المجتمع السوداني بين الأمس واليوم !!
كثيراً ما أتساءل! هل هناك وقفات لتقييم الأوضاع المجتمعية بين الفينة والأخري.. أم أننا كشعب نسير وفق ما تمليه علينا الظروف والمتغيرات؟
من العجيب ان مجتمعنا السوداني يتمتع بقدرة فائقة علي إستيعاب الكثير من المتناقضات والتعامل معها بكل أريحية.
من خلال إطلاعنا علي بدايات الغناء في السودان وتلك الفترة التي كان فيها مجتمعنا السوداني مختلفاً تماماً عن المجتمع الذي نعيش فيه اليوم ، ذلك المجتمع الذي كان يصف الفنانين (بالصيّع) وهذه الكلمة من أقسي ما يكون !! وهي تصف وتصور المتاعب الكثيرة التي واجهها الرعيل الأول من الفنانين مع المجتمع كما تعبر هذه الكلمة عن حجم الرفض المجتمعي لظاهرة الغناء علي الملأ في ذلك الوقت! والقارئ لتاريخ بدايات الحقيبة يجد أن هناك من قُتل لأنه غني بصوت نسائي! وهذه الحادثة تعبر أيضاً عن رفض المجتمع لأي سلوكيات من شأنها أن تخطوا بالمجتمع خطوة في غير الإتجاه الصحيح ، إستمر الفن مضيّقاً عليه فترة من الزمن حتي إستطاعت بعض العناصر النسائية أن تظهر في اُطر ضيقة ثم تدريجياً بدأ ظهور بعض المغنيات من الرعيل الأول.
المتمعن في تاريخ تلك الفترة وما نعيشه اليوم من تجارب جديدة وإنفتاح لا ضابط له يستطيع ان يدرك حجم التغيير الذي حدث في المجتمع السوداني المحافظ .
كان هذا مثالاً واحداً من أمثلة كثيرة إخترته ليكون مدخلاً لمناقشة النقاط الآتية:
1. رصد الظواهر الإيجابية والسلبية التي حدثت في مجتمعنا السوداني.
2. هل من السهل إختراق مجتمعنا والتأثير فيه ؟
3. هل للتطور الإقتصادي الذي حدث دخل في هذه التغييرات.
4.هل هذه التغييرات للأسوأ أم للأفضل.
نريد من خلال هذا البوست أن نسلسل الأحداث حتي نصل الي الكيفية المنطقية التي حدثت بها كل هذه المتغيرات في المجتمع.
ومنتظرين مداخلاتكم وإثرائكم للحوار.