المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في رحاب شاعر : عبدالقادر الكتيابي



admin
11-03-2006, 08:35 PM
يركب للهوى عمداً قطارات الجنون..
الكتيابي:لا يجدر بنا أن نُحمل الوطن ذنب هؤلاء..!!
أنتمي لهذا الوطن.. ولا أنتمي للمؤسسات السياسية
حل اتحاد الكتاب صواب.. ولا يصح إلا الصحيح
أستغرب لهؤلاء الذين يهاجمون «أمدرمان»!!
الثقافة تحولت إلى سلعة استثمارية تدعمها الدولة


مِن جِبِة دِروِيْش آتِي، تَحْت هَدير النَوْبةَ يتسلل دِرويْشاً أسمر
يَتَسلَّح بِلُغته الفصحى، ويَتغنَّي بِزفافِ النِيلِ الأخضرْ
يعتزُ كثيراً بِمَدينتنا الحُبلى أم درمان...! ويَعشُقها أكثر
يَتحرر من قيد الأسياد! وتَثُور ثَورته الكبرى في المِنْبَر
هو: عبد القادر الكتيابي ..نحن: محبيه لوجه الله بل أكثر
ليس لي الآن غير أن أقول أننا بضيافة الكتيابي؛ وليس العكس، فنحن أمام قامة أسهمت إسهاماً بالغاً في حركة الأدب والإبداع في هذا الوطن الجميل برغم المنافي التي اعترته حيناً من الزمن، الكتيابي الذي ينحدر من أسرة عريقة في أم درمان، تربى على حفظ القرآن والأدب والشعر، فقد امتزجت الموهبة بالإطلاع الكثيف ببواطن اللغة العربية؛ المستقاه من القرآن الكريم، وقد لمسنا هذه الثقافة النادرة في مفردته المتميزة والتي تميزها بين آلاف الشعراء والمبدعين، فالحديث مع الكتيابي تنوء عنه صفحات الصحف، ولكن الرفقة معه أشبه برحلة نيلية على زورق يتمايل طرباً من فرط السُكر الذي يسكبه عليه، يبحر بنا عبر القرون منذ عهد الخلفاء الراشدين لما تحسه من ملامح إلى أن يصل بنا إلى أدوات الحكم في الألفية الجديدة، يفك رموز مفردته الشعرية ويجاهر بالحياد السياسي متأبطاً جبته العتيقة، حملنا أقلامنا وأوراقنا إليه، فصمتنا وتحدث إلينا شعراً ووددنا أن نصبحكم معانا في هذا الزورق الهاديء وندفعه إلى الوادي إلى أفق أنيق النجم صداح البساتين، ونشدو حين نسمعه ونشد ساعد على المجداف...فيقفز بنا أحياناً من عالم الإبداع إلى عالمه الصوفي وإلى رؤيته في الكثير من القضايا الخاصة بالوطن، وفي غفلة من الزمن نعود معه ونحن على بساط الشعر فترقص رقصة الهياج، دعونا نغوص أكثر معه في هذه العجالة:

حاوره: نشأت الإمام



- الكتيابي.. ألا زال على كيفه بعد كل هذه السنين..؟

= أظن أنني كذلك طالما أنني لا أنتمي الى مؤسسة سياسية بعينها ولا أنتمي إلا إلى هذا الوطن.

- ما بين "رقصة الهياج".. و"هي عصاي" هل لتقدم السن أثر في ما يمليه على روح الشاعر..؟

= "رقصة الهياج" اسم لديواني الأول.. وفضله الناشر على اسم "وهوى الفراش" وكانت القصيدة تحمل ترميزاً وليس مباشرة لمعنى الرقص..وكانت موجهة للصوفي "الحلاج" وهي ذات أبعاد وجدانية صوفية..

"هي عصاي" مجموعة نشرتها بعد اثنتي عشر عاماً من ذلك.. وكنت أرمز فيها إلى آيتي أو صفتي.. وهي مستمدة مما ورد بأحد نصوص القرآن الكريم، وجعل في هذه السر لنبي الله موسى، وكان ظني فيها قولي أن هذا الشعر "هي عصاي".

- أهاجر عنك يا وطني ليقوى لديك العذر في نسيان عهدي

قصدتك قلت تدرك ما أداري وتشري رونقي فأبل كبدي

كيف يرى الكتيابي هجران الوطن له.. ومن منكما هجر الآخر..؟

= ما يلي ذلك من أبيات يبين بعض الرؤيا حول ذلك.. فهي تقول:

لقد أوصدت بابك دون نشري فلا تفتحه في اعصار ندي

كانت هذه الأبيات في أوائل الثمانينات نتيجة لانفعالات بعينها نتجت عن مواقف، لمؤسسة سياسية كانت تمثل سلطة الوطن في ذلك الحين، وكنا نستشعر المظالم الواقعة علينا كجيل متطلع من المبتدئين الداخلين على الساحة الأدبية، كانت هذه المظالم تقع علينا من المؤسسات ابتداءاً من الصحافة الأدبية العامة، وإلى التنظيمات الكبيرة.. فلكل منهم بطانة.. وهذا ما يقوده دوماً إلى إقصاء الآخر وتهميشه.
http://www.wadmadani.com/image/try/kitia.jpg
- وتعرضتم للإقصاء..؟

نعم.. حدث ذلك ومن المعروف أن المؤسسة السياسية سواء أكانت النظام الحاكم أو الحزب أو القبيلة، تمارس الاحتواء والاملاء على أصحاب الهم الابداعي وحملة القلم.. وفي هذا الاحتواء وهذا النوع من العلاقات والحلقات المتصلة، لذا تحدث أحياناً تصفيات خصومات وصراعات الغرض، وخاصة إذا كان على سدة الأمر ليسوا من أصحاب الهم الثقافي، والمكتوين بنار قضاياها.. فمن الطبيعي أن يكون شعوره بها سطحياً..

لذا عانينا الأمرين في التعامل مع الصحافة أو المهرجانات.. أوحتى النشاط المعتاد كالأمسيات الشعرية، فقد كان للدولة فريق معتمد لتمثيل السودان في المنافسات الخارجية ويسيطر بشكل كبير على النشاط والحراك الثقافي داخل الدولة..

في تلك السن كان انفعالي تجاه ذلك كبيراً.. لكن الآن علمت أنه لا يجدر بي أن أحمل الوطن ذنب هؤلاء.

- اتحاد الكتاب والأدباء دار حوله لغط كثير أثمر أخيراً عن لجنته التنفيذية.. ما رأيك في هذه الخطوة..؟

= الاتحاد الذي يقوم بالتوجيه الرسمي يفقد صفته الشعبية، والمفترض أن يكون شعبياً وأن تتم تكويناته على أسس الطبيعية، لا أن يولد بالوجع الصناعي استعجالاً لمناسبة ما أو العاصمة الثقافية تحديداً.. وذلك لذر الرماد في العيون، وكان الأيسر أن ينسخ قرار تكوين اتحاد الكتاب، ليعود كما كان.. والآن أرى أن حله كان صواباً.. ولا يصح إلا الصحيح..

- مكاني آخر الطابور..

والجلاد يرضع من لسان الصوت شهوته..

هل هو تنبوء بحتمية نهايات ينتظرها الكتيابي ليلحق بمن سبقوه..؟

= لكثرة ما شهدنا حولنا من قامات من الشعراء والكتاب والأدباء والعلماء الشعبيين الذين نحسب أنها قد صدقت الوطن حقه، تساقطت وقضت نحبها ولم تجد من الدولة إلا أكاليل الزهور على قبورها بعد موتها، وحفلات التأبين، والبرامج التي لا تعدو أن تكون موضوعاً لمعد برنامج.

كل تلك المشاعر لم تكن فيا وحدي بل حتى أساتذتي الذين كنت أتأثر بهم وبما يحملون من أفكار كانوا يحملون هذا الهم ويؤمنون بهذه الحقائق.. فقد كان بشير عتيق يستشعر هذا الظن، عبد الله الشيخ البشير، حسين حمدنا الله، عبد الله حامد الأمين، حسن عباس صبحي، مبارك المغربي..

- إذن كيف ينظر للكتيابي لدور الدولة تجاه المبدع.. وأين يبتدئ وأين ينتهي..؟

= هذا سؤال كبير حقيقة، وكنا نظن فيما مضى أن الدولة متمثلة في الوزارة المختصة بالشأن الثقافي عليها أن تمهد لأصحاب المواهب الشابة الطريق وتيسر لهم السبل لاستثمارهم مستقبلاً، لأن الثقافة حولنا في كل أنحاء الدنيا تحولت من رمز للتفاهم بين الشعوب إلى مادة وسلعة استثمارية، وترصد لها ميزانيات ضخمة..

- برأيك ان هناك تقصيراً من الدولة تجاه المبدع..؟

نعم.. فكاتب مثل محي الدين فارس أصدر ثلاث دواوين خلال سبعين سنه.. لو وجد اهتمام الدولة وكفايتها له.. لكان قد أنتج كماً هائلاً خلاف هذه الثلاث دواوين، فلو قارناه بغيره من الأدباء المصريين لوجدنا البون شاسع بين انتاجهم.. لذا فعلى الدولة أن تنصف أصحاب الابداع كما تنصف كبار التجار، وكما تهتم بثرواتها الأخرى الطبيعية.. كالبترول وغيره.. لأنهم أيضاً ثروة لهذه الدولة.. والأمم المتقدمة هي التي تعرف كيف تتعامل مع هذا المنتج التلقائي..

- وما هو دور الإعلام لنشر هذه الثقافة..؟

= الثقافة هي المصهور الابداعي والاعلام هو القنوات التي تجري داخلها هذه المادة.. فلا معنى لاعلام بلا ثقافة.. لأنه لا يكتمل دور الإعلام إلا باستصحاب الثقافة بمختلف أوجهها معه..

وخذ مثلاً غياب الثقافة السودانية عن الموسوعات الالكترونية، إذ لا توجد لدينا حتى الآن موسوعات لأدبائنا وكتابنا وعلمائنا والشخصيات السياسية والوطنية.. فواجب الوزارة المعنية بهذا الشأن أن تنسق للتبادل الثقافي كسراً للعزلة التي تعانيها ثقافتنا بين الثقافات العربية الأخرى..

- التوجه العقائدي للدولة.. إلى أي مدى يؤثر في المنتوج الإبداعي للمبدعين..؟

= أولاً لا تصدق أن دولة تخلص لتوجهها العقائدي، العقيدة شعارات ترفع.. في ميدان السياسة، والدولة تدعم المنتوج الإعلامي الذي يسير وفق نهجها وخطها الذي اختطه.. أما ما دون ذلك فتنأى بنفسها عن طرحه..

- فكيف بغير أمدرمان شعراً..

وأمدرمان هيكل كل فنِ..

لماذا أمدرمان بالذات.. وكيف ينظر الكتيابي لاتهام امدرمان بالتعصب، ومحاولات تقليل شأنها..؟

= أنظر لذلك بدهشة واستغراب.. لسبب أنه لم يحدث في ثقافات الشعوب أن تكالبت مدن ضد مدينة.. هذا مجافي للحس الوطني الموحد.. وأن امدرمان هي سودان مصغر.. في تكوينها وفي تركيبتها السكانية.. وهي علبة ألوان لكل الأعراق والأديان والسحنات، وهي بوتقة انصهار لكل ذلك.. وامدرمان ليست شخصاً، ولا يجب أن تحاكم بخطأ فرد، وأستغرب لهؤلاء الذين يقودون الحملة ضد أمدرمان يحملون درجات علمية يفترض فيه أن يكون على درجة من عالية من الوعي..

- البعض يتهمها بأنها مدينة مصنوعة..؟

= أمدرمان ليست مدينة مصنوعة ذلك ضرب من العبث لمن يقولون ذلك.. ففيها وجدت الحياة أولاً.. ثم جاء فيها الإنسان.. وهذا ينفي عنها شبهة الصناعة..

- شارك الأستاذ الكتيابي في أمسية بنادي الشارقة بعنوان "كيمياء التعايش بين الأنساق" كيف تنظر لهذا العنوان وإلى أي مدى يمكن معايشته على أرض الواقع..؟

= منذ أن شق الله هذا النيل والناس بقبائلهم المختلفة وسحناتهم المتباينة، يتعايشون في سلام، هذه فطرة الله.. والسؤال هنا.. هل يمكن أن يعودوا إلى صفائهم الذي كانوا فيه؟..

وكي يتم ذلك يجب أن تزول أسباب العداء، من صراع حول المادة بين أبناء الوطن الواحد.. ولا ننسى الأيدي الخفية التي يهمها ألا يستقر السودان.. فهي تنخر كالسوس في عود هذا الوطن..

- على ذكر الأمسية التي سمعنا بأنها تحت رعاية الخرطوم عاصمة الثقافة العربية..و

=مقاطعاً: هذه معلومة خاطئة لم تكن تحت رعاية العاصمة الثقافية..

- ولكن هذا خبر أوردته صحيفة البيان الاماراتية..؟

= الصحيفة مسؤولة عن هذا الخطأ.. الدعوة كانت أن النادي الثقافي بالشارقة ينظم اسبوعاً ثقافياً للجاليات العربية.. وأنا حاولت الاعتذار لمشاغلي الخاصة واتصل بي بعض الاخوة السودانيين بدعوى أن غياب متحدث سوداني قد ينعكس على الجالية جميعها.. وجئت للندوة ولم تكن هناك أية اشارة لما يسمى بالخرطوم عاصمة الثقافة العربية..

- حسناً.. هل ترى أن مشروع العاصمة الثقافية آتى أكله..؟

= أنا لم أتابعه بسبب بعدي وبسبب انشغالي.. وكان لي موقف منذ العام 2004م، وهو أنني دعيت للاجتماع في النادي الايراني بأخ يدعى الجميعابي -كان أميناً عاماً لهذه الفعالية- ولم تكن اللغة بيني وبينه موفقة.. فاعتذرت له، فأجابني بالحرف الواحد:( إن غياب شاعر عن هذه الفعالية لن يؤثر شيئاً، والسودان ملئ بالشعراء).. فكانت هذه الاجابة من مسؤول كافية بالنسبة لي مخبرة عن مستوى القائمين على هذا المشروع..

وأنا الآن قدمت لي دعوة للمشاركة في ليلة ثقافية.. تحت رعاية العاصمة الثقافية في الامارات، وقد أبدى الملحق الثقافي حرصه على حضوري، ووعدته خيراً، وبأذن الله أنا على وعدي له من أجل السودان، وليس من أجل هذه المشاريع المطروحة جانبياً، والتي لها ميزانياتها الخاصة.. وأنا لا أحب أن أستثمر في فعاليات كهذه..

- وماذا عن مشاركتك في منتدى "أروقة" الأخيرة..؟

= هي استجابة لدعوة من الأخ السموأل خلف الله الكتيابي، وهناك الكثير الذي يربطني بهذا الرجل.. منذ الثمانينات كان حريصاً على مشاركاتنا، وكذلك عرفني على مؤسسة أروقة باعتبارها المؤسسة الطوعية ذات النفع العام.. واطلعت على مكتبتها وهي مكتبة ذاخرة.. ولذلك فأنا قدرت أن السموأل لا يريد أن يتكسب من وراء ذلك باسم العاصمة الثقافية..

- ردد البعض أنك ذكرت في تلك الليلة أن اليمنيين هم أشعر العرب بعد السودانيين.. أصحيح ذلك..؟

= هذا الفهم أنا استغربته.. أنا كنت أتحدث عن تعدد اللونيات الثقافية التي تميز فيها انتاجنا بالعراقة والكثرة، كأدب المدائح والأغنية الشعبية، الشعر الشعبي، وقلت أن أشبه الشعوب بنا في كثافة هذا المنتج هو الشعب اليمني.. وأكثر الشعوب تقبلاً لأدبنا هذا هو الشعب اليمني.. وأنا ضد اطلاق الأحكام أصلا..

- لك اهتمامات بالمديح النبوي.. الآن هناك موجة لتفريغ محتوى الاغنيات ووضع كلمات المديح بدلاً عنها.. ما رأيك في ذلك..؟

= هذه قضية كبرى، أنا أعتبرها جزء من تخريب العملية الثقافية في السودان، وتخريب أدب المدائح وهذا أمر مؤسف.. لأنه يتصل بأمر الأمدوحة.. فالأمدوحة لود سعد أو ود تميم أو حاج الماحي، حينما تفرغ من محتواها ونصها العميق الملئ بالسيرة والعلوم ويعبأ مكانها نص ضعيف.. هذا يجرد الأمة من تراثها..

- هذا ابدال واحلال في المدائح.. لكن اليوم تستخدم الأغاني لهذا الغرض..؟

= حينما تفرغ الأغنيات من محتواها وتعبأ بنصوص يُدعى فيها أنها للدعوة.. وهذا باطل لا محالة.. هذا ضرب من الجهل، واضح في أن الأغنية دائماً تخاطب الذاكرة.. فهي موجودة في الوجدان الجمعي للأمة.. ومهما يكن حينما أسمع لحنها لن تقودني إلا لتلك الجاذبة الوجدانية المحددة التي سمعت بها..

فإذا وضع فيها "بلح المدينة" أو غيره لن يستطيع أن يغادر بها هذا الفاعل مكانها في الذاكرة..

- لكنها تبدو في ظاهرها محاكاة للأغنيات وذلك لجذب الشباب إلى هذا الأدب..؟

نحن نعرف الغناء ونكتبه، ونعرف أيضاً المديح.. ولا نحب الخلط بينهما، فهذه مناخات نفسية يعيشها الانسان ويغيب عن كثير من الناس.. ألحان المدائح نسق له ثوابته المتعارفة من مسمياته وايقاعاته الخاصة.. وهذه الأشكال لم توضع اعتباطاً، إنما وضعها أهلها من المشائخ مراعين فيها ألا تتحول الأمدوحة إلى مدعاة رقص.. فيفقد الموضوع وقاره..

وأنا أتساءل بدهشة.. هل نفذت الخواطر اللحنية وأجدبت؟.. أنا أتأسف كثيراً لهؤلاء الذين يحاولون جر هذا الأدب الرفيع إلى مساحات أقرب إلى الطقوسية.. وهي ليست من الدين في شيء.. بل هذا يستعدي الذين يقولون ببدعية هذا المديح..

- أترى في ذلك عدم تدبر من القائمين على أمر اذاعات الـ"اف.ام" والذين يروجون لهذه اللونية..؟

= أنا لم أرتضها.. واعتبرها اذاعة مخصصة للتخريب الثقافي في التراث الإسلامي السوداني.. والأدهى من ذلك أن توجد اذاعة رسمية اسمها "اذاعة القرآن الكريم" وهي مؤسفة حقاً في تخطيطها الإعلامي وفي أدائها وفي تنفيذها وفي مستوى مراقبة التلاوات واللغة المستخدمة وحتى الاخراج..

- هل هناك قصور في مستوى برامجها..؟

ليس قصور فحسب، بل تشويه لفكرة اذاعة القرآن الكريم، إذ أن هناك ضوابط علمية مراعاة في اذاعات القرآن الكريم، فهذه الاذاعات يجب أن يكون بث التلاوات القرآنية المراقبة مراقبة علمية يشكل 80% من الزمن المتاح، وتكون نسبة 20% للآذانات وللربط وللأحاديث الصحيحة، وفي اذاعتنا المسماة "القرآن الكريم" لا يوجد هذا، بل لا تختلف كثيراً عن اذاعات الاف ام من حيث استخدام الموسيقى والمذيعات اللائي يتفنن في مصادمة النصوص والخطأ فيها، وأنا غاضب لذلك..

- هل لا زال الشاعر بذلك البريق الذي يدعو الناس ليتفوا حول قضاياه التي يطرحها..؟

= الشاعر ليس طارحاً لقضية بطريقة مباشرة، الشاعر هو مؤثر يرتقي بأذواق الناس ومفاهيمهم بطريق غير مباشر.. فالشاعر ليس رئيس حزب أو متحدث في مخاطبات جماهيرية.. إننا نقوم بهذا الدور بطريق غير مباشر من بوابة الوجدان والاحساس، وليس بمصادمة العقول والأفهام.. ولا زال للشعر تأثيره مادام في الناس وجدان واحساس.

- مدارس كثيرة أصبحت تنادي بالشعر الحر أو الشعر المنثور ألا يفقد هذا الشعر خصوصيته..؟

= الشعر هو روح.. ولا تحسب أن ما وضع في الماضي من بحور وقوافي وقوالب هو الشعر.. بديهياً هذه القوالب هي تأطير ذهني للنص، لأنها لا تتم إلا بمراقبة الوعي الكامل والذهنية الحاضرة، فهذه القوالب لا تصنع شاعراً.. إنما هي تؤطر تقنية النص الشعري، أو الجانب الفني فيه..

وأنا مع الشعر في كل أشكاله متى ما كان غنياً بروح الشعر، فروح الشعر لا تخفى حتى في كتابة القصة.. ناهيك عن القصيدة..

- ولكن القافية وجرسها الموسيقى هي ما تميز الشعر عن سواه من ضروب الأدب..؟

= القافية هي شرط تقليدي كانت في مرحلة متقدمة.. والشعر له موسيقاه الداخلية غير هذه "التكات" الموسيقية المعروفة في التفاعيل.. وأنت تشعر بها في نفسك.. وحتى هذه التفاعيل التي قعد لها الخليل الالتزام المفرط بها يحول النص إلى "طوب مرصوص" فحتى المعلقات هناك تجاوزات وخروج عنها.. وهذا الخروج يعتبر جمالية اضافية وليس منقصة..

فالكتابة الموزونة المقفية هي كـ"الرقص في القيد" فهذه درجة مهارية.. وأن ترقص بدون قيد ذلك لا ينفي كونك راقصاً..

- وأخيراً.. هل هناك أصوات شعرية جديدة لفتت انتباه الكتيابي على الساحة السودانية..؟

= بالنسبة للشعر عامة أقرأ على شبكة الانترنت نت أعمال لكثير من الشباب، وأخصص يوماً في الشهر للقاء بهم ، ولأسمع منهم وأسمعهم.. وفي كثير من الأحيان تستوقفني هذه الحماسة المتنامية لدى شبابنا خاصة في مجتمعنا السوداني للابداع وللعطاء وللشعر، واستمعت للكثيرين لا أريد أن أخصص منهم أحداً لسبب تربوي وأخوي.. لكنني أظن أن الجيد هو الذي يفرض نفسه..


نشأت الامام

من موقع ودمدني على الرابط التالي
http://www.wadmadani.com/html/try/nash082.htm

admin
11-03-2006, 08:37 PM
من جديد



حسبي قبست السنا من جذوةٍ رقصتْ

في مُجتلى الشعر ألأقت عندي الخبـرا

آنستها ميعةً الريعانِ فاشتعلت

مجنونة الوهج تُزجي دَمعهــا شـررا

أبدت لى المُشتهى فاخترتُ خافيةً

في وجنةِ البرق أعيـا خفقهـا البصـرا

قالت فراش هوى لم يدر في صفتي

كم من فراش على أشواقــه انتحــرا

ما زالتُ في غمرة الفقدان متقداً

كالعود أحرص أن أفنى بهـا عطــرا

ينداح مسك تجليها يُجاذبُنى

شجو الصبابات والأسرار والسمــرا

أهذي وخُصلاتُها السكرى تغالطُني

أن الهوى ليس تحديقــاً ولا سـهرا

فلتعصفِ الريحُ في أضلاع أشرعتي

وليصعد الموج في صدري إذا قـدرا

لن يُدرك الجهلُ منهم كُنه موهبتي

إلا إذا أدركـت أيديهـم القــمـرا

فليدعيه ذوو اللاشىء من طلبوا

فيه الوجاهـات والتصفيق والنظـرا

الشاعرُ البحرُ لا يسعى لتنظُره

عينُ الصغار ولا يستحـزب الشجرا

فالبحر يغنيه ما في جوفه وكفى

تصفيقُ موجاته فيه تنشيقاً ولا سـكرا

هذا وإن كُنتُ قد عاوت صُحبتهُ

بعد انقطاعٍ فها قد عُــدتُّ منتصـرا

admin
11-03-2006, 08:38 PM
شبـــال مـــوج

الى حبيبتى ..أم درمان



تحنُّ إليـــك أجنحتي وتهفُو

مُصدقةً لخاطــرةِ التَّمنِي

فأين ضفافُ نهرك عن جفافي

وأين صراحة النسمات عنّي

وأشرعة المراكب خافقات

تُجاوبُ خاطرات هواكِ بيني

حننتُ وخُنَّ في رئتيَّ نوح

كأنَّ به تُوَلْولُ ريـح جــنِّ

وزايلنى ندى النيلين حتى

غدوتُ كطائر الجبل المُسِــنِ

بدت خُصلُ المشيب بريش وجهي

جُذَىً رَقصــتْ فأتقنتْ التثني

وأفدحُ ما خسرتُ شعاعُ شَمشٍ

بأُفقـِكِ فاتني فأنســـلَّ منّي

فقدتُّك فأفتقدتُ رفيف قلبى

كفقــدِ حمــامةٍ صِفَةَ التَّغَنِّي

ففيكِ تركتُ قائمةَ المعـاني

ورُوح رشــاقة النغــم المُرن

وموهبتي وعافيتي وحسي

ونشوة رنوة الرَّشــأ الأغــنّ

فكيف بغير "ام درمان" شِعْر

وَ"امدرمـان" هيكـل كـُل فَــنِّ

حننتُ لشاطيء الغربيِّ مـنْ لي

بِوَشْـلِ نَدَاهُ يشـرحُ صَـدْرَ دَنِّي

فَصَافَحَ وَجْهَهُ "شبَّالُ" مــوْجٍ

وَصَابحهُ الحَيــا بِرَذاذِ لَحْنِــي

admin
11-03-2006, 08:38 PM
هِجرة’’ الى المستحــيل

"1"



حَلمتُ...

كأنك قطُّ..مُخِيفُ جميلْ

تقوَّس ريشُكِ..لان لِكَفّي

مَسَحْتُ خُطَوطَ يَدَيَّ بريشك

راح يشُدُّ منابت ضعفي

يفُتُّ مناط عُرُوقي

يجُرُّ الوريد النحيل

ولما انقطعتُ رأيتك لما رأيتك

تنتفضين جناحاً جناحاً

وتنثرين كأجزاء نجمٍ قتيلْ

فلما تبعثر نبضك حولي

عرفتُ بأنَّك دلو الخروج لملكي.

وأنك عفريت روح قوي

سجين بطينة جسم هزيل

جمعتك لما عرفتك ومضا نبضا

جناحاً جناحا

فكُنْتِ بُراقي إلى المستحيل

"2"

ترنم موج الحرير خريرا

وكنت اعتليت نمارق سرجك

راح يطير

يروح سحاب ويغدو سحاب

لسورة شعرٍ تسوقك أنت أحب

إلى وأزكى لأنفي

فكل حقائق عصري زيف

وكل القلوب سراب

أحبك أنت ويكفي

فحسبك حسناً بأنك نور

رضى مفيض بجسم تراب

"3"

ركبت رفيف جناحك هونا

هدلت هديلاً

هدلت هدلت كأم الحمام

فما زلت أهدل حتى

تقطع عرق الغناء وحتى

تمزق كبدُ الكلام

وشيئاً فشيئاً

تراءات بأعلى الهُناك الخيام

رأيت طيوراً تُضىءُ

وخنَّ حفيفُ رفيف جناحك

سال حنيناً

فكيف تركت دياراً كتلك

وكيف سكنت ظلام العظامْ ؟!



الموت جمالاً

admin
11-03-2006, 08:39 PM
رسالة الى النيل أبان السيول والفيضانات في السودان عـ1998ـام



أشكوه لا ..حاشاه

لم أسمع بعرقٍ قد شكا دمهُ

ولا بفم شكا فمهُ

فكيف وأنت زاد البيت

كيف قدرت أن تنسى وتهدمهُ

ولا أشكو..

وتعبر ساعةُ التوديع خاطرتي

تلاقينا وكان لقاؤنا وبراً

كظهر القط يستبقي ببطنِ الكف ميستهُ

ورمش الموج في خجلٍ يرُشُّ عليَّ نعسته

أمشط كنت شعر الموج اذكرُ

يقشعرُّ الموج ثم ألأين ثم يلين لمستهُ

فمن أين استعرت القرن والانياب من أينا

ويا كيف اخترمت بهم جدار القلب والعينا

وهل يا نيل آه من خيام الغيم تنزلُ

بين بابينا

وتدخل أنت من لا باب بين اللحم والعظم

تُضيع الخبز والخباز تسخر من

صراخ الرعب واللطم

فأعلى عاصم للطفل كتف أبيه

اعلى عاصم لأبيه كف أخيه فى المنفى

فهل لبن على صوم يرطب حلمة الأم؟

فيا نوح

أنا والدار مهشومان والحلقوم مبحوح

فأين الفلك قل يا ربُّ يا أرضُ ابلعي ماءك

وقل لسمائك اقتصدي

فإنَّ السقف مجروح

وأعلى عاصم أنت

قضيت فكنت ثم أردت ثم فعلت ما شئت

تعاليت..

ولا أشكو

وتعبرُ ساعة التوديع خاطرتي

يُحيرني خضوع النيل ساعتها

وملمس ظهره تحتي...

فكيف تُخبّىءُ الأمواجُ خلف جمالها موتي

وتخفي الرّعْد في الصمتِ

لقد ناديتُ

لفَّ الموجُ خاصرتي

تُرى هلْ جَاءكَمْ صوتي..



مذبح الوتر الشهيد

لم يكن في القبو غير كمنجتي

والقوس ، والوتر الوحيد

وأناملُ الأضداد تحتلبُ الصّدى

فيعودُ ينفضُ ريشه النّامي بحنجرة النشيد

ويظل يسأل عنك خارطة.. ينادى نصفه :-

يا قلبُ ..نصفك أين؟

يبكي :-

إنّ أشواقي ... ويبكي

إنه طيرُ الصَّدى المسجون ينفضُ ريشه

ناداك :

"سارية الحبيب"

والخيلُ عاصتني..

عتقتَ الخيلَ أجري كُنْتُ والأشواقُ تجري

والهواجس تلعق العمر الذي

يجري وأجري

يا حبيب..

من نحل حُبّكَ آهِ..مِنْ

خوفي عليكَ ، مِن الصَّدى المَسجونِ....لا..

لن تبلغ السكين ظلك –

هذه عُنقي.. وأجرى

إنه طير الصدى المسجون حين عبرتُ-

أوجس خيفةً

ووجدت واجهة المدينةِ نافقت باسمي

بأعلى صوتها..

ولو افت القبو القديمة نُكست

والصدق والشعراء والغوين ماتوا..

والصدى والريش والأحباب فاتوا

ثم أبكي..ثم أجري..

ثم أٍقط في دم الوتر الشهيد

قد كان شرياني وآخر شهقةٍ للشعر مني

إنني..حرمت بعدك جُرعة المعنى

وطلقت الغناء

فلتفقأ الكلماتُ أعينها على الوتر الذي

قد كان شرياني –

وبُرءَ اليتم والعمر الجديد

admin
11-03-2006, 08:39 PM
لا يا حبيبى !!!



لعليّ باخعُ عُمُرِي وجهدي

على آثارهم لو كان يُجدِي

فهل آسى على عُمرٍ عزيزٍ

عليَّ أذِلُّهُ لِيَعُزّ بعدي

تدك سنابكُ الأيام عظمي

فيقدح بالمواهب صدر زندي

وتختنق المطامح في عروقي

فيصبح كل عرق قيد مجد

أهاجر عنك يا وطني ليقوى

لديك العذرُ في نسيان عهدي

قصدتك قلت تدرك ما أدرى

وتشري رونقي فأبل كبدي

وقد أوصدت بابك دون نشري

فلا تفتحهُ في اعصار ردي

فانّي كنتُ أمسكه رجاءً

وما أطلقته إلا لزهدي

سأحفظ نار عزمي في جليد

من الصبر الجميل وليس عندي

لتنصفني إذا ما صرت لحداً

كثير منك إنصاف للحد

admin
11-03-2006, 08:40 PM
رقصة الهياج

جلسة على حافة القمر كانت...قبل أن يدور بنا ونتساقط

دنُّك امتلا...

هممتُ ما أستطعتُ رفع حاجبيي

تجاوزوه..

إنني وهبت للسكون رغوته

عريته للسعة النسيم

فصفق النديم

واستحسن الملا..

تبلورت فقاعة..تدورت

تكورت

شككتها بنظرة ذوت..

وراود النعاس بؤرة الشعور برهةً

فاستعصمتْ..

تثاءبت خواطري –

مسحتها بزركشات طية المنديل

نفضت رياشها.. وغردتْ

-أطاعك النسيم والسكون –

واشرأب لأشتفافك القدح..

- تجاوزوه..

- إنما أريد أن يذوب فيه

- قرص بدرنا التمام

- والنجم والغناء والهباء

- أريده معتقا ..مركزا..عصير كهرباء

- لعله يعيد لي دقيقةً

- فقدتها في رقصة الهياج وقتما خيالي التطم

- وأذكر اختلست نظرةً

- لمحتُ من رأى مُفتتاً

- صرختُ ما صُعقتُ..ما التفتُّ

- وانطلقتُ

- كان حيش الريح ولولت خيوله

- ومدفعيه الرجوم..تقذف الحمم..

- وارعدت إذاعة السماء :

- سارق في مخزنِ العدم

- صُبَّ لي..

- وأذكر الزمان كان مطلع الشتاء

- دنك امتلا

- ومنذ ذلك المساء

- فقدت مقعدي في حانة الحلاج

- حين عدت..قال ما جننت كيف يا منافق ؟

- العفو يا مولاي – تشابهت عليَّ أوجهُ الدقائقْ

وما احتملت رقصة الهياج

admin
11-03-2006, 08:40 PM
قامة الشفق

في رثاء المرحوم-الدكتور محمد عبد الحى



في الموتتين ، زارف النار قال لنا

لا فرق عندي بين الحرق والغرقِ

قلنا اقشعر اهاب الطبل هم بما

همت به ساريات البرق في الحدق

إنّ الإشارة والبشرى وراءهما

افعى ملوَّوَةً في قامة الشفق

ما بالنا كلما غنى سمندلنا

أو مج جذوته نخشى من الصعق

ءآأن تمسك بالألواح طافيةً

قلنا "تدروش" بين الشطح والحمق ؟

لما رأى شيخهُ "النفريَّ" مُصطلماً

وحَّت حديقته تنهيدة الرمق

حتى كأن رئةً افضت إلى رئةٍ

سِرّ القرابة بين الروح والعبق!

ذاهو الفراش وهاهي النار قم أرني

طقس الفناء ورقص اللسع والرهقِ

كذبت بعدك والحجاج رش دمي

للعابرين على الأحزاب والطرق

مرت سنابكهم في قبتي فإذا

حَبّاتُ مسبحتي قلت عن الفرق

فيم السباقُ وشرطُ السبق في زمني

أنْ لا ركوبة الا ناقة المــلق

يا حي دونك عبد الحى شارته

سنار والسقف النورية النسق

صوت تجوهر أو سحر تناثر من

نافورة اللغة القدسية الألق

خلف التجانيِّ والمجذوب يطحنه

قطبا رحاه على طاحونة القلقِ

admin
11-03-2006, 08:40 PM
قطوف من السدرة



أنعش الأنس بقــايا زنبقاتٍ من صبايـا

فاستطالت ثم صارت سدرةً في منتهـايـا

كلما هاززت غصنـا نلت منها مشتـهايـا

آه ما أبهى المعــاني وهي تعتش الخفـايـا

ترجحن الروح فى أشـ ــواقـــها بين الحنايا

واعتلاج القلب يدوي مستطيرا بالشظـايـا

فاعجبوا من كسر قلب جبره جرح الخطـايـا

صاح بالدنيا وقد ضا قت حواليه الزوايــا

وسعوا الحلقة حولى إنني ملق عصـــايا

وارقبوا يا قوم قولي واتبـعني يا فتــايـا

admin
11-03-2006, 08:41 PM
هذا دون قافيتي

للتجاني وجماع والمجذوب



مكاني ..آخر الطابور

والجلاد يرضع من لسان السوط شهوته

ويرمقني كما لو كنت قهوته

فلي قدري.. ولي كأسي..

عرفت الآن كيف غدي

فساعة حائط الأضلاع سابقة

وحاضر يومهم أمسى



مضى الماضي وقدمني

فلا وجهي على المرآة أشبهني

ولا ظلي يلازمني.. ولا زمني

مضى المسلول والمذهول والمجذوب

يا مجذوب

أتتركني هنا وتذوب؟

حرام كيف تتركني..؟



دنا الجلادُ...

تلك ظلالهم لاحت

ترى هل أحضروا ثمني؟

أظن أظن

لست أظن

من قلبي من الشعراء قد انصفت يا وطني؟

أظنك لم..دنا الجلاد هذا دور قافيتي

سأثبت..ربما أسلم..

عرفت الآن كيف غدى

هل الغرباء إلا نحن والشمس؟

نغيب فتضرب الدنيا سرادقها لتذكرنا

كأن رحيلنا العرس..!



عرفت الآن كيف غدي..

هل الفقراء الا نحنُ والطير؟

نصوغ لقمحة لحناً

ويأكل لحمنا الغير

عرفت الآن كيف غدي

وأني نخلة رجلاً

أضي النجم من سعفي

أمدد قامتي ترفا

والقم ظالمي صلفي

عرفت الآن كيف غدي

وكيف الآن..كيف أذوب في الألوان

أرسم لوحة الشرف

أصفق واحداً وحدي

وأقطع فوهة الأحزان

ابتر موضع الأسف

admin
11-03-2006, 08:42 PM
اضاءة بيضاء على..عباءة الفراش



هدرا تقطع ريق حرفك جف ما –

بين التكهن والغناء

يا كيف تسحرك العيون وفي يديك القيد-

تحلم بالتلطف والتجول بين اقبية السماء

وبلاد هذا العمر

تعلم انت مقفرة ويابسة المحاط

تحسو مناقير الحوادث ضوء وجهك :

كيف تنضح ما بجوف الغير من ترفٍ

وانت بلا غطاء!..

الله يا هذا الفراش

الله من عشق اللهيب ومن مشاجنة الرؤى

هذا شخيب التوق يخفت في عروقك!ماله؟

والملح ينفد من خلايا الشعر يهدأ

في دماك بلا ارتعاش

الله يا هذا الفراش

لو أنني خيرت من قبل السفر

لقفلت نافذة الخيال ذبحت طير الشعر

في عصبي واحرقت العشاش

بعنى ولو بالبؤس – عافية الشجون..

انى مللت زحام ذاكرتى من الأضداد

أشعر أنني في قبة وحدي

يدور بي الجنون

ولواحظ الأقدار ترمقنى

وأهلى والرفاق وحلوتى

واظافر الأحزان تنهش لين أنسجتي

وأنياب الظنون

-يا ليتنى خُيرت من قبل السفر

ءآلان تندم ثم ترجو

أن تُباع الصحو بالحرمان ؟ لا

لن يربح الشعراء في سوق الخطر

لو كنت اعلم أن هذا الشعر يهدى

للتى هى للجحيم

لكفيتك العبرات كنت هديت بالك

للصراط المستقيم

مالى أنا..؟

مالى ألون واجهات الأُفق للعميان-

والشاكين من رمد البصيرة والغباء..؟

مالي أقول الشعر في :

زمن العلامات الكبيرة والثراء

ءآلان تندم ثم تضرع أن تعود؟

الآن لا..فالشعر أصبح فيك شئيا..

مثل بادرة العطاس..!

الشعر في رئتيك يسكن هل ترى-

قطرت للأجيال منه الكبرياء؟

فيم التزندق والمراء؟

يا أيها المخدوع في زمنٍ من الفخار

زُخرف بالرياء..

admin
11-03-2006, 08:42 PM
قافية لها



الآنَ

أغمس ريشتى

من زبدة الدم والدخان

أخط قافية لها

إن القصيدة لم تعد

"لبنان ردتنى اليك" ولم تعد

عين المها – عين المها..

قضم الهوى بانات رامة كلها

ثم انتهى بموشح ومرنحٍ

وخليفةٍ غنّى وصفق

واشتهى

إنَّ القصيدة راية

غضبى تمزق نسجها

كف تصفق وحدها

كفي تلوح..والسنابك في دمي

ياهرةً أكلت

وأسلخ من فمي

طعم الحقيقة آه لو خرجت

عسى ولعلها

كفي تلوح

والحديقة أثمرت لغماً

فاخرج شطاه

كل القلوب استغلظت

لبنان كان ارقها

admin
11-03-2006, 08:42 PM
آخر شهرزاد



وقرأتُ في الكتب القديمة أن يوماً

بعد آلاف السنين..ستطل آخر شهرزاد..

وتحل في البلد الأمين

وخريفه يسخو وتمتلىء الضروع

ونواعم الأيام- من ذهبت-

تبادر بالرجوع

فدعوت : أمهل كي أراك..

وشهدت أن :

لو أنني أدركت عصرك قد نذرت..

أمد أجنحتي من "البوابة" الأولى

إلى نبع المدى...سقفاً عليك

وبأريحية "حاتم الطائي " أعقر ناقتى

وأهش أنشر بردتي..كى احتويك

واكون اسرع من رجوع الطرف أو

أدنى اليك..لو كنت امهل كي أراك

وعقدت أجفانى بأجفان الزمن..

وشهدت أن:-

ما جاء للدنيا كحسنك قط مذ بدأت-

وبعدك أنت لن..

ووقفت أنتظر الطوابير البطيئة –

في مطار الشرق-

أبحث عنك في ركب الشموس

أتفقد الأرقام أحسبُ..

بعد آلافِ السنين؟!

وأصيحُ في الزمن السحيق :-

سمراء في لون الرمال توهجاً :

هل يا مخابىء بينكم؟

قولوا لها.."قولوا لها.."

وأعد كل أصابعي

لا بد أمهل كي أراك..

حلقات رمزك سرها عندي أنا..

يا شهرزاد...

لسواي تأبى أن تفك

وسأقتل الشيطان أحرق ناره وحدي

أكون الشىء والإنسان والعبد الملك

وحدي أكون الغار والصديق والألواح لك

وأمد اجنحتي عليك

أكون أسرع من رجوع الطرف أو أدني إليك

لو كنت امهل كي أراك

مكتول مدنى
11-03-2006, 08:49 PM
لمحتك
قلت بر آمن .. بديت أحلم
ألملم قدرتى الباقية
وأشد ساعد على المجداف
تلوّح لى .. مدن عينيك
وترفع لى منارة بسمتك .. سارية
وبديت أحلم
*********
كل ما الريح .. تطارد الموج
أزيد إصرار وأحلف بيك
أغير سكة التيار
وأقول يا إنتى .. يا أغرق
أخاف
غيم المنى الشايل
تسوقو الريح .. ويتفرق
أخاف .. وأخاف
**********
وأشد ساعد على المجداف
وأجيك بى قدرتى الباقية
حطام إنسان موسّم بى شقا الدنيا
ومقسّم قلبو فى الأحزان
أجيك فنان
أشد أوتارى .. وأحكيلك

حكاية إنسان وهب لى سكتك نفسو
ورسم صورتك على حسّو
وربط ساعد على المجداف
وقال يا إنتى يا أغرق
أخاف
الضفة ترجع بيك .. قَبـُل ألحق
أخاف
غيم المنى الشايل
تسوقو الريح وإتفرق
وألاقيك يا أمانى سراب
مواهبى