{لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
[size=5[color="#6633cc"]]
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
سلسلة وددنا نشرها بمشيئة الله و قصدنا لنتتبع فيها،
بشيء من الإمعان والروية الوقوف عند غيض من فيض محيط
بلا شطآن و الذي لا تنقضي عجائبه.و لكنني لما جئتُ لتوي أضيف
نقطة فوجئتً بأن البوست محذوفٌ برمته. وبصراحة لا أعرف جهة معنية
كي ألجأ إليها لأبثها شكواي. عموماً لم أجد حلاً سوى أن نعيد نشره، ثم نرى.
يقول الله تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
يخبرنا عز وجل أنه ما خلق الخلق باطلاً ولا عبثاً، و إنما ليعبدوه و يوحّدوه ليجمعهم
ليوم الجمع لا ريب فيه فيثيب المؤمن و يعاقب من لا يرى بعثاً و لا معاداً و لا نشوراً.
{ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} و الله عزَّ و جلَّ
من عدله و حكمته ألَّا يساوي بين متقٍ و فاجر{ أم نجعل المتقين كالفجار}. هذا استفهام
استنكاري ، إذ لا يستوون عند اللّه . إذاً، فلا بد من عاقبة يُفْرَق فيها بين هذا و ذاك، وعقل
الفطرة السليمة لا بد أن يتدبر و يميز. فإنا نرى الظالم الباغي يزداد مالاً وولداً ثم يموت.
كذلك المطيع المظلوم يموت بكمده ، فلابد في حكمة الحكيم العليم العادل ، الذي لا يظلم
مثقال ذرة من إنصاف الفرقاء.و إذا لم يقع هذا في هذه الدار فتعين توطئة دار معادٍ آخرةٍ
لهذا الجزاء والمواساة، ولما كان القرآن يرشد إلى المقاصد الصحيحة و المآخذ العقلية
الصريحة قال تعالى: { كتاب أنزلناهإليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب}
جمع لب و هو العقل، قال الحسن البصري:و اللّه ما تدبره بحفظ حروفه،
و إضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله و
ما يُرى له القرآن في خلق و لا عمل" "
رواه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري.
*******************************
[/
color]ize]
[/s