نفحةٌ إذا وقعت على أكبـادنا كانت لنا بردًا على الأكباد
لقد أُعجبنا ببعض الشباب في زمن يضج ويعج بغير قليل من الآراء الفطيرة التي لم يخمرها البحث والتنقر والاعتيام لكونهم تركوا الجدال وأقدموا على العمل من أجل رفع النصب والتعب عن مجتمعهم وقد أنهضني إلى الخوض في هذا الموضوع ما عن شباب سموا أنفسهم بشباب شارع الحوادث فداوموا مرابطين ليلاً ونهارا فى الشارع الذي جاءت منه التسمية ، هدفهم رفع المعاناة عن كاهل المرضي الذين غزتهم الفاقة وأرّقهم الألم وذلك بدعمهم لروشتات الدواء وتغطية نفقات الفحوصات، وهذه هي المروءة بعينها، فقد خصصوا جزءاً غير يسير من وقتهم، لا يهتمون إلا براحة الآخرين ، فتحوا حسابات آجلة فى بعض الصيدليات والمعامل، ولهم صفحةً على الفيس بوك بإسمهم لإستقطاب الدعم من كافة أبناء الوطن عبر العالم ، ومن أمانتهم ونزاهتهم جعلوا العلاقة مباشرة بين المتبرع والمريض وعلى كل من يريد المساعدة سداد مديونية الحسابات المفتوحة فى الصيدليات والمعامل .
لقد بنوا بفعلهم هذا منارات وصوى وأمجادًا سافًا من فوق ساف وجروا لنا كشعب ذيول العزِّ والمباهاة وقدموا الدروس البليغة لمن يغضون النظر عن آلام الآخرين ولا يحركون ساكنا، لقد كان لنا شباب موازين لهؤلاء فى مدينتنا العامرة بكل خير ، شباب جامعة الجزيرة الذين يستقطعون من مصاريفهم الشخصية على قلتها لدعم دار الأمل للأطفال فاقدي السند فوفروا مخزون تسعة أشهر من أجود أنواع الحليب المخصص للأطفال والبامبرس وسعوا لبرنامج كبير للسقيا فكان نفحةً على البطون فصبّت برداً على الأكباد.
لا نملك إلا أن نقف إلى جانب هؤلاء الشباب ، النموذج الصادح ونقول لا تزال هناك بوارق من نور ولا يزال هناك أمل يخرجنا من نفقنا المظلم .
لقد علمت بهذا الخبر من مقال للصحفي اللامع الفاتح جبرة سأنقله فى المشاركة التالية و أناشد من هنا كافة الطلاب فى مدينة المبادرات الطيبة للإستفادة من الفكرة وتطبيقها فكم من مريض ينتظر مثل هذه الجهود البارة ولهم خيراً لا يحصي و لطائف لا تستقصى .
الدعوة مفتوحة لمحبي الخيرات ليقدموا دعمهم خالصاً لله عزّ وجل .