قَـــرْعُ نَعْلَيْن لعـــابِرٍ فِي أروقةِ القَصْـــر!!
[color="#6633ff"]
قَـــرْعُ نَعْلَيْنِ
لعـــابِرِ سبيلٍ فِي أروقةِ القَصْـــر!!
(تـــمهيــــداتٌ)
بســـم الله الرحـــمن الرحـــيم
يقول المولى عز و جل :
{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
و لقد صدق من قال: إن (باب النجار مخلَّع)،
مقولة منطبقة على حالتي تماماً كما قد صادف شننٌ طبقةً.
فرغم جرأتي المعتادة على الخوض في كل حديث مباحٍ و غير مباحٍ ،
و نبشي في كل تِبْنٍ مسكوتٍ عما تحته ، و تململي ضمن حيز أي قمقمٍ لا أطيق
الانغلاق بداخله ؛ و رغم دأبي و إصراري على وخذ الناس بإبر سنانها الإحساس الحي
بضمير الحنو إلى غابر اللحظات النبيلة ؛ إبر ثقوبها بحجم واحات غناء نضرة تتسع ليحيا
على صعيدها الجميع أخواناً على سررٍ متقابلين ؛ و رغم إثارتي ل(كتَّاحات الهوى) مصحوبة
بزوابع الحصى و الحجارة التي كثيراً ما حذفت بها الآخرين ، غافلاً أو متغافلاً عن بيتي المشيد
من زجاج ، و تحريكي لكثير من لجج لمياه آسنة في عديدٍ من برك و مستنقعات راكدة ، لا لتعكير
صفوها ، بل لجعلها مشرعة وأصلح لأن يرتادها الخلق جميعاً بلا تمييز و لا استثناء. و على الرغم
من خوضي في كل هذا و ذاك مما تقدم ، إلا أنني و لأول مرة أقف عاجزاً دون السبر عميقاً في سيرة
ذاتي ، و لعل هذا كان سر بقائي مستتراً في طي كتماني ، كشخصٍ متحوصلٍ في محيط سريرتي ،
و منكفيءٍ على بطني، و مفصلٍ خرقة لظلِّي على مقاس رقعة جلدي لكي يراني من يراني من
على مبعدة فقط كنعش( جثمان) غريقٍ يتنازعني رهط أشباحٍ متشاكسين بين ضفتي نهر.
إذ لا أعدو كوني"عابر سبيل" عشت هائماً على و جهي.. كحال شحيح ضيع خاتمه في
زحامات مولدٍ. و باحثاً عن إمارة لبسط نفوذي، دونها عناء العثور على هوية لذاتي ،
كتلك التي توهمها المتنبئ طيلة عمره ، أو ك(هب النسيمٍ الماش) بحيث لا
يستهويني الظهور في دوائر الضوء الساطعة ؛ و يأسرني حب التواري خلف
عتمات ليلٍ بهيم دامس ، و مخملي بحيث يؤرقني همس العيون خلف
الرموش. غير أني جريء بحيث يستحيي مني الغزل. فقد ظللت
دهراً عصياً على جملة إلحاحات ما فتئت وطآت أنينها
تشتد بي و تدفعني دفعاً لأموت واقفاً.
**********************