-
العاصمـــة المربعــــة
لماذا لا تصبح العاصمة المثلثة مربعة، فودمدني الشريك الأصيل في الحركة الوطنية، وهي توأم أمدرمان، فمنها خرجت الحركة النقابية والثقافية والأدبية والسياسية. لهذا توجت عن جدارة واستحقاق منذ قرن ونيف من الزمان بأن تكون عاصمة وسط السودان، وهي جديرة بأن تكون عاصمة للسودان. لأنها مدينة الوسط، فمدني كلها وسط، في تدينها وسط، وفي فكرها وسط، وفي نهجها وسط، وفي حياتها وسط، وفي موقعها وسط وفي مناخها وسط. وخير الأمور أوسطها كما قال نبي الرحمة المهداة.
-
هي قرأءة رائعة لهذه المدينة الانثي المتدثرة بالازرق الرقراق ... فخير الامور أوسطها ... و أجمل ما في العقد واستطه ... جزاك الله خيرا نهرو ... زدنا
-
أخي خالد الصول متعك الله بالصحة والعافية ومتعنا بمزامير قلمك..
أخي وادمدني تحت ضلوعي نبض..
فكاتبنا الملهم الطيب صالح استعصت عليه مدننا جميعاً، فلم يفتح الله عليه بمقال واحد عن مدينة واحدة منها. لكنه عندما أراد ذكر حلوان مصر، لم يجد لجمالها وخضرتها وبساتينها ومزارعها وسواقيها وأسواقها ومصانعها من شبيه إلا ودمدني.
-
أما إذا انتقلنا إلى السياسة والاقتصاد والإشعاع الحضاري والتمدن والرقي، فسيطول بنا المقال والمقام. فمدني هي مشروع الجزيرة والمناقل ومارنجان وبركات. والحديث عن مشروع الجزيرة والمناقل، حديث فخر يطول، وحديث حزن ليته يزول. . فالفخر في أنه أكبر وأعظم مشروع في العالم قاطبة يعمل بالري الانسيابي، يشقه نهري الجزيرة والمناقل ( ولا أقول قناتي الجزيرة والمناقل ) فهما بحجم أنهار أوربا، نهر التايمز الذي تقع على ضفافه لندن، ونهر السين الذي اتخذت منه باريس مرقداً، ونهر الرون التي جعلت منه جنيف مورداً، فنشطت على ضفافه السياحة وبيوت المال والأعمال.