بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد نور, أشكرك على الكلمات الطيبة. تحياتي لكل الناس الطيبين الجميلين من مدني وما حولها. كم هو منبع للسعادة التواصل معكم بعد غياب عن الوطن لفترة تناهز العشرين عام.
أخي أبو جودي. أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الطيبة. لا أشك أبداً في أن ذاكرة أبناء وطني عموماً ومدني خصوصاً مخلصة دائماً وتحفظ الجميل. سأتواصل معكم جميعاً إن شاء الله.
أسامة يوسف عبيد فضل _ ويتبي _ كندا
هذه قصيدة كتبنها بعد طول غياب
كان لي وطن
كان لي وطن
يحده ثمانية أصدقاء
ونيل يجري بطوله
وفي شماله صحراء
الغابة في جنوبه تمتد
في بهاء
يزين شرقه البحر والجبال
وزرقة السماء
أمّا غربه الحبيب
قد كانت فيه واحة خضراء
عاش حولها الزنج والعرب في إخاء
كانت لنا أيام
كانت لنا أحلام
أن نعيش في سلام
في وئام
في رخاء
في رياضه لعبنا
أنا وأحمد وجوزيف
لعبة الأصدقاء
في مدرسته تعلمنا
ألف باء المحبة
قبل حروف الهجاء
في مسرحه غنينا سوياً
في المساء
وفي الليل علت
تراتيل الصلاة
*****
لأبي ألف من الأصدقاء
الأوفياء
وجيش من النساء
حول أمي تجمعن
يوم العزاء
وملاين جاءت تهنئ
فالموت عرس الشهداء
*****
كان لي وطن
مليون ميل مربع
في كل شبر من أرضه
حكاية
في كل يوم قضيته
هناك قصة بدأتها
بلا نهاية
قد عشت في ذاك الوطن
وعاش ذاك الوطن جواي
*****
كان لي في ذاك الوطن حبيبة
اسمها مدني
لونها أسمر
من لوني
خدها يانع زهري
شعرها بطول النيل
أسود برائحة الياسمين
حبها الأزلي قتلني
أنّ يحيني
*****
في ليلةٍ ذهبنا جميعاً للنام
الشعب والشجر والأنعام
أوصدنا الباب خوفاً من اللئام
ثم رحنا في سبات
ننسج أجمل الأحلام
لكن كابوساً من النوم أفاقنا
فوجدنا لصاً في عباءة تخبأ
من الشباك تسلل
واستباح دماءنا
ثم تمطى وتمشى
وادعى أنه جاء لإنقاذنا
لكنه الأرعن تمكن وتفرعن
ثم تفنن
في تقطيع أوصالنا
مزّق أجسادنا
شرد أولادنا
وبعد أن نهب خزينة أموالنا
أضرم النار ليحرق دارنا
*****
كان لي وطن
وشعب يحلم بالسلام
لم يعد لي وطن
أصبح كوم حطام
والشعب بقايا أشلاء في كل مكان
*****
لم نستوعب درس الروضة
جوزيف عاد إلى الغابة يحمل حربة
أحمد في سجن يبكي النكبة
وأنا في المنفى أتجرع سم الغربة
أمّ الباقون فبقايا روح
في جسد يدعو ربه
يستجدون غريباً
خلصنا من هذا الطاغوت
برب الكعبة
أسامة يوسف عبيد فضل
ويتبي - 2009