سبحــان الــذي أســرى بـك نبيــاً للإنسانيــة يا عــم صالــح
(2)
فقال لي ممازحاً توقعتك يا سوباوي على مشارف الخمسين وعمتك أكبر من عمتي
دي كمان ويقالدني بحميمية صديق فارقته منذ سنين .. فأبادره تعرف يا
عم صالح وأنا لم يأخذني الشك في أن تكون من شباب دفعتنا .. يا الله ..
يا الله .. هكذا كبيراً مع الكبير وكبير مع الصغير وكبير دوماً ووسيم وعليم
ببواطن الحكمة ومخاوات الناس واستعدالهم وفق لوجهتك البهية .. ثم أجمل
الجلسات بمقر عمله وود الطاهر يجيد الوصف ويمازحني بحديث خفي (تعرف يا
أبو شوارب الليلة جايب ليك زول بس ما تحت عمودية محمد سعيد أو هكذا
إن لم تخني الذاكرة) وهكذا أهل هذه المدينة لهم أسرارهم وطرفهم وحكاياتهم
وحلقات نضم أنيق لا يجيده سواهم أوصلهم أخيراً وخلف مكتب متواضع وكومة
دفاتر وآلة حاسبة وكمبيوتر عتيق تجد ود مدني بتمام عراقتها وأصالتها
وملاحتها وقهقهة تعبئ المكان وتفيض وصالح أبو شوارب كما هو في الجمعية أو
في المكتب .. المنتدى أو في أي مكان كان هو صالح .. صالح .. يا الله .. إييهي
هل تعبرنا المواجع هكذا والحرف عصي يا والدنا و (محنبك) ولجة أحزان ووجع مشفر
بالسكات .. وخفوت عام في نبض الدنيا والاصوات كأنها آتية من رحم غيب بعيد ..
الفقد آلمنا تماماً لذا نأتي بك حضوراً يا عم صالح على سبيل ذاكرة بصرية
وجودية فما تساقط من دمع لا يذهب .. يتبخر وتبقى ملوحته .. ومن يموت من
الناس لا يعود وتظل سيرته .. ونحن المجنزرين بأحزان مارس وأنت غرتها ..
نحلق كطائر ضل طريقه برغم خارطة الفضاء .. ونقع في عب الدنيا حزن ..!!!
يهاتفني ود المأمون بإيمان وعمق مأساة بحجم الكون خبر حزين يا سوباوي ياخ ..
عمنا صالح يا الله ياخ .. وتجاني الحاضر دوماً ورسائله لكل الدنيا ..
(اللقاء اليوم مساء بالجمعية) .. بشارع غبيرا .. وابتداء الوجع ..
أدخل يا سوباوي يسار مع إشارة شارع غبيره العام مقر الجمعية بيكون
على يمينك .. ووسامة وبشاشة وترحاب ورحابة وعم صالح وأول لقاء لتعارف
والآن لقاء لتجمع عزاء بعضنا في وداعك والحزن العام علامة كل الأشياء
وصنفور على محطات أفراحنا ونحن أصلد من فلنكات تحتمل أزيز قطار هذه
الفانية .. و .. و ...
"يستتبع"
الجزء (1) من هذه البكائية في منتنديات – مدني نت
(هكذا تنبأت .. وحدي تنبأت بأنه قد يرضيه أن نعبر بين هنا
وهناك على جسر أحزاننا عليه أو التوحد دون جسور كما التشييع)