بداء القمر بالظهور علي سطح السماء بعد ما تجاوزنا مدينة الدلنج وقبل أن ينقطع الطريق المسفلت بمدينة (الكركل) توقفنا لتناول وجبة العشاء وبعدها واصلنا سيرنا عبر طريق (الردمية) مروراً بتقاطع الطريفي كادقلي ولقاوه وكيلك البحير إلي أن وصلنا منطقة خرسانة الشهيرة بجنوب كردفان ، توقفنا بها للمبيت ومن ثم تستأنف الرحلةا عند الصباح الباكر ، الارهاق نال من جسدي والبرد القارص إشتد وانا أرقد دون غطاء علي (العنقريب) الذي أخذ صاحبة الاجرة قبل أن أنام فيه ، أُستئنِفت الرحلة عند الصباح الباكر كما وعد السائق وقبل أن أصل إلي المحطة التي سوف أنزل فيها ومع شروق الشمس كنت أفكر في نفسي وأقول في سري وأنا أنظر من خلال نافذة الحافلة إلي طبيعة الاماكن والخضرة الكاسية جُنبات الطريق دون حدود ، كنت أقول لماذا كل هذا العناء والإرهاق والتغرب في بلاد أسمع بها أشاهدها علي التلفاز ؟ ومن أجل من كل هذا وانا غير مسؤول مِن أحد وانا لم اتجاوز سِن لسابعة عشر عاماً ؟ لم أجد الإجابة الشافية في نفسي ولكن صرت أتعجب مما أفعل حتي وصلت إلي البوابة التي توقف السائق عندها ووجه لي الحديث بالنزول .