حوش بنات ود العمدة ,,,,,,,
حوش بنات ود العمدة، للكاتبة السودانية سناء جعفر
حوش بنات ود العمدة نص أدبي جرىء، منع من النشر من قبل هيئة الرقابة على المصنفات الأدبية حاله كحال بعض الروايات الأخرى كرواية " الجنقو مسامير الأرض". انتشرت الرواية في الشبكة العنكبوتية ضمن ثلاثة و عشرون فصلا، و تنساب الأحداث بسرد شيّق لتتناول العديد من القضايا الاجتماعية و الكثير من المسكوت عنه عبر ثلاثة أجيال نسائية تقطن بحي أبو روف. تبين الأحداث كيف أن العادات و التقاليد و المنظور الاجتماعي تشكل القيم و الركائز المؤثرة في الأفراد و خاصة العنصر النسائي، و ما يتعلق بقضايا الزواج، فود حامد شخصية من الجيل الأول أجبر على الزواج من أرملة أخيه "السرة" تعويضا لها على الرغم من علم والده بأنه يرغب بالزواج من ابنة خالتة "أمونه"، في حين جاء رد الوالد الصادم على حامد حين اعترض على زواجه بالسرة: "حامد يا ولدي ... أحيانا الواجب بيبقى فوق كل شئ ... فوق القلب والمشاعر .. وحتى فوق الصح ... انت لازم تعرس السرة عشان دي الطريقة الوحيدة الممكن نخليها بيها تقعد عندنا هنا ونقدر نربي ولد أخوك وسطنا ... ولا إنت عاوزها ترجع بيت أبوها وبكرة تعرس وولد أخوك يريبهو راجل غريب ؟؟ دة أقل شئ نقدر نعملو لإبراهيم ( الله يرحمه ) إننا نحافظ على مرتو و ولدو".
رحمة، حفيدة حامد، شخصية من الجيل الثاني تتزوج كذلك من محمود الذي التقاها في إحدى المناسبات العائلية، و بالرغم من خوفه أن يرفض لأن عائلة رحمة ذات صيت و مال و جاه لم يكن يضاهيه، إلا أنه صلة القرابة البعيدة و توسط بعض من جدوده و أخواله و أعمامه كان شفيعا له في زواجه من رحمة.
تتطرق الرواية كذلك إلى مشكلة الطبقية و العنصرية من خلال تمرد بعض الشخصيات، إبراهيم الذي تزوج من حبيبة بنت عم بخيت الذي يعمل لدى حامد ود العمدة، على الرغم من الفوارق الطبقية و عدم موافقة السّرة على زواجه بحبيبة "تعرفي يا بت العينة ..مش لو اتعلمتي ولا دخلتي جامعة ولا حتى جبتي دكتوراه تفتكري إنك ممكن تبقى زينا ولا حتى توصلي طرف مكانتنا ... مهما عملتي حتفضلي طول عمرك حبيبة بت بخيت والعينة ..وكان رضيتي ولا أبيتي .. أنا ستكم وبت أسيادكم ... و ولدي بقتلو بإيدي قبل ما يعرسك ويفضحني بيك قدام الناس ...".
كذلك نادية التي تزوجت عرفيا من زميلها زاهر من إحدى قبائل الغرب و لكنها أجبرت على التخلي عنه تحت ضغط الأسرة،و منال التي أحبت جمال القبطي و لكن لم يحالفهما الحظ ولم يوفي جمال بوعده للزواج منها نظرا لمرض والدته و رغبته في تلبية طلبها في الزواج من فتاة من طائفتهم الدينية.
و حتى لا نفسد على القارئ متعة الاطلاع على الرواية، نترك له مساحة للاطلاع على الرواية بتفاصيلها، و متابعة القضايا الأخرى التي تطرقت لها سناء في طرحها الشيّق و القويّ.