ودمدني كانت ايام جميلة بصات المدارس
ودمدني كانت ايام جميلة
بصات المدارس
الساعة لم تبلغ السابعة صباحا لايصلح الجلوس تحت الشجرة في تقاطع شارع البحيرية مع شارع بابكر كرار الشمس ضاربة في هذا المكان الصباح - وافضل الجلوس في المسطبة بالقرب من دكان جدي ودابوطبيلة - مرة اكون شربت الشاي ومرة اخرج سريعا للشارع لكي الحق باول بص مدرسة يمر بالطريق ارى واحدة او اثنتان في الزواية ينتظرن البص تنبهن الي وجودي نظرن الي ولسان حالهم يقول الولد دا مابنوم وماعندوا مدرسة يصاقرنا من الصباح .
وصل بص مدرسة مدني الثانوية بنات ذلك الكومر والذي صنع له صندوق مميز وذلك السائق وهو يجلس في مقعد القيادة وتراه وكانه منفصل عن هذا البص .
اذكر بص اخر شاهدته في فترة مبكرة وهو ينقل طالبات مدرسة الغربية الوسطى للبنات في حي بانت .
بص مدني الثانوية بنات لم نكن نكترث له كثيرا صرامة وجدية من البنات وعدم اهتمام بنا الجالسين في انتظارهم - لقد كنا مؤدبين لم نتطاول ونكتب خطابات غزل ونذهب بالقرب من البص وتسليمها للبنات كل مانستطيع عمله هو النظر والمشاهدة وتتخيل نفسك الدون جوان الكبير .
الفترة الصباحية غير كافية مواعيد المدرسة جات ولابد من الذهاب الان وتبداء رحلة العجلة نحو الجنوب مرورا بتلك القضبان الكثيرة لمحطة السكة حديد وبمحازاة الترعة قاصدا مدرسة النيل الازرق الثانوية في يوم دراسي تكون فيه وجبة الفطور في سوق الدرجة هي المسيطرة على كل اليوم فطور مجيه فول مظبط وليس فتة مما يحصل اليوم كل ذلك مع اخوة كرام والدفع خمسة قروش فقط .
متين الجرس يضرب ونتخارج من المدرسة مللنا دروس التاريخ من استاذ قائم مقام والجغرافيا من استاذ شكرالله والانجليزي في وادي ونحن في وادي مع استاذ عووضة واستاذ الفضيل بقفطانه واستاذ السخيل هكذا سميناه لتشابه صوته مع صوت السخيل وهو يدرسنا امن ام اوفى دمنة بلا دمنة بلا كليلة اتخارج نحن عندنا اجواء وبصات فيها الحسان سوف تمر بالفريق ولن نشاهدهم تلكم الحسان .
طلعنا قبل الانصراف بي حصة والاتجاه نحو مدرسة الجزيرة ابوبكر الثانوية السور من شجر الكتر نذهب ونحن في طريقنا الي المنزل مرورا بهذه المدرسة لمحتنا احد الفتيات وفجاة نصف المدرسة جات تعاين استجابة لدعوة تلك الفتاة اجروا تعالوا شوفو الولد البقعد تحت الشجرة ياهو داك ياساتر معقولة بقينا مشهورين كدا .
رحلة العودة الي الفريق وانت قايد العجلة ومعاك بعض الاصحاب مرورا بنفس الطريق قد يختلف في بعض الايام بالمرور علي حاج حمزة وتناول كوب من الشعير البارد كنت افضله على بقية الحاجة الباردة مثل الليمون والتمر هندي والكركدي والحليب - ياتي الشعير في المقدمة وبعده بقية المشروبات وتلك الحركة برج الزجاجة من عمنا ابو القاسم ونزع الفلة منها وذلك الدخان الابيض الذي يخرج من الزجاجة انه منعش وبارد ولذيذ وطعمه اتذوقه حتى الان في فمي بالرغم من مرور كل تلك السنوات .
وصلنا الي مستقرنا في التقاطع الشهير وتحت شجرة النيم الظليلة والجلوس فوق غطاء يئر السايفون وانت تكشف كل الشوارع من جهة الشمال من جهة البحر ومن جهة الغرب الاتي من داخل حي المدنيين ومن جهة الجنوب من جهة فريق البحيرية ومن جهة الشرق الاتي من فريق سيكو ومن السوق .
بداء توافد الشباب منهم من هم في دورنا ومنهم من هم اصغر منا فيهم اولاد الفريق وفيهم من الاحياء المجاورة منهم من جاء يشاغل ومنهم من جاء يتونس وصاحبكم هو رئيس الجلسة بحكم موقع سكنه يعني عمدة الحي في هذا الموقع .
يجيك عثمان خواجة اخو عبد المنعم بتاع الجرائد شايل جريدة والمح هنالك جلدة يحمل جرائد في يده وهنالك حسين ودالمصرية اتى مسرعا لكي يلحق بالصلاة في جامع الحكومة ويعطيك الجرائد وهو يحذرك من ان يحصل لها شي اصبح المكان مقهى لتلقي الثقافة والكل منهمك ذلك يطالع في الصفحة الاولى من الجريدة وذلك ليس له هم سوي صفحة الرياضة وبين الفنية والاخرى نرقب الطريق لتري قدوم تلك الحافلات والبصات لترى تلك البنت والتى تكتفي منها بتلك النظرة او الابتسامة وكانك ملكت الدنيا كلها .
هذا التجمع وطد علاقتنا باخوة كرام من الاحياء المجاورة صاروا اخوة لنا وعلاقتنا معهم مستمرة .
وصل بص الجزيرة ابوبكر وبعده بص الليثي بنات وبعده بص الجيلي بنات وبعده بص مدرسة يونس وفي الختام ظهر ذلك التاكسي وبه البنات الجميلات بعضهم يرتدي نظارات نظر وتسمع في هذه الاثناء نداء من داخل المنزل فتعرف ان الغداء جاهز لتنتهي فترة الظهيرة وتيداء في المساء فترة كانت حلوة مع بص المدارس وبنات مدني الثانوية واللتي يدرسن في الفترة الليلية وتلك الفتاة والتي تعلق بها قلبي وعرفت انها من الدباغة وصارت عزيزة علي لفترة طويلة حتي فرقت بيننا فترة الدراسة في مصر كانها هادم اللزات لهاالتحية في مستقرها بالخرطوم .
فترة شباب وطيش شباب المهم عشناه ونحن نعيد ذكراها لانها اثرت في حياتنا بصورة كبيرة اكيد الكثيرون منكم مرة بتلك الفترة وان اختلفت الحكاية و التفاصيل .
