المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة إلى مهبط الأشواق



ابراهيم
04-06-2004, 12:00 PM
ومرة اخرى نعود ..
ثانية نجتاز السدود .. حدود الزمن .. ويتيح لنا القدر

فرصة لقاء أخرى

أيها القمر .. مابالك تبدو حزيناً كئيباً ..

أين ابتسامتك العذبة ونظرة عينيك الجميلة ..

ماذا تخشى أيها القمر..؟ من سرق منك إبتسامتك ..

ألن تأتي اليوم لتسمعني كما تعودت .. ألا تتشوق أذناك لي ..

إذن فأذهب إليها ..

فلتنظر إلى عينيها ..

ألم تتذكر شيئاً ..

ألم تسترجع أصلك ..

أنظر ثانية ..

ألا تشعر بالحنين ..

ألا يشملك حنانهما ودفؤهما ..

ألا يسحرك جمالهما ..

ألا تبهرك سلاسل الذهب السائلة بلا حساب ..

مازلت خاوياً كاسف البال حزيناَ..؟

لاترجع إلي بل أرجع إليها ..

وأنظر إلى شفتيها ..

هل رأيت من قبل نهرين بهذا الصفاء ..

بهذا الغنى .. بهذه البراءة ..

من أين لك بمثل هذه البسمة .. كالنسمة ترفرف بمن يراها ..

على جناح الحب الوردي ..

إنها دفقات الحب .. أو دفء الهوى .. أو نبضات عشق كامن

كاللؤلؤ في المحار ..

أنظر إلى خديها ..

أمسك عليك يديك..

لاتقطف شيئاً من ورودها ..

إنها هبة الألـه ..

هل عرفت من أين أتى الفجر بنسائمه الوردية ..

هل عرفت سر جمال الزهور ..

هلا أدركت كيف يكون العبير ..

لم عدت إلي .. ولكن ماهذا .. إنك تبتسم لي .. في حنان ..

تهنئني .. بها ..

تندهش لحزني ..

إني خائف ياصديقي ..

خائف من تصاريف القدر ..

أخشى أن أحرم من نور عينيها .. وليل شعرها .. وحلو حديثها ..

أخشى أن أظل وسط الموج الشرس بعد أن كان لي .. مرسى ..

أخشى لأن معي كل الكون ..

هل تدرك معنى أن تفقد كل الكون .. ؟

وتعيش .. بلا معنى .. بلا هوية .. بلا وجدان ..

حائراً وحيداً تدق على كل باب وتطارد كل وجه فيه منها ملمح ..

تتعقب عطر خطواتها .. وتعيش على ذكرى نغمات نبرات صوتها ..

هل تعرف معنى أن تنتزع منك روحك وأنت حي ..

ماذا تقول .. إنها لقسوة أن يفعل بي ذلك ..

إنها لوحشية ياصديقي .. ليست مجرد قسوة .. إنها الموت..

ببرودته وجمودته ..

بماذا تهمس .. لن يقترب مني الموت .. سيفر أمام الحياة المتفجرة منها ..

لن يجرؤ على الوقوف أمامـها ..

هذا ما أظنه .. وهذا مايبعث في عروقي دمائها ..

إنها معي .. وإنها الحياة .. وبعد الحياة لا أخشى شيئاً ..

ولا ألتفت لشئ .. ولأكن معها .. فلأحي قليلاً ولتصمت ياعقلي

اللاهث خلف خوفك .. صمتاً وسكوناً فأنت في حضرتها ..

وأتيت ..

بعطر الربيع في شفتيك ..

بأنغام المساء في عينيك ..

ومددت لي يد الحياة ..

وألقيت لي طوق النجاة ..

وتعلقت بأذيالك ..

بنبضات جمالك ..

قد أفر منك يوماً ..

عندما تغرب شمس الحياة ..

قد أهرب إلى عينيك ..

قد ألوذ بشاطئيك ..

قد أحتمي بجفنيك ..

قد الجأ إلى عروقك ..

أستمد منها معنى الحياة ..

قد أذهب إلى قلبك ..

لأوقع عليه برقة ..

نغمات نبضي ..

علك تعرفين ..

كم في قلبي تساوين ..

يوماً ما ستعرفين ..

حين يعرفون ..

كيف يقيسون ..

نبضات الحب ..

ولهف العيون ..

كيف يحسبون ..

كم يساوي العمر ..

ينفق بلا حساب ..

في هوى أميرة الدنيا ..

وضياء السماء ..

حين يدركون ..

أن ابتسامة ونظرة وخطوة ..

هي الأرض والنجم والسماء ..

هي السحر في عمق اليم ..

هل تعرفين كيف أكابد الحياة ..

بعيداً عنك ..

هل تعرفين قسوة ..

أن أستمر بنبضات من قلب غير قلبك ..

وأنفاسي من ثغر ليس ثغرك ..

وابتسامتي من ساحرة غير عينيك ..

ونغماتي من وتر ليس رمشك ..

إني من الشوق ذائب ..

وعن الحياة غائب ..

حتى أكون بجانبك ..

معك ..

بين أحضان عينيك ..

يومئذ .. سأعلم كيف أعيش ..

حيئذ .. ساعرف معنى أن أحيا ..

وقتئذ .. سأخاف من الموت ..

وكيف لا ..

وأنا في نهر الحياة المتفجر ..

هل سيأتي ذلك اليوم ..

فلأغمض عيني ولأحلم ولأحلم ..

...

ولأحلم

...........ولأحلم

لن أستيقظ ..

حتى احقق حلمي ..

او أستمر

.. أن أحلم ..