ثابت ) بشكل صحيح ..
ذلك الشيخ العجوز أخبرني بأنه في قديم الزمان كان هناك ملك عظيم يحكم هذه البلاد وكان اسمه ( الملك أعرف ) لذلك كان يعذب كل من يقول ( لا أعرف ) بأن يدق المسامير على أجسادهم ثم ينزعها ويضعهم في حوض من الخمر ثم يذيب عليهم شطة حمرا بعد ذلك يضعهم فوق صاج كبير عليه زيت يغلي حتى ينجضوا . هذا العذاب جعل كافة الشعب يهابونه مهابة عظيمة لا يجرؤ أحدهم بعدها أن ينطق بكلمة (لا أعرف). وهذه المهابة انتقلت عبر الأجيال حتى وصلت لجيلنا الحالي ..
أنا حقيقة لا أعلم إذا ما كان هذا الشيخ محقا أم هي عقدة الـ (لا أعرف) لديه والتي جعلته يبتكر هذه القصة.
مــــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــ ــقــــــــــــــــــــــــول