خميرة سودنة(ديل أهلي)
جعفر نميري و حجة مع كتشنر
حكا لنا قدامي العاملين بقصر الشعب أنو أيام حكم الفريق/ إبراهيم عبود, زار البلاد ضيف من أبطال عدم الانحياز؛ لمع نجمه آنذاك في سماء مؤتمر باندونق وسط ناس جواهر لال نهرو و ناصر؛ و غنى لهم كابلي(غابات الملايو).كان ضيفنا الزعيم اليوغسلافي (تيتو). احتفي به عبود أيما حفاوة ووجه إدارات المراسم والضيافة بضبط الأمور و منع أي نوع من الفوضى. و كانوا قد نظموا للضيف الكبير رحلة بالقطار إلى مدن غرب دار فور (رد الله غربتها) أيام كانت مفخرة و قبلة للسياح. تم تكليف كبير رجالات الضيافة بالقصر؛ عمك دنقلاوي لئيم جداً ، يدعى (سبيتي). كان بجد فظاً غليظ القلب (كديس لكوندة بس) و ينفع في المواقف التي تتطلب حزم و مساخة .وطبعًا معروف خمج السودانين كان الأمور جاطت. قبل بدء الرحلة وقف سبيتي محدثاً كافة المرافقين و يأمر الكل بأن نلتزم حدود اللياقة خاصة قدام العين الزايدة ، فليس لأحد أن يتجراً و يطلب "شراباً" روحياً,عدا الضيوف فقط! ثم لو طشمنا كلنا مين الها ياخد بالو من ضيوفنا؟. الشاهد أن ملازم عنيداً ومشاكساً آنذاك هو جعفر نميري (رحمة الله عليه) كان استدعوه من حامية بالجنوب(حيث كان يحت روسين الجنوبيين حتاً بالشوال) إلى جبيت ليمضي بها مأمورية سريعة ،ثم تم إلحاقه بحامية القصر الجمهوري. فكان حاضراً في الرحلة و لم ترق له أو تركب له في رأسه كلمة واحدة مما قاله سبيتي. مجرد ما بدأت السيرفس نميري طلب من النادل كأساً. تمنع هذا الأخير وهدد بأن يستدعي سبيتي. المهم باءت كافة المحاولات بفشل ذريع و ولما وصل القطر محطة مدني بركات نزل نميري جري في شوارع المدينة الصاخبة( طبعاً حافظها بار بار منذ أيام حنتوب) فجاب ليه كرتونة شري, قال أنساهم و أشبرق نفسي. فقط كان ينقصة كباية فاضية و شوية مزة. طلب ذلك من الجرسون الذي لم يتردد هذه المرة في تنفيذ تهديده ووعيده بمناداة سبيتي للعسكري المتعجرف دا. جاء سبيتي مرغياً مزبداً و أعطى ليك نميري درس في الأخلاق وهدد بمنعه من مواصلة الرحلة إن هو عاد للمشاكسة. حقطها نميري نفسه و لم ينس الموضوع. إلى هنا انتهت الرحلة بسلام. و مري يا سنيين و دنين و تعال يا جعفر نمييري نط في السلطة(متل الديك في العدة) و أبقى رئيساً لمجلس قيادة ثورة مايو و للسودان بكامله. أول حاجة بعد البيان رقم:(1) قال لناس القصر : عندكم واحد هنا سموه سبيتي, نادوه جيبوه لي لو كان لا يزال حياً. جابو سبيتتي العجوز الأمو الظاهر اليوم داك كانت داعية عليه ،لا له. خلاصة القول أن الريس فش فيه غبينة سنين شيء نهير و شتائم و ربما لحقه شلوت أو طالوش بنية من يده الغليظة . و بعد تشفعات الأجاويد قبل على مضض أن يبقيه حياً في القصر؛ لكن ليس على رأس عمله بالضيافة ..قال يغور من وشي طفشوه أي حتا.قامو جماعة الموارد البشرية بدل ما يكتعو عيشو، ختوه في حدائق القصر الجملية.. وعمك كان فنان بحق في تنسيق الزهور. قام نميري بعد أن نفض غبار الشيوعية عن نظامه وقطع روسين خصومه ثم نفي من نفى و عفا من عفا. قام قال ليك نديها حجة لي بيت الله دا. لما عرضوا عليه كشفاً بالوفد المرافق كان قد سقط بداخله سهوا اسم الما إسماش "سبيتي" فانتفض اب عاج و قال مين خت ال(...) دا ؛ أنا ما قلت مش عايز أشوف خلقتو هنا , و كمان تختوه معاي في أول حجة دايرين تفسدوها علينا ولا شنو يعني. يا خ دا حج مع عبود و حج مع الحاكم العام (كتشنر) والله أصلوا ما يضوقها معاي وراح شاطبه ليك من الكشف.
و دمتم سالمين.