مأساة الحاج عدلان ( قصة من الواقع )
مأساة الحاج عدلان ( قصة من الواقع )
لم يصدق الحاج عدلان نفسه وهو يفتح باب بيته ليجد اخت زوجته
وزوجها ( عديله ) يقفان امام الباب . . .
لم يتعد زواجه الستة اشهر . . .
في فترة نقاهة بعد خروجه من مرض عضال, لطف به الله منه
وسلمه من تبعاته.
مكث في غرفة العناية المركزة اسبوعا وازداد ثلاثا
كان فاقدا للوعي بين الحياة والموت
حين استفاق لم يدر اين هو . . .
ولا كيف جاء الى هنا . . .
ولا متى جاء . . .
لملم بقايا استفاقته, وحاول جاهدا تذكر ما حدث
لكنه لم يفلح
ها هى زوجته تبتسم وهى تردد حمدا لله على سلامتك
سالها اين انا ؟ ؟
قالت : في المستشفى
اردف سائلا : وماذا حدث بالتحديد ؟
قالت : غمة وانزاحت بحمد الله
استجمع قواه ووقف محاولا المشى لكنه شعر بدوار لا مثيل له
رجع الى سريره واخذ يقلب كفيه ويلقي بالنظرات على من
حوله من الممرضات
قرأ في عيونهن عطفا طالما كرهه
ورافة طالما هرب من ملاقاتها
كن صامتان ينظرن اليه وكانه بعبع مخيف
او كانه عنتر في الحروب يجفل من ملاقاته الفرسان
علم انه في حال يرثى لها
ويخاف منها في ان واحد
سال زوجته: ماذا الم بي ؟ ؟
قالت: كل خير
قال : سؤالي واضح فاجيبيني
اريد ان اعرف ماذا حدث لي
قالت : اصبت بمرض عضال وانت هنا منذ تسعة ايام
قال : واين سيارتي ؟ ؟ ؟ اين محفظتي وما بها من اثباتات ونقود ؟ ؟ ؟
قالت : لا اعرف عنهن شيئا
واردفت : قبل تسعة ايام دخلت البيت وانت في حال غريب
وتمددت على السرير وكانك جنازة توجب التحنيط
وبعد مرور نصف ساعة شعرت انك لست في وضعك الطبيعي
فجئت بك الى المستشفى
حاول الحاج عدلان ان يتذكر ماذا الم به . .
لكن دون جدوى
لم يكن في مقدوره الا ان يتوجه من غرفة العناية المركزة الى
قسم الشرطة للابلاغ عن فقدان سيارته التي لايدري اين هى
وماذا حدث لها
قال مخاطبا نفسه انا في غربة
حيث لا صديق تسر النفس طلعته
ولا رفيق يرى مابي فيكتئب
وقد كان ما توقعه . . .
ساله الشرطي: اين فقدتها ؟
الحاج عدلان : لا اعرف
الشرطي متعجبا : كيف ؟
الحاج عدلان : لا اعرف
الشرطي مذهولا : كيف ؟
الحاج عدلان : لا اعرف اين ومتي وكيف فقدت سيارتي, كنت فاقدا
الوعى في مستشفى
وقدم للشرطي اوراق المستشفى
ملأ الشرطي البلاغ غير مقتنع بما قال صاحبنا, لم يكن ينتهي من
كتابة جملة الا وينظر الى الحاج عدلان بنوع من الحيرة والذهول معا
خرج الحاج عدلان من قسم الشرطة حاملا صورة من البلاغ, وهو
يشارك الشرطي حيرته وذهوله الشديدين, محاولا استرجاع الاحداث
ولكن دون جدوى.
ونتابع