بصراحة .. هجوم على التلفزيون ...
لماذا نحن الوحيدون في الدول العربية الذين لايعرفون ايصال معلومات عن السودان لخارج حدوده الجغرافية ...؟
لماذا اخر من يعلم اخبار السودان هو السوداني ... واخر من يتعلم ويعرف عنا هم العرب ...؟
لماذا ينكرون علينا بعض العرب الفضل في تعلم شعوبهم واخراجهم من الجهل ؟
لماذا نحن دوما متهمين بالكسل ؟
لماذا ...........؟
لماذا ...........؟
لماذا ...........؟
كثير هي الاسئلة التي يجب ان نسالها لانفسنا قبل غيرنا .... فالسودان الان معروف فقط في قضية دارفور .. وعندما تنتهي انشاء الله لا احد سيذكر السودان بخير او شر الا اذا كانت هناك كارثة اخرى ....
وانا ادرك جيدا ان هذه الاسئلة واجوبتها صعبة علينا نحن كشعب نعرف بعضنا البعض ونعرف حساسية الاجوبة التي يمكنها ان تحرج الكثيرين .. لكن .. العلاج يكمن في معرفة العلة ...
ان تخلفنا في مجال الاعلام لهو كبير ... وانا كلي اسف في استعمال كلمة تخلف .. حيث اني اقصد بها عدم تواكبنا مع ما يقدم من عرض بالتلفزيون مع ما يشاهده العالم في ظل القنوات الفضائية المنتشرة .. فهو الى الان يقدم لنا البرامج الثقافية التي تهمنا نحن كسودانيين واذا كانت تهم غيرنا نجد الخلل في كثير من النواحي .. فالصورة المنقولة تجيبك على كل اشكال عدم التطور واولها القدرة لدى المذيع مرورا بالاضاءة وانتهاء بحركة الكاميرا ... فنحن الى الان التلفزيون الوحيد الذي تشاهد في كادر الصورة الكاميرا الاخرى ...
وفي الدراما ... حدث ولا حرج .. فالتصوير في وادي ....والممثل والمخرج كل يبحث عن الاخر .. والسيناريو لا تدري اذا كان مكتوبا ام مرتجل من الممثلين ...
فالتلفزيون يا اخوتي اصبح الان في كل منزل من العالم والقاصي والداني يمكنه مشهدة تلفزيون اي دولة يختارها ... والقضية هنا كبيرة جدا فانا لا ادعو من تلفزيوننا ان يعرض الاغاني والفيديوكلبات التي تعرض ارخص انواع اللحوم البشرية _ ولكني ادعو القائمين على التلفزيون ان يخلقو لنفسهم مشاهدين من الخارج ولا ينتظروا عطف بعضهم بالمرور علينا وهم يتنقلون من قناة الى اخرى .. فاختلاق البرامج والعرض الجيد جزء من الابداع فاين هي برامجنا المميزة والرابطة لما يعرض على الشاشات الاخرى ... ( عذرا عزيزي القاري ) فهل تعلم اننا ابتكرنا معظم هذه البرامج من مسابقات والبرامج الثقافية وغيرها حيث كانت عندنا من الستينات برامج هي طبق الاصل لما يعرض الان – طبعا مع اختلاف طريقة العرض - ولكن حيث انتهينا نحن بدأ غيرنا ... فكانت اننا انتظرنا نشاهد ولم نستطع ان نواكب ...
والقادم اكثر واكثر .......................
