ذكري وفاء .. حب من الزمن الجميل ..
أحبته بكل عنفوانها
عشقته إلي حد الجنون ..
وهبت له قلبها ،
لم تبخل بشي ..
وأغلقته عليه بداخله ..
يقينها ..
أن الفراق يومه آت ،
وقتها ..
جعلته يوما للحزن المقدس
ذهبت أنفاسها لوعة ،
وتقطعت روحها أشتاتا ،
دموعها أرسلتها علي خديها
كخيوط المطر
سدت بها أفق السماء
أمام ناظريها ..
ودعته ولسان حالها يغني عن الكلام
صمتت كثيرا ،،
وهي ممسكة بيده في كفها
وقبلتها وبللتها بدموعها ..
كأنها تقول ...
امضي حبيبي ..
فاني بعدك
سأحبس الفرح داخلي ،
واجعله وقفا بعودتك ،
سأمسك مدامعي عن كل أمر
واذرفها لإيابك ..
سأخاصم الدنيا
ولن أصالحها
إلا عند رؤيتك ..
سألزم عيناي
الألم والشجن ..
فأنت الوحيد القادر علي منحي السعادة
في ابسط ألوانها ..
امضي ،
امضي لموعدنا ولا تخلفه
فاني انتظرك ..
بكل الشوق والحب ...
فصل اخير .. حديث الدموع والحزن
ذات صباح ٍ كئيب ..
وهي تراجع صُندوق بريدها
إذا بداخله رسالة جديدة منه ..
حملتها بكل اللهفة
انتقت لنفسها مكانا قصيا ..
وبحذر من الدهشة
فتحت الرسالة ..
أخرجت الأوراق وهي ترجف ...
إذ أتاها البريد في غير عادته
فهو يخبرها عندما يبعث لها رسالة
أو رسول شوق وغرام ..
بدأت بقراءة الرسالة من أول سطورها ..
بعد السلام والتحية و ..................
........ حبيبتي الغالية ......
... ..... ........ ........ .............
...... ....... ....... .....................
.......... ....... ......... ...........
سقطت الأوراق منها ،
وتناثرت علي الأرض ..
أظلمت الدنيا واسودت أمامها ..
انهمرت الدموع منها انهارا ً ..
لم تستطع أن تُمسك زِمام نفسها
أحقا ً ذاك الذي سطرته قلمه ؟؟
أحقا أتت النهاية بهذه السرعة ؟؟
كانت تعرف أنها آتية ..
لكن ليس هكذا ..
فهما لم يعُدا للفِراق عدته
ولم يُدركا أن أوانه قد أزف وحان ..
.... حبيبتي .....................
... أنت تعلمين ..... ..... ..............
.... ما حدث ليس بيدي ........
وليس لي به سلطان ...... لكنه قدرنا ......
......... .......... ........... ............
نعم ،
إنها تعلم ،
وتعرف ....
عاشت أيام في قمة المرارة
عذاب ،
الآم ،
تعاسة ..
أيام بين الخيال واليقين ..
كلما دق ّ جرس الهاتف
تمشي نحوه بكل لهفتها ..
تمني نفسها أن يصدُق حِدسُها
ويكون هو المُهاتف
كل مرة يدق ّ الهاتف ..
كل مرة
لا يكون هو المتحدث ..
لماذا ..
لا يُريحها من عذابها
ويُسمعها صوته
ولو لمرةٍ أخيرة ؟؟
إنه هناك يعيش في حالة ..
من الهذيان ..
من الذبول ..
هكذا خبروها ...
قررت أن تكلمه بأي وسيلة
أمسكت سماعة الهاتف وهي تُغالب ..
أشواقها ..
أحزانها ..
أدمُع عينيها ..
أجابها صوته من الطرف الآخر ...
آآآهـ .. آآآهـ .. من صوته ..
أذاب كل ما بقي فيها من حياة ..
لم يهمسا ببنت شفة ..
والدنيا وقفت لتسمع حديثهما ..
كأن الكون لفه الصمت ..
حديث للدموع لا شئ غيرها ..
وضعت سماعة هاتفها ..
وانزوت في محراب أحزانها ..
وكلها يقين .. انه باق علي عهده
حتى إن افترقا ..
سيبقي يحبها إلي أخر العمر ..
لم يكتب لها أعذارا ً
لكنها في قلبها وجدت له الآف الأعذار
والآف الأنهار من الدموع ..
والآف من المحبة والأشواق ..
والآف الحزن والحسرات ،،،