منارات في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلّم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبائى من منا لا يعرف سيرة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, ولكن هل نعرف العبر منها هل نعرف دلالة كل أمر أو موقف مر به الرسول عليه الصلاة والسلام
هزه مقتطفات من فقه السيرة النبوية للأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ,استمتعت كثيرا واستفدت أكثر
في كل حادثة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقف الكاتب يفسر لنا ويبين لنا حكمة الله سبحانه وتعالى
فأحببت إخوتي أن تشاركوني الفائدة وهذه أولى العبر التي سنقف عليها:
لماذا نشأ رسول الله يتيماً؟؟؟
لقد كان في اختيار الله عزوجل لنبيه هذه النشأة حكم باهرة لعل من أهمها:
ألا يكون للمبطلين سبيل إلى إدخال الريبة في قلوب الناس أو إيهامهم بأن محمداً صلى الله عليه وسلم إنما رضع لبان دعوته ورسالته التي برز بها إلى الناس بارشاد و توجيه من أبيه وأمه وجده, ولم لا وإن جده عبد المطلب كان صدراً في قومه فلقد كانت إليه رفادة البيت وسقايته وكان أبوه عبد الله واسطة العقد بين إخوته ولعله كان مشبعا بمشاعر صدارته وسموه بين قومه ومن الطبيعي أن يربي الأب ابنه أو الجد حفيده على ما يحفظ لديه مثل هذا الميراث.
نقول : لقد شاء الله أن لا يكون للمبطلين سبيل إلى عقول الناس يمثل هذه الأوهام والريب. فهيأ لذلك عوامله وأسبابه :نشأ بعيداً عن تربية أبيه و أمه وجده وحتى عن أسرته كلها ولما توفي جده وانتقل المصطفى إلى كفالة عمه أبي طالب الذي امتدت حياته إلى ما قبل الهجرة بثلاث سنوات كان من تتمة هذه الحكمة أن يبقى عمه مشركاً وأن يرفض الإسلام كلما عرض الرسول عليه ذلك فإن أحداً لا يستطيع أن يوهم أو يتوهم أن لعمه هذا مدخلاً في دعوته وأن المسألة إذاً لا تعدو أن تكون مسألة زعامة ووجاهة ومنصب
وهكذا أراد الله عزوجل أن ينشأ رسول الله يتيماً تتولاه عناية الله وحدها بعيداً عن الذراع التي تمعن في تدليله والمال الذي يزيد في تنعيمه كي لا تميل به نفسه ( بالاضافة إلى ما قلناه) إلى مجد المال والجاه وحتى لا يتأثر بما حوله من مظاهر الصدارة والزعامة , فتلتبس على الناس قداسة النبوة بجاه المال وحتى لا يظنوه يصطنع الأول ابتغاء الوصول إلى الثاني....
والسلام عليكم