الغربة ورغم العيوب الفيها الا انه لها ميزة وهي تقوية اواصر الصلات الاجتماعية ( معناها ايه اواصر دي ؟؟؟ انا ما عارف لكن عاجباني ودايما تتبع كلمة صلات ) .. المهم فنظل نحن واسرنا واصدقاؤنا تجمعنا الرحلات والصداقات المقترنة بين افراد الاسرة ... بمعنى انه كله شخص يصادق ما يقابله من افراد الاسره الثانية ... يعني كلما ذهبت اسرة الى الاخرى ذهب كل فرد منها الى قرينه ... لذلك الاطفال عادة لا يميلون الى زيارة الاسر التي ليس لديهم بها اقران ...( يا بابا ياخي نحن ما عايزين نمشي لناس خالتو فلانه ياخي ؟؟؟ ليه عشان كلهم بنات وماعندهم ولد قدرنا ..) وهكذا تدور الحوارات التي تسبق زيارة الاسر عادة .. او تقول لك الزوجه ... مانمشي لناس فلان صاحبك دا انا ( مكجناه) عمل ليك شنو ؟؟؟ ونستو كلها عرس والمرة الثانية وما عندو موضوع غير كدا .... تتوالى الاسباب .. وايضا بعض مرات يكون للزوج اسبابه التي تجعله يتقاعس ( حلوة يتقاعس دي معظم المغتربين متقاعسين ويعشقون التقاعس في الزيارات الاسرية ) وقد تكون الاسباب .. ياخي راجل صاحبتك دا دمه تقيل وانا اقعد اونس فيه لمن حلقي يورم وهو ما يعمل حاجة غير يهز راسه ويضحك .
وهي ترد مغتاظة ( هو انت لاقي حد يضحك ليك يا اب دما خفيف قوم لف عمتك دي بلا حركات معاك ( الحمد لله انا ماقعد البس عمم يعني دا ما انا) ).
اجيكم لمسمار جحا بطل القصة .. احد اصدقاؤنا الاسرية قرر ان يتخذ قرارا هو واسرته كمعظم السودانيين هنا وهو تسفير اسرته واغلاق البيت والتحول الى سكن العزاب .. وكان هذا الصديق مكنى بابو علي عادة اهل هذا البلد ونسبة الى ابنه البكر .. سفر ابو علي اسرته وباع كل اثاث بيته وسلم الشقه لاصحابها ورحل الى بيت العزاب ... غير انه بعد يوم او يومين اتصل علي ابو علي ودار بيننا الحوار التالي
انا : الو منو معاي
ابو علي : اهلا كيفك يا ابو احمد كيف احمد واخوانه وام احمد
انا : اهلا اهلا ابو علي شيخ العزابة اها عملت كيف بعد سفر الاولاد
ابو علي : الحمد لله يا ابو حمد وان كان الحياة بقت مسيخة وجافة لكن ماشي بس ما اطول عليك يا ابو احمد عندي طلب صغير كدا ..
انا : اتفضل يا ابو احمد انت تامر امر قول .
ابو علي : زي ما انت عارف انا بعت العفش كله الا التلاجة زي ما عارف هي امريكية اصلية تمنتاشر بوصة ماركة كلفنيتر ... انا لو بعتها يمكن ما اقدر اشتري زيها تاني وهي عزيزة علي ... اها انا احتفظت بيها .. لكن لقيت هنا العزاية معزبنها شديد اليوم كله يفتحوا ويقفلوا فيها تقول حمام ....
انا مشجعا له في المواصلة بعد ان اثارني الفضول : ايوا واصل يا ابو علي
ابو علي : اها انا قلت اجيبها عندكم تحفظوها في المطبخ وتشغلوها منها تحافظوا عليها ومنها تفيدكم ..
قلت : طيب ابو احمد نحن ليه نشغلها ما نسيبها مقفولة ونحن تلاجتنا مكفيه الحمد لله ..
قال: لا ما انت ما عارف انه التلاجة المستعمله لو سبتها من غير تشغي لحا تتعفن وتبوظ فهي لازم تظل شغالة ..
قلت : ما مشكله يا ابو علي هاتها معاك ..
وفعلا شاورت ام احمد وضايرنا مكان في المطبخ لاستقبال التلاجة الضيفه ... وفعلا قلنا يمكن توسع علينا شوية وخصوصا رمضان على الابواب .. ولكن انا شلت هم اذا كنت انا ما قادر املا تلاجة واحدة في الشهر الان اصبحت انا راجل التلاجتين ودي مصيبة لوحدها ... لكن انا ما بحرج صاحبي ابو علي وكله يهون في سبيل الصداقة ..
الى ان اعود لباقي التلاجة وتعرفوا انه انا بسببها كرهت التلاجات بل حتى الحروف التي تكون اسمها