مقابلة خاصة مع ابن نوح (رائعة امل دنقل)
جاء طوفان نوح
المدينة تغرق شيئا .. فشيئا
تفر العصافير ..
الماء يعلو ..
على درجات البيوت ..
الحوانيت ...
مبنى البريد ....
البنوك ...
التماثيل (اجدادنا الخالدين ) ...
المعابد .....
اجولة القمح ...
مستشفيات الولادة ...
بوابة السجن ...
دار الولاية ...
اروقة السكنات الحصينة ..
العصافير تجلو
رويدا ...
رويدا ...
ويطفو الاوز على الماء ..
يطفو الاثاث ..
ولعبة طفل ..
وشهقة ام حزينة ..
الصبايا يلوحن فوق السطوح ..
ها هم الحكماء يفرون نحو السفينة ..
المغنون ..سائس خيل الامير ..المرابون ..قاضى القضاة ..(ومملوكه )
حامل السيف ..راقصة المعبد
(ابتهجت عندما انتشلت شعرها المستعار)
جباة الضرائب ..مستوردوا شحنات الاسلحة ..عشيق الاميرة فى سمته الانثوى الصبوح ..
جاء طوفان نوح ..
بينما كنت , كان شبان المدينة
يلجمون جواد المياه الجموح ..
ينقلون المياه غلى الكتفين ..
يستبقون الزمن ..
يبتنون سدود الحجارة ..
علهم ينقذون مهاد الصبا والحضارة
علهم ينقذون الوطن ...
صاح بى سيد الفلك ..قبل حلول السكينة
انج من بلد لم تعد فيه روح ...
قلت :
طوبى لمن طعموا خبزه .. فى الزمان الحسن
وادارو له الظهر يوم المحن ..
ولنا الجد .. نحن الذين وقفنا ..
(وقد طمس الله اسماءنا )
نتحدى الدمار..
وناوى الى جبل لايموت ..
(يسمونه الشعب)
نابى الفرار ..
نابى النزوح ..
كان قلبى الذى نسجته الجروح ..
كان قالبى الذى لعنته الشروح ..
يرقد .. الان .. فوق بقايا المدينة ..
وردة من عطن ..
هادئأ ...
بعد ان قال لا .... للسفينة
واحب الوطن .