المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع الشيطان



zoolfrda
12-03-2006, 01:30 AM
>‏حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب الى
>المسجد فقال لي : عليك ليل طويل فارقد .
>قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة .
>قال : الأوقات طويلة عريضة .
>قلت : أخشى ذهاب صلاة الجماعة .
>قال : لا تشدد على نفسك في الطاعة .
>فما قمت حتى طلعت الشمس ..
>فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات ، وجلست لآتي بالأذكار
>ففتح لي دفتر الأفكار .
>فقلت : أشغلتني عن الدعاء .
>قال : دعه إلى المساء .
>وعزمت على المتاب ، فقال : تمتع بالشباب !
>قلت : أخشى الموت .
>قال : عمرك لا يفوت .
>وجئت لأحفظ المثاني قال : روّح نفسك بالأغاني .
>قلت : هي حرام .
>قال : لبعض العلماء كلام !
>قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة .
>قال : كلها ضعيفة .
>ومرت حسناء فغضضت البصر قال : ماذا في النظر ؟
>قلت : فيه خطر .
>قال : تفكر في الجمال فالتفكر حلال .
>وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق فقال : ما سبب هذه السفرة ؟
>قلت : لاخذ عمرة .
>فقال : ركبت الأخطار بسبب هذا الإعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة .
>قلت : لابد من إصلاح الأحوال .
>قال : الجنة لا تدخل بالأعمال .
>فلما ذهبت لألقي نصيحة قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة .
>قلت : هذا نفع العباد .
>فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد .
>قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟
>قال : أجيبك على العام والخاص .
>قلت : أحمد بن حنبل ؟
>قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل .
>قلت : فابن تيمية ؟
>قال : ضرباته على رأسي باليومية .
>قلت : فالبخاري ؟
>قال : أحرق بكتابه داري .
>قلت : فالحجاج ؟
>قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج .
>قلت : فرعون ؟
>قال : له منا كل نصر وعون .
>قلت : فصلاح الدين بطل حطين ؟
>قال : دعه فقد مرغنا بالطين .
>قلت : محمد بن عبدالوهاب ؟
>قال : أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب وأحرقني بكل شهاب .
>قلت : أبوجهل ؟
>قال : نحن له أخوة وأهل .
>قلت : فأبو لهب ؟
>قال : نحن معه أينما ذهب !
>قلت : فالمجلات الخليعة ؟
>قال : هي لنا شريعة .
>قلت : فالدشوش ؟
>قال : نجعل الناس بها كالوحوش .
>قلت : فالمقاهي ؟
>قال : نرحب فيها بكل لاهي .
>قلت : ما هو ذكركم ؟
>قال : الأغاني .
>قلت : وعملكم ؟
>قال : الأماني .
>قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟
>قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق .
>قلت : كيف تضل الناس ؟
>قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات .
>قلت : كيف تضل النساء ؟
>قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور .
>قلت : فكيف تضل العلماء ؟
>قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور .
>قلت : كيف تضل العامة ؟
>قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة .
>قلت : فكيف تضل التجار ؟
>قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات .
>قلت : فكيف تضل الشباب ؟
>قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام .
>قلت : فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟
>قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة .
>قلت : فأبو نواس ؟
>قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس .
>قلت : فأهل الحداثة ؟
>قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة .
>قلت : فالعلمانية ؟
>قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني .
>قلت : فما تقول في واشنطن ؟
>قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن .
>قلت : فما رأيك في الدعاة ؟
>قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت
>ويستعيذون إذا أتيت .
>قلت : فما تقول في الصحف ؟
>قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع
>الأسف .
>قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟
>قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على
>المظلوم ومن ظلم .
>قلت : فما فعلت في الغراب ؟
>قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب .
>قلت : فما فعلت بقارون ؟
>قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز .
>قلت : فماذا قلت لفرعون ؟
>قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر .
>قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟
>قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة
>معلوم .
>قلت : فماذا يقتلك ؟
>قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي .
>قلت : فما أحب الناس إليك ؟
>قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون .
>قلت : فما أبغض الناس إليك ؟
>قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد .
>قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب