الغرب يضع أولى خطواته للسيطرة على النفط الليبى

أثناء ثورات تونس و مصر ذكرت الحكومة الأمريكية أن التالى اليمن والأردن و ليبيا .. و مر ذلك الخبر مرور الكرام .
و بسرعة متناهية تحول الأمر بعد مصر الى ليبيا حيث سيناريو الأحداث يبدأ بمظاهرات سلمية للمطالبه بتعديلات دستورية و يشارك فى تلك المظاهرات الزعيم الليبى معمر القذافى .. ثم تتطور الأمور سراعا لتبدأ استقالات متسارعة و متتالية من البعثات الدبلومسية و يحدث انشقاق فى الجيش ... و تتحول الأمور الى استيلاء على أسلحة و مقار للقوات النظامية ما لبثت أن تحولت من مظاهرة الى ثورة . و ما لبث المتظاهرون أن تحولوا الى ثوار وسط تعليقات خجولة من بعض قادة الدول الغربية ... و يبدأ الثوار فى الزحف غربا طمعا فى اسقاط طرابلس ..

ارتكب النظام خطأ استراتيجيا بالأنجراف مع الأحداث بعصبية ظاهرة من خلال الخطاب السياسى الثورى الذى أساء للشعب الليبى قبل أن يسئ للنظام نفسه . و ما زاد الطين بله أن النظام استخدم الطائرات الحربية لقصف الثوار ..

تسارعت الأحداث و الغرب يرقب اللحظة المناسبة التى رسم لها جيدا باستدراج الدول العربية لمنح المجتمع الدولى غطاءا سياسيا و كان له ما أراد من خلال الأجتماع الوزارى .. و يا للعجب .. لمجلس الدول العربية و الذى طلب صراحة من مجلس الأمن فرض حظر جوى على ليبيا !!

هنا ملكت الدول الغربية زمام المبادرة .. بعد أن عزلت النظام الليبى تماما عن المجتمع العربى و أوجدت الفرقة بين أبناء الوطن الواحد فى سيناريو قتال شرس يلعب من خلاله الغرب دور المنقذ للشعب الليبى ( الأعزل ) و الهدف الغربى دائما منابع النفط .. و يقوم مجلس الأمن باصدار قرار بفرض حظر جوى على ليبيا و حماية ( المعارضة ) و يجيز استخدام القوة .

غدا ستتطور الأمور و يقوم الغرب بالتعامل مع مجلس الثوار كممثل وحيد للشعب الليبى ليقوم بتوقيع تعهدات بسداد فاتورة فرض الحظر الجوى على ليبيا و دعم الغرب للثوار للسيطرة و لو على جزء من ليبيا بما فى ذلك سداد فاتورة اعادة الأعمار للمنشآت التى سوف يقوم بتدميرها الطيران الغربى بحجة حماية المدنيين .. يتبع ذلك اتفاقيلت حماية مدفوعة القيمة .. و بما أن الثوار لا يملكون المال فسيكون التعهد بالدفع من خلال البترول الذى تقوم بحمايته الدول الغربية و تلك هى احدى صور السيطرة على منابع النفط ..

بقى أن نعلم أن الأموال الليبية المجمدة للغرب لن تجد طريقا لعودتها الى ابناء الشعب كما حدث و يحدث حتى كتبة هذه السطور للأموال الفلبينية و غيرها .. و التاريخ خير شاهد على ذلك ...

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!

تحياتى