عرض للطباعة
الأستاذ محي الدين الفاتح
أستاذي العزيز الذي درست على يده في مدرسة ضياء الدين العباسي في الخرطوم
كتب هذه القصيد الرائعة التي هي من أجمل ما قرأت عيناي من الشعر الرصين
أرجو أن تنال أعجابكم
ومن هنا أبعث بتحياتي للأستاذ محي الدين الفاتح و أرجو يكون على خير ما يرام
1
وأنا طفل يحبو
لا أذكر أنا كنت يوماً طفلاً يحبو
لا أذكر كنت أنا شيئاً بل قل شبحاً يمشى يكبو
قد أذكر لى سنوات ست ولبضع شهور قد تربو
أتفاعل فى كل الاشياء
أتساءل عن معنى الاسماء
والنفس الطفلة كم تشتط لما تربو
فى يوم ما
أزدحمت فيه الأشياء
اُدخلنا أذكر فى غرفة
لا أعرف كنت لها أسماً
لكنى أدركها وصفا
كبرت جسماً
بهتت رسماً
عظمت جوفاً
بعدت سقفاً
وعلى أدراج خشبية
كنا نجلس صفاً..صفاً
والناظر جاء وتلى الأسماء
وأشار لأفخرنا جسداً..كن ألفه
كان الألفه اتذكره
أن جلس فمجلسه أوسع
أن قام فقامته أرفع
ان فهم فاطولنا أصبع
ولذا فينا كان الألفه.!
كم كان كثيراً لايفهم!!
لكن الناظر لايرحم
كم منا خطأه الألفه
كنا نهديه قطع العمله والحلوى
لتقربنا منه زلفى!
2
مضت الأيام ومضت تتبعها الأعوام
أرقاماً خطتها الأقلام
انفلتت بين أصابعنا
وسياط الناظر تتبعنا
واللحم لكم والعظم لنا
ومخاوفنا تكبر معنا
السوط الهاوى فى الأبدان
ضرباً..رهباً..رعباً... عنفا
الباعث فى كل جبان
هلعاً ..وجعاً..فزعاً..خوفا
والصوت الداوى فى الآذان
شتماً......قذفا
نسيتنا الرحمة لو ننسى يوماً رقماً
أو نسقط فى حين حرفا
والمشهد دوماً يتكرر
وتكاد سهامى تتكسر
لكأنى أحرث اذ أبحر
لا شط أمامى لا مرفأ
وجراحى كمصاب السكر
لا تهدأ بالاً لا تفتر
لا توقف نزفاً لا تشفى
وغدت تخرسنا الأجراس
وتكتم فينا الأنفاس
وتبعثرنا فكراً حائر
للناظر منا يترأءى
وهماً فى العين له الناظر
فى الفصل على الدرب وفى البيت
يشقينا القول كمثل الصمت
الصوت اذ يعلو فالموت
فاْنفض بداخلنا السامر
وأنحسرت آمال الآتى
من وطأة آلآم الحاضر
3
لكنى أذكر فى مرة
من بين عيون الرقباء
كنا ثلة قادتنا الحيرة ذات مساء
للشاطئ فى يوم ما
اذ قامت فى الضفة نخلة
تتعالى رغم الأنواء
تتراقص فى وجه الماء
فاذا من قلتنا قلة
ترمى الأحجار الى الأعلى
نرمى حجراً..تلقى ثمراً
نرمى حجراً.. تلقى ثمراً.
وبعد كمان معها تحياتي( الأسمر)
حجراً..ثمراً..حجراً...ثمراً
مقدار قساوتنا معطاء
ياروعة هاتيك النخلة
كنا نرنو كانت تدنو وبنا تحنو
تهتز وما فتأت جزلى
من ذاك الحين وأنا مفتون بالنخلة
مطبوع فى النفس الطفلة
4
مضت السنوات ولها فى القلب خطرات
صارت عندى مثلاً أعلى
يجذبنى الدرس اذا دارت القصة فيه عن النخلة
ويظل بقلبى يترنم
الوحى الهاتف يا مريم
أن هزى جزع النخلة
فى أروع لحظة ميلاد
خطت فى الارض لها دولة
ومضت الأيام
جفت صحف رفعت أقلام
فاذا أيام الدرس المرة مقضية
وبدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية
كانت حلم راودنى والنفس صبية
تتعشق لو تغدو يومانفساً راضية مرضية
تتنسم أريج الحرية
وكدت أساق الى الايمان
أن الأنسان قد أوجد داخل قضبان
والبعض على البعض السجان
فى سجن يبدو أبدياً
فالناظر موجود أبداً فى كل زمان ومكان
فتهيأ لى أن الدنيا
تتهيأ أخرى للطوفان
وأنا اذ أمشى أتعثر
لكنى أحرث اذ أبحر
لا شطء أمامى لامرفأ
وجراحى كمصاب السكر
لاتهدأ بالاً لا تفتر
لاتوقف نزفا لاتشفى
5
أعوام تغرب عن عمرى وأنا أكبر
لأفتش عن ضلعى الأيسر
وتطل جراحى مبتلة
تتعهد قلبى بالسقيا
أتطلع لأمرأة نخلة
تحمل عنى ثقل الدنيا
تمنحنى معنى أن أحيا
أتطلع لأمرأة نخلة
لتجنب أقدامى الزلة
وذات مساء وبلا ميعاد كان الميلاد وتلاقينا
ماطاب لنا من عرض الأرض تساقينا
وتعارفنا ..وتدانينا..وتآلفنا ..وتحالفنا
لعيون الناس ترائينا
لايعرف من يدنو جفنا منا ومن يعلو علينا
وتشاركنا وتشابكنا
كخطوط الطول اذا التقت بخطوط العرض
كوضوء سنته اندست فى جوف الفرض
كانت قلباً وهوانا العرق وكنت الأرض
وأنا ظمآن جادتنى حباً وحنان
أروتنى دفئاً وأمان
كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان
وتطل على قلبى حبلى
بالامل الغض الريان
وتظل بأعماقى قبلة
تدفعنى نحو الأيمان
كانت لحناً عبر الأزمان
يأتينى من غور التاريخ
يستعلى فوق المريخ
صارت تملأنى فى صمتى
وأذا حدثت أحس لها ترنيمة سعد فى صوتى
أتوجس فيها أكسيراً
أبداً يحينى من صمتى
وبذات مساء وبلا ميعاد او وعد
اذ كان لقاء الشوق يشد من الأيدى
فتوقف نبض السنوات
فى أقسى أطول لحظات
تتساقط بعض الكلمات
تنفرط كحبات العقد
فكان وداع دون دموع ...كان بكاء
لافارق أجمل ما عندى
وكان قضاء أن تمضى
أن أبقى وحدى
لكنى باق فى عهدى
فهواها قد أضحى قيدى
وبدت سنوات تلاقينا من قصر فى عمر هلال
لقليل لوح فى الآفاق
كظلال سحاب رحال
كندى الأشجار على الأوراق
يتلاشى عند الأشراق
لكنا رغم تفرقنا
يجمعنا شئ فى الأعماق
نتلاقى دوماً فى أستغراق
فى كل حكايا الأبطال
نتلاقى مثل الأشواق
تستبق بليل العشاق
نتلاقى فى كل سؤال
يبدو بعيون الأطفال
ولئن زهبت سأكون لها وكما قالت
فبقلبى أبداً مازالت
ريحاً للغيمة تدفعها حتىتمطر
ماءاً للحنطه تسقيها حتى تثمر
ريقاً للوردة ترعاها حتى تزهر
أمناً للخائف والمظلوم
عوناً للسائل والمحروم
فلئن ذهبت فلقد صارت
عندى جرحاً يورى قدحاً
يفلق صبحاً يبنى صرحاً
لأكون بها ايقاعاً من كل غناء
لو يصحو ليل الأحزان
وخشوعاً فى كل دعاء
يسعى لعلو الأيمان
ترنيماً فى كل حداء
من أجل نماء الأنسان
من أجل بقاء الأنسان
من أجل أخاء الأنسان
من أروع ما قرأت للشاعر الأستاذ ( محي الدين الفاتح محي الدين )
هذه القصيدة التي تُعتبر من أجمل ما كتب الشاعر ، وقد وجدت حظها من الشُهرة و الإعجاب
مشكور أخي كندشة
http://www.wadmadani.com/vb/showthre...C7%E6%CA%E4%C7
أطمع فى الحصول على ديوان الشاعر محى الدين الفاتح ، إذا كان موجودا بالمملكة دلونى على أى مكتبة يوزع بها ؟
والله ياكندشة تغييييييييييييييييب وتأتي الجميل
اديك العافية يا vhzu دي باللغة دييييييييك:D:D
افهمة كوييييييس :D:D
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh_alnour
ود النور الموسوعة و الله انت زول ماشاء الله عليك
دي مرقتها من سنة ألفين و خمسة؟ :eek: :eek:
يعني أنا أعرف كيف انها نزلت قبل كده في المنتدى !!!!
عارفك حتوريني الطريقة... ,اشكرك مقدماً يا رائع
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود (أبو وضاح)
أهلاً بيك الأخ ابو وضاح و مشكور على المرور الأنيق
عليك الله لو لقيت الديوان أديني خبر لأني خارج السودان و لا أعلم ان كان موجود في مكتبات السودان أم لا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سروية
لغة شنو ياخ؟
سروية الف حمدلله على السلامة... انتي زاتك كنتي غاتسة وين؟؟
أنا بعرف تلات لغات بس
عربي ,انجليزي , ماليزي ما تجهجهينا معاكي
:p :p :p
la;,vm dh vhrdm hkjd
hgat,j hg]hdvdk djv[l,ih hulg,h vhd[dk dho
;) ;)