المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبديـــــــــــــــــــــة الشعر (مختارات)



أشرف السر
26-02-2006, 06:20 AM
هي قصائد تعلق بالذاكرة، لأنها تستوطن الروح،، يحبها القلب،، وتلهم من هو قابل للإلهام.. سأحاول هنا ان اكتب لكم القصائد التي تميزت عندي عما سواها..
الترتيب هنا لا علاقة له بالأهمية...

أولا: - لا تصالح - أمل دنقل
(1)
لا تصالحْ !
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟
إنها الحربُ !
قد تثقل القلبَ ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ ..
ولا تتوخَّ الهرب !
(2)
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟
سيقولون :
جئناك كي تحقن الدم ..
جئناك . كن - يا أمير - الحكم
سيقولون :
ها نحن أبناء عم.
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر ..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا -
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن .. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !
من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..
وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة ..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،
وهي تجلس فوق الرماد ؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟
وكيف تصير المليكَ ..
على أوجهِ البهجة المستعارة ؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف ؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة
لا تصالح ،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك : سيفٌ
وسيفك : زيفٌ
إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف
واستطبت - الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
" .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟
كيف تنظر في عيني امرأة ..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟
كيف تصبح فارسها في الغرام ؟
كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام
- كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس ..
واروِ أسلافَكَ الراقدين ..
إلى أن تردَّ عليك العظام !
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي - لمن قصدوك - القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ - الآن - ما تستطيع :
قليلاً من الحق ..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة !
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .
لم أكن غازيًا ،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ !
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !
وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ : ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجة الأهل - صوتُ الحصان - التعرف بالضيف - همهمة القلب حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًّا
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !
(9)
لا تصالح
ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك .. المسوخ !
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

أشرف السر
26-02-2006, 06:22 AM
في زمن ما.. كتب الشاعر الطيب برير يوسف
هذه القصيدة ...
مملكةُ حروفِ العـــلّةْ
خُـــذْ من شخصِكَ
شخصــــاً
و افرضْ أنّكَ ..
حرفٌ مَا
سينٌ ..
شينٌ
صادٌ ..
خُـــذْ ما شئتَ
- بغيرِ حروفِ العـــلّةِ -
حرفَ هجـــاءْ
أُدخلتَ لزمنٍ
كانت فيهِ حروفُ العلّةِ
- فرضاً -
تحكُــمُ
تمنحُ لقمَ العيشِ
و جرعَ الماءْ
فقيلَ ..
و للمفرُوضِ عليهم
بذلُ الطّـــاعةِ
كلُّ السّـــذجِ
و الدّهــــماءْ
( كونوا صــــــفّاً .. )
كنّا صــفّـاً
صارَ بطولِ الوهــمِ
سرابٌ للبُسطاءْ
ها نحنُ الآن ..
بصفِّ الخبزِ
بأمرِ اليـــــاءْ
طـــالْ الوقتُ
فقالَ الضّـــادُ
و كان جريئاً جـــدّاً
( كيف نُحكّــمُ فينا حرفَ العلّةِ
حرفُ العلّةِ كالحرباءْ .. )
نظرَ إليهِ الألفُ مليّــاً
بصقَ بحقدٍ
مسحَ الذّقنَ
و رفعَ الأنفَ
وقالَ بإستعـــلاءْ :
( طابـــورٌ خامسْ ..
يا جبناءْ
يا ضادُ ..
ألستَ من المدفُوعِ إليهم
و الأجراءْ
بعتمْ شرفَ الكلمةِ
صرتم تبعاً
للدُّخــــلاءْ ! )
سكتَ الـ(كُلُّ) لزمنٍ
جاوزَ عُرفَ المُمكنِ
خطَّ الصّـــدقِ
و لامسَ عريَ الأزمةِ
و المأساةْ
من بينِ ثنايا الرّهــبةِ
طفقَ السّــينُ يحاورُ واواً
فرضَ لفرضِ الأمنِ
و عــدِّ النَّفَسِ ..
المرسلِ في الصُّـــعداءْ
( ألستَ
و لمّــا كانَ العدلُ
بحالةِ نصبٍ
قمتْ بلبسِ قناعِ الياءِ
بدونِ حيـــاءْ )
نظرَ إليهِ الواوُ ..
بطرفٍ نعسٍ
غازلَ( بالألوانِ) الخـــدَّ
جهاراً
هــزّ الذّيلَ
وقالَ بغــنجٍ :
( محضُ هــــراءْ ! )
صرخَ الياءُ
وأرغي
زبــداً ..
ناراً ..
حقــداً ..
شــرراً
( إنّــا ..
نحكمُ رغمَ الأنفِ
و نسحلُ حــدَّ الحتفِ
أيا جبـــناءْ
نزرعُ هـــلعاً ..
نبني سجـــــناً ..
نهتــــكُ عرضـــاً ..
نطمسُ كل ضيـــاءْ ! )
و أمرَ الألفَ
بســنِّ النّصلِ
ورفــعِ السّــــوطِ
و نصبِ مشانقَ للشُّـــــرفاءْ
قالَ السّـــينُ
و فتئ يحاورُ
( حتـــــماً سوف …. )
و لمّــــا يكملُ
جاءَ الـــردُّ
هُتـــافاً
داوٍ
يَصرخُ :
( لا ) !!
...............................
لك التحية الطيب برير أينما كنت..

أشرف السر
26-02-2006, 06:31 AM
قصيدة : لمن طلل
لإمرئ القيس


لمن طلل بين الجدية والجبل
محل قديم العهد طالت به الطيل
عفا غير مرتاد ومر كسرحب
ومنخفض طام تنكر واضمحل
وزالت صروف الدهر عنه فأصبحت
على غير سكان ومن سكن ارتحل
تنطح بالاطلال منه مجلجل
أحم إذا احمومت سحائبه انسجل
بريح وبرق لاح بين سحائب
ورعد إذا ما هب هاتفه هطل
فانبت فيه من غشنض وغشنض
ورونق رند والصلندد والأسل
وفيه القطا والبوم وابن حبوكل
وطير القطاط والبلندد والحجل
وعنثلة والخيثوان وبرسل
وفرخ فريق والرفلة والرفل
وفيل واذياب وابن خويدر
وغنسلة فيها الخفيعان قد نزل
وهام وهمهام وطالع انجد
ومنحبك الروقين في سيره ميل
فلما عرفت الدار بعد توهمي
تكفكف دمعي فوق خدي وانهمل
فقلت لها يادار سلمى وما الذي
تمتعت لا بدلت يادار بالبدل
لقد طال ما اضحيت قفرا ومالفا
ومنتظرا للحي من حل او رحل
ومأوى لأبكار حسان اوانس
ورب فتى كالليث مشتهرا بطل
لقد كنت اسبي الغيد أمرد نا شئا
ويسبينني منهن بالدل والمقل
ليالي أسبي الغانيات بجمة
معثكلة سوداء زينها رجل
كأن قطير البان في عنكاتها
على منثنى والمنكبين عطى رطل
تعلق قلبي طفلة عربية
تنعم في الديباج والحلي والحلل
لها مقلة لو انها نظرت بها
إلى راهب قد صام لله وابتهل
لأصبح مفتونا معنى بحبها
كأن لم يصم لله يوما ولم يصل
ألا رب يوم قد لهوت بدلها
إذا ما أبوها ليلة غاب أو غفل
فقالت لأتراب لها قد رميته
فكيف به إن مات أو كيف يحتبل
أيخفى لنا إن كان في الليل دفنه
فقلت وهل يخفى الهلال إذا أفل؟
قتلت الفتى الكندي والشاعر الذي
تدانت له الأشعار طرا فيا لعل
لمه تقتلي المشهور والفارس الذي
يفلق هامات الرجال بلا وجل
ألا يا بني كندة اقتلوا بابن عمكم
وإلا فما انتم قبيل ولا خول
قتيل بوادي الحب من غير قاتل
ولا ميت يعزى هناك ولا زمل
قتلك التي هام الفؤاد بحبها
مهفهفة بيضاء درية القبل
ولي ولها في الناس قول وسمعة
ولي ولها في كل ناحية مثل
كأن على أسنانها بعد هجعة
سفرجل أو تفاح في القند والعسل
رداح صموت الحجل تمشي تبخترا
وصراخة الحجلين يصرخن في زجل
غموض عضوض الحجل لو أنها مشت>
به عند باب السبسبيين لانفصل
فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي وهي
منى لي من الدنيا من الناس بالجمل
ألا لآ لا إلا ليء لابث
ولا لآ لا إلا لآليء من رحل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم
قطعت الفيافي والمهامة لم أمل
وكاف وكفكاف وكفي بكفها
وكاف كفوف الودق من كفها انهمل
فلو لو ثم لو لو ولو ولو
دنا دار سلمى كنت اول من وصل
وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن
أسائل عنها كل من سار وارتحل
وفي في وفي في ثم في في وفي وفي
وفي وجنتي سلمى أقبل لم أمل
وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل
وسل دار سلمى والربوع فكم أسل
وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل
على حاجبي سلمى يزين مع المقل
حجازية العينين مكية الحشى
عراقية الأطراف رومية الكفل
تهامية الأبدان عبسية اللمى
خزاعية الأسنان درية القبل
وقلت لها أي القبائل تنسبي
لعلي بين الناس في الشعر كي أسل
فقالت أنا كندية عربية
فقلت لها حاشا وكلا وهل وبل
فقالت أنا رومية عجمية
فقلت لها ( ورخيز بياخوش ) من قزل
فلما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي الشواعل بالشعل
ولا عبتها الشطرنج خيلي ترادفت
ورخي عليها دار بالشاه بالعجل
فقالت وما هذا شطارة لاعب
ولكن قتل الشاه بالفيل هو الأجل
فناصبتها منصوب بالفيل عاجلا
من اثنين في تسع بسرع فلم امل
وقد كان لعبي كل دست بقبلة
أقبل ثغرا كالهلال إذا أهل
فقبلتها تسعا وتسعين قبلة
وواحدة أيضا وكنت على عجل
وعانقتها حتى تقطع عقدها
وحتى فصوص الطوق من جيدها انفصل
كأن فصوص الطوق لما تناثرت
ضياء مصابيح تطايرن عن شعل
وآخر قولي مثل ما قلت أولا
لمن طلل بين الجدية والجبل

أشرف السر
26-02-2006, 08:08 AM
مكرر ...مكرر

أشرف السر
26-02-2006, 09:20 AM
ســــــقـــــــــاك الغيثُ إنك كنت غيثا !!!!

--------------------------------------------------------



هذه القصيدة قالها : المُهلهِل التغلبي يرثي أخاه كليباً بعد ان قتله جساس ابن مرة البكري








أهــاج قــذاء عيـنـيَ الادكـــارُ ؟
هُــدوءاً فالـدمـوعُ لـهـا انهـمـارُ

وصــار اللـيـل مشتـمـلاً علـيـنـا
كــأن اللـيـلَ لـيــس لـــه نـهــارُ

وبــتُّ أراقــبُ الـجـوزاء حـتــى
تـقـارب مــن أوائلـهـا انـحــدارُ

أصـرفُ مقلـتـي فــي إثــرِ قــومٍ
تبايـنـت الـبــلادُ بـهــم فـغــاروا

وأبـكــي والـنـجــومُ مُـطَـلـعـات
كـأن لـم تحـوهـا عـنـي البـحـارُ

علـى مـن لـو نُعيـت وكـان حيـاً
لـقـاد الخـيـلَ يحجـبُـهـا الـغـبـارُ

دعوتـكَ يـا كلـيـبُ فـلـم تجبـنـي
وكـيـف يجيبـنـي البـلـدُ القَـفـارُ

أجـبـنـي يـــا كُـلـيـبُ خـــلاك ذمٌ
ضنيـنـاتُ النـفـوس لـهـا مَــزارُ

أجـبـنـي يـــا كُـلـيـبُ خـــلاك ذمٌ
لـقـد فُـجِـعـتْ بفـارسـهـا نِـــزارُ

سقـاك الغيـثُ إنـك كـنـت غيـثـاً
ويُسـراً حـيـن يُلتـمـسُ اليـسـارُ

أبــت عيـنـاي بـعــدك أن تَـكُـفـا
كـأن غـضـا القـتـادِ لـهـا شِـفـارُ

وإنـك كـنـت تحـلـمُ عــن رجــالٍ
وتـعـفـو عـنـهُـمُ ولـــك اقـتــدارُ

وتـمـنــعُ أن يَـمَـسّـهُـمُ لــســـانٌ
مخـافـةَ مــن يـجـيـرُ ولا يـجــارُ

وكنـتُ أعُـدُ قـربـي مـنـك ربـحـاً
إذا مـاعــدتْ الــربْــحَ الـتِّـجــار

فــلا تبـعُـد فـكـلٌ ســوف يـلـقـى
شعـوبـاً يستـديـر بـهـا الـمــدارُ

يعيـشُ المـرءُ عنـد بـنـي أبـيـه
ويوشك أن يصير بحيث صاروا

أرى طــول الحـيـاة وقــد تـولـى
كمـا قـد يُسْلـب الشـيء المعـارُ

كـأنـي إذ نـعـى النـاعـي كلـيـبـاً
تطـايـر بـيــن جـنـبـي الـشــرار

فَدُرتُ وقد غشـى بصـري عليـه
كـمــا دارت بشـاربـهـا الـعُـقـار

سـألـتُ الـحــي أيـــن دفنـتـمـوهُ
فقالـوا لــي بأقـصـى الـحـي دارُ

فسـرتُ إليـه مـن بـلـدي حثيـثـاً
وطــار الـنـومُ وامتـنـع الـقـرارُ

وحـادت ناقـتـي عــن ظــلِ قـبـرٍ
ثــوى فـيـه المـكـارمُ والـفَـخـارُ

لــدى أوطــان أروع لــم يَشِـنـهُ
ولم يحـدث لـه فـي النـاس عـارُ

أتغـدو يــا كلـيـبُ مـعـي إذا مــا
جـبـان الـقــوم أنـجــاه الـفِــرارُ

أتغـدو يــا كلـيـبُ مـعـي إذا مــا
حُلُـوق القـوم يشحذُهـا الشَّفـارُ

أقـــولُ لتـغـلـبٍ والــعــزُ فـيـهــا
أثـيــرُهــا لــذلــكــم انــتــصــارُ

تتـابـع أخـوتـي ومـضَـوا لأمــرٍ
علـيـه تتـابـع الـقــوم الـحِـسـارُ

خُـذِ العهـد الأكيـد علـيَّ عُمـري
بتركـي كــل مــا حــوت الـديـارُ

ولسـتُ بخالـعٍ درعـي وسيـفـي
إلــى أن يخـلـع الـلـيـل الـنـهـارُ

***********************



ارجو ان تحوزعلى رضاكم

ياسر فقيري
26-02-2006, 11:25 AM
و أمرَ الألفَ
بســنِّ النّصلِ
ورفــعِ السّــــوطِ
و نصبِ مشانقَ للشُّـــــرفاءْ
***///***///***///***///***///***///
الرائع أشرف السر .. كالغمامة في عز الصيف .. شكراً على هذه الروائع وخاصة رائعة الطيب البرير ..

أشرف السر
28-02-2006, 09:50 AM
ود فقيري

شاكراً لك هطولك هنا،،،
وخليك متابع...

لك محبتي...

أبوبكرحامد
01-03-2006, 03:36 AM
ود " السر المخبأ فى تجاويف الكلام " - سعداء بتواجدك بيننا .
بمعيتى قصيدة لأمل دنقل بعنوان " الخيل " سأوردها فى بوست قصيده فى اسبوع مطلع الاسبوع المقبل.

أشرف السر
01-03-2006, 10:58 PM
أبوبكر

وانا لا تسعني سعادة بمتابعتكم الدائمة لكل المشاركات هنا والتفاعل الايجابي مع ما يكتب..
وفي انتظار (الخيل) ففي نواصيها الخير..