مداخلة ... في داخلي سوداني يتكون
وكما ابتدرت سابق حديثكم الطيب بالتهنئة بحلول العام الجديد الذي نتطلع وتشرأب نفوسنا شوقاً إلى علياء مجده ؛ تجدنا وقد استبشرنا خيراً في ذات الجادة بمقدم هذا النفر الطيب من المشرفين الحاليين بدلاً عن أخوة لهم قد سبقوهم وخطوا لهم درب النجاح فكانوا ولا زالوا نجوماً بارزين في سماوات هذا المنتدى ( ولا نزكي أنفسنا ) على غيرنا فنسأل الله تعالى أن نكون خير خلف لخير سلف .
عزيزي الفاضل وإن تداخلت وتمازجت نفوسنا منصهرين في بعضنا البعض الآخر لنخرج هذا الكيان الواحد من أعلى شماله إلى أدنى جنوبه ومن شرقه إلى أقصى غرب ؛ نلمس التآخي جلي باين بينونة كبرى في سماحة (أهلي الغبش) ومجتمع المدينة المتعلم الذي ينهل من ضروب الحضارات المتنوعة ويعزف ألحان السؤدة والعزة نغمات تأبي إلاّ أن تداعب آذاننا في تناغم خيرات بلدي الغني بأهله المعتز بأصوله ودينه وترابه الطاهرة الزاخرة بخيراتها المتنوعة تنوع سحنات هذا الشعب الأبي الواحد.
مداخلة ... في داخلي سوداني يتكون
سيدي الغالي وإن كان حب الخير والمودة والتعايش هو نبت خير مغروز فينا من زمن ( بعانخي وترهاقا والمهدي ) فليس ما نراه الآن من اتصال و تواصل سواء في ( المهجر ) في مجموعات قد تكبر وتصغر حسب الجماعات الكائنة هناك ... تجد نفس الحالة الصورة في الداخل وكأنها صورة ( بالكربون ) ماثلة أمام أعيننا وجاثمة في صدور الأعادي لتغيظ كل كفّار معتدٍ أثيم ... فهؤلاء هم حقاً أهلي ... هؤلاء هم صراحةً صحبتي ... هؤلاء هم بني جنسي الذين اعتز وافتخر بهم أينما وجدوا وأينما عاشوا وأينما حلو وحياهم الغمام .
واؤكد لكم سادتي إن كانت يد القدر قد لعبت وساهمت في تكويني على هذه الشاكلة وبهذا المزج الفريد من دم عربي زنجي نوبي في هيئة الإنسان السوداني الأفريقي المسلم والمسيحي ؛ فلعمري قلما أن ترى مثل هذا التنوع العرقي العجيب وأحسبه في كنه و حقيقة الأمر قدر تصوري مدهش لشخوصنا الكريمة .
مداخلة ... في داخلي سوداني يتكون
الغالي أستاذنا النور محمد يوسف وكما أفرد أخوتي الكرام بعالية مساحات كبيرة من الإسهاب والتوضيح لأرائهم القيمة ونظراتهم الصائبة حول الموضوع هذا تعبيراً عما يجوش في خاطرهم وأفرغوا بعضاً عما في كنانة سهامهم السديدة ؛ تجدني احذوا حذوهم وأسبح قبالة شاطئ كلمتهم علها تكون شاهد عصر راسخ لا أتوانى في أن أجود ببعض مما أملك من زاد وراحلـة حدباء تعرج بي لحظات وتستكين فيـنـة أخرى في رحاب مشوار عمري هذا المحدود الأجل كل هذا وأنا إنسان يتكون بداخلي حب سرمدي جميل الظلال لتلك الغابات الاستوائية ولتلك النبتات الصحراوية ولهاتك الأمطار الأرجوانية ....
ودعني هنا أستاذ الفاضل أن استشف بعضاً مما ذكرت علها تكون حكماً لي تقتص لي من بعض (عترات) الزمان هذا وما فعلته بي خولي أيامه ( أنا أتكون بداخلي ....سأحبكم جميعا .... سأجد المتعة في لقياكم وسأحزن لفراقكم ...الخ وبقية حديثكم) .
مداخلة ... في داخلي سوداني يتكون
وختاماً سيدي الفاضل ويا أخوتي الكرام أقولها لكم جميعاً قوية مدوية وكأني استمع إلى أقدام هذا الوليد الناصر القادم إلينا وانتظر وأترقب مقدمه وهو يدنو ويسرع الخطى نحونا حاملاً معه شعاع المجد والنصر والرفعة عالياً خفافاً في وجه الأمم المنكرة لنا والجاحدة بدورنا وما قد ورثناه من مجد باقي على مر الزمان ولن يطول الانتظار بإذن الله ...
نحن مـن نـفـر عمـروا الأرض حيثمـا ذهبـوا
يُذكرُ المجـد كلما ذُكروا وهو يعتز حين يقترنُ
نزحوا لا ليظلموا أحداً لا ولا اضطهاد من أمنوا