المنتخب والإمتحان الصعب في أرض الأشانتي!
المنتخب والإمتحان الصعب في أرض الأشانتي!
يخوض منتخبنا اليوم لقاء حساسا ومهماً في أرض الأشانتي أمام المنتخب الغاني (النجوم السوداء) والجميع يراقب المباراة بكل حذر وتخوف، وعندما أقول تخوف نظراً لهبوط المستوى الفني لمنتخبنا ولا أعرف الآن هل السبب هو طريقة غسطنطين أم هبوط مستوى بعض اللاعبين أم التغييرات العديدة التي يمر بها ؟
المنتخب السوداني لم يقدم حتى الآن ما يشفع له أثناء التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010- كما إن مدة المعسكر لم تكن كافية لمنتخب سيخوض مباراة هامة خارج أرضه لا تقبل أنصاف حلول.
المنتخب الغاني يتعامل مع كل المباريات بمنطق وعقلانية رغم تصدره المجموعة، حيث حقق ثلاث انتصارات متتالية جعلته يتربع على صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط متقدما بثماني نقاط على المنتخب السوداني الذي يحتل المركز الأخير، إلا أن الجهاز الفني والإداري للمنتخب الغاني أبدى تخوفه من المباراة التي تقام على أرضه وبين جماهيره ولم يركن إلى النتيجة السابقة التي فاز فيها على منتخبنا بهدفين نظيفين خارج أرضه، هذه هي النظرة الفنية الصحيحة لأنهم يحترمون الخصم ويعملون حساب لكل الفرق سواء الكبيرة أو الصغيرة، وإحترام الخصوم من أهم أركان الفوز.
يجب على اللاعبين مضاعفة الجهد، وتخطي العقبات وقبول التحدي أمام منتخب النجوم السوداء أصحاب الخبرة الكبيرة والرصيد الفني الغزير، بقوة العزيمة واستشعار المسؤولية والإرادة والروح القتالية لدى اللاعبين، والإصرار وصنع الحدث، واتخاذ القرار، وذلك لأن الظروف في كرة القدم ليست على وتيرة أو نمط واحد وتتخللها ظروف ومتغيرات كثيرة ومتنوعة مثل المناخ والوقت والجمهور والاستفزازات المفتعلة من مختلف وسائل الإعلام والحكام،
لذا يجب أن يدخل أفراد منتخبنا المباراة أمام المنتخب الغاني وفي ذهن كل واحد منهم الطريقة الصحيحة والأسلوب المثالي الذي من الممكن أن يساعدنا على الفوز في هذه المرحلة الصعبة وكلنا يعلم أن العديد من المنتخبات الكبيرة قد خسرت فرصة التواجد في المونديال والسبب يعود إلى عدم تحديد الهدف والاعتماد على لاعبين فريقين أثناء التصفيات، ومن هنا تبدأ مرحلة صعبة ومعقدة من قراءة الأفكار وكثرة التوقعات ووضع البدائل وتجهيز الحلول فقد نلجأ إلى أسلوب دفاع المنطقة فتنقلب الأمور ونستقبل الأهداف فتصعب المهمة، أن أهم شيء يجب أن يكون عليه منتخبنا في هذه المجموعة الاستعدادات الفنية والنفسية، واللعب بروح قتالية وثقة الفوز واحترام الخصم المنافس وهو الشيء الذي يفتقده منتخبنا.
برنامج الإعداد الذي اعتمده الجهاز الفني للمنتخب الغاني هو على مدى الطموح والرغبة والتصميم على تحقيق حلم الوصول للمونديال للمرة الثانية، وعلى ذلك فإن أكثر ما يشغل تفكير المدرب في هذه المباراة هو أن يكون صاحب المبادرة الهجومية لتسجيل الهدف الأول ومحاولة استغلال عامل الأرض والجمهور، والفريق يتميز بقوة الأداء وتماسك خط الدفاع وتفاعل خط الوسط في سرعة الارتداد وتبادل الأدوار في المساندة وتسجيل الأهداف وقد تتوافق كل هذه الصفات والعوامل مع رغبة الفوز وظروف اللقاء، وعلى نجوم منتخبنا الحذر من الإفراط بالثقة أو التردد في اتخاذ القرار، فالتعامل مع مثل هذه الأجواء من المباريات يحتاج إلى ذكاء وتقسيم من ناحية الوقت والمجهود واستدراج وتفريغ لكل الحماس والاندفاع الذي سوف يبدأ به أصحاب الأرض.
المنتخب الغاني قد يعتمد إلى تكثيف الثلث الأوسط لأنه يملك لاعبين رائعيــن من الطراز الرفيع ذوي المهارات العالية، أمثال مايكل إيسيان، سولي مونتاري، ستيفان أبياه، وقد يكتفي بمهاجم وإرسال الكرات الطويلة والتراجع وإغلاق المناطق الخلفية واستغلال المرتدات وكسب الوقت، حتى يخرج منتخبنا عن ما هو مرسوم ومخطط له ويختل التكتيك ويفقد التوازن والتركيز وتكثر الأخطاء الجانبية.
منتخبنا بحاجة لإعادة ترتيب خروج الكرة من الخلف وبداية الهجمة والتي من شأنها تحقيق التوازن وتخفيف الضغط وترابط الخطوط فعامل السرعة في الارتداد والتنفيذ والتمرير مهم ولا يحتمل أي نوع من البطء والتأخير، كما إن هذه السرعة تحتاج إلى تغير وتبادل دائم ومستمر في مواقع ومراكز لاعبي الوسط والمحاور وخط الهجوم، وهو ما سوف يقلق ويفتح الثغرات في الخطوط الخلفية للخصم التي سوف يستغلها المهاجمون في التسجيل وتحقيق الفوز، من اجل إنعاش فرص التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية.
كل ما نتمناه أن يوفق الله منتخبنا وأن تخرج المباراة بحصيلة فنية ممتازة تفرض الاحترام وتغير كل الآراء والانطباعات غير الجيدة.
