غلطة الباكات وجحا جاد كريم وإبراهيم كوريا !!

إستراحة
غلطة الباكات وجحا جاد كريم وإبراهيم كوريا !!

• مدني مدينة (ظرفاء بلا حدود) .. هذه المدينة لو ظلينّا نتناول طرائف ظرفاءها لأحلناها إلى كتب تُعد بمثابة إضافةٍ حقيقيةٍ لدار الوثائق السودانية لأجيالٍ آتيةٍ لا ريب بإذن الذي خلق الكون بهذا اللون .. فقد سبق أن وثّقنا لـ(عباس باركليز) عن عملية السطو التي نفذها ببنك باركيز d.c.o في الخمسينات بالرغم من أن منفذ العملية من مواليد بورتسودان .... كما وثّقنا لظرفاء كُثر وكتبنا نحكي عنهم وعن طرائفهم وعن قفشاتهم ... واليوم مع إطلالة (ألوان) وسيمة الطلعة نحاول أن نتحف القراء بعددٍ من هذه الطرائف ونبدأها لكم بـ(غلطة الباكات) ... هذا لقب للاعب نادي الكوكب في الخمسينات وإسمه (أحمد العوض) يلعب في خانة (حارس مرمى) للنادي المذكور ... كان أحمد العوض (غلطة الباكات) حارس أساسي وكلما يباري نادي الكوكب أي نادٍ آخرٍ وينهزم في تلك المباراة بهدفين أو ثلاثة أهداف يهيج كابتن الفريق في (أحمد العوض) هيجةً شديدةً حيث إن الأهداف التي ولجت شباكه سهلةً جداً وإذا بذل فيها شوية مجهود لصدى أي كرةٍ عن مرماه لكنه يتحجج بأنها غلطة الباكات .. إستمر نادي الكوكب في مباريات الدوري بود مدني .. ذات مرةٍ لعب النادي مباراة مهمةً جداً وإنهزم فيها بعددٍ من الأهداف فهاج لاعبو الفريق في (أحمد العوض) حارس المرمى ورموه بكلامٍ جارحٍ ووبّخوه بأن يفتّح عينيه قدر الريال أب عشرة لحراسة مرماه الذي ولجته عدة أهداف كان بإستطاعته أن يصّدها ويحافظ على شباكه نظيفةً .. فرّد عليهم : يا جماعة دي غلطة الباكات .. ما غلطتي أنا ... كانت تلك حجته حتى إذا كانت هناك ضربةً ثابتةً وتم تنفيذها خارج خط الـ(18) وولجت شباكه وهاج فيه دفاع الفريق يقول لهم يا جماعة دي غلطة باكاتكم ما قافلين كويس !! هكذا إستمر حال (أحمد العوض غلطة الباكات) إلى أن إحتار فيه زملاءه بنادي الكوكب والذين رسموا له خطةً ليوقفون بها حججه (بالباكات) ..كانت سينما الخواجه بود مدني تعرض قبل كل فيلم مباراةً لكرة القدم فخططوا جميعهم بأن يدخِلون (أحمد العوض) للسينما لمشاهدة (ياشين) حارس مرمى نادي دينمو كييف الروسي الذي يلاعب في ذات الوقت (نادي سانتوس البرازيلي) بعمالقته في مقدمتهم
1

(بيليه) أرادوا أن يقطعوا (لأحمد العوض) حجّته بغلطة الباكات فدخلوا جميعهم (سينما الخواجه) وبدأت الكرة بين الطرفين فانخرط (بيليه) بكرةٍ راوغ فيها عدد من مدافعي نادي دينمو كييف ومن مسافةٍ بعيدةٍ صوّب كرةً قويةً ناحية المرمى فإنقض عليها (ياشين حارس مرمى دينمو كييف) من القائم الأيمن كاللبانة وإستلمها بطريقةٍ أكروباتيةٍٍ وهي في أبعد زاوية ووقع بها على الأرض فقال الجماعة لـ(أحمد العوض) : شوف ياشين دهـ مسك الكورة دي كيف ؟ فرّد عليهم سريعاً لكن شوفو باكاتو منو ؟ !
جحا جاد كريم وحكاية إنتحاره اللذيذه
• طبعاً أي واحد في مدني يعرف جحا جاد كريم وكثرة نوادره لكننا ولضيق المساحة سنحكي واحدة من أطرف طرائف جحا عندما فكر في الإنتحار .. وطبعاً جحا جاد كريم كان يعمل بمشروع الجزيرة في عهده الذهبي ومرتبه (ثمانون جنيه) أيام كانت كافيةً جداً لولا لياليه الملاح (بالحلة الجديدة) أيام كانت ملهى وأيام كان الديم المقر الأخير لرواد الفرح ... كان جحا كعادته يرتاد بيتاً معروفاً ومشهوراً بإسم صاحبة المنزل (..........) لا يفارق هذا المنزل مهما كان ... ذات مرةٍ كان جحا (مفلّس) فلسةً شديدةً وحار به الدليل كيف يذهب للمنزل الذي إعتاده ؟ ومن أين له فلوس ليعِدل بها مزاجه أسوةً بزملائه الذين إعتاد أن يتونس معهم بعد أن يعِدل مزاجه تماماً ؟ دخل جحا المنزل فوجد كل معارفه في (نشوى وحبور) وأمام كل واحد طلباته وهم في قمة الفرح والمزاج يتسامرون ويضحكون عدا جحا الذي دخل على صاحبة المنزل (مكشراً وجهه) وفي حال غضبٍ شديدٍ من (شدة الفلس) .. رمى عليهم التحية فباغتته صاحبة المنزل (فلانه) وقالت له : مالك يا جحا مكرفس وشّك كده ؟ فرّد عليها بأنه الليلة سينتحر !! عرفت (فلانه) بأن جحا مفلس وليس لديه ما يعِدل به مزاجه فتركته لحال سبيله ولم تعره أدنى إهتمام لأنها تعرف مقالبه ونوادره جيداً ... ذهب جحا ناحية غرفة قصيرة السقف بها شِعبةً .. نظر جيداً لوضع الغرفة ثم قام يُفتل في عمامته في شكل (زَردة) وربطها أعلى الشِعبة وإستعان بكرسي ليساعده بإدخال رجله اليسرى داخل (الزَردة) وقد كان ذلك .. ثم بدأ يسحب العمامة من الجانب الثاني إلى أن (تشعّلق) أعلى الغرفة وقد كان وزنه خفيفاً وعندما شعر بخطورة الموقف بدأ في الصياح (يا فلانه) (يا فلانه) ألحقيني ... هرعت الحاجه
2

(.........) إلى الغرفة فوجدت جحا (مشعّلق) أعلى السقف فخافت عليه ودَعت عدد من زملائه بأن يسارعوا في إنقاذه من وقعةٍ شديدةٍ لا محالة فجاءوا جميعهم وأمسكوه وأنزلوه إلى السرير واستنكروا فعلته وحيلته ... وبعد أن غادروا لأماكنهم لمواصلة تعديل مزاجهم قالت حاجة (........) لجحا : إنت لو عايز تنتحر بتربط الزردة في كراعك ؟ فقال لها يعني أربطها وين ؟ .. قالت ليهو الداير ينتحر يا جحا بيربط الزردة في رقبته فقال لها جحا (أربطها في رقبتي عشان أموت) ! فضجت الحاجة بالضحك المجلجل لحيلة جحا !! . اللهم أرحم جحا جاد كريم وأسكنه فسيح جناتك الفردوس الأعلى .
إبراهيم كوريا والضربات الركنية
• إبراهيم كوريا هو في الحقيقة (إبراهيم فضل) شقيق (عمر فضل) صاحب السندوتشات الشهير بود مدني .. ولإبراهيم كوريا حكاوي وحجاوي مع كرة القدم حتى عندما بلغ عمره ستون عاماً يرتدي ملابس كرة القدم ويقود عجلته ناحية (تُرب النصارى) حيث كان ميدانهم هناك .. إبراهيم كان مغرماً بالضربات الركنية للحد البعيد ولا أعتقد إن هناك ضربة ركنية بأي مباراة ينفذها غيره وهذا شيء معروف لناس مدني الذين شاهدوه وعرفوه مغرماً بكرة القدم وبتنفيذ ضربات ركنية ذات مرة كانت هناك مبارة في كرة القدم بين فريقهم وفريق آخر ولسوء طالع الفريق الخصم أعلن حكم المباراة عن ضربة جزاء لصالح فريق ناس إبراهيم كوريا إحتج عليها الخصم احتجاجاً شديداً ورفضوا تنفيذها وعّكت الحكاية واستنكروا قرار الحكم بإعلانه ضربة جزاء ضدهم لا صحة لها.. كان إبراهيم كوريا يقف بعيداً عن هذا الحدث وتلك الجمهرة التي كانت أحداثها بمنطقة جزاء الخصم .. وعندما تعطل اللعب لأكثر من عشر دقائق وهذا ما لا يعجب (إبراهيم كوريا) ذهب ناحيتهم وعرف حقيقة الأمر بأن هناك ضربة جزاء أعلنها الحكم ولا مناص من تنفيذها مع إحتجاج شديد جداً من الخصم فنادى (إبراهيم كوريا) على الحكم بعيداً عن الناس وهمس له قائلا : يا أخوي المباراة كده حتتعطل وسيتوقف اللعب .. دحين ألغي ليهم ضربة الجزاء وفكها لينا بكورنتين !! فضّج الحكم والحضور بالضحك المتواصل .
اللهم ارحمهم جميعاً غلطة الباكات وجحا جاد كريم وابراهيم كوريا واسكنهم الفردوس الأعلى ولنا حكاوي وحجاوي عن ناس مدني الزمان .
3
بقلم ياسر ود النعمه