أماه... هل تسمعين ندائي؟

أماه أقبلي... فقد أنكرت الأيام أفراحي
تغلغل الحزن في قلبي و صارت الروح تحكمني
و تعانق بشغف و لهفة أطراحي


فكيف أسير في درب تمزقني أشواكه
و أرتوي من دماء الجروح
و أبتلع أنات الأه و المأسي


أماه... هل تسمعين ندائي؟
أم تدعي لي صبري العليل
و مالي غيره فقد يكون نبراسي



أماه... جارت الدنيا
و أشعلت فتنها
و ألبستني من حلل الالتباس



أماه... هل لي في لحظة
تنتشلني من بؤرة الخوف
و تعيد الأمان إلى أركاني
و تبعث الأمل في احساسي



خذيني إليك...
فقد صرت ركام شمع محترق
و لملميني و أشعلي في الركام خيط حنين
أبصر به صراطي سويا
و قد أدق أجراسي



أماه... لا تبخلي
فليس للحنان نبع إذا جفيتي
فعطشي يزداد و أناتي قد أسمعت
القريب و البعيد من الناس



أماه... اختنقت حروفي
و زاد شوقي للمسة منك تذيبه
و تحرر قيد أنفاسي


أماه... أنقذي صوتي
فقد صار صراخي همسا
و ارتخت الجفون على الجفون
و من غيرك سبيلي إلى خلاصي


أماه... إياك أبتغي
فدروب الشتات تحتضنني
و الألم يعتصرني
و في دمعي يسبح الغموض بشتى الأجناس


أماه... اعذريني
لازلت طفلة لا أفقه إلا براءة الحنين إلى حضنك
و دفئك و بسمة على شفاهك تغمرني
و تطفئ كل اياس


خذيني بين ذراعيك...
سأسكب عبراتي على صدرك
و أبلل بالدموع ثوبك
و أردد أماه سأجعلك لباسي


أماه... لازلت صغيرتك
أتوق لحضنك الدافئ و دعاءك و كلماتك
و كل شيء فيك
و لن أجد مثل مرساك مهما تعددت المراسي