ثم ماذا بعد ..خواطر مبعثرة
ثم ماذا بعد ..خواطر مبعثرة
عبد الغني خلف الله
كل عام والجميع بألف خير
*** *** ***
فجأة وبدون أي مقدمات
أطلت من من خلف البعيد البعيد
روعةً تفترع الغصن الوريف
مثل عصفور أضاع
قي ترحاله المجنون الطريق
إلي العش الموشح بالأغاريد الحنونة
واصطفاق الموج
وهو يعانق الشط الأنيق ..
يأخذه بالأحضان ..يعفر وجهه المخّضر بالقُبلات ..
والآنأنت هنا بين يديّ
أكاد أجزم بأنك محض أخيلة
وحفنة ترهات ..
أحقاً ؟ ..كل هذا الرجز ..هذا الشعر
في وصفك يا سمراء بلون القمح ؟
وأنت سعيدة ..وهذا الحرف الراعف الأواه ..
يموسق الشفق الشفيف ..
ويرسم في جنون الوقت ..
أنماطاً من التهويم والإرباك ..
في أنحاء خارطةأنت إطارها وفحواها ..لا بل
هو البكاء فوق المشتهي من سعير الوجد
و في الطرقات ..التي يا طالما أرخت ذراريها
حين قدومك الموسوم بالإشراق ..باللهفة تارة
وتارة بدثار من الخز المنغم بالآهات بالأشواق .
وتكاد هذه الفاصلة تقول ..
أنت ..أنت ولا أحد سواك ..
فهل يرضيك يا سمراء بلون ( البن )
بأن نموت إعياءً وركضاً خلف وصالك المزعوم
هل نشكوك للنهر المتيم للغابات
وهاتيك الغيوم ..
لطفاً ..أعيدي علي مسمعي هذا السؤال ..
تقولين ما ذنبك في ما تعانيه القلوب ..
التي ما انفكت تراقب وقع هطولك المنداح في كل الجهات
ومهرجانات الجمال ..
فمن ذا تراه يا هذه
رقصت لوقع خطاه أضواء (النيون)
وكيف يا سمراء نراك غادية ورائحة
في أنحاء مدينتا الصغيرة ..
كعاصفة من التحنان والأحزان
حين يهون عليك ..تجاهلنا
فلا تلويحة من بين قامتك المديدة
يحيا بها هذا الصاخب الرنان
وفيما يشبه الهذيان
يصدح ..يا ألف ..أحبك ..أحبك ..أحبك
ولا جواب ..
وكم قلنا ..كفي يا جميلة
بالله عليك كفي تعذيبنا ولهاثنا
وديمومة الألم الممض ..من جراء صدودك
المنثال ..مثل دوائر الألق المهاجر
من جمر المحال ..
وارتعاشات الحريق ..
ثم ماذا بعد يا سمراء بلون انبثاق الفجر
فوق زهرة كستناء ..
يستاف الندي ..ولمسة فارعة يفوح شذاها
فوق جنبات الطريق ..
ثم ماذا بعد ؟
وكل إرهاص من قبيل الرصد والتنجيم
والتخمين .. يقول ..أنت ولا أحد سواك
يمتهن التلذذ بدموع من أدمنوا
التحليق والتغريد بالحسن الفريد
وبالجمال المستحيل .