يا الله
كم أنت رائع أخي العزيز صلاح
ح آخد قيلولة هنا مع هذه الفضفضة الجميلة
واعود حتما ..
تحياتي يا صاحب الحرف الجميل ولكل المتداخلين هنا
عرض للطباعة
يا الله
كم أنت رائع أخي العزيز صلاح
ح آخد قيلولة هنا مع هذه الفضفضة الجميلة
واعود حتما ..
تحياتي يا صاحب الحرف الجميل ولكل المتداخلين هنا
ود الجزولي يا اجمل ضيف جانا زيارة
ولايضاري عينيه بشئ حبابك بعد الغياب
غياب قمر وكوكب مضئ
وجه غاب في الزحام
اليك في غيابك أعيد كتابة انبهاري:
مازلت اسيرا للدهشة في حضرة هذي الروح الشفيفة
التي تخترق روحي بقوة كالنسيم
كالشهقة
والزفير
أراك بخيالي كائنا من نور نبتت له أجنحة
لكنه لايطير
بل يصلي في خشوع
وكلما أطال السجود
بكي
فانفجرت الانهار والعيون
قبل خمسة عشر عاما
عرفت في مدينة ما فتاة صغيرةلم تبلغ العشرين
لكنها هائمة في ملكوت الشعر
رقيقة كفراشة
شفيفة كالبلور
خفيضة الصوت كأنها تخشي ان تجرح النسيم
تكتب شعرا يجندل من يقرأه ويشعره بالضآلة
كانت مفتونة بكتابات خجولة كنت اكتبها
ولم تدرك انني بت مفتونا بكل حرف خطته يدها
كانت أنثي فريدة في كل شئ
خفت من رقتها عليها
ومن دموعها الكثيرة التي لم أرها بعيني ولكنني سمعتها في صوتها في هاتف كان رسولا بيننا
وخفت من أعجابي بما تكتب
وبما هي عليه من صدق في الكتابة
صدق يجعلك تخاف عليها مما هي عليه في زمن فظ
فرقتنا الدنيا
لكنها بقيت بداخلي بصوتها الخفيض وعقلها الكبير
وروحها الشفيفة
في حضرة أحرفك
انبعثت صورتها من مرقدها
تمنيت لو انك التقيتيها.......
لم أقو علي السؤال عنها أبدا
فثمة شئ ما
يخيفني من السؤال!!![/
رحم الله الوالدة آمنة بنت وهب عزيزي ... و أسكنها أعلى جنانه الفردوس و رفعها في أعلى عليين ... بما وهبتنا من نقاء معدنك المقتبس منها و سمو خلقك وحسن سيرتك ...فنعم الأم هي جعلتك ترى كل النساء بسمو خلقها ... و يا لجمال عصام الدي فيه بعض منكم مولانا كل ينبي بروعته ...
[quote=صلاح سر الختم علي;715832]قلت لها : وحين يأتي الحب يتوهج المحبون، يمسون كائنات نورانية لاتكف عن التوهج
__________________________________________________ _________
لهما التوحد في كل يوم و ليلة ... لما لا نهاية ...و التجدد و... الألق ... و التوق ... الجنون ... و الانبهار المفضي لاحتراق المسام ...و طعم الرحيق المحلى برائحة العطر المضمخ بالولف ...لهما الحريق ... و الأعتناق العميق لما لانهاية ... و كل الانتماء و روح الحياة البهيج ... لما لا نهاية ...
***
وحده الحبيب قادر أن يجعل أنثاه تتوهج ... بنفس الألق و نفس الدفء المشع من مسام عبيرها الدي غاداراه ثلاثون سنة ضوئية ... يحوم بمحور كلٍ كواكب أقل تألق ...في مساحة ليست لها ... في فضاء يضئ فناه نجم الحبيب ... الدي لن تطفئه غيوم فقدت لونها تمطر بكل مكان ووهم و يظل السراب سراب و الغيث يصنع واحاته بقلب الرمال ...
قلت: فلنترك كل شئ خلف ظهرنا ونفتح صفحات جديدة بيضاء.
قد كان ... تبا لمن كتب نفسه نصا في دفتر حب ما كان له ... و دفتر العشق ... لا يبلى ... حروف التصافي لا تنتهي
و روعة النسيان الموازي لعلاقة عابرة ... بيضاء كل الحروف لأجلك حبيبي ... سوداء كل المساحات دونك ...وطن كل المنافي بأرضك .. و منفي كل الوطن بغيابك ... فلتبقى مساحتنا هي لنا نلونها بفوضى عشق ألفناه ... أنبت وردا معافى ...بلون الحصافة ... فليتساقط من فرض سورا حول البنت الحديقة و الولد الخصيب ...ويسلم لي قلمك مولانا و جنون الكتابة ...الفضفضة في هده الزاوية الوريفة ... حتودينا حتة كده ...عدرا أن روح الكتابة حينا تتحرر و تبحر في سموات لا تعرف الحياد ...
بت مدني
تعجز كلماتي عن مجاراة نصك البديع
فهو نص عامر بالاحساس العميق بالاشياء والتفاعل الصادق مع الحروف
ونحن في زمن بات فيه الصدق عملة نادرة ان لم تك غير قابلة للتداول
تحية لك وعبرك لكل من تابع هذه الفضفضة وشارك في تزيينها
الأحاسيس حين تعاش حقا تكتب نفسها ببعض من دهشة ميلادها اللحظي ... هذا بعض من ألق حبيبي معي وفرحي بما يخلقه التواصل الصادق بيننا في حضرة عشق خالد لم تثني قوته الأعاصيرو لا غيرته السنون و لا العيون ...
تقول أحلام هنيئا للحب بما حدث بيننا و هنيئا للأدب بما لم يحدث ... و أبدا حفظ الله ذاك الذي لا يخلف وعدي ...
مداخلات لنوابغ الحرف تتوهج بصدق الدواخل وصدق المكان الذي أشرع فيه المساحات صاحب الفضفضة .. فأنت وضيوفك مليانين بأنوار ليس لنا نحن غير حكمت المحكمة .. وكان بريئاً أم غير ذلك فالنصوص وقواعد الإثبات هي التي تقول كلماتها وتموت إنفاعالات الدواخل وقراءة الأحاسيس .. أجزم أنه برئ بإحساسي لكني لا أقوى على كتابة ذلك بمحضر ..
دمت صلاح مفضفضاً حتى نراك وحروف عشاق حرفك دائماً ونحن جالسين في صمت ..
يكتب مولانا ...
يحدث كثيرا ان يجد الرجل نفسه كزورق صغير تدفعه الامواج بقوة نحو جزيرته الخضراء
ويحدث كثيرا ان تجد المرأة نفسه يدفعها الفضول نحو مغارة تبدو مظلمة ولكن احساسها يقول لها ان داخلها ضوء العالم كله....
ويحدث كثيرا أن نجد أنفسنا جائعين الي الحنان جوعا لاحدود له وندرك بشكل ما ان هذه الأنثي دون غيرها هي نهر حنان لايجف
فنقطع حبال زوارقنا ونشعل النار فيها ونقفز نحو بحرها
غير عابئين بشئ............
لهذا وحده أدرك انك مختلف و سامق ...
ظننت أننا نلتقي في هذا الفهم العصي على غير القلوب الصادقة ...
هل لك يا مولاي صلاح لتوضح لي ... ما لا أفهمه بضلاعتك القانونية أنا تلك التي تحتاج خبرتك على التحليل و المسرح ...
أأحيانا يا سيدي يكون نفي النفي ...لبعض من كسب يسير هو في ذاته إثبات ؟؟؟ ...
أحيانا أسأل نفسي هل الحب و الصدق هما خطان متلازمان و موازيان للجبن و التملق ... و أريد منك إجابة ...
قد يتقمص غيرك لون خطك ... شكل كتابتك ... يزاحمك في سلام روحك و من يطربك ... و يمضي بكل ما أخذ منك ... لا يبالي ...
أحتاج بعض من حياءك مولانا ... لأستر عورة من دفنت من الرجال ...
والكتابة مصباح ينير لنا الجوانب المظلمة
ويجعلنا نري ما هو كامن في الزوايا بعيدا عن النظر
الكتابة سحر وساحر لابد لهما من مسحور ومفتون...
أعترف بأني لأجل هذا فتنت بالفضفضة ... هنا... تلك هي البقعة الوحيدة التي أعادتني فقط لأقرئك و أقرأ هذا العالم النقي الذي يحيط بك ...
ياصديقي
وابن مدينتي الخضراء
ورفيق مهنة الحياة ومشاركة هموم الناس حد التقمص
الكتابة ياصديقي جنة ونار
الكتابة بوح شفيف
قد يختلط احيانا برعبة في التواري خلف الحروف
قد نرسم عالما لاوجود له الا في مخيلتنا ثم نصدقه ونبحث عنه في أرض الواقع بأيمان حقيقي بوجوده
قد يسعدنا ذلك وقد يدمي ايادينا وقلوبنا
لكن السعادة الحقة هي في تفاعل الاخرين مع ما نكتبه
وفي ثقتهم فينا
وحسن ظنهم بنا
وسعادتي دوما في بناء جسور محبة جديدة
وفي البوح الذي يحاكي ونسات آخر الليل بين شقيقين متقاربين في العمر أو صديقين
ثرثرة غير مخطط لها
دافئة وصادقة
فيها تبادل اسرار ومعارف ومشاعر طازجة
واراء عن الكون والناس
كنت افعل ذلك مع اخي احمد فقد كان الاقرب الي نفسي
والاكثر تبادلا للحوار معي
وكان عاشقا كبيرا للكاشف ووردي واهلي مدني والهلال
فكانت السهرة تتخللها اغنيات الكاشف الجميلة بصوت احمد الجميل
وكان يحكي لي يومه كله واحكي له بعض يومي فقد كنت اخبئ بعض اسراري عنه اما هو فلا
عندما بدأت الفضفضة كان ولازال يفتك بي حنين الي تلك الايام الصافية التي كنا نفعل فيها الاشياء بلا توجس ولارقيب داخلي ولاهواجس
كنا نفعل ما نرغب في فعله حتي لو كان ممنوعا
واتذكر اننا كنا نحتال علي منعنا من الذهاب الي السينما بالتسلل خفية وانابة عود من الحطب معطي بالبطانية في النوم في السرير حتي نعود
فاذا بامطار الخريف تفضحنا حين تهطل بقوة ونحن في السينما فيكتشف الاهل الخدعة ويكون نصيبنا علقة
اتمني ان تتصل الفضفضة بلا حدود
اختي بت مدني....
كتبت قبل فترة طويلة عن الفضفضة ومفهومها عندي وصعوبة كتابة السيرة الذانية
من اي باب ندخل الي الاحزان؟
من اية كوة ندخل الي الفرح المختلس؟!
تري هل كانت البداية هناك؟؟
هل استطيع ان افصل اكثر وانا استخدم ضمير المتكلم والف شرطي ينقب في اوراقي وافكاري؟!
ماذا تقصد ب هناك؟
أتقصد زمنا؟ أم مكانا؟ أم واقعة ما؟
وهل يستطيع المرء أن يؤرخ لحياته؟
هل بمقدور أحدكم ان يكتب حياته دون ان يتدخل رقيبه فيها بالقص والحذف والتحوير والتزوير والترميز؟
هي اسئلة
بلا أجابات
هي فراشات حائرة
مثلي!!!
لذلك فان كثير من الاسئلة تبقي في الحياة بلا اجابات
لان الاجابة في حد ذاتها خطأ
فالحياة لاتقبل التعميم بطبيعتها
وحياة كل واحد هي كتاب خاص
قد يشتمل علي ملامح عامة
ولكنه لايصلح لكي يكون قانونا
عن نفسي اميل دوما لتجنب التعميم
الحياة صفحة نهر متجدد
يخيل الينا دوما انه نفس النهر
ولكن الحقيقة انه متجدد في كل ثانية ولحظة وبالنسبة لجميع الناس وللواحد منهم في كل مرة يرتاده
حتي نحن نتغير في كل صباح
دون ان ندري
شكرا علي افتاتنك بالفضفضة ومشاركتك في جعلها عشا للعصافير
وعذرا علي الرد المتأخر علي المداخلة
الفضفضة عندما تنبع من الداخل يكون من الصعب ان تضع امامها المحاذير ..
حتي عندما تكون الكتابة رمزية فانها تكشف عن كل التفاصيل ..
من يستطيع الفضفضة بمعناها المثمر لابد ان يكون من ذاك النوع الذي يعي تماما ماذا يفعل في حياته ..
الذي يعلم جيدا ان كل ما يخرج منه يكون بقناعة تامة ..
هو ذاك الذي يستطيع ان يواجهه الجميع بما يفعله دون ان يحس بالخجل ..
باختصار هو انسان صادق مع نفسه .. ومع قناعاته ..
فطوبي لمن يستطيع .. الفضفضة ..
ويبقي اللارادي والمجتمع والتفاصيل الموروثة والتي ملأتنا منذ الصغر تكبل فضفضتنا مهما تسامينا ..
شكرا ريمون علي المداخلة
وفعلا الفضفضة فعل واع لكن دوما هناك رقيب داخلي موجود
مهما كانت الفضفضة نابعة من القلب فثمة اشياء تبقي عصية علي كل المفاتيح
لكن ومهما يكن تبقي الكتابة دوما فعلا نبيلا جميلا
وبحثا دائما عن الجمال الكامن في الكون وفي النفس البشرية
وتبقي الكتابة دوما فعل ايجابي
وبوح مثمر مهما بدا غير ذلك
اقتبس هنا بعضا مما كتبت سابقا بعنوان (ثرثرة) في اكتوبر 2010
وفيه تجسيد لمفهومي للفضفضة
ثرثرة
كنت أحلم وأنثر الاحلام يمنة ويسرة في كرم غبي
ربما لأنني لم أكن ادري أنني أنثر الاحزان والاوجاع المقبلة
كنت صغيرا ولم يكن بمقدوري ان ادرك ان أقصر طريق للحزن هو الحلم
وأن الحالمون هم الاغبياء الذين يكتفون بالحلم ويقفون عند الشط ظامئيين
متشققي الشفاه....
تذكرت بلا مناسبة تلك التي دفعتني بعيدا عنها بكل الاشمئزاز والسأم الذي في الدنيا
لكي تتخلص من رقتي وبحثي عن حنان في جحر أفاع ولا زلت اذكر صوتها الآمر وخيبتي!!
كنت صبيا وغبيا حينها
وكانت هي مركب احزان مثقوب
واكثر ما تكره في الدنيا
هو ما يذكرها بالبراءة السليبة.....
محطات كثيرة في الحياة
مشاوير عديدة
وجوه سقطت من الذاكرة الي السكون
ووجوه تأتي كل ليلة من العدم وتقض مضاجعي
أحزان جفت
وأحزان لاتزال ندية
وأخر قادمات
أفراح نتذكرها بأسي
وأخري لانذكرها أبدا
وثالثة نحاول محوها من الذاكرة عبثا
وتضئ من جديد
في كل ليلة
الطفولة:
كهفنا السري السحري الجميل
موقد الشتاء
كاسحة الالغام والاحزان
ابتسامات الرضا
وذكريات الصبا الباكر
ولكنها لاتخلو من المنغصات
بعض الشروخ الصغيرة التي ترقد هناك
في ركن ما
في وجه ما
نكره صاحبه بكل ما تملك قلوب اطفال جرحي من قوة
كلمة ما
جرحتنا من الوريد الي الوريد
وظلت كالسوس تنخر في الدواخل
وتأخذ من خضرتنا خضرة
ولاتترك سوي جريد شاحب
وجذوع خاوية
الي اولئك الذين تطفلوا علي براءتنا
وآذونا في زمان لم نقو فيه علي الرد
نقولها:
مهما تباعد بيننا وبينكم السنون
سيبقي ثأرنا حيا في القلوب وفي العيون
وتبقي نارنا حية لاتموت!!!
وتبقي براءتنا السليبة
كابوسكم الذي لايموت!!
حاشية : عندما كتبت هذه الثرثرة شعرت انني امتلكت مقدرة الرسم ورسمت لوحة من خيالي وحياتي فاحببتها وصدقتها وشعرت بها تشبهني
انا يا اصدقائي باحث بصدق شديد عن نفسي في هذا العالم حين اكتب
وباحث عن التواصل مع الاخرين من اعرف ومن لا أعرف
هذا البحث عن التواصل مع الناس هو وقود كتابتي والمحرض الأول عليها
أعيد توقيعي هنا ...
[عُدْ طفلاً ثانية / عَلِّمني الشعر / وعلِّمني إيقاع البحر /
وخُذْ بيدي / كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معاً /
ومعاً نتعلَّم أُولى الكلمات / وأَرجعْ للكلمات براءتها الأولى / لِدْني من حبة قمح، لا من جرح، لِدْني / وأَعدني، لأضمَّك فوق العشب، إلى ما قبل المعنى / هل تسمعني: قبل المعنى / عُدْ طفلاً لأرى وجهي في مرآتك / هل أنت أنا / وأنا أنت؟ /... درويش ...
لأني مللت ان يتقمص غيري نفسي و خطي و كتابتي لئلا تصير متداولة لكل من يهم بفرض أشياه ... أنا لا أتفق معك ...
و لأني لا أرضى ان ازاحم خصوصيتك حين أدلف الفضفضة و لا أرضى ان اترك رقبائك على بوابة الدهشة ...
و ليكن نبلك جسر لمحبة راسخة ...
الأسطرة في السودان من أين تأتي؟
من أين يأتون بهذه الرغبة في صنع أسطورة من كل راحل عن الفانية حينا ومن كل شخصية يعجبون بها ومن كل مكان يحبونه؟
لاحظت كثيرا ان لدي المثقفين السودانيين عموما ميل الي خلق أسطورة غير قابلة للتكرار
ولع شديد بنسج قصص خارقة عن شخص عادي والصعود به الي مراتب الأولياء والصالحين وربما الآلهة والعياذ بالله
يموت فنان تكون سيرته في حياته سيرة صعلوك يتحاشاه حتي أهله فيخرج من داخل صيوان العزاء من يحكي قصصا تسيل لها الدموع حول كراماته وكرمه
ومن كان يعولهم ومن كان يحسن اليهم ومن جاؤوا يبكوه بدمع سخين ثم كشفوا سر بره الخفي بهم
ثم تتناسل الحكايات
حكاية تلد أخري
وبين السطور يبرز المداحين والمادحين الذين يصورون في البدء علاقتهم القريبة بالراحل
ومن ثم يعددون مآثره الكثيرة التي لم يسمع بها أحد في حياته ويتبعون ذلك بملامح حزن وقورة
ويتكرر المشهد مع كل رحيل لنجم من نجوم المجتمع حتي ان العبارات المحفوظة لبعضهم تجعلك تشك ان الأمر اعادة لحلقة سابقة
وتتمدد عبارات مشروخة مثل الراحل المقيم التي تروي طرفة حقيقية ان احدي المذيعات الحافظات لعباراتهن كالببغاوات قالتها في حق فنان يمشي بين الاحياء دون ان يهتز لها جفن
وتكثر المذيعات الرافلات في الأسود الذي لاينسيهن وضع الرموش الصناعية والبودرة واحمر الشفاه والعدسات، يكثرن من ذكر اسم الراحل مجردا كأنه شقيق لهن أو زوج أو قريب ويبدعن في انتزاع القصص المؤثرة من شفاه ضيوف جائعين الي الكاميرات أكثر من حزنهم المفترض علي من يطنبون في مدحه تزكية لانفسهم واستظلالا بآخر فلاشات ترتبط باسمه....
اما اذا كان الحديث عن مكان ما
فحتشد كل العبارات التي تجعل من المكان جنة لاشبيها ومن أهله أناسا لايوجد من يشبههم في شئ فهم يفعلون الخوارق هم من يواصلون الارحام ككل أهل السودان وهم مترابطون كأسرة واحدة ككل الاحياء في السودان والمكان له تاريخ خاص ككل مكان في السودان والمكان خرج منه مبدعون وفنانون ولاعبو كرة مشهورين ككل الأمكنة في السودان، وتستضيف المذيعة شخصا يدعي حفظ تاريخ المكان وتتجول معه وهو يروي حكايات متكررة عن المكان واشخاصه والتحولات التي حدثت فيه...والمذيعة لاتنفك تتحدث عن سحر لم نلمسه وتفرد لم نراه ورائحة خاصة لم نشمها وعظمة لم نسمع بها قبل البرنامج ولن نسمع عنها بعده..... اما اذا كان الحديث عن شاعر او سياسي او اديب فسنسمع عجبا عن ادبه وعن شعره الذي لم يسمع به احد وعن دوواينه التي لم ترها مكتبة ولادرسها طلاب علم وعن تاريخه السياسي الحافل في بلد لم ينجح فيها نظام سياسي واحد في تحقيق بعض احلام اهلها،
اذا كانت هذه البلد مصنعا للاساطير والعظماء فقط وهم موجودون بالمناسبة فمن اين أتت خيباتنا المتكررة في كل شئ ومن المسؤول عن انهيار كامل منظومتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية حد احياء القبلية وتقسيم السودان الي دويلات متحاربة وحد الفقر المدقع وانتشار الجريمةوالرذيلة والفساد السياسي والاخلاقي؟ من اين أتي الاقزام لو كنا كلنا عمالقة وملائكة ومن أين اتي الشياطين؟
الاسطرة آفة سودانية مستقاة من الفكر الصوفي الميال الي المدح وانبات الاجنحة بواسطة المريدين لشيوخهم وامكنتهم وسيرتهم
سلام استاذ صلاح ..
اشتقنا الي فضفضتك التي تستفز خبايانا فنفضفض بلا قيود ..
لا تغيب ..
تنادينا لهذا المكان مولانا ... و على وعدك ... الصوفية دائما ما تكون بوابة لكثير من الحوار الغني و الجدير بلإكتشاف ...
و لكن ما عادت الفضفضة تحتفظ بذات جوها النقي حول مفرداتك... أراد لها البعض ان تقحم في دوامات تخصهم و
أخاف ان اكتب فيها نفسي لئلا يكون هناك الكثير من التكرار الذي أخاف ان يرقى لإبتذال الحرف فأن لا أحب ان يكررني الحدث ...
دوما ما أرتكز على أرضية صلبة ... لا أعرف الغوص في تفاصيل مبهمة تصلح لكل من يرغب في الدخول و لو لحين ... و لا أجيد ترك الأبواب نصف مفتوحة لتكون دعوة للولوج كيفما أتفق ...
دائما ما تكون أقدارنا رسمت حسب ما نستحق و لو لم ندرك ذلك ... و نرضى و يرضى الله علينا ...
للحوار ها هنا حرمة أود ان اكمل تمام صونها ... لأنها مذيلة بتوقيعك و مشمعة ببصمتك ... أود أ تنقى مدني و كل ما يتعلق بها من أنصاف النساء و بعض الرجال ليبقى للقامات مكان بيننا ...
و لكن حين يحاول الأقزام التطاول فحينها ستخلو الساحات من معمريها ...
فلتعد للفضفضة برائتها و خفة روحها الخالية من كل ما يشوبها كما يقول العزيز عصام ... لتستعيد نضارها ... منها و فيها ... أعدنا لحكايات الصبا
اليانعة ببعض من جمال نفسك الأبية ...
و مزيد من الإيجابية فيما يخص الصوفية ... فنحن لا نجيد ولوج المنافذ التي تؤدي للإحتمالات ... تمام الثقة انك تعرفني و ما أقصد ... و تمامها إنا نعرفك و لكن نستمتع
بقراءة حرفك الذي لا يتكرر ... و للحديث شجون ... سأعود للصوفية إن دامت براءة ساحتك ...
لم اجد اختي بت مدني افصح من أمل دنقل في التعليق علي مداخلتك
يقول أمل في قصيدة رائعة له أسمها الورقة الأخيرة(الجنوبي) يتحدث فيها عن طفولة لاتستعاد:
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكر
سال دمي
أتذكر
مات أبي نازفاً
أتذكر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
المنطمس
أو كان الصبي الصغير أنا ؟
أن ترى كان غيري ؟
أحدق
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
و العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا تنتمي لي
صرتُ عني غريباً
ولم يتبق من السنوات الغربية
الا صدى اسمي
وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
بين أعمدة النعي
أولئك الغامضون : رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.
و من أفصح من الجنوبي ... تحية لك و له ... و لكن فلتخرجنا من هذا الجو الجنائزي هنا فنحن قد بدأنا التفاؤل على يديك ...كسوتنا وهج على وهج و نور على نور ...
الصوفية الحقة يا سيدي تتطابق عندي و الزهد و الروحانية السابحة في تأمل الخالق و العلو ... هناك من ينتقدها و لكن من اجمل ما قرات في بعض نقدهم ... صيد الخاطر ...
لعلنا ندلف إليه في بعض فضفضة صافية ...
و للجنوبي أمل : خمس أغنيات إلى حبيبتي
على جناح طائر مسافر.. مسافر.. تأتيك خمس أغنيات حب تأتيك كالمشاعر الضريرة من غربة المصب إليك: يا حبيبتي الاميره الأغنية الأولى مازلت أنت.....أنت تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت لكن أنا ، أنا هنـــــــا: بلا (( أنا )) سألت أمس طفلة عن اسم شارع فأجفلت..........ولم ترد بلا هدى أسير في شوارع تمتد وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل تقاطعُ ، تقاطع مدينتي طريقها بلا مصير فأين أنت يا حبيبتي لكي نسير معا......، فلا نعود، لانصل. الأغنية الثانية تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا قولهما علي الجدران صفرة انفعال لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله قالته إحداهن للأخرى قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى تري حبيبتي تخونني أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا ولتغفري حبيبتي فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا قد انهدلت في مزلق اللهيب المزمنة وانت يا حبيبتي بشر في قرننا العشرين تعشقين أمسياته الملونة قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر لكني بلا بصر: أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق يضمنا هناك في بحيرة القمر عيناك فيهما يصل ألف رب وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب أحسست أني فوق فوق أن اشك وأنت فوق كل شك وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق لذا كتبت لك لتغفري
شكرا بت مدني
امل دنقل
غيمة شعرية لم تأخذ حقها من الضجيج الذي تستحق
وهو بالمناسبة من مصادر لغة صلاج سر الختم فقد قرأته باكرا واخذت من قاموسه الكثير من مفردات اللغة وحيل التعبير
من يفترس الحمل الجائع غير الذئب الشبعان؟
هكذا يتساءل الشاعر الراحل امل دنقل
راسماً صورة دقيقة لما يجري في الحياة
فالأقوياء يقتاتون من مص دماء الضعفاء
ولايشبعون أبدا
الأقوياء هم الذين اخترعوا لعبة الحرب الدامية ليموت فيها الفقراء من الطرفين ويثري فيها الأثرياء من الطرفين ولايخوضوا غمارها الا بالالفاظ الكبيرة وحشد المقاتلين والسلاح الذي يحصد أرواحهم ويقبضون العمولات من تجار السلاح في كل صفقة
ويزينون اكتافهم بالأوسمة عن حرب لم يخوضوها وان اشعلوها واطالوا امدها
ألايبدو لكم هذا الوصف القديم معاصراً؟
ألا يتحول لديكم الي اسماء محددة تجسد الحمل الجائع والذئاب الشبعانة؟
في قصيدة أمل دنقل دوما هناك تناص مع النص القرآني ويرجع ذلك الي حفظه المبكر ودراسته للقرآن الكريم
في قصيدته الشهيرة سرحان لايتسلم مفاتيح القدس يقوم الشاعر باستعارة قصة سيدنا يوسف عليه السلام واخوته
ليلقي بها ضوءا علي الحاضر العربي الذي تكررت فيه القصة باكثر من وجه فيقول
(الإصحاح الأول)
عائدون؛
وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة)
يتقلب في الجب،!
أجمل إخوتهم.. لا يعود!
وعجوز هي القدس (يشتعل الرأس شيبا)
تشم القميص. فتبيض أعينها بالبكاء ،
ولا تخلع الثوب حتى يجئ لها نبأ عن فتاها البعيد
أرض كنعان - إن لم تكن أنت فيها - مراع من الشوك!
يورثها الله من شاء من أمم،
فالذي يحرس الأرض ليس الصيارف،
إن الذي يحرس الأرض رب الجنود!
آه من في غد سوف يرفع هامته؟
غير من طأطأوا حين أزَّ الرصاص؟!
ومن سوف يخطب - في ساحة الشهداء -
سوى الجبناء؟
ومن سوف يغوى الأرامل؟
إلا الذي
سيؤول إليه خراج المدينة!!؟
وفي قصيدة اخري هي مقابلة خاصة مع ابن نوح يوظف أمل قصة طوفان نوح الواردة بالقرآن الكريم توظيفا شعريا مختلفا
يتوقف فيه عند جانب الوفاء للوطن عند الناس في لحظات الشدائد فتبدو قصيدته محاولة جرئية للدعوة الي الصمود في وجه الطوفان الحالي ضد الاوطان وهو طوفان الهزيمة والاحلام الفردية في مواجهة الصمود والدفاع عن القيم الموروثة
جاء طوفانُ نوحْ!
المدينةُ تغْرقُ شيئاً.. فشيئاً
تفرُّ العصافيرُ,
والماءُ يعلو.
على دَرَجاتِ البيوتِ
- الحوانيتِ -
- مَبْنى البريدِ -
- البنوكِ -
- التماثيلِ (أجدادِنا الخالدين) -
- المعابدِ -
- أجْوِلةِ القَمْح -
- مستشفياتِ الولادةِ -
- بوابةِ السِّجنِ -
- دارِ الولايةِ -
أروقةِ الثّكناتِ الحَصينهْ.
العصافيرُ تجلو..
رويداً..
رويدا..
ويطفو الإوز على الماء,
يطفو الأثاثُ..
ولُعبةُ طفل..
وشَهقةُ أمٍ حَزينه
الصَّبايا يُلوّحن فوقَ السُطوحْ!
جاءَ طوفانُ نوحْ.
هاهمُ "الحكماءُ" يفرّونَ نحوَ السَّفينهْ
المغنونَ- سائس خيل الأمير- المرابونَ- قاضى القضاةِ
(.. ومملوكُهُ!) -
حاملُ السيفُ - راقصةُ المعبدِ
(ابتهجَت عندما انتشلتْ شعرَها المُسْتعارْ)
- جباةُ الضرائبِ - مستوردو شَحناتِ السّلاحِ -
عشيقُ الأميرةِ في سمْتِه الأنثوي الصَّبوحْ!
جاءَ طوفان نوحْ.
ها همُ الجُبناءُ يفرّون نحو السَّفينهْ.
بينما كُنتُ..
كانَ شبابُ المدينةْ
يلجمونَ جوادَ المياه الجَمُوحْ
ينقلونَ المِياهَ على الكَتفين.
ويستبقونَ الزمنْ
يبتنونَ سُدود الحجارةِ
عَلَّهم يُنقذونَ مِهادَ الصِّبا والحضاره
علَّهم يُنقذونَ.. الوطنْ!
.. صاحَ بي سيدُ الفُلكِ - قبل حُلولِ
السَّكينهْ:
"انجِ من بلدٍ.. لمْ تعدْ فيهِ روحْ!"
قلتُ:
طوبى لمن طعِموا خُبزه..
في الزمانِ الحسنْ
وأداروا له الظَّهرَ
يوم المِحَن!
ولنا المجدُ - نحنُ الذينَ وقَفْنا
(وقد طَمسَ اللهُ أسماءنا!)
نتحدى الدَّمارَ..
ونأوي الى جبلٍِ لا يموت
(يسمونَه الشَّعب!)
نأبي الفرارَ..
ونأبي النُزوحْ!
كان قلبي الذي نَسجتْه الجروحْ
كان قَلبي الذي لَعنتْه الشُروحْ
يرقدُ - الآن - فوقَ بقايا المدينه
وردةً من عَطنْ
هادئاً..
بعد أن قالَ "لا" للسفينهْ
.. وأحب الوطن!