الاحتيال الهرمي Pyramid scheme
1. ما هو الاحتيال الهرمي:
عبارة عن برامج تسويقية واستثمارية احتيالية يتم بموجبها مكافأة المشاركين عند إقناعهم لأشخاص آخرين بالانضمام لهذه البرامج التسويقية .
وبشكل أساسي فان هذا الهرم يتشكل عند قيام شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص (شركة مثلا )بجمع الأموال من مجموعة من الأشخاص (على شكل اشتراك لمرة واحدة مثلا)والطلب من هؤلاء الأشخاص جمع الأموال من أصدقائهم بإقناع بالمشاركة في مثل هذا البرنامج وهكذا تبدأ الحلقة الأولى من الاحتيال .
حيث يتم منح الوعود للمشاركين بحصولهم على عوائد مالية مجزية أو الترقية في الهيكل التنظيمي لمثل هذا المشروع التسويقي مقابل إقناعهم لأشخاص آخرين بالاشتراك ومع مرور الزمن فان هيكلية المشاركين تتخذ شكل الهرم
الذي يجلس على قمته الشخص الأول أما القاعدة في الأسفل فهي قابلة للتوسع دائما بانضمام أعضاء جدد للمشروع.
وتركز المشاريع التسويقية الهرمية على تبادل الأموال وتوظيف أشخاص جدد دائما ولا يتعلق الأمر ببيع سلع أو منتجات إلا كغطاء لمثل هذه النشاطات الاحتيالية وخوفا من السلطات الأمنية، وفي هذه الحالة تكون السلع أو البضائع غير ذات قيمة وبالتدقيق في مثل هذه السلع (إن وجدت) فان أسواقها معدومة وغير موجودة حقيقة ويتم استخدامها فقط كواجهة وغطاء لتبادل الأموال بين الموزعين، والنتيجة فان الإيرادات المالية المتوقعة تعتمد كليا على عدد الأشخاص الذين يمكنك إقناعهم بالاشتراك وليس على كمية البضاعة التي سوف تبيعها.
2. كيف يتم التمويه على مشاريع الاحتيال الهرمي ؟
إن هذه المشروعات أو الشركات التسويقية ذات الطابع الاحتيالي يتم تعديلها وتطويرها بحيث تناسب ضحايا عملية الاحتيال وذلك بجعلها تبدو مثل العاب، ورسائل تبادلية و نوادي شراء أو شركات ومؤسسات عمليات بيع بواسطة البريد أو منظمات استثمارية.
وبسبب الشبه بين هذه المشاريع الاحتيالية وبين المؤسسات التسويقية الملتزمة بالقانون.فان عملية الاحتيال تبدا بالطلب من المشترك تسويق منتج معين (في العادة لا يساوي شيئا وغير ذا قيمة )ويطلب منه إقناع أشخاص آخرين بالمشاركة مقابل إيرادات مالية مستقبلية يتم تحديدها بناء على عدد الأشخاص في المستوى التنظيمي الأقل في هيكل المؤسسة (وهو ما يعرف بالخط الأسفل ) وهو كذلك الأساس في الاحتيال الهرمي )والإيرادات المالية الموعودة مرتبطة بعدد الأشخاص الجدد وليس ببيع السلع والمنتجات.
ولعل أحد الشعارات الغريبة في مثل هذه المشروعات الاحتيالية هو " لا تتعب نفسك بالعمل ودع الأشخاص في المستوى الأقل منك يعملون لصالحك" !.
3. لماذا تفشل مشاريع الاحتيال الهرمية؟
تفشل مثل هذه المشاريع كنتيجة طبيعية للهيكل الذي تبنى بموجبه إذ أن الطريقة الوحيدة لأي مشترك فيها للحصول على إيرادات مالية تتمثل في مشاركة أشخاص جدد في المستويات الأقل في الهرم ,وذلك بمساهماتهم المالية مع وعدهم بانتظار إيرادات مالية مستقبلية.
ولكن مع مرور الوقت سوف ينهار هذا الهرم حتميا ,بسبب الاستنزاف الحاصل في الأعضاء الجدد وعملية توظيف مثل هؤلاء الأعضاء تتوقف كليا.حيث أن المشتركين في اسفل هذا الهرم (والذين يشكلون الأغلبية)يخسرون أموالهم لعدم وجود أي مستويات دنيا تقع تحت مستواهم في الهرم ولن يستعيدوا أموالهم أبدا أو يكسبوا أية أموال إضافية والسبب عدم وجود أعضاء جدد يساهمون ويدفعون الأموال اللازمة ونتيجة لذلك تفشل وتموت مثل هذه المشاريع الاحتيالية.
وحتى يستطيع أي مشروع هرمي تحقيق الأرباح فانه يجب ضم أعضاء جدد لهذا المشروع (وبشكل لا نهائي )ولكن جانب العرض من الأعضاء الجدد محدود وكل مستوى جديد في مثل هذا الهرم له فرصة قليلة جدا في ضم أعضاء جدد والفرصة الأكبر في خسارة وفقدان أمواله ، ولاعطاء مثال بسيط عن صعوبة ضم الأعضاء الجدد لمثل هذه المشاريع الاحتيالية نفترض الآتي:
بفرض أن المشروع الهرمي ابتدأ في 1 شباط /فبراير وطلب من كل شخص توظيف (إشراك)شخصين اثنين مقابل دفعهما لرسوم الاشتراك ، وتم إشراكك توظيفك غي 2 شباط/فبراير مع إضافة مستوى جديد في كل يوم فانه يمكنك أن تتوقع الدفع لك من قبل المشروع في الرابع من شباط /فبراير ولكن بشرط أن يكون عدد المشاركين بتاريخه 15 شخصا.
وبفرض تم توظيفك في اليوم العاشر من شباط/فبراير فانه سوف يتم الدفع لك من قبل المشروع يوم 12 شباط/فبراير ولكن بشرط وجود 16383 مشارك حتى يمكنك أنت والأشخاص في المستويات الأعلى منك في الهرم أن تتلقوا الإيرادات المالية.وبمرور كل يوم فانه مطلوب العديد من المشاركين والأعضاء الجدد لضمان بقاء الهرم وللتدليل على ذلك نقول بأنه مطلوب وجود اكثر من مليون عضو مشارك حتى يمكن الدفع للأعضاء اللذين اشتركوا بتاريخ 12 شباط ومن فوقهم من المستويات الأخرى.
إن الاحتمالات الضعيفة جدا في مثل هذه المشاريع الهرمية لجني الأموال تجعل منه مشروعا خاسرا لانه في كل مرة يصعد فيها مستوى جديد للقمة فانه هناك مستوى جديد يهبط إلى قاعدة الهرم.
إن المشاريع الهرمية قائمة على مبدأ بسيط في علم الرياضيات : خاسرون كثر يدفعون لرابحين اقل
وللتدليل على آلية هذه المشاريع الهرمية نورد الشكل التالي من هرم ذو تسعة مستويات حيث يطلب من كل مشارك (عضو)إقناع ستة من أصدقائه بالانضمام والاشتراك، ولاحظ المستوى التاسع الذي يتضمن اكثر من عشرة ملايين شخص !!!
المستوىعدد الأشخاص
16
236
3216
41296
57776
646656
7279936
81679616
910077696
4. من هم الضحايا؟
عادة ما يتم استهداف الأشخاص والمجموعات ذوي الدخول المتدنية والمتوسطة التي ترغب في تحسين دخلها إضافة لافتقار مثل هؤلاء الأشخاص للمعرفة اللازمة بطبيعة الأعمال بشكل عام ولعل الوعد بالأرباح الخيالية إضافة للجشع والحسد والرغبة في الربح السريع تساهمان أيضا في وقوع العديدين ضحايا لمثل هذا النوع من الاحتيال.
5. لماذا ينضم الناس لمثل هذه المشاريع الاحتيالية؟
إن مروجي المشاريع الهرمية محتالون متميزون وذوي قدرة فائقة في استغلال صفات وطبائع البشر و خصوصا على شكل مجموعات وغالبا ما يتم التقديم لمثل هذه المشاريع للمشاركين في جو حماسي وودي مع إعطاء الوعود الزائفة بجني أرباح طائلة بطريقة سهلة ودون جهد يذكر ويتم استغلال الجشع كأحد الصفات البشرية إضافة لإيهام المشاركين بفقدان فرصة استثمارية عظيمة في حالة عدم اشتراكهم في مثل هذا البرنامج أو المشروع .وغالبا ما يتم استخدام أشخاص متكلمين ذوي قدرة على الإقناع ومسوقين من الطراز الأول لعرض هذه البرامج على المشاركين (الضحايا المحتملين)ومن الصعب حقا مقاومة مثل هذا النوع من الإغراء خصوصا مع الأرباح المالية الهائلة المتوقعة
والمثير للسخرية انه عندما لا تتحقق الثروة الموعودة للمشاركين فانهم يلومون أنفسهم لنقص مهاراتهم التسويقية في اكتساب أعضاء جدد للمشروع بدلا من لوم أصحاب المشروع الذين قاموا بخداعهم !
6. كيف تحمي نفسك؟
"لا تستعجل وخذ وقتا كافيا في دراسة أية عروض تجارية وقم باطلاع محاميك على أية عقود تصلك من الشركة
"قم بالاستعلام عن كفاءة الشركة وخبرتها ومد رائها وكذلك عن المنتج المنوي تسويقه والسوق المتوقع له في منطقتك ورسوم الاشتراك وأرباح الوسطاء الحاليين.
"تأكد من حصولك على نسخة من كافة إصدارات الشركة
"قم بالاستفسار من الأشخاص الآخرين الذين تعاملوا مع الشركة سابقا وتأكد من أن المنتج يتم بيعه فعليا للمستهلكين
"قم بالتحقق من كافة المعلومات والبيانات
"لا تكن هدفا سهلا لمثل هذه المحاولات الاحتيالية وكن يقظا وقم دوما باستشارة أهل الخبرة والاختصاص.
