جدلية في دايناميكا الأشياء//

//جدلية في دايناميكا الأشياء//
& بما أن طبيعة الأشياء لا تعرف الفراغ، فإن نصف أي كوب سواء أكان ملآنا أو فارغا، فلا بد أن يحوي في ثناياه ، شيئا ما مما في ضده. بمعنى آخر أنه "ثمة شعرة رفيعة جدا، بين الشيء و ضده".

{2}// بين جنة و نار//

أحسنت مولانا هدهد . و ما نعنيه، أنه لا بد من فسح و لو قيد أنملة ل{منطقة عازلة وسطى ما بين الجنة و النار}. أليس كذلك ؟!

{3}
// بارد و ساخن//
لو معانا هنا الأخ/ درمان كافي أو أي زول من هيئة الإرصاد الجوية لكان بسط لنا فكرة (مرتفعات و منخفضلت جوية) الخاوتتنا بيها دي صباح مسا و الحال في حالو(و كل خريف ترذلون).
غايتو بفهمي المسطح، شكلها:كلما تقوم كتاتيح ساخنة بعامل التبخر من هبايب الهبباي من جيهة هيا و درديب، فسرعان ما تتحرك أسراب أعاصير باردة من سلاسل جبال عسير وتهامة و تجينا عابرة البحر ، قاصدة لتحل محلها فتسد فجوتها، لتبعزق{أموالنا الدفيقة}!!!

أ

{4} // بين سؤدد و زوال//
أفادكم الله ي مولانا
ثم تاريخيا، نجد أنه ما من حضارة قامت، فسادت ؛ ثم بادت في ناحية من هذا الكوكب الضغير ؛ إلا و تقوم حضارة ، بل حضارات أخر في ربع أو ربوع أخرى خالية ؛ لتقوم مقامها و تلعب دورها. ثم تؤول إلى ذات المصير.
{ و تلك الأيام نداولها بين الناس}.

{5}// صراع البقاء//
كذلك، بيئيا، نجد كذلك ، أنه كلما زاد المخلوق بسطة في الجسم و شدة في البأس ؛ كلما كان تعداده أقل و انقرلض نوعه أقرب كالدايناصورات و الحيتان و الأفيال و الزراف. و بالمقابل كلما هذل حجم الشيء و ضعفت حيلته، كلما كان أشد إقبالا على التكاثر وتشبثا بأهداب الحياة؛ كممالك النمل والديدان و الصراصير. و هو ما يعرف ب{ صراع البقاء} من أجل حفظ الأنواع.

{6}
// أمزجة و سلع//
و الآن، لنأخذ شواهد تطبيقية من قواميس ثقافتنا السائدة في هذا الصدد.
& فمثلا، قولنا :" لو لا اختلاف الأنظار لبارت السلع". فماذا، لو شقلبناها و قلنا : " لو لا اختلاف السلع لبارت الأنظار"؟!!
فكر فيها مليا، و ادينا رايك. القصد: أنه لو لم تتنوع السلع.و دمجت بالتالي، في سلعة واحدة لاغير، لما كان ثمة داعيا لوجود أنظار عدة ، حتى تختلف عليها.
تخرييييمة:/
عشان كدا قاعد أقول براي كدا : " بالعكس، الصاح، تلبس ما يعجبك و تأكل ما يعجب الناس" ليه؟! لأنك لابس لروحك؛ لكن ، بياكلو معاك ناس؛ علا تكون كلب.

[][][][]
{7} // بين سنبلة وحبة//
[]قف تأمل في كل سنبلة و بذرة. و في كل كتكوت و بيضة؛ لترى كيف يجسدان تعاشرية الوجود و العدم. فيا سبحان الله العظيم.
و لاغرابة في شيء من ذلك
لكون كلٍّ ميسراً لما خُلِقَ و قُدِّرَ له.
و لعل من أبدع أسرار ناموس هذا الكون
العجيب هو ثنائيةالبقاء والفناء فالأبوة و البنوة "باءان"لا يجتمعان إلا قليلاً و كأنما تتجافى جنبوهما فلا تتجاوران إلا نذراً يسيراً؛ إنهما مظهران لحقيقة واحدة هي صيرورة هذه
الدنيا وفقاً لما صوَّرها بارئُها . فهما تحملان الشيء نفسه في ظاهر الأمر و بادي الرأي و لكن ربما ضده تماماً لو أننا تأملنا قليلاً في باطنه؛ فما أن تلبث إحداهما تشرع في النمو من أجل البقاء حتى تبدأ الأخرى في عدها تنازلياً،
و هي تستأذن بالانصراف و الرحيل نحو (لا محالية) الفناء. فوالداي و والداك و جدي
و جدك و أسلافنا جميعاً منذ آدم و حواء؛ قلبربك لي أين ذهب كل هؤلاء؟! أولم تكن أصلابآبائنا هي بمثابة تلك الأقراص المضغوطة التي أودع الخالق فيها شفرات وجودنا قبل أن نرى النور؟! ثم ألم تكن أرحام أمهاتنا هي بمثابة تلك المحضان الدافئة الصغيرة و الأوعية الدمويةالتي شربنا منها و تغذينا قبل نخرج لنضيف عبئاً ثقيلاً على ظهر هذه البسيطة؟!لقد كانوا سبباً مباشراً في مجيئنا لهذه الفانية فاستقبلونا بأريحية باذخة..ثم مكثنا في كنفهم أياماو ليالي متعاقبة وشهوراً وسنين متتالية؛ و لكن بعد أن كبرنا حتى صرنا نستدبرهم و ندفعهم دفعاً إلى هاوية الهرم. ظلوا يمارسون معنا فن المستحيل لننهض
أقوياء..فلما استوى عودنا و اشتد ساعدنا رميناهم؛ ثم صرنا نأنف أن نمارس معهم حتى فن الممكن ليبقوا معنا و هم ضعفاء
*********************************
[]
[[]][]!![]

{8}// بين نية و عمل//
" إنما الأعمال بالنيات و إن لكل امرء نا نوى": حديث شريف ممن لا ينطق عن هوى؛ و إن هو إلا وحي يوحى. و لا غرو أن صنفه الإمام النووي ، رحمه الله ، فضمنه في صدر أربعينه النووية. على أنه عمدة فيما يتعلق بكنه التقوى و قيامها على ساقين راسختين. ألا و هما { إيمان وقر في القلب ؛ و صدقه بيان بالعمل}. لتبيان أهمية الإيمان في مقام صفاء النية ، جنبا إلى جنب مع صلاح العمل في مقام حسن البلاء في أدائه.
و لكن السؤال:أليس العكس تماما هو أيضا صحيح؟؛
أقصد : هل يقل إتقان العمل أهمية عن إخلاص نوايا عامله؟؛ و ماذا عن موقف من يقول، مجرد قول: آمنت بالله ؛ و لا يفعل شيئا ، ثم يقعد ليتمنى على الله الأماني؟!
{قالت الأعراب آمنا ، قل لم تومنوا ؛ و لكن قولو أسلمنا ؛ و لما يدخل الإيمان في قلوبكم} .

{9}
// بين ضكر و نتاية//

يخ حتى مسألة الذكورة و الأنوثة دي، و ما لها من دور حساس في تصنيف هويات بني البشرية، لو تمعناها جينيا لوجدنا أنها لا تعدو كونها شوية هرمونات ذكورة أو أنوثة قد تطغى على بعضها البعض هنا أو هناك؛ لتصنع لنا الفرق {و يزوجهم ذكرانا و إناثا؛ و يجعل من يشاء عقيما} . و بالتالي، فلا مجال لإيجاد منطقة رمادية، ليبرطع فيها أناس لا هم إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ممن يعرفون ب{ أخماس الضكور}. ذلك حسب {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله}.

(10)
// قوس قزح //
كذلك ، بينما اللونان الأبيض و الأسود يكادان يقتسمان حقيقة الأمور و منطق الأشياء إلى شطرين لا ثالث لهما؛ إلا أنهما بتداخلهما ، و تمازجهما، بل إن شئت تلاقحهما ، عادة ما يخلقان تباينا لونيا لا متناه. تجمعه لوحة بانورامية {مخبوزة بألوان الطيف} ، إذ يلوح بها قوس المطر ، شاخصا في كبد هذه القبة الزراء المسماة سماءا ، مرفوعة ، بلا عمد. فيا سبحان الخالق.