نوق تعشق الموت كما تحبون الحياة!!
نوق تعشق الموت كما تحبون الحياة!!
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم أن حج النبي صلي الله عليه وسلم حجة وداعه و ساق معه هديه مائة من الإبل ، فأخذ الحربة لينحرها . فيا للعجب العجاب و يا لروعة مشهد النوق وقد أقبلت تتسابق لتسخر رقابها إليه راضية مرضية ، أيتها ينحرها قبل ، هكذا تتدافع الأنعام على بوابة الموت علها ترى دمها يراق ثاخناً إثر طعنة تظفر بها من كفه الشريف .فلا بد أنهن تيقن أنهن هوالك ، إذاً ، فلتكن أشرف ميتة في سبيل الله ؛ و حتي الموت له طعم من شفرته صلي الله عليه وسلم . وهكذا راح ينحر منها ثلاثاً وستين ثم يتوقف ولم يكمل، ثم يناول الحربة علياً بن ابي طالب رضي الله عنه فيكمل المائة.
قال العلماء : نحر من النوق بعدد سنين عمره الثلاث والستين.
يا سبحان الله، هذه صم بكم ولسان حالها يقول : لا يهم على أي جنب يكون في سبيل الله مصرعي. بينما تجدنا أحرص الناس على حياة. فئات منا يمدحون الرسول بالمزامير و المعازف و يقيمون حلقات الذكر ، يحيون بها الليالي الملاح بمصاحبة أوكسترا كاملة ، و ينصبون سرادق الأفراح لمولده في كل عام مرة ، و الرسول يدعوهم لا ليجدع أنوفهم أو ليقطع أعناقهم ، بل ليرفعها و يعلي قدرها بهذا المنهج الصالح لكل زمان ومكان ؛ لكنهم يأبون إلا التثاقل إلى حضيض الأديم و يجعلون أصابعهم في آذانهم حذر الموت و يستغشون ثيابهم ، وهم يولون أدبارهم و ينأون بأنفسهم عن نفسه و يرغبون بأفئدتهم عن سنته الطاهرة و هديه الشريف صلي الله عليه وسلم.