الهجوم المدروس والشباب اسقط نادى القرن

نجيب عبدالرحيم
najeebwm@yahoo.com
الهجوم المدروس والشباب أسقط نادى القرن
في نهائيات التحدي.. يمكنك أن تراهن على هزيمة الزمالك، أو تعادل الترجي، أو سقوط الكوكب المراكشي أو ضياع لقب من المريخ أو مفاجأة غير متوقعة من الهلال السوداني.
لكنك لا يمكن أن تتوقع هزيمة فريق الأهلي المصري متخصص النهائيات وحامل الألقاب، بل يزداد يقينك بحصوله على لقب إضافي جديد عندما تعلم أن النهائي في إستاد القاهرة الرهيب. ووسط عشرات الآلاف من محبيه الذين يتوافدون على مدرجاته من شتى نجوع مصر.
أما أن تعلم أن المارد الإفريقي وبطل القرن قد سقط بين أهله وناسه وفي قاهرة المعز. فلابد وأن هناك أموراً خفية استطاعت أن تقلم أنياب الأسد العربي في المعترك الإفريقي.
سنتناول جانباً هاماً وهو التحليلي فقط وقد يكون خلفه أموراً أخرى لا يتناسب الحدث في تناولها الآن أما فنياً فالسطور الآتية تكشف الكثير من الأمور.
طريقة لعب الأهلي
لعب الأهلي بطريقة 2-3-5 عماد النحاس ليبرو أحمد السيد وشادي مساكين وجلبرتو في اليسار وإسلام الشاطر في اليمين وأبو تريكة وأنيس بوجلبان في الوسط في المقدمة عماد متعب وفلافيو وبعد طرد عماد النحاس اضطر جوزيه اللعب بطريقة 3-4-3 رجوع أحمد السيد مكان النحاس ليبرو وأحمد صديق وشادي مساكين وحسام عاشور وأنيس بوجلبان محاور دفاعية وجيلبرتو مفتاح طرف لعب أيسر بينما يؤدى حسن مصطفي مهمة مزدوجة بعد طرد النحاس بمساندة المحاور الدفاعية ويميل إلى الطرف الأيمن كمفتاح لعب لمساندة متعب وفلافيو بالعمق وأبو تريكة الموجود كمهاجم مساند في رأس القوس إسلام الشاطر وجيلبرتو مفاتيح أطراف اللعب كان تركيزهم الهجومي الأكثر بالأطراف ولم يحاولوا التوغل في العمق مما أراح الثلث الدفاعي الذي أتاح حرية التحرك للاعبي الثلث الأوسط الساحلي والتي مكنتهم من امتلاك منطقة المناورة الأهلاوية وظل أبو تريكة محاصر في رأس قوس منطقة العمليات ومراقب من الغربي وناري وتم عزله من مساندة متعب وفلافيو الذي احتوتهم المظلة الساحلية عمار الجمل ورضوان الفالح داخل منطقة العمليات الساحلية التي كانت مغلفة تماماً وعلى الرغم من ذلك تمكن لاعبو الأهلي من شن هجمات لفترات متقطعة وشكلت خطورة على المرمى الساحلي مع تألق الحارس أيمن المثلوثى الذي كان موفقاً وفي أحسن حالاته .
طريقة لعب النجم الساحلي
النجم الساحلي لعب بطريقة 1-2-3-4 حاتم البجاوي في الطرف الأيسر وصابر بن فرج قائد الفريق في الطرف الأيمن وعمار الجمل ورضوان الفالحي قلبي دفاع وعفوان الغربي ومحمد نفخة وموسى ناري محاور دفاعية وأوغمبى وجيلسون أطراف مفاتيح لعب ومهمتهم مساندة وتخميس خط الوسط المتمركز في الثلث الأوسط الساحلي عند الارتداد ويساندوا خط الوسط المتمركز في الثلث الأوسط الساحلي عند الارتداد والشرميطي مهاجم صريح ويجيد الانطلاق من التقاطعات والعمق بفضل مهارته العالية وسرعته وصغر سنه وتتحول إلى1-5-4 في حالة عدم الاستحواذ بالرجوع إلى دفاع المنطقة مع الضغط المتواصل من لاعبي الوسط في منطقة المناورة الساحلية لوقف الهجمات المرتدة من دفاع الأهلي.
الطريقة التي انتهجها النجم ونفذها طريقة غريبة وكسب بها اللقاء رباعي الدفاع كان منظم لعب بانضباط تكتيكي وتخليص الكرات في تمريرها بسرعة من دون تأخير للاعبي الوسط أو الأطراف الهجومية والتزامهم بدفاع المنطقة ماعدا قائد الفريق صابر بن فرج الذي كان يتحرك بحرية في الملعب ويساند خطا الوسط والهجوم وصنع الهدف الأول الذي أحرزه الغربي وكان النجم والقائد والمدرب داخل الملعب مما يعود بالذاكرة إلى المدى البعيد للاعب( إسبارتاك التيشكي) كفشناك الذي زار السودان في أواخر الستينيات.
سيطر الفريق على منطقة المناورة (الثلث الأوسط) في ملعبه بوجود عفوان الغربي كمحور ثابت على اليمين موسى ناري واليسار محمد نفخة كما امتلك أيضاً الثلث الأوسط للملعب الأهلاوي بوجود جيلسون وأوغمبى واستفادوا من النقص الحاصل في صفوف الأهلي وظلت المناطق الساحلية مغلقة تماماً وذلك بمجهودات ومهارات موسى ناري ونفخة وعفوان الغربي.
اعتمد النجم على المرتدات مستغلاً سرعة ومهارة الشرميطي الذي يوجد في عمق الثلث الهجومي الأهلاوي الذي تحرك فيه كثيراً وسدد الكثير من الكرات الخطيرة وسبب إزعاجاً دائماً و تلاعب بمدافعي الأهلي الدوليين الذين لم يستطيعوا إيقافه وظل النجم على إيقاعه السريع والضغط المتواصل واستغل لاعبوه الحركة البطيئة في دفاع الأهلي وتمكنوا من إحراز الهدف الأول من لمسة واحدة سددها لاعب الارتكاز عفوان الغربي من كرة القائد صابر بن فرج الذي يتواجد في كل شبر من أرض الكنانة بلياقته العالية وأجاد دفاعاً وهجوماً وقراءته السليمة للملعب الذي أنهت الحصة الأولى بهدف ساحلي أخرس مدرجات القلعة الحمراء.
الحصة الحاسمة
مع بداية الحصة الثانية لابد لجوزيه التحول إلى الطريقة الهجومية وهدف الساحل يعد بهدفين والمهمة صعبت على الأهلي.
وأجرى جوزيه تبديله الأول بخروج إسلام الشاطر ودخول حسن مصطفي الذي كان له الأثر في إعادة السيطرة على خط الوسط أراد جوزيه تكثيف منطقة الوسط والهجوم لإحراز هدف سريع ومن جراء ذلك انكمش لاعبو النجم في الثلث الأوسط في ملعبهم ونشط هجوم الأهلي ومن خلفهم صيحات أنصارهم في المدرجات الحمراء ومن جراء الهجوم المكثف استطاعوا أن يخترقوا الخطوط الساحلية وهددوا المرمى الساحلي كثيراً وكادوا أن يحسموا اللقاء ولكن براعة الحارس المثلوثي أبطلت الكثير منها وفي ظل ضغط الأهلي ارتكب ناري مخالفة مع أبوتريكة نفذها الطرف الأيسر جيلبرتو بالمقاس لعماد النحاس سددها برأسية محكمة وسط مدافعي النجم الذين تراجعوا إلى الخلف وأشعل الهدف المدرجات الحمراء وأعاد الفراعنة إلى المباراة.
بعد إحراز هدف التعديل اندفع جميع لاعبي الأهلي للهجوم لتعزيز الهدف بهدف يحسم اللقاء ويشعل المدرجات الحمراء.
وأدى ذلك الاندفاع إلى إغفال المناطق الدفاعية التي استغلها لاعبو النجم وسيطروا على منطقة المناورة الحمراء بمهارة وحيوية لاعبيه الشباب مقارنة بلاعبي الأهلي
في د60 من الحصة الثانية تمكن اللاعب العشريني النشط في المقدمة الشرميطي أن ينطلق من منتصف الملعب إلى منطقة العمليات الحمراء ولم يتمكن النحاس من إيقافه إلا بإعاقته وهو شبه منفرد لملاقاة الحضري داخل منطقة العمليات الحمراء ولم يتردد العرجونى حكم اللقاء المغربي في أن يشهر الورقة الحمراء في وجه الدولي النحاس وظل الأهلي يلعب بعشرة لاعبين في د 65 وأجرى مارشان مدرب النجم تبديله الأول بخروج عفوان الغربي صاحب الهدف الأول ودخول مجدي تراوي اضطر جوزيه أن يخرج أنيس بوجلبان ويدخل أحمد صديق مكان الشاطر ورجوع أحمد السيد مكان النحاس واتبعه بتبديل آخر في د76 بدخول شديد قناوي مكان جيلبرتو وشادي وحسام عاشور في المحور وبذلك يكون أحمد السيد ليبرو وقناوي وأحمد صديق مفاتيح لعب على الأطراف وشادي وحسام عاشور في المحور ويميلون إلى المساندة الهجومية أكثر من الدفاعية وحسن مصطفي رمانة الفريق ومهامه مزدوجة في ظل النقص العددي بعد طرد النحاس وعليه الربط بين المحاور الدفاعية ومحور الوسط الهجومي أبوتريكة الذي يتواجد على رأس القوس كمهاجم ثالث ليتماشى مع نهج طريقة 3-4-3 كما أشرنا إلى النقص العددي بمضاعفة دور حسن مصطفي وذلك لتكثيف الهجوم لحسم اللقاء بهدف ثان كما أجرى مدرب النجم مارشان في د84 تبديلاً مماثلاً بدخول بسام بن نصر مكان أوغمبي وظل الفريق الساحلي متماسك وترابط الخطوط بفضل مهارة وصغر سن لاعبيه التي لم يستطع الفريق الأحمر أن يجاريها في سرعة الوتيرة الهجومية وأجرى مارشان تبديلاً في د 87 بدخول الخميرى مكان جيلسون.
ظلت المدرجات الحمراء ساكنة في انتظار الفرج بهدف الأحلام لتقيم احتفالها داخل ملعب القاهرة الدولي الذي كان معداً لذلك وأن الكأس لن تغادر أرض الفراعنة وهى تعد العدة لذلك الاحتفال؛ ولكن لاعبي النجم أحكموا سيطرتهم الكاملة على منطقة المناورة الحمراء وساعدتهم لياقتهم العالية وخطوطهم المنظمة وانضباطهم التكتيكي في المحافظة على الهدف وعدم التفريط وهم يلامسون الكأس بأطرافهم معتمدين على المرتدات في ظل ضغط متواصل على حامل الكرة.
بينما اندفع الأهلي نحو الهجوم وكان منطقياً أن يندفع لاعبو الأهلي نحو الهجوم بهجوم جارف من دون توقف لأن التعادل 1-1 يعنى الرحيل المر في ظل مساندة أنصار المدرجات الحمراء المحتشدة لمؤازرته. عاد الأهلي بقوة في وقت جيد بالنسبة له وحرج نسبياً بالنسبة للنجم واستطاع أن يفكك خطوط النجم وكانت لحظات عصيبة وفترات صعبة للنجم. ورمى الأهلي بكل ثقله في الهجوم واستغلال الاضطراب النسبي في صفوف النجم إلا أن هذا الاندفاع ترتب عليه تفريغ مساحات في خطوطه بينما ركز النجم على المرتدات مستغلاً سرعة ومهارة الشرميطي في ظل بطء الحركة في دفاع الأهلي وتمضى الدقائق والثواني حتماً لا تعود وفي د92 في الوقت المحتسب بدل الضايع يستثمر أمين الشرميطي تمريرة محمد نفخة بين مدافعي الأهلي قناوي وشادي ويحرز الهدف الأول للنجم الذي زاد من أوجاع مفاصل القلعة الحمراء ولم تمض دقيقتان، فتمريرة مجدي تراوي أثمرت عن هدف ثالث بتوقيع ناري أحرق أركان القلعة الحمراء وسجل التاريخ بطلاً جديداً وطارت الطيور بأرزاقها.
التحكيم
الحكم المغربي العرجونى كان أداؤه متوسطاً ولم يكن موفقاً في قراراته ويؤخذ عليه عدم احتسابه ضربة جزاء صريحة للأهلي كان من الممكن أن تغير نتيجة اللقاء.
الإعلام
عامل آخر له دور كبير في خسارة الفريق على أرضه وبين جماهيره. إذ إن الإعلام المصري والصحف الأهلاوية على وجه الخصوص مارست ضغطها المباشر وغير المباشر عقب تعادل الفريق في مباراة الذهاب في تونس إذ أعلنت في شبه إجماع على أن الأهلي بات حاملاً للقب الإفريقي؛ وأن مسألة إعلان فوزه على النجم ماهي إلا أيام معدودات ليفتخر الأهلي وجماهيره وصحافته المتخصصة بأنه بطل القرن الذي سيشارك في مونديال العالم للأندية للمرة الثالثة على التوالي وهو الحدث الذي كان حديث الخاصة والعامة في السر والعلن.