مشكور أستاذنا عمر غلام
وحقيقة أول مرة أعرف أن أسم مدينة الرباط له علاقة بدولة المرابطين
واصل ونحن في الإنتظار
مشكور أستاذنا عمر غلام
وحقيقة أول مرة أعرف أن أسم مدينة الرباط له علاقة بدولة المرابطين
واصل ونحن في الإنتظار
شكراً لك عزيزي mohalnour، وسأواصل عشانك انت بس، لأنك بتشجعني بمداخلاتك وتعليقاتك..اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohalnour
مشكور أستاذنا عمر غلام
وحقيقة أول مرة أعرف أن أسم مدينة الرباط له علاقة بدولة المرابطين
واصل ونحن في الإنتظار
.. نواصل ..
توقفت بنا الحافلات في شارع حسان، أمام سور عتيق ضخم، هو أحد أسوار مدينة الرباط القديمة، وقد أغلقوا الشارع ونصبوا مقراً للاحتفالات، وتم توزيعنا على المقاعد، وجلسنا عليها، وكنا نقرأ في أعلى مساند المقاعد التي حولنا لوحات ورقية صغيرة مكتوب عليها (الوزير الفلاني، سفير كذا)، أي أجلسونا في منصة كبار الزوار، ووزعوا علينا كتيبات عن الاحتفال وبرنامجه، وكان من يوزعها فتيات أشبه ما يكن بمضيفات الطيران، وربما كن اكثر اناقة وجمالاً من أولئك.. يبدو أنهن مضيفات تابعات للمراسم الملكية او شئ من هذا القبيل..
وأثناء جلوسنا كانت كل عدة دقائق تتوقف سيارة مرسيدس سوداء فارهة أو سيارة ستروين كبيرة رمادية (جميع السيارات التي أنزلت السفراء كانت من هذين النوعين فقط)، ويرفرف عليها علم دولة، فينزل السفير فيستقبله المستقبلون ويجلسونه في مكانه المخصص له.. ثم جاء طفلان أحدهما حوالي عشر سنوات والآخر حوالي ست سنوات، وهبطا من سيارة فارهة، واصطف ضباط كبار، أعلى رتب (يبدو أنهم قيادات الجيش والشرطة) يسلمون على هذين الصبيين، وكانا يقبلان أيديهما.. إنهما مولاي محمد (ملك المغرب الحالي) ومولاي رشيد ابناء الحسن الثاني ملك المغرب عليه رحمة الله- أرجو ان تترحموا معي عليه- ثم بعد تحيتهم جلسا في مكانهما المخصص لهما، وأخيراً وصل الملك الحسن الثاني، وألقيت الكلمات، وكانت هذه أول - وآخر- مره ارى فيها الملك الحسن الثاني والملك محمد السادس والأمير رشيد..
وعشان ما أنسى سأذكر لكم شيئاً حدث لي فيما بعد له علاقة برؤية الملك، فبينما نحن ندرس في كلية الحقوق بالرباط، وكنا نأتي من الحي الجامعي بالحافلات، وننزل منها لنعبر الشارع الرئيسي الى مدخل الكلية، فلاحظنا ذات يوم ان حركة المرور توقفت في هذا الشارع، فلم نعد نرى سيارات تعبره، كذلك كنا نرى جنوداً على جانبي الطريق، بين كل جندي وآخر حوالي عشرة أمتار، واستمر ذلك لمدة ثلاثة ايام، وفي اليوم الثالث، وفي حوالي الساعة الثانية ظهراً هبطت من الحافلة وتوجهت نحو الكلية، ولكن لم استطع عبور الشارع، إذ منعني الجنود، فوقفت، وبعد مدة من الزمن ظهرت سيارات الشرطة من بعيد، بأصوات ابواقها (التي تسمى في السعودية الونان، ولا أعرف في السودانية اسم لها) فسألت إحدى الطالبات وكانت تقف بجواري تنتظر السماح لها بالمرور الى الكلية، سألتها ماذا يحدث فقالت لي ان الملك يعبر من هذا الطريق، فقلت فرصة لعلي أرى الملك عن قرب (كان ذلك بعد عامين تقريباً من وصولي للمغرب)،
فركزت بصري على الجهة التي تأتي منها اصوات سيارات الشرطة ومواترها، فظهرت من على البعد، فأردت تبين من بداخل سيارة الملك، فلم استطع، ليس لأن الزجاج مظلل، بل لأنني لم أر السيارة نفسها، هل تصدقون؟ ربما لو مر سهم انطلق من قوسه لرأيته، ولكن سيارة الملك لم أر إلا شيئاً يظهر ثم يختفي كلمح البصر، وفي ثواني- ثواني مين ياعم، ديل أجزاء من الثانية- كان الموكب قد اختفى عن انظارنا تماماً، وفي الثواني التالية انصرف الجنود الواقفون على جانبي الطريق، وعبرنا الشارع الى كليتنا، ثم عادت الحياة للشارع لطبيعتها.. وسألت التي كانت تقف بجواري قبل السماح لنا بالعبور، الى اين يا ترى ذاهب الملك؟ قالت ربما لزيارة أخيه الأمير عبد الله- رحمه الله رحمة واسعة، ترحموا عليه معي- وكان قصر عبد الله خلف غابة البان التي تلي كليتنا، اي كان على مقربة من كلية الحقوق.. ويبدو ان مثل تلك الزيارة كانت نادرة، حيث اننا لم نشاهد مثل ما حدث ذلك اليوم فيما بعد..
وبمناسبة الزيارة الملكية لأخيه، علمنا أن تربية الأميرين محمد ورشيد توكل لوزير، وظيفته (الوزير المكلف بتربية أصحاب السمو الملكي)، وهي ليست تربية دلع، بل فيها تربية عسكرية، وعرفنا ان الأولاد لا يرون أباهم الا في أيام معلومات، يقال ثلاث مرات فقط في الأسبوع، كما أن المدرسة الخاصة التي يدرسون فيها يجلب إليها طلاب من مختلف فئات الشعب، فتجد في المدرسة ولد مزراع وولد عامل وولد موظف وولد تاجر.. وهكذا، وذلك ليكون على احتكاك ومعرفة بفئات الشعب المختلفة..
وحتى لا أنسى ايضاً فإن الأمير محمد درس في كليتنا (الحقوق) فيما بعد- اي بعد تخرجنا- وعلمنا من الطلاب السودانيين الذين درسوا في تلك الفترة أن إدارة الكلية نقلت كل الدفعة التي في السنة الأولى الى السنة الثانية تمهيداً لدخول الأمير الى السنة الأولى، حتى ان هناك طالبة كانت مريضة ولم تحضر للامتحان، فذهبوا اليها في المنزل ونقلوها بسيارة الى الكلية لتؤدي الامتحان- كيفما اتفق، حتى لو تكتب اسمها فقط في ورقة الإجابة- ولم يكرر (يعيد) في السنة الأولى أحد، يعني البليد لقى فرصة في السنة ديك انو ينتقل للسنة الثانية.. فقط دخل معه السنة الأولى مجموعة معينة معروفة لديه ومعروفة للحكومة (لدواعي امنية ربما، او لدواعي اخرى لا نفهمها).. هذا يقرأ بعدة اتجاهات، هي انه درس في الجامعة مع عامة الناس، وفي نفس الكلية التي يدرس فيها وتخرج فيها طلاب مغاربة وغير مغاربة، ومنها انه له خصوصية بطريقة ما بحيث لم يتركوا معه في الفصل غير عدد محدود من الطلاب..
يعني انا اقدر اقول انو الملك محمد السادس ملك المغرب درس في الكلية التي درست بها، (لاحظتوا اني ما قلت انا درست في الكلية التي درس بها الملك محمد السادس، والسبب اني سبقته في الدراسة فيها)..
وأدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح..
.. والحديث ذو صلة..
وصف فات حد الوصف ذاتو ....
روعة ومتجسدة فى ثوب روائى شفاف ....
والله عشنا معاك الدور بى حذافيره ...
رحلة ممتعة ولا أروع .....
وكمل يامزمل ..
.. نواصل ..
انتهى الاحتفال باليوم الوطني للمغرب، وركبنا الحافلات وتوجهنا لزيارة عمالة (محافظة) الرباط، وأذكر أننا أثناء خروجنا كانت البوابة من الزجاج، وكذلك كل الواجهة للعمالة، ولا يتميز الباب عن بقية الواجهة بشئ، فواصل أحد أعضاء الوفد مشيه حتى اصطدم بزجاج الواجهة، ظاناً أنها لا شئ (من نظافة الزجاج وكبر مساحته)، فضحكنا جميعاً..
ثم ركب أعضاء الوفد الحافلات متوجهين الى المطار حيث كانت تنتظرهم الطائرة السودانية لتقلهم عائدين الى ملتقى النيلين، تاركين وراءهم حوالي ثلاثة او اربعة من اعضاء الوفد هم شخصي ومحمد خالد وطارق المحينة وجلال حنفي، وكنا جميعاً مسجلين في منحة المغرب، وفيما بعد رجع بعض من كان معنا في الوفد ليسجل معنا في الجامعات المغربية..
أحسست باليتم بعد مغادرة الوفد أرض المغرب، إذ حتى هذه اللحظة كنت اعيش في مجتمع سوداني بحت، وفي ضيافة مغربية كريمة، ولكن بعد مغادرة الوفد انتقلنا من عيشة الفنادق الراقية والعزومات شبه الملكية، عزومات عاملي العمالات (محافظي المحافظات) الى عيشة الحي الجامعي (مولاي اسماعيل) والى أكل سندويتشات الساردين والجبنة والمربى.. فقد أخذونا الى الحي الجامعي بعض من الطلاب الذين سبقونا الى المغرب، وجاءوا الى الوفد السوداني، فكانت ليلتنا الأولى في الرباط في حجرة كبيرة تحت الأرض (بدروم)، مفروش على أرضيتها المراتب، وفهمت ان هذا سكن مؤقت لمن لم يجدوا له مكاناً في أجنحة (عمارات) الحي الجامعي..
كان الحي الجامعي (مولاي اسماعيل) في السابق ثكنة عسكرية، ثم خرج منه العسكر وسكنه طلاب الجامعات، وكان على شاطئ المحيط الأطلسي مباشرة، ويتكون من حوالي خمسة أجنجة، كل جناح به حوالي ثلاثة طوابق، منها طابق تحت الأرض (بدروم)، ولكن نوافذه تطل على سطح الأرض تقريباً، من هذه الأجنحة الخمسة هناك جناح مخصص للبنات، وفي الحي الجامعي مصلى في ركن من الحي، ومقر للإدارة في نفس الجناح الذي أسكنونا فيه في الليلة الأولى، وعيادة تزورها طبيبة ثلاث مرات في الأسبوع، وكان هذا الحي قريب الى حد ما من وسط البلد ومن السوق ومن المدينة القديمة، وامامه مجموعة من البقالات والمطاعم، ولم يكن مطعم الحي الجامعي نفسه مفتوحاً (فُتح بعد أن غادرناه)، قضينا اليوم الأول على مراتب في الأرض (يا حليل فنادق اطلس ومرحبا)، وأكلنا ساندوتشات الساردين (يا حليل الخروف المشوي والدجاج العائم فوق زيت الزيتون)..
وجدت في هذه الغرفة الفسيحة مجموعة من الطلاب السودانيين، أعرف منهم عمر الإمام النور الذي كان يدرس معي في مدني الثانوية، والذين كانوا معي في الوفد، وتعرفت على البقية، ومنهم طلحه جبريل الذي اصبح صحفياً لامعاً إذ كان مراسل جريدة الشرق الأوسط في المغرب ثم اصبح مدير المكتب هناك، ثم عمل بعد سنوات طويلة في وكالة يوانتيد برس، واخيراً استقر في واشنطون.. كذلك تعرفت على حسن عبد اللطيف قرناص (الذي لقبه الزملاء بحسن كسينجر، لأنه كان يتكلم بطريقة رأوا فيها انه أشبه بوزير الخارجية الأمريكي هنري كينسجر)، كذلك كان معنا سيف الدولة وجمال ميرغني وكمال شرف وعبد اللطيف محمد خير والنور وغيرهم..
وقد أفادونا الذين سبقونا في التسجيل في الكليات، وعرفنا منهم أنه لا مجال إلا في كلية الحقوق قسم القانون، او قسم العلوم السياسية، او كلية الآداب بتخصصاتها المختلفة، إذ ان بقية الكليات كانت باللغة الفرنسية، وقد حاول البعض دراسة كليات تدرس بالفرنسية مثل الطب، ولكنهم تعبوا، منهم محمد محي الدين – من أبناء بورسودان- إذ وجدناه يدرس في كلية طب جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وكان قد استنفد سنوات الرسوب في كلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، فدرس عامين في الرباط، وعامين في الدار البيضاء ولم يستطع تجاوز السنة الأولى، رغم اجادته للغة الفرنسية، ثم انتقل – بعد ان اكملنا دراستنا في المغرب وغادرناها- الى الجزائر.. المهم فيما بعد عرفنا انه تخرج من كلية الطب، وبما أن اسرته تسكن بجوار اسرة خالتي بابو حشيش في بورسودان فقد تابعت اخباره، وعلمت انه طبيب شاطر رغم انه عمومي.
المهم انا سجلت في كلية الحقوق – فرع العلوم السياسية- اسوة ببقية الزملاء، الذين نستثني منهم القليل، فقد سجل عمر الإمام وسيف الدولة في القانون، وسجل طلحه جبريل في كلية الآداب، وكذلك محمد عثمان الخليفة (اخو وزير التربية والتعليم في عهدنا – محمد خير عثمان)، وكان أيضاً قد درس معنا في مدني الثانوية..
وأدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح..
.. والحديث ذو صلة..
.. نواصل ..
تسلل زملاء الغرفة الجماعية تباعاً الى الأجنحة المختلفة، والتي هي ايضاً غرفاً جماعية، إلا أن فيها أسرّة (جمع سرير) وبجانب كل سرير دولاب صغير، وفي جانب من الغرفة دواليب كبيرة يضع فيها الطالب ملابسه وحاجياته، وفيها نظام السرائر ابو دورين، يعني سرير فوق الثاني، وجاء دوري للتسلل خارج الغرفة الجماعية الى الجناح e على ما أذكر، وكان سريري في الأعلى، وعندما نقلت حاجياتي من الغرفة الجماعية الى مقري الجديد جاء معي زميلي جمال ميرغني وآخر نسيت من هو، وعندما وجدا السرير الذي تحتي والذي بجانبي خاويان- وكان الوقت ليلاً- حسبا ان السرائر لا يوجد بها أحد، فناما معي، ولكن أصحاب السراير الذين وصلوا أيقظوهما من نومهما- وهم يرطنون بالفرنسي ظناً منهم أن هؤلاء من دول افريقيا الفرانكفونية، لأنهم لم يروا سودانياً من قبل، ولا يعرفون من الأفارقة غير الناطقين بالفرنسية، وكانت لهجتهم توحي بالعدوانية- ولم يفهم جمال وزميلي الآخر شيئاً مما قالا، لكنهما فهما المقصود، فغادرا الجناح الى الغرفة الجماعية..
اعتقدنا ان ذلك طرد، ولكن فيما بعد علمنا أن هؤلاء إن لم ينوما في أماكنهما فلا مكان لهما، إذ هما من أقصى الجنوب المغربي، من البربر، من جهة اغادير، وبالتحديد من انزغان التي هبطت بنا الطائرة السودانية فيها (مطار أغادير انزغان) كأول محطة في المغرب.. وقد أعطاني هذا الذي حدث في الغرفة إحساساً بالخوف من هؤلاء، فهم اول مغاربة- من غير الرسميين الذين استقبلونا في رحلتنا عبر المغرب بعد انتهاء المسيرة الخضراء- وتساءلت هل يا ترى كل المغاربة هكذا؟ وقد توجست خيفة..
ولكن فيما بعد اتضح أنني كنت مخطئ، فقد كان هؤلاء الجيران هم أصدقائي فيما بعد، وكانوا من ألطف الناس، وأذكر فيما بعد عندما عرفت طريق المطعم الجامعي في الحي الجامعي السويسي الأول- وكان بعيداً عن هذا الحي الذي نسكنه بمسافة، ولابد من ركوب الحافلة للوصول إليه، وكان لابد من تكبد المشاق ودفع حق المواصلات ذهاباً وإياباً (الرحلة كانت ب 40 سنتيم) بينما ثمن الوجبة درهم و40 سنتيم، اي كنا ندفع 80 سنتيم من اجل وجبة ب 140 سنتيم، لكن كانت الوجبة تستأهل كل هذا الجهد – المال والتعب والوقت- اذ كانت الحافلة التي تنقلنا من امام الحي الى الحي الذي فيه المطعم تزدحم بالطلاب والطالبات لدرجة انك لا تستطيع الركوب، واذا ركبت فالدفس والعفص داخل الحافلة، وقد تلتحم الأجساد بضغط شديد، وكان ذلك شديداً علينا نحن القادمين من مجتمع محافظ..
المهم ان الوجبة تستأهل هذا الجهد لأنها وجبة كاملة، فيها كل احتياجات الإنسان، ففيها المقبلات والسلطات والوجبة الرئيسية التي كانت تتكون اما من اللحم او الدجاج او السمك، بالإضافة الى الأرز والخضروات والتحلية والفاكهة، وهذه الوجبة لو تناولناها في المطعم فسوف تستنزف المنحة التي تعطينا إياها الحكومة المغربية، وكانت المنحة 380 درهم، زيدت فيما بعد لتصل 390 ثم بعد ذلك الى 420 درهم..
نرجع الى (عندما عرفت طريق المطعم الجامعي).. فقد عدت من المطعم الجامعي بعد وجبة عشاء دسمة (بمعنى الكلمة)، نمت في سريري – في الدور التاني- وفجأة عند منتصف الليل اندفع ما في بطني الى فمي، ولم يكن هناك وقت للنزول من السرير والذهاب الى الحمام، فحاولت أن أسد فمي بيدي لكن ما في فمي غالبني فغلبني ثم اندفع الى الخارج، وللأسف تأثر بذلك الذي ينام في السرير الذي تحتي، رغم انني وجهت وجهي للجدار خلف رأسي مباشرة، لكن نزل ما نزل على الجدار حتى وصل للمسكين في سريره.. نزلت مسرعاً الى الحمامات، فأكملت الاستفراغ، ولحقني زميلي ليغسل ما ناله من محتويات جوفي.. فاعتذرت له..
فيما بعد عرفت أنه ظن بأني قد شربت (روج) وهو مسكر يشربه كثير من الطلاب، وعادة ما يستفرغونه- لا أدري لماذا- ولكن فيما بعد عرف أنني برئ من الروج.. أحسست ان بطني ليست على ما يرام، وفي الصباح دلوني على عيادة الطبيبة في هذا الحي وهي تأتي ثلاث مرات على ما أذكر في هذا الحي، المهم اعطتني العلاج وسألتني ان كنت أتناول وجباتي في المطعم الجامعي، فأجبت بالإيجاب فكتبت لي بطاقة (ريجيم) اقدمها للمطعم لأتناول وجبة خاصة خالية من الدهون، فكانوا يعطوني لحم مشوي بدل اللحم المطبوخ في (الدمعة) وبدل الدجاج المطبوخ دجاج مسلوق، ويعطوني بسله بدل العدس (البسله عندهم يسمونها جلبانه)، ويعطوني فاصولياء خضراء بدل الفاصوليا البيضاء (الفاصوليا عندهم يسمونها لوبيا)، وبدل الأرز المطبوخ يعطوني أرز مسلوق.. فارتاحت بطني، وعلمت ان سبب الاستفراغ كان بهذه الدهون (الدسم) التي كانت في الأكل الذي تناولته في مطعم الحي الجامعي، طبعاً لأن الجو بارد جداً في المغرب فإن معظم اللحوم تكون دهينه ويضعون كمية من الشحم في الطبيخ..
أواصل سرد مسميات الخضروات عندهم، فالجزر يسمى عندهم خزّو، والشمام عندهم يسمى بطيخ، والبطيخ يسمى دلاّح، والبطاطس بطاطا، واليوسفي مندرين، وكما اسلفت البرتقال يسمى ليمون، والليمون يسمى الحامض، والكمثرى ابو عويد، والسمك يسمونه الحوت، والضان يسمونه الغنم..
أرفقت صورة لأحد أجنحة الحي الجامعي مولاي اسماعيل، ويبدو في الصورة الزميلين محجوب البيلي (دفعة 1974) وطلحه جبريل (دفعتنا، الذي يحمل جريدة العلم المغربية)، وخلفهما يبدو مغربيان.. كما تلاحظون فهناك درج (سلم) يؤدي الى الدور الأرضي من الجناح، كما يبدو في داخل الجناح الدرج المؤدي للدور الأول، بينما تبدو شبابيك الدور تحت الأرضي في اقصى يمين الصورة الى الأسفل، وهناك شريط من الطلاء الداكن يحدد الطابق تحت الأرضي ويتضمن الشباك.. والصورة تقريباً في العام 1975م..
وأدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح..
.. والحديث ذو صلة..
تشكر عمي 114 علي هذا السرد الجميل
الاستاذ
لك التحية ونحن نتابع هذه الرحلة العمرية المليئة بالمعالم الحياتية المعبرة
واصل استاذي الفاضل
وتقبل مروري ومطالعتي في هذا البوست الراقي
لطفا يااستاذ علي الانقطاع في مواصلة هذه الروائع للظروف التي المت بنا
بمشي اقرا بمزاج عشان نستفيد
مشكور أستاذنا عمر غلام
بالجد باين عليها كانت أيام جميلة
ويا حليل أيام الجامعات الكانت بتدلع الطلاب
همسة : حكاية الروج دي بتكون خلت ابسفروق يتحسر أنو ما درس معاك في المغرب
ود الطاهراقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح ودالطاهر
تشكر عمي 114 علي هذا السرد الجميل
شكرا على المرور، وشكراً على المداخلة التلغراف..
بعدين شنو حكاية عمي دي؟ انت قايلني ابو شوارب واللا شنو؟
اقتباس:
مدنية والله انا نسيت انك قاعده في الخرطوم، الف سلامة ليكم والله، لعل ما ضربوا قريب منكم وهجموكم؟اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدنيّة
لطفا يااستاذ علي الانقطاع في مواصلة هذه الروائع للظروف التي المت بنا
بمشي اقرا بمزاج عشان نستفيد
واللا انتي في الخرطوم ومش في امدرمان؟ عموماً حمداً لله على سلامة اهلك واحبابك وجيرانك برضو..
وشكرا على مرورك وتشجيعك لي للكتابة..
اقتباس:
العزيز mohalnourاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohalnour
مشكور أستاذنا عمر غلام
بالجد باين عليها كانت أيام جميلة
ويا حليل أيام الجامعات الكانت بتدلع الطلاب
همسة : حكاية الروج دي بتكون خلت ابسفروق يتحسر أنو ما درس معاك في المغرب
انت دائماً مطيب خاطري بمرورك الكريم وبمداخلاتك الرقيقة..
فعلاً كانت ايام روعه لدرجة اني لغاية الآن بتذكر تفاصيلها بدقة، وناسي الحصل امبارح هنا في الرياض في السعودية، وما زلت اشتاق للمغرب ولناس المغرب، ولما اتذكر الأيام الخوالي واتذكر اصحابي عيوني تدمع.. سنين قليلة تركت اثر كبير في نفسي..
يا ابسفروق.. ما تمشي تكمل قرايتك في المغرب؟
اقتباس:
فعلاً لما شفنا السلاح والعربات المقبوضة احترنا عدييييييل.. ده جيش بكامل عتاده.. والله ربك ستر سااااكت، لكن برضو كان فيه ضحايا من المدنيين نسأل الله ان يتقبل شهادتهم..اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدنيّة
الله يسلم يااستاذ
في الخرطوم نعم لكن الخوفة وصلت لمدني مش الخرطوم بس دي دانات يااستاذ شغالة فينا كانت
بمناسبة موكب الملك
ذكرتني فيلم طباخ الرئيس
الرئيس بيسال الطباخ عن سبب تاخيره
الطباخ قال ليه بسبب الزحمة
الرئيس قال ليه غريبة وانا معدي من الكبري ماكانش في زحمة
الطباخ قال ليه مااحنا اللي كنا تحت الكبري ياريس
وأنا اختي في ود نوباوي في امدرمان قالت الضرب كان قرييييييييييب ليهم، حتى قالت لي من الخوف ماسكني صداع..
موكب الرئيس دي جابت ليها تجربة تانية حصلت لي الأسبوع الفات هنا في الرياض.. كنت جايب الأولاد من المدارس، وطلعت من طريق الملك الفهد عشان ادخل طريق مكة خريص، فإذا بالمدخل الى هذا الشارع مغلق بسيارة مرور، فعرفنا ان هناك شخصية ستمر عبر الشارع.. فانتظرنا.. وبعد قليل سمعنا ابواق سيارات الشرطة (الونان) ثم ظهرت سيارات الشرطة تليها سيارات تشبه سيارات الجمس gmc ولكنها كلها سوداء، ومعها سيارات لها شئ اشبه بالطابق الثاني، وكان عدد هذه السيارات لا يقل عن عشرين او خمس وعشرين سيارة، وكلها مظللة الزجاج، وتتشابه تماماً.. ويبدو أنه كان موكب الملك.. ولم تمض ثوانِ او ربما جزء من ثانية ومرقت السيارات كسهم منطلق من قوسه.. وفتح الطريق لنا وواصلنا سيرنا، فتذكرت ذلك الموكب قبل نيف وثلاثين عاماً.. بس الفرق هو انو الطريق كان مقفول هنا لمدة دقائق، بينما في الرباط كان مقفول لمدة ثلاثة أيام.. يعني قعدنا تحت الكبري دقائق معدودات، مش زي الطباخ..
يبدو أن مداخلة مدنية التي عقبت عليها اعلاه ضاعت، إذ لم أجدها في نهاية الصفحة الثانية المستعادة بعد فقدها ولا في بداية الصفحة الثالثة..
اقتباس:
عوض صقر العزيزاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض صقير
متعة فى رحلة
حقيقة أستمتعنا أخى عمر بهذا السرد التفصيلى الممتع
ومن خلاله عرفنا الكثير عن هذه المنطقة الرائعة
ومنتظرين البقية أستاذى
شرفت البوست يا أخي.. وزادك الله علماً ورفعة..
والمزيد يأتيكم تباعاً بإذن الله، وأرجو أن يعجبكم..
يبدو أن مداخلة عوض صقير التي عقبت عليها اعلاه ضاعت، إذ لم أجدها في نهاية الصفحة الثانية المستعادة بعد فقدها ولا في بداية الصفحة الثالثة..
أستاذنا القامة عمر غلام الله 000
حينما كنت أدخل للمنتدي زائرا 000 كان هذا البوست بنسخته الأولي 000
يحتل مكانا علي الصفحة الرئيسية 000
وكان مدخلي لهذا المنتدي علي يديه مع المواضيع التوثيقية لأستاذنا عمر سعيد النور 000
وعند تسجيلي 000 الأول قبل السيل 000
كنت أدخل الي هنا قراءة صامتة 000
لأنني أعشق حديث الذكريات 000 والتجوال بين الشعوب 000
لكنني عشقت هذا السرد الذي يجعلك تبحر في رحلة معرفية 000
ومتعة سياحية (مجانية ) 000
اليوم أردت أن أكسر هذا الحاجز الذي دوما يلجمني عن المداخلة هنا 000
ودعني أقول لك أن كل الرحالة الذين نستقي التاريخ وحضارات الشعوب من كتاباتهم لم يكن في تخطيطهم تصنيف أنفسهم كذلك 000
لكنهم كانو يكتبون تداعيهم وملاحيظهم علي البلدان التي زاروها كما تفعل الآن هنا 000
وكما فعلت من النمسا 000
وسأحتفظ بنسخة من هذه الصفحة 000
لأقول لأحفادي أنني كنت صديقا لهذا المؤرخ 000
محبتي
.. نواصل ..
بعد أن سجلت في الجامعة في كلية الحقوق – شعبة العلوم السياسية- عربي- بدأت أذهب للدراسة، وكانت معظم المحاضرات في معهد (المغرب الكبير) ، ولحسن الحظ كان هذا المعهد قريب من الحي الجامعي مولاي اسماعيل، فلم نكن نحتاج لمواصلات، وكانت المدرجات ضخمة جداً، وتفأجات بأن عدد الطلاب في قسمنا فقط حوالي 1500 طالب (الف وخمسمائة وليس مائة وخمسين)، لذلك كان المحاضر يلقي محاضرته عبر الميكروفون.. وتقريباً نفس العدد يدرس في شعبة العلوم القانونية- عربي، وتقريباً نفس العدد في شعبة العلوم القانونية- فرنسي، وتقريباً نفس العدد في شعبة العلوم السياسية- فرنسي، وتقريباً نفس العدد في شعبة العلوم الاقتصادية- فرنسي، هذا كله في السنة الأولى في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس، وهناك جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وهناك جامعة فاس.. لذلك قال الملك الحسن الثاني رحمه الله ذات مرة انه لو حدث انهيار اقتصادي للمغرب فسيكون السبب التعليم، ولاحظ أن كل طالب ينال منحة من الدولة، سواء كان مغربياً او غير مغربي.. بالإضافة الى السكن شبه المجاني، فكنا ندفع فقط ستون درهماً نظير السكن في الحي الجامعي، ويغسلوا لك الملايات وأكياس المخدات كلما اتسخت، وينظفوا الغرف، وفيها التدفئة، والماء الساخن في الحمامات.. ويوفروا الأكل في المطعم الجامعي بسعر رمزي كما أسلفت..
قبل أن أنسى، كنا حينما نمشي الى المحاضرات في معهد المغرب الكبير، كان الصبية الذين يتواجدون في الشارع او يلعبون، كانوا يسألوننا سؤالاً متكرراً : (ايش حال في الساعة؟)، وترجمتها (الساعة كم)، فكنا نجيب، ولكن عندما كثرت، حسبناها (كلام ما كويس) فاصبحنا (نطنش).. لكن فيما بعد فسرت ذلك بأنهم يريدون أن يعرفوا لهجتنا، وما إذا كنا نتكلم اللغة العربية أم لا، سيما واننا أفارقة- وكما اسلفت لم يكن غيرنا من الأفارقة يتحدث العربية، او بالأصح لا يتحدث الفرنسية- وأحياناً يكون سؤال هؤلاء الصبية كمدخل للتعارف..
تعرفنا على البقالات التي امام الحي الجامعي، فكان فطورنا نصف عيشه مدوره محشية بالزبدة والمربى، او الجبنة (المثلثات) والمربى (كانت بقرشين، اي 20 سنتيم)، وغداؤنا عيشه مدوره محشية بالسردين، وبما ان السردين اكثر وجبة مشبعة، وأرخص وجبة مشبعة (كان الساندوتش يكلف حوالي 3 قروش او اقل) لذا كان غداءنا دوماً، لأن السفر الى المطعم الجامعي كما اسلفت يكلف الوقت والمال، وبما انني قد اخذت كفايتي منه، فقد كرهته الى الأبد، الآن لا آكل السردين ولا التونا، وأما عشاؤنا فكنا نشتري نصف خبزة وكيس حليب (لأول مرة ارى الحليب المعبأ في أكياس نايلون او كراتين، ومبستر، طبعاً هسه انتشر المعبأ في الكراتين في السعودية).. ولأول مرة أيضاً رأينا زجاجات المياه الغازية بعدة أحجام (في السودان كان فيه حجم واحد بس)، فوجدنا زجاجة صغيرة جداً، وتلك التي بالسودان، وواحدة أكبر منها، ثم الحجم العائلي الذي ظهر فيما بعد في السعودية، وأخيراً في السودان، والمغاربة يسمون المياه الغازية (موناضا)، (طبعاً المصريين يسمونها "حاجة ساقعة" مع قلب الجيم قاف أعجمية والقاف ألف)، فأي نوع سواء كان كولا او فانتا او سفن او خلافه فهو موناضا، طبعاً هم ينطقون الدال والتاء ضاء، بسبب تأثرهم باللغة الفرنسية، فيقولون موريطانيا، طاكسي..
نرجع لمعهد المغرب الكبير (المغرب الكبير يعني دول المغرب العربي- المملكة المغربية، الجزائر، تونس- زائداً ليبيا وموريطانيا.. قلت ان المدرجات ضخمة جداً، بالتالي فإن أماكن الجلوس عبارة عن منصات متواصلة يفصل بين كل صف والآخر ممر، والمقاعد عبارة عن خشبة تجلس عليها وترتفع تلقائياً عندما تقوم منها، فإذا أردت ان تجلس لابد لك من إعادتها بيدك الى وضعها الأفقي، وأما مسند الظهر فهو أدراج الذين خلفك- وكما اسلفت فهي ادراج متصلة تشبه (Bench) المعامل عندنا.. المشكلة في أنه إذا أراد أحد الطلاب أن يخرج في أثناء المحاضرة او قبل بدئها، وكان في وسط الصف، فلابد لبقية الطلاب أن يقوموا الواحد تلو الآخر لكي يسمحوا له بالمرور من أمامهم- ما بينهم وبين الأدراج- الى الممر، فإذا قاموا ارتفع المقعد الى الوضع الرأسي، فيجب عليك أن تعيده للوضع الأفقي إذا أردت الجلوس، علماً بأن المار أمامك ليخرج سيضغطك الى الخلف حتى تلتصق بالأدراج التي خلفك، وسيحتك بك حتماً، المشكلة مش في الزملاء، المشكلة في الزميلات.. كان ذلك شديداً علينا نحن القادمون من السودان..
وأدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح..
.. والحديث ذو صلة..
أرفق لكم صورة لجانب من كلية الحقوق بالرباط حيث درسنا، ويظهر في الصورة:
على يمينك محمد أبكر ابراهيم، ثم محمد السماني عبد الرازق، ثم عمر حسن غلام الله، ثم طالب مغربي تصادف مروره لحظة التقاط الصورة.
غالباً ما تكون هذه الصورة قد التقطت في عام 1976م- حيث لم اجد تاريخاً مسجلاً في خلفها- وواضح من الملابس التي نلبسها انها في الصيف..
عزيزي خالد، بن البان وساكن أطهر بقعة، والمجاور لسيد الأنام..
يا خير من دفنت في القاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر انت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
مرحب بيك والف مرحب بمطالعتك الصامتة، وبمداخلتك بعد كسر الحاجز، واي مداخلة هي، لقد رفعت معنوياتي يا هذا..
وربنا يخليك ويخلي اولادك ويحضرك زمن احفاد احفادك عشان تعرفني بيهم ونحكي ليهم سوياً عندما تسقط كل أسناننا ولا يبقى لنا غير الحكاوي عن الأيام الخوالي، ونستمتع باستماعهم لنا..
لك كل التحية والتقدير والمودة
يعني المعيشة كانت زي جامعة الخرتوم زمان يااستاذ !!!
اقتباس:
كانت احلى بكتير يا مدنية..اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدنيّة
يعني المعيشة كانت زي جامعة الخرتوم زمان يااستاذ !!!
استني لسه لما احكيلك..
تسلمي على المرور وعلى المشاركة
(الدور جاء على الأزرق مصادفة، اصلي انا باخد الألوان بالدور.. ممكن تغيريه لو حبيتي، مش عندك امكانية التعديل؟)
اقتباس:
منتظرين حكاويك الجميلة يااستاذاقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 114
كانت احلى بكتير يا مدنية..
استني لسه لما احكيلك..
تسلمي على المرور وعلى المشاركة
(الدور جاء على الأزرق مصادفة، اصلي انا باخد الألوان بالدور.. ممكن تغيريه لو حبيتي، مش عندك امكانية التعديل؟)
والله المرة دي نسميها رضينا
بس تاني ما تكررها