أصلاً خربانة والأولاد تموا الناقصة !
إن فوكس
أصلاً خربانة والأولاد تموا الناقصة !
لم أتوقع أن نهزم منتخبنا جنوب إفريقيا رغم إني في عمودي السابق قبل المباراة حاولت أن أرفع الروح المعنوية للاعبين وتحفيزهم بتقديم مستوى مشرف ولكن الواقع المعاش والمعطيات والمؤثرات المحيطة تشير إلى خسارة المنتخب وصعوبة التأهل فالحال الذي تعيشه الكرة السودانية صعب جداً والحمدالله.
للأسف الشديد إعلامنا الذي يبيع الوهم وإتحادنا الهمام لم تكن قراءتهم منطقية للواقع والتعامل المناسب مع المعطيات والفصل بين المراحل بإعطاء كل مرحله حقها الكامل واخذ عبرة ودروس من دفاتر الماضي ولذا أصبحت الكرة السودانية تعاني من أزمتين متلازمتين لا يفترقان إلا وهما أزمة قياده وأزمة ثقة بين المكونات ،وإذا ما قرأنا الواقع المعاش والمعطيات سنجد مبرر لأزمة الثقة باعتبارها ظاهره صحية في مثل هكذا مراحل ولكن لن نجد تفسير لأزمة القيادة التي تعد السبب الرئيس في تخلف مسيرة الكرة السودانية بالإضافة إلى الإعلام الرياضي الذي أصبح أزمة مستدامة وعدم دعم الدولة للمنتخبات القومية.
رغم التعبئة الجماهيرية التي حشدت الجماهير الرياضية بكل ألوانها لتشجيع المنتخب ومناشدة المدرب الدائم (مستر مازدا ) لخمسن ألف متفرج لمؤازرة المنتخب والصحف الرياضية تنشر الأوهام بالمانشيت العريض حالة من القلق والرعب في معسكر جنوب افريقيا من خطورة لاعب المنتخب بكري المدينة وصقور الجديان ستحلق في سماء الدار البيضاء !! وتصريحات قادة الإتحاد العام المباراة ستكون بداية الإنطلاقة سنهزم الأولاد وغيرها من العبارات الجوفاء المكررة التي حفظناها وأخيراً الضرب بالتلاتات والخمسات والستات والشينة كورتنا.
الهزائم المتكررة والأداء السيء للمنتخب جعل الجماهير تعزف عن حضور المباريات التي يكون المنتخب طرف فيها ولكن هذه المرة عادت الجماهير وحضرت بكل أدواتها وملأت مدرجات الملعب لتشجيع ومؤازرة منتخب الوطن ولكن اللاعبين والمدرب( مستر مازدا ) ومساعديه خذلوا الجماهير الوفية التي كانت تحلم أن تفرح وترقص على أنغام النصر في القلعة ولكن الأولاد عملوها وقلبوا عليهم الأفراح حزن وتلاعبوا بمنتخبنا الغائب والتائه تكتيكياً وتكنيكياً وسيروا المباراة كما يريدون في الحصة الثانية حصة المدربين وضروا البوابة السودانية ثلاث مرات ( أخدناها صايمة).
الأولاد لعبوا بتكتيك وتكنيك ممنهج وكسبوا المباراة بأقل جهد واستغلوا الحالة التي كان عليها خط الدفاع والحارس المهزوز وعدم قدرة لاعبي الثلث الأوسط على مجاراة وسط الأولاد وفشلهم في تدعيم الهجوم العقيم تهديفياً وسمحوا للأولاد بهز شباك الصقور ثلاث مرات، بالهجمات وبالتمريرات المتقنة المتنوعة سواء من الأجناب أو من العمق، والضرب يمبن وشمال وتموا الناقصة.
زامبيا فقدت ترسانة من النجوم الكبار عام 1993م بعد تحطم الطائرة التي كانت تقل منتخبها إلى السنغال ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994م وحصد الحادث ثمانية عشر لاعباً من النجوم الكبار ولم ينج منهم سوى الهداف الخطير كالوشا بواليا لأنه لم يكن في الرحلة لإرتباطه مع فريقه إيندهوفن في مباراة هامة ضمن منافسات الدوري الهولندي وبعدها يلحق بالبعثة في السنغال ورغم ذلك إستطاعت زامبيا في فترة وجيزة بناء فريق شاب قوي خاض مباراة فاصلة وقدم أداءً رائعاً أمام منتخب المغرب وكان قاب قوسين وأدني من الفوز على أسود الأطلسي، ولكن خبرة اللاعبين المحترفين المغاربة ،النيبت الداودوي،الحداوي، مصطفى حجي، احمد بهجة، الغريسي، حيث تمكنوا من الفوز بهدف والتعادل كان سيحلق بالتماسيح إلى مونديال أمريكا.
بعد هذه المهزلة والمهازل المتكررة يجب أن تشهد المرحلة القادمة تغيير الجهاز الفني الذي أصبح فرض عين علينا ولم يحقق أي نتائج إيجابية أو إنجازات وتسريح اللاعبين المفلسين الذين شبعوا نجومية وإعلام ومال وإختيار منتخب جديد من شباب أندية الدرجة الممتاز والأولى والثانية والثالثة يستطيعون إنعاشه وبث الحيوية في صفوفه ويجب على الدولة دعمه بسخاء.
يجب على المسؤولين إقالة الجهاز الإداري والمشرفين على المنتخب الذين فشلوا في إدارة المنتخب سنوات عديدة لعدم كفاءتهم الإدارية وتسريح جميع اللاعبين والتعاقد مع جهاز فني أجنبي على درجة كبيرة من الكفاءة ويساعده مدرب وطني ولقد أثبتت التجارب نجاح المدرب الوطني في المريخ والهلال ومهمتهم بناء فريق شاب من كل أندية السودان وتنفيذ سياسة إحلال الكفاءات الشابة الواعدة بدلاً من العواجيز الفقيرين فنياً.
بعد كل هذه الإخفاقات لن نستطيع إسقاط إتحاد كرة القدم المتأسف الذي يفتقد إلى أدوات التخطيط الإداري ولم يحقق شيئا ولم يرض طموح الشارع الرياضي لأنه يحتمي بدولة الفيفا وقوانينها التي تمنع على الحكومات التدخل في شؤون الاتحادات التي تتبع لها وما علينا إلا أن نكثر من الدعاء لزوال الهم المحن والأزمات التي تلاحقنا.
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك
najeebwm@hotmail.com
