خفقة القلب بنشوة السفر تشبه خفقته بوردة الحب وهي تتفتح في أصقاع النفس .. ثمة روائح تنتشر وتعبق في صحارى الغربة .. اهتزازات لا مرئية تمس شغاف الروح .. بالحياة والموت والامل الاّّفل .. حالة جليلة كجلال الموت تأتي بغتة فترميك بهدوء على سطح ما من أرض غريبة .. هل تركت شيئا ما في مكان بعيد ؟ أأنت حزين لأنك فارقت ؟ هل وراءك بيت في أقاصي العالم لا تستطيع العودة اليه ؟
تقدم عاريا الا من النسيان .. ففي النهاية يبقي الموت الحقيقة الوحيدة القاسية .. و الغربة هي الخطوة الاولى باتجاه تلك الحقيقة .. لن تخسر شيئا عبر هذا الاسراء التراجيدي لأنك لا تملك شيئا غير هذا الجسد الجامح و الروح المتوهجة هذه المتاخية ابدا مع الشقاء والخطر
( حيدر الحيدر)
(يلزمنا الكثير من الوقت لننسى أناسا احببناهم ورحلوا دونما وداع )
هُزي اليك بقامة الحزن العنيد ..
وصلي في العشيات الأرق
غني بصوت الانتهاء علي المواعيد الهجيرة والقلق
لولاك ما اشعلت نار العاشقين ..
ولا نسجت عليك ثوبا من عذابات الورق
ما كان في الصمت الهلامي استفاق
والامسيات تساقطت .. هل تذكرين ؟
بيني وبين الحزن ذاكرة الرحيل
القطارات ... الليل والمدن الزحام
وحنينك الابدي للعشق الحرام
صلى عليك القلب وانتحب الوريد ..
هلا دخرتي الوردَ للطيرِ الغريبِ ولليمام ؟
البرد اوسع ما يكون
والدفء في عينيك نام
الصيف أوسع ما يكون
لكن ذاكرتي ... جليد !
اني فقدت الانتماء ..
وفرشت أحلامي رصيفا للوقوف علي العدم ..
و نذرت ايامي انتظار
وسكبت من دمعي وقودا في حريق الاحتضار
والوعد في عينيك دم
أأأه ِ من هذا العدم
أهِ من ضعفي .. واحتراف الذات للصمت البليد
ولانكسارات الندم
هل تذكرين ؟
الشارع المسجي يبصقني والامسيات رماد
والخطو لا كالخطو يرهقه المسير
ونزفت حد الانتهاء ..
دما شيدته سبلا اليك
أسفي عليك
أسفي عليك اذ افترقنا دون وعد
وانكسرنا كالغصون الذاهبات مع الرياح
واحترقنا كالورود الباكيات على الخريف
هل تذكرين ؟
ما عدت اذكر غير (اني ما نسيت)
أسفي عليك اذ ماتت الكلمات قبل الاعتذار
وتداعت الالحان في الوتر الحزين
هذي المدينة في عيون العاشقيك جدار
والمسافات ُالفجيعةً واعوجاج ُالدرب ِلا يفضي اليك
أسفي عليك
كنا نغض ُالحس َعن فارع ِالعشق ِالوسيم
ويدايا تبحثُ في يديك ِعن الوجود
كان الوجودُ شريحتانِ من اللهيبِ بمقلتيك
علي العيونِ سحابةٌ من ذلك الخجل ِالانيق
كنا نشّيدُ من بقايا الظلِ مجمرةَ
ونذوبُ في الاسفِ الحلال
نذوبُ في الحزنِ الرفيق
ها قد رمتني قسوةُ الايام قسرا ...
فارتميت
قد ضاعَ في الليلِ انتظاري ...
وانتهيت
و العصافيرُ استكانت للرحيل
وانت في بدءِ الطريقِ ِ... تسافرينَ
وترحلين َ بلا وداع
أأهِ من سفرِ النوارسِ في الشتاء ِ
ومن حنين ِالشط ِللموج ِالحزين ِ
ومن مناجاة ِالشراع
ضاع َالوجود ُعلي يديك
أسفي عليك
وانا .. احترافك ِللرحيل ِالمر ِ.. بلا رحيل
انا احتراقك ِفي الرجوع ِالمستحيل
فلا عليك
أسفي عليك