[font="comic sans ms"
]11
و ضعت ندى حقيبتها الصغيرة علي المنضدة الصغيرة وأستلقت علي سريرها بملابسها كاملة بعد ان خلعت حذائها الصغير بحرص باد ووضعته في مكان مخصص له، وضعت كفيها مشبوكين خلف عنقها كأنهن وسادة وثنت ركبتها اليسري ومددت ساقها الاخري في وضع مستقيم ، كانت تلك وضعيتها المفضلة عندما تكون سعيدة وراغبة في التفكير بعمق في شأن ما، كانت تستعرض شجرة صداقتها مع نوال الكاشف وتتذكرها فتاة نحيلةطويلة القامة يميزها شعر طويل ناعم مصفف بطريقة مختلفة ومتميزة جعلت منها نفسها شخصية مختلفة برغم ان ملامح وجهها الذي لايخلو من نمش وبعض حب الشباب كانت أكثر من عادية ولكن تسريحة شعرها وطوله ونعومته وشئيا فيها ربما يكون مشيتها أو صوتهاأو طريقتها في الحديث أو سرا غامضا مودعا فيها، شيئا ما كان يعطيها شخصية طاغية تجذب اليها الآخرين كما يجذب المغنطيس المعادن،كن في نهاية دراستهن الاساسية ميممات صوب المرحلةالثانوية حين توطدت صداقتهن برغم الفوارق الكثيرة التي منعت نشوء تلك الصداقة فيما سبق من سنين الدراسة ، كانت نوال بطبيعتها من ذلك النوع من الأناث الذي لاتحبه النساء ويشعرن نحوه بمزيج من المشاعر المسبقة المتفاوتة بين عدم القبول والنفور والغيرة غير المبررة لاسباب تبقي مجهولة في أغلب الاحوال ولكنها تبقي في الاعماق ، وفي ذات الوقت تجد الواحدة منهن من يدرن حولها كما يدور فراش حول زهرة وكما يتحلق جوعي حول مائدة عامرة،كانت ندى لاتحب الضجيج بطبعها فقد كانت منذ خطواتها الأولي ميالة الي الهدوء وتمقت الصخب والضجيج ، لذلك ظلت بعيدة عن نوال الكاشف وشلتها الصغيرة بعد غزال عن أعين الصيادين،وكان يمكن ان تنهي دراستها الاساسية وتفترقا دون ان تمثل كل منهما شيئا للاخري، كانت ندى تنحدر من أسرة فقيرة وأب مكافح وتقيم في حي شعبي صغير في أطراف المدينة بينما كانت نوال الكاشف تنحدر من أسرة ثرية معروفة بامدرمان وأبوها صاحب محلات تجارية ترتفع حواجب النساء ويشهقن حين يرد اسمها في الحوار ويتباهين بانهن من روادها.كانت نوال تأتي للمدرسةوتعود منها بعربةوسائق،بينما تأتي ندى ورفيقاتها ويعدن سيرا علي الاقدام. لكن الشعر كان قادرا علي أذابة الفوارق بينهن ومسح الانطباعات والهواجس.
كانت القصائد والخواطر المكتوبة سرا والمحفوظة بعيداعن أعين الاهل هي بوابة ندى الي عالم نوال الكاشف وجواز مرور نوال الي عالم ندى وهكذا ألقيت البذرة في الأرض ورويت شعرا وخواطرا وأحاديث هامسة في بيت فخم في قلب الملازمين وبيت آخر صغير بحي الهاشماب حتي طويت الثانوية وولجن الجامعة وباتت نوال تقود سيارتها بنفسها [/font].