[color="#6600cc"]
بصراحةً،لقد تأذيت بشدة
من نزعة التحامل على أولئك السذج
البسطاء الذين ظلوا دهوراً يعبرون النهر
إلى هنا بالخضر و الفواكه و المِحْ (الجنا جداد)
و يخرجون من مدني محملين بلايوق الويكة
و مكتحين بغبار الشطة و التمباك.
********************
ماعلينا، خلونا هسي كدي نلم غسيلنا و لنتفرج
نشوف جكة هذا القادم من وراء تلال البحر الأحمر دا فنقول دبايوا
للدكتور / محمد طاهر أيلا ، حللت أهلاً و نزلت سهلاً في بيتك التاني. و خير
القول ما قل و دل: إنك تأتي قوماً أولي بأسٍ شديد :فهم ناس دين و ثقافة و علم و
دراية؛ و برضهم أهل سِلْسِلَّة و تُقَّابة و محاية و دواية. لكنهم بالتالي، ليسوا بحاجتك لتبلغهم
أن الله افترض عليهم خمسَ صلواتٍ في اليوم و الليلة ؛ و إنك تطؤ بقدميك أرضاً هي أرض مَحَنَّةٍ: ترابها
زعفران و حصاها فجاجٌ و وهادٌ و بها سهول و وديان و بيدرُ حنطةٍ و حواشةُ قطنٍ و حقلُ فِلاحة و زهرُ بستان؛
و تحفُّها تُرَعٌ و حياضٌ و رياضٌ و جنانٌ. و هي( مترعة) بماءٍ (عذبٍ) طهورٍ و ناضرة بنوار خضرةٍ و ذاخرةٌ بوجوه غيدٍ حسان.
و إن قلبها النابض هنا حاضرة لمن يراها حالمة وادعة ترقد بسلام على خاصرة سليل الفراديس ، كعروس عذراء في خدرها،
إذ يحتويها فتى أحلامها بمعصميه في عناقٍ أبديٍّ بديع كتوأمين سياميين لا يمكن فصلهما إلا بتدخل جراحي مضمون الفشل؛
لكنها لمن يراها ثائرةً فلكأنها جمرة بخورٍ في كف عفريتٍ مارد. و نحن إذ نسلِّمك مفاتيحها، فليس كما تشرع فضليات المدن أبوابها
لجُهَّال المغول التتار، و لكننا نتوخى فيك رجلاً عصامياً، كما نحسبك و الله حسيبك، جئت لتبني معنا و تعمِّر. إذن، عليك الأخذ
بنصائح أهل مدني و هم (أدرى بشعابها). فلو كان قد حالفك النجاح حيث كنت من باب مهرجانات السياحة و رقيص السيف
بالرقبة حتى لا نقول (هز الوسط) ؛فتلك وصفة ربما سحرية قد تنفع هناك ، لكنها سوف لن تنفع هنا لاستنهاض بقرة حلوبٍ
ولودٍ ودودٍ كبقرة لبني إسرائيل ، لكنها فضلت للأسف (معكية) كابية حيناً من الدهر في مستنقع ثلاثي الفقر و التخلف
(جوعاً و مرضاً و جهلاً ). رغم توسطها لمشروعين زراعيين عملاقين. و الأرض كما يقال : (لمن يفلحُها). فلكمات السر
عندنا هنا كلها أدوات و آليات بدائية لسقاية الحرث و إنبات الزرع سعاية الضرع لرباية النَّسل:فهناك ناس واسوق
و كوريق، و ناس سلوكة و ملود و جرَّاية و كدنكة و طورية ، و برضو ناس جرن و مدقاق و مضراية و كمان
ناس شوال و مخلاية. بالطبع لا نريد منك حفظ و تسميع أسمائها، فقد علَّم الله آدم الأسماء كلها
و المسمَّيات.فقط ما نريده تحديداً هو أن تكون عملياً هذه المرة , و تشمِّر تشيل معانا العِدَد
دي كوولَّها و تمرق بيها قدامنا على الحواشات و البلدات و الأأحراش و الغابات.
سوف نمحك فرصة كافية لكي تصنع شيئاً. و لكن رجاءً، لا تخذلنا! مثلما يفعل
زعماء منطقة اليورو هذه الأيام، و هم يتداعون لأنقاذ الإغريق من كبوتهم
فإذا بهم يوشكون على الغرق جميعهم في وحل الإفلاس.
***************&&&&&*************