عرض للطباعة
رجل قليل الحظوظ!!!
كانت ككل النساء
تعشق الغموض والابواب المغلقة والاسرار
ويجذبها الفضول
وتحب الرقص
وحدها
وأدامة النظر الي نفسها في المرآة خلسة
وكانت غلطته
انه واضح كصفحة النهر في الظهيرة
وبسيط
كأغنية شعبية مجهولة المؤلف
..... لذا
لم تتوقف عنده طويلا
ومضت تبحث عن رجل مسكون بالغموض والأسرار
وتركته وحيدا يبحث عن إمرأة مستحيلة!!!
صلاح الدين سر الختم علي
ثرثرة
كنت أحلم وأنثر الاحلام يمنة ويسرة في كرم غبي
ربما لأنني لم أكن ادري أنني أنثر الاحزان والاوجاع المقبلة
كنت صغيرا ولم يكن بمقدوري ان ادرك ان أقصر طريق للحزن هو الحلم
وأن الحالمون هم الاغبياء الذين يكتفون بالحلم ويقفون عند الشط ظامئيين
متشققي الشفاه....
تذكرت بلا مناسبة تلك التي دفعتني بعيدا عنها بكل الاشمئزاز والسأم الذي في الدنيا
لكي تتخلص من رقتي وبحثي عن حنان في جحر أفاع ولا زلت اذكر صوتها الآمر وخيبتي!!
كنت صبيا وغبيا حينها
وكانت هي مركب احزان مثقوب
واكثر ما تكره في الدنيا
هو ما يذكرها بالبراءة السليبة.....
محطات كثيرة في الحياة
مشاوير عديدة
وجوه سقطت من الذاكرة الي السكون
ووجوه تأتي كل ليلة من العدم وتقض مضاجعي
أحزان جفت
وأحزان لاتزال ندية
وأخر قادمات
أفراح نتذكرها بأسي
وأخري لانذكرها أبدا
وثالثة نحاول محوها من الذاكرة عبثا
وتضئ من جديد
في كل ليلة
الطفولة:
كهفنا السري السحري الجميل
موقد الشتاء
كاسحة الالغام والاحزان
ابتسامات الرضا
وذكريات الصبا الباكر
ولكنها لاتخلو من المنغصات
بعض الشروخ الصغيرة التي ترقد هناك
في ركن ما
في وجه ما
نكره صاحبه بكل ما تملك قلوب اطفال جرحي من قوة
كلمة ما
جرحتنا من الوريد الي الوريد
وظلت كالسوس تنخر في الدواخل
وتأخذ من خضرتنا خضرة
ولاتترك سوي جريد شاحب
وجذوع خاوية
الي اولئك الذين تطفلوا علي براءتنا
وآذونا في زمان لم نقو فيه علي الرد
نقولها:
مهما تباعد بيننا وبينكم السنون
سيبقي ثأرنا حيا في القلوب وفي العيون
وتبقي نارنا حية لاتموت!!!
وتبقي براءتنا السليبة
كابوسكم الذي لايموت!!
صلاح الدين سر الختم علي
من اي باب ندخل الي الاحزان؟
من اية كوة ندخل الي الفرح المختلس؟!
تري هل كانت البداية هناك؟؟
هل استطيع ان افصل اكثر وانا استخدم ضمير المتكلم والف شرطي ينقب في اوراقي وافكاري؟!
ماذا تقصد ب هناك؟
أتقصد زمنا؟ أم مكانا؟ أم واقعة ما؟
وهل يستطيع المرء أن يؤرخ لحياته؟
هل بمقدور أحدكم ان يكتب حياته دون ان يتدخل رقيبه فيها بالقص والحذف والتحوير والتزوير والترميز؟
هي اسئلة
بلا أجابات
هي فراشات حائرة
مثلي!!!
صلاح الدين سر الختم علي
المبدع صلاح سر الختم
اتيت باكرا لكي احجز مقعدى هنا
وأنصت بكل ادب الي حديثكم الشيق
متابعة .. وحضور ..
هكذا أنتم معشر الشعراءاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي
تبحثون عن إمرأة مستحيلة
و تتطلعون إلى إمرأة نخلة
سلمَ يراعك أستاذ صلاح على هذا الفيض من الإبداع
أسرار صغيرة بكلمات كبيرة
تطرب الآذان وتحرض للإنصات
ها نحن بسطنا للسمع مقاعد داخل جوف الكلمات
فزدنا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي
يصرخ قاضي محكمتي مشبوه مجرم مشبوه
لا تملك اوراق رسمية او اين بطاقتك الشخصية
استاذي الاديب الاريب صلاح سر الختم
دائماً ما تسوقنا الى التساوءلات العصية
ولكنا نطرب ونشيد لحنك معبراً للدواخل البعيدة غير المكتوبة والتي لا ينبغي لها ان تكون لحنا بلا رقيب
وتظل فينا هكذا فراشات حائرة
لك سيدي جميل الود
تكتب ..فيجد القارئ نفسه يزاحم شخوصك..ويصبح منقسم مابين الداخل والخارج، تارة شخصية محورية وتارة شخصية ثانوية، وطورا قارئ.. هكذا هو الابداع..نعبر عننا وعن الاخرين..شكرا استاذي صلاح.. كتبت فأبدعت.
الله الله اللهاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي
الله علي التعبير الرائع وفكرة التعبير الأروع وخصوصاً في وصف حقيقه واقعية
لا يستطيع عاقلاً من كان نكرانها.
اخي ود الجزولياقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجزولى
هي الصفحات الاولي في سفر ضخم
ممتلئ باجزاء مني
وجدتها مبعثرة بالذاكرة والدواخل
اودعتكم ثلاث صفحات وهربت بعيدا
وعندما عدت وجدتني مفتونا بردود الافعال
الجميلة
قلت لنفسي بخبث وزهو
ماذا لو اني فعلت وانزلت
ما مزقته تحت وطاة رقيبي؟؟؟
هل تري استطيع المواصلة
أم اتوقف هنا؟
وقررت المواصلة بعد تعقيبات سريعة للزوار الكرام
فتعال يا صديقي
ما زال بالقلم شئ من نزيف
الشفيف ود النوراقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh_alnour
مذ كنت طفلا احبو
وحتي اخر رمق ابحث عنها
بجنون
واكتشف دائما انها
هي
تلك التي
يمكن ان تكون
مثلها
.... مثل امي.
فقد كان كل شئ طازج وله طعم في حضرتها
كان للنجاح طعم
وللهزيمة طعم
وللبكاء طعم
ولنا قيمة
وللاشياء الصغيرة
شهقة حب ومحبة
في حضرتها
ما زلت اذكر فرحة اول مال قبضته كأجر وجئتها
وما زلت اذكر اول اوجاع قلبي واول بكاء علي صديق رحل واول طعم للموت في حضرتها
وتلك الكلمات البسيطة منها وتلك الشفقة الشفوقة والمحبة
ومن احبني أو بمقدوره ان يحبني مثلك يا بت وهب؟
من بمقدوره ان يعطي للطعام طعمه وللمكان دفئه يا امي بعدك؟
وعذرا اخي ود النور فقد وطأت قدمك مكامن جرح ندي
رحلت بت وهب في الرابع عشر من مارس عام خمسة والفين
ومازالت مضئية داخلي
بهية
متانقة وبسيطة كعادتها
تمنح الظلام ضوئه
والمكان روحه
والبهاء وصفه
وما زالت اجمل النساء
واغلي الامهات
الليلة تزدحم في صدري الاف الراياتاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samar_taha
وتدق طبول
وتتسابق الكلمات
تتزاحم وجوه
وحكايات
ينتفض رقيبي
وتردعه الرغبات
وحنين غامض للبوح
لصديق مجهول
والاف الحسناوات
لا ادري يا اصدقائي لم يعتقد الكتاب
ان حياتهم تصلح
اساسا لكل الاهات
وتجذب اليها كل الخفقات؟
وهي حياة عادية
تتزين مثل هدايا الميلاد
بغلاف وكلمات!!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انور النور محمد
صديقي الجميل
ماذا اقول
في حضرة كلماتك
سوي
الشكر
وامنيات
كثيرة بالا
يتوقف القلم عن النزيف
والا نتوقف عن التواصل الجميل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس رشات العطر
وانا سعيد بحضورك هنا
وسعيد اكثر باحساسك العالي والصادق بما كتبت
وتعبيرك الجميل عنه
فالنقد الرفيع يزين النص الاصلي ويجعل خدوده تتورد عافية
فيبدو اكثر وسامة
يا سيدي
انا شاكر لك انك استطعت هز هذه الشجرة: ...... قلبي
بهذه القوة
حتي شعرت اننا سرنا سويا تحت القمر في مدني مرارا
وعرينا خبايا الف فكرة
وانك تقاسمني افكاري ومشاعري
واحساسي بالاشياء
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار احمد محمد
اخي نزار
ما اجمل تعبيرك عن احساسك بالاشياء
طازج كفاكهة استوائية
مأخوذة من الشجرة مباشرة!!!!
نيران كامنة!!!!)(1)
(1)
كانت تتلفت يمنة ويسرة كالخائفة من شئ ما
وكان هو يرقبها باهتمام صقر بفريسته قبيل الانقضاض
كانت صبية حلوة التقاطيع ... عشرينية لكنها تبدو بتسريحة ذيل الحصان والقوام الرشيق
والعنق الدقيق والعيون الواسعة خارجة لتوها من الثالثة عشر صوب اجمل سن النساء
تلك السن التي تجمع فيها المرأة بين براءة الطفلة علي الوجه وثورة الانثي الكامنة التي لاتخطئها عيون الرجال والنساء الخبيرات
وتلحظها في استدارة الجسد وفورته...
كان هو والمكان يرقصان كل صباح كطير مذبوح في انتظار رنة الحذاء الاليفة
وكان يحمد الله في سره علي تلك الصدفة التي جعلت محطتها وكشك الجرائد اليومية تحتلان ارضا واحدة
فجعل من شراء الصحيفة اليومية عذرا للتسكع في المكان وانتظارها...لم ينبس ببنت شفة ولم ينظر اكثر من المعتاد باتجاهها كما يفعل المراهقون وقليلي الخبرة
فقد كان يراهن بخبرته علي فضول الانثي فيها ودقة ملاحظتها... كان صيادا يستمتع برحلة الصيد الطويلة ولايستعجل النتائج أبدا...
كان يعرف عنها كل شئ تقريبا ... تسريحة الشعر الاثيرة... الفنان المفضل.. الهوايات والصديقات ورفاق الجامعة وجنون الانترنت واصلها وفصلها
احلامها الكبيرة واسرتها الفقيرة...استقامتها ونقاط ضعفها القليلة: احلام المطارات البعيدة والسيارات الجميلة والرجل الذي يحبها وتنفتح معه ابواب عديدة...كان يحفظ حتي جملتها الاثيرة:( الغباء ان تتزوج من تحبه والعقل ان تتزوج من يحبك شريطة ان يكون طائرة تحلق الي الامام لا حجرا يشدك الي الاسفل)
كان كل ما يلزمه ان يجعلها تظن انه الطائرة لتكتشف بعد فوات الاوان انه نعش وليس طائرة....
كان يقترب علي مهل من هدفه المرسوم مدفوعا بغبينة شخصية لاتدري عنها شئيا... غبينة من نوع غريب ...هل تستطيع ان تتصور ان يحقد عليها رجل لاتعرفه مطلقا لمجرد انه تلقي صفعة قاسية في زمن ما من أمرأة ما لايربطها بها شئ سوي الأنوثة والملامح المتشابهة ونمط الحياة والاحلام المتوهمة عنها؟
نتابع الرحلة...........
نحن امام نموذج يمتليء به المجتمعاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي
قناص تدفعة عٌقد نفسية للايقاع بضحاياة بعناية
واحلام تفترش الارض وتحلق عاليا فى الفضاء المجهول
كلنا فى انتظار ما ستسفر عنه اصطدام تلك الاحلام المبعثره بجزيئات ذلك الحلم المرسوم بدقه
لا تطول يا صاحب الحرف الجميل
قلم ناااااااااادر
أظلمه حين أمرر يدي عليه بتعليق
فحرفي أقصر من ان يخدش صفحته البيضاء بقلم
ليت الحزن شخصا ليسمع ما قيل عنه هنا
اذا لذاب في خجلاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي;537483"6"
لملأ كل المساحات نحيبا
فما اوجع الحزن حين يكون نهاية حلم دام في الخاطر سنينا
ويا لمراة الأيام حين يغدو الطفل كهلا في لحظة
لفقدانه حلما غاص فيه حزنه ولم يظهر للوجود
فلسفة عميقة وعصارة قلم صارع الحروف فصرعها واتخذ منها مملكة
هو مليكها
حزنك يا سيدي نادر التفاصيل كندرة قلمك بين الأقلام
تحياتي وودي بلا حدود
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي
المبدع صلاح سر الختم علي لك كل الود والأحترام وزدنا زدنا من سفرك الضخم لنستمتع ونبحر معك
يا صديقياقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الجزولى
مازال بالقلم بقايا نزيف وبالذاكرة مقاطع ومشاهد تزدحم تبحث عن سبل الخروج
اختي تغريد كم سعدت بمشاعرك وهي تتقافز كطفل شقي قفز من الحافلة المدرسية بعد يوم طويل جائعااقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد
الي دفء البيت وحضن الام الدفئ
ولو كان الحزن رجلا لطلب اللجوء
ولرفضته كل مطارات الدنيا
ولتوسد قلوب العاشقين
والكتاب
ففيهما فقط
بمقدوره الاقامة بلا جواز سفر ولا تأشيرة دخول
يسعدني ان تنضمي الي عشاق الحرف
وليتك تحذرين
فبعض الحروف
قنابل
وبعضها
أشواك
ولكنه شئ ما يدفع الكاتب ليكتب بدمعه
والقارئ ليقرأ بدمه!!!!
عهدا وصدقا سيتواصل النزيف هنااقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد عبد العظيم
ولكنه
ربما يحمل
معه
الي الشواطئ
بعض الاحجار
وبعض ثعابين البحر
نيران كامنة!!!!
(1)
كانت تتلفت يمنة ويسرة كالخائفة من شئ ما
وكان هو يرقبها باهتمام صقر بفريسته قبيل الانقضاض
كانت صبية حلوة التقاطيع ... عشرينية لكنها تبدو بتسريحة ذيل الحصان والقوام الرشيق
والعنق الدقيق والعيون الواسعة خارجة لتوها من الثالثة عشر صوب اجمل سن النساء
تلك السن التي تجمع فيها المرأة بين براءة الطفلة علي الوجه وثورة الانثي الكامنة التي لاتخطئها عيون الرجال والنساء الخبيرات
وتلحظها في استدارة الجسد وفورته...
كان هو والمكان يرقصان كل صباح كطير مذبوح في انتظار رنة الحذاء الاليفة
وكان يجمد الله في سره علي تلك الصدفة التي جعلت محطتها وكشك الجرائد اليومية تحتلان ارضا واحدة
فجعل من شراء الصحيفة اليومية عذرا للتسكع في المكان وانتظارها...لم ينبس ببنت شفة ولم ينظر اكثر من المعتاد باتجاهها كما يفعل المراهقون وقليلي الخبرة
فقد كان يراهن بخبرته علي فضول الانثي فيها ودقة ملاخظتها... كان صيادا يستمتع برحلة الصيد الطويلة ولايستعجل النتائج ابدا...
كان يعرف عنها كل شئ تقريبا ... تسريحة الشعر الاثيرة... الفنان المفضل.. الهوايات والصديقات ورفاق الجامعة وجنون الانترنت واصلها وفصلها
احلامها الكبيرة واسرتها الفقيرة...استقامتها ونقاط ضعفها القليلة: احلام المطارات البعيدة والسيارات الجميلة والرجل الذي يحبها وتنفتح معه ابواب عديدة...كان يحفظ حتي جملتها الاثيرة الغباء ان تتزوج من تحبه والعقل ان تتزوج من يحبك شريطة ان يكون طائرة تحلق الي الامام لا حجرا يشدك الي الاسفل)
كان كل ما يلزمه ان يجعلها تظن انه الطائرة لتكتشف بعد فوات الاوان انه نعش وليس طائرة....
كان يقترب علي مهل من هدفه المرسوم مدفوعا بغبينة شخصية لاتدري عنها شئيا... غبينة من نوع غريب ...هل تستطيع ان تتصور ان يحقد عليها رجل لاتعرفه مطلقا لمجرد انه تلقي صفعة قاسية في زمن ما من أمرأة ما لايربطها بها شئ سوي الأنوثة والملامح المتشابهة ونمط الحياة والاحلام المتوهمة عنها؟
نيران كامنة...........(2)
جاءته الفرصة تسعي ذات صباح فلم يتردد واغتنمها مباشرة... كانت ندي مقبلة ذلك الصباح برفقة أخري
وكان هو يمارس تسكعه اليومي في انتظار الغزال القادم نحو قافلة الصيادين المختبئة، عندما تبين من معها علت وجهه ابتسامة رضا لم يستطع اخفائها فهو يعرف رفيقة غزالته الشاردة
وحانت الفرصة لكي تنام يدها الصغيرة في يده ولو لبرهة يسيرة.. صفر بشفتيه في سعادة ومد يده بالنقود لبائع الصحف وعلي وجهه ابتسامة وتناول الصحف كمن تناول اسورة ذهب ولم ينتظر لاخذ باقي نقوده فقد كانت لحظة الاستدارة المصطنعة المتبوعة بعلامة دهشة للصدفة المزعومة قد حانت وليس ثمة مجال للالتفات للبائع:
رشا؟؟؟؟ معقولة؟ ايه الصدفة العجيبةدي؟!
رشا ردت الدهشة بدهشة صادقة وتحية صادقة ومصافحة حارة ليد عاصم الممدودة ولكن ساعة مصافحة الغزالة لم تحن كما توهم فقد تقدمت رفيقتها خطوة ولم تقبل عليه للسلام كما توقع واكتفت بالرد علي التحية بصوت خافت لم يتبينه ولم يقو هو علي التقدم بل بقي في مكانه ينظر اليها في بلاهة المأحوذ بردة الفعل الملوكية....حتي عندما قالت رشا لها انه دكتور عاصم ونطقت باسمها معرفة اياه بها لم تنبس ندي بشئ ولم تبد اهتماما اكثر من هزة رأس صغيرة موجهة بالكامل الي رشا وكأنه غير مرئي ولاوجود له...وعندما افاق من دهشته كانت قد أولته هو ورشا ظهرها ومضت الي الامام ثم توقفت في انتظار تميمتها التي كانت اكثر لهفة للحاق بها فودعته علي عجل ولحقت بها. وبقي هو في مكانه يلعق خيبته كما يلعق كلب ضامر لسانه في الهجير وهو يبحث عن ظل بعيد المنال.واشتعلت في داخله نار عظيمة
شئ من غضب ممزوج بشعور بمهانة فظيعة وغيظ كظيم...طافت بذهنه صورة بعيدة شاحبة تقبع في قاع ذاكرة تود محوها ولكنها تبقي عصية علي النسيان .. صوت قوي وعيون واسعة وحواجب تجيد ابراز الاستنكار والاستخفاف كأنها خلقت له: (أنت؟؟؟؟ أنت؟؟؟ أنت؟؟؟؟) تظل كلمة( أنت) المنطوقة بعامية زادت وقعها ألما ترن في داخله كطبول حرب بعيدة وتزيدها حركة الحواجب الاستنكارية وروائح العطر الباريسي والاحساس بالانوثة العارمة التي وضعت الكلمة بينها وبين رجولته سدا غير مرئي .. لم يقل شئيا... احس انه في قاع بئر بعيدة مظلمة ليس فيها نقطة ماء وان قواه تخور تدريجيا حتي بدأ في فقدان الاحساس بالاشياء.. وكان آخر ما ميزه من الاصوات صوت حذاء سلوي الغاضب مثلها وهو يبتعد عنه كما يبتعد الناس من أجرب..في الايام التي تلت ذلك اليوم باتت الجامعة اضيق من خرم ابرة فكل ابتسامة علي وجه زميل او زميلة باتت ذات معني وحيد له وكل من يهمس لاخر لابد انه يحكي عن تطاول ابن الريف علي قمر المدينة الغاضب وبات حضور سلوي في اي مكان سببا للانزواء والانسحاب...باتت المكتبة هي ملاذه الوحيد وبات الخروج من جنة سلوي الي جحيم الحياة سريعا هو هدفه العاجل...وكان من لطف الله به انها لم تكمل دراستها وتزوجت قصرا وخزانة وتركت مدرجات الطب لمن يرغبها ويحتاجها مثله حينها فقط تنفس الصعداء وعاد من جديد بطموحات خجولة واجنحة مكسورة الي حياته الجامعية...لعنة الله عليك ياندي ها أنت تعيدين الكرة ولكنك لاتدرين انني لن الوذ بالصمت والهزيمة ثانية
لن استكين للحواجب المستنكرة أبدا.... ؟أبدا...في ثورة غضبه كانت يده المضمومة قد انفتحت الآن وقبل ان يعيد ضمها اسقط البائع في يده المفتوحة باقي نقوده فنظر اليها في دهشة في البدء وحين تبين له اتساخها القاها في وجه البائع وهو يصرخ: دي قروش ولازبالة... شيل العفن دا.. امتقع وجه البائع ولكنه تناول النقود في صمت كسير ولم يرد...
نتابع الرحلة
لا أدري هل هذه صفات المرأة التي يطلقون عليها ( جميلة و مستحيلة ) ؟اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي
فمن الصعب أن تجد في هذا الكون الفسيح إمرأة كاملة و أيضا ً رجل كامل
و أعتقد أن الكمال البشري حلم صعب المنال لمن يبحث عن إمرأة كاملة الصفات
شكرا ً أستاذ صلاح على هذا البوح الشفيف
كل امرأة مستحيلة هي في حقيقتها أمرأة عادية جدااقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moh_alnour
وكونها عادية جدا هو مكمن تفردها
وسبب صيرورتها مستحيلة في عين من يري ويعشق
ليس هناك أمرأة ذات اجنحة
ولكن هناك نساء يحلقن بغير اجنحة
ويتجملن بغير مساحيق
ويصدن بغير سهام
ويأسرن بغيرقيود
ولا زنازن
يقلن بلا كلام
ويسمعن بلا أذن أوأصوات
ويلمعن في الظلام
بلا ضوء ولاأساور ولاماس
فهن والضوء سواء