فاز المريخ .. ولكن !!
نعم فاز المريخ على الأهلي شندي بهدف يتيم وحصل على الثلاث نقاط ولكن الفريق مازال يعاني من خلل كبير في خط الدفاع والوسط وكان بمقدور أهلي شندي الذي قدم مباراة كبيرة تعديل النتيجة وكان نداً قوياً لفريق المريخ رغم الفوارق الكبيرة استطاع لاعبوه الاستحواذ على منطقة المناورة وشكلوا خطورة كبيرة على مرمى عصام الحضري بالتسديدات المباغتة إستطاع أن يتصدى للعديد منها بخبرته الطويلة.
يجب علينا جميعاً أن نرفع القبعة لأبناء (دار جعل) فلا تقولوا إن الفريق مرهق من منافسات سيكافا يجب أن لا نبرر الأداء الضعيف بالتبريرات المكررة لأن هذا الأداء لم يكن في مباراة واحدة أو بطولة واحدة في كل بطولة من البطولات التي شارك فيه المريخ في السنوات الأخيرة ثبت أنه يتراجع وأن الآخرين باتوا أفضل حضوراً وأفضل إنجازاً.
لا يجب أن يغيب عن بالنا أن التراجع طال مستوى منافساتنا المحلية وهذا دليل على أن الفريق يعاني من خلل كبير في خط الوسط الذي يعد من أهم خطوط الفريق وأهم أدوات الربط بين خطوط الفريق الثلاث فالفريق الذي يكون خط وسطه ضعيف، تصعب مهمته في امتلاك الكرة وتسجيل الأهداف ولذا يحتاج الفريق إلى لاعبين في الثلث الأوسط لديهم مهارة وفنيات عالية وذكاء تكتيكي وحلول وتجدهم يقومون بتحزيم المنطقة وتكوين ستار دفاعي عندما تكون الهجمة عليهم ويقومون بتكسير وإنهاء الهجمة قبل أن تصل إلى مناطقهم الدفاعية وأيضا تجدهم في أول خطوط الهجوم عندما البدء في عملية التحضير للهجوم بالإضافة إلى والتسديد من مختلف المسافات وإجادتهم الضربات الراسية والضغط المتواصل على حامل الكرة والاستلام أو التسلم عند الضغط من الخصم وفي نفس الوقت يقومون بالتحضير للهجوم ويساندون المهاجمين بالتمريرات الصحيحة وإرسال الكرات العرضية داخل منطقة العمليات وأحياناً تكون لهم كلمة الحسم.
معظم الفرق الكبيرة دائماً تسعى للتعاقد مع أفضل لاعبي خط الوسط واستطاعت أن تقدم أفضل النتائج وأجمل المستويات وكان لهؤلاء اللاعبين أدوار مهمة وتأثير كبير على شخصية الفريق وهيبته وقدرته على السيطرة وتطبيق التكتيك الخاص والمطلوب لتحقيق الفوز، فخط الوسط هو العنوان الأبرز في حسم المعركة.
فريق المريخ يحتاج إلى عناصر من فئة السوبر ستارز في خط الوسط كما يحتاج إلى تغيير في طريقة وأسلوب اللعب لكي يواصل مشوار المنافسة بنجاح خصوصا وأن نتائج كرة القدم مهما كانت من حيث العدد أو اختلفت من حيث الظروف تظل غير آمنة ومن الممكن أن تتغير في لحظات وخصوصاً في الدوري السوداني المتأرجح فنياً.
الصراعات التي تحدث بين الأجهزة الفنية والإدارية في مسألة احتواء وإيجاد اللاعب البديل فهي مسألة في غاية الأهمية فقد تستطيع أن توجد اللاعب البديل وفي أكثر من خانة ولكن ليس من السهل على أي مدرب أو إدارة تستطيع أن تحتوي وتكسب اللاعب البديل لأنهم يتخوفون من إشراكه خوفاً من الخسارة.
كثيراً من اللاعبين البدلاء يعززون الفوز ويحافظون على هوية المستويات الفني ويصنعون الفارق وكم من لاعب بديل نجح في منع ولوج أهداف وأخر سجل أهداف حاسمة توجت فريقه أو منتخب بلاده بالذهب وعلى سبيل المثال محمد ناجي ( جدو) لاعب الأهلي والمنتخب المصري الذي يعد أفضل بديل في تاريخ كاس الأمم الأفريقية حيث إستطاع أن يحرز معظم أهداف المنتخب المصري في نهائيات كاس الأمم الإفريقية عام 2010 في انغولا وأبرزها هدف الفوز أمام منتخب الغاني الكبير بالإضافة إلى حصوله على لقب هداف البطولة وبالأمس القريب شاهدنا حارس مرمى الهلال الشاب جمعة عندما أتيحت له فرصة اللعب أمام فريق أنيمبا النيجيري في بطولة دوري أبطال أفريقيا أستطاع أن يثبت وجوده كحارس عملاق بشكل لافت واستطاع أن يستغل غياب الحارس الأساسي المعز محجوب وأكد انه حارس مميز وجدير بحراسة فريق كبير مثل الهلال.
يجب على الجهاز الفني أن يعيد النظر في خط الوسط وطريقة اللعب والعمل على إصلاح الخلل التكتيكي وتقوية الفريق من خلال سد الثغرات بتهيئة البدلاء على قوة الفريق الأساسي وإلا سيفقد الفريق بطولة الدوري الممتاز التي يتصدرها حتى الآن.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
