عرض للطباعة
53- رحلة مصورة فى ملكوت الله سبحانه وتعالى
http://www.youtube.com/watch?feature...BmnpD09c#t=17s
لقد خاطب الله الذين لم يؤمنوا بالقرآن العظيم أنه كلام الله أن يكتبوا مثله فلم يستطيعوا أن يكتبوا ولا حتى سطرا واحدا مثله، فدل على كذبهم وعجزهم أمام عظمة كلام رب العالمين، ودل ذلك على صدق القرآن الكريم وأنه كلام الله الحق المنزل بعلم الله. قال ربنا سبحانه وتعالى: ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين* فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون) . إن الحقائق العلمية التي وردت في القرآن الكريم يستحيل أن تكون معروفة في زمن نزول القرآن منذ 1400 سنة، فقد وضع الله به تلك العلوم الواسعة، لنؤمن أنه من عند الله، ولنقوم بتطبيق مافيه من أوامر إلهية لنضمن سعادتنا في الدنيا والآخرة، ولكي ننال من بركات القرآن الكثيرة يجب علينا أن نقف عند كل آية ونفهم معناها ومقصدها وواجبنا نحوها، ونعلمها لغيرنا،
جزاك الله الجنة على البوست القيم
54- الأبراج الكونية أو السدائم :
http://www.hdrmut.net/vb/uploaded/22366_21260681867.jpg
وهي أجرام سماوية هائلة سحابية الشكل يقدرعددها بالملايين، وتبعد عنا ملايين السنين الضوئية ونحن لا نرى إلا القليل منها بالعين المجردة وذلك لأن بعضها معتم والبعض الآخر سابح في الفضاء السحيق, وهي تستمد نورها من إشعاعات النجوم التي تتخللها، وهي المكان الذي تولد فيه النجوم، ولقد رصد العلماء في القرن الواحد والعشرين بواسطة تلسكوباتهم المتطورة الكثير من هذه السدائم بعدة اشكال وألوان، ومنها على شكل أبراج هائلة تمتد لمسافة 200 مليون سنة ضوئية! هذه الأبراج الهائلة ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 سنة لنصدق ونؤمن بهذا القرآن العظيم أنه من عند الله خالق هذا الكون ومبدعه، ولنقوم باتباع هذا القرآن والتصديق برسالة نبيه الكريم، قال ربنا سبحانه تعالى مقسما لنا: (والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود * قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد * إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير* إن بطش ربك لشديد * إنه هو يبدئ ويعيد * وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعال لما يريد) الله سبحانه وتعالى يقسم لنا بالسماء وبيوم القيامة لكي نصدقه أنه سيعذب الكافرين والذين فتنوا المؤمنين في نار جنم عذابا أليما، وكذلك يقسم الله لنا بأنه سوف يدخل المؤمنين الذين اتبعوا القرآن وعملوا بما فيه واتبعوا رسوله الكريم أنه سيدخلهم جنات وليس جنة واحدة فيها أنهار وفيه نعيم أبدي وفيها مايشتهون.
55- الإنفجار العظيم ونشوء الكون :
http://www.kaheel7.com/userimages/cosmic_rip_03.JPG
يقول العلماء أن الكون بدأ من نقطة واحدة انفجرت وشكلت هذه المجرات ولايزال هذا الإنفجار مستمراً، هذه النظرية أصبحت اليوم حقيقة علمية يقينية تؤكدها كل الظواهر والمكتشفات العلمية الحديثة. الله جل جلاله ذكر لنا كيف بدأ الله الخلق في القرآن الكريم، قال سبحانه وتعالى: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون).
- ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية ثلاثة أقوال: القول الأول: أن معنى الآية أن السماء كانت لا تمطر والأرض كانت لا تنبت، ففتقهما الله عز وجل بأن جعل السماء تمطر وجعل الأرض تنبت، وهذا أصح الأقوال؛ لأنه قال: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} (الأنبياء: 30). القول الثاني: أن معنى أن السموات والأرض كانتا رتقا: أن الأرض أول ما وجدت كانت كتلة واحدة، ثم إن الله سبحانه وتعالى فتقها وجعلها سبع طباق، كذلك السموات كانت شيئا واحدا ففتقها الله جل وعلا وجعلها سبع سموات، والقول الثالث: أن السماء والأرض كانتا شيئا واحدا مجتمعتين ثم إن الله سبحانه وتعالى فتق السماء من الأرض ورفع السماء وأقر الأرض في مكانها. هذا حاصل الأقوال في هذه الآية الكريمة، والأول هو أصحها، وأما وقت ذلك، فالله أعلم به.
سبحان الله ...
جزاك الله خير أخونا ود العمدة
وجعله الله في ميزان حسناتك
ومتابعين ....
بارك الله فيك أخى محمد سعيد مجذوب
وقد صنف علماء السلف أنواع التفكر
كما وردت فى القرآن الكريم الى ثمانية أقسام :
الفصل الأول : التفكر في آيات الله عز وجل المتلوة وتدبرها.
الفصل الثاني: التفكر في آيات الله عز وجل في الآفاق.
الفصل الثالث: التفكر في آيات الله عز وجل في الأنفس.
الفصل الرابع: التفكر في آلاء الله عز وجل ونعمه المتواصلة الظاهرة والباطنة.
الفصل الخامس: التفكر في سير الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - مع أقوامهم وعاقبة الفريقين.
الفصل السادس: التفكر في النفس ومحاسبتها فيما قدمت وأخرَّت.
الفصل السابع: التفكر في الدنيا والآخرة والأمثال التي ضربت لهما.
الفصل الثامن : التفكر في آيات الله عز وجل الخارقة.
المجموعة الأولى: بعض ما ورد في القرآن من الحث على التفكر والتدبر لآيات الله المتلوة، ومن ذلك:
قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29).
وقوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24).
وقوله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21).
وقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) (المؤمنون:68).
وقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل: من الآية44).
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:17).
وقوله تعالى: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الدخان:58).
وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً) (الفرقان:73).
وقوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82).
وقوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (الحاقة:48).
وقوله تعالى: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الأنبياء:10).
المجموعة الثانية: بعض ما ورد في الحث على التفكر في آيات الله عز وجل في الآفاق؛ ومن ذلك:
قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:190، 191).
وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الرعد:3).
وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:10، 11).
وقوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:68، 69).
وقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا... الآية)(الحج: من الآية46).
وقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الروم:24).
وقوله تعالى: (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (الجاثية:5).
وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (المؤمنون:80).
وقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:12).
وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) (السجدة:27).
وقوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل:66، 67).
وقوله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) (الذريات:20).
المجموعة الثالثة: بعض ما ورد في القرآن الكريم من الحث على التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه؛ ومن ذلك:
قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) (الروم:8).
وقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (الروم:20-23)].
وقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53).
وقوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذريات:21).
وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (غافر:67).
وقوله تعالى: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) (يّـس:68).
وقوله تعالى: (أَوَلا يَذْكُرُ الْإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) (مريم:67).
وقوله تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) (الطارق:5، 6).
المجموعة الرابعة: بعض ما ورد في القرآن الكريم من الحث على التفكر والتبصر في آلاء الله ونعمه؛ ومن ذلك:
قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثـية:12، 13).
وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (النحل:10-13).
وقوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) (النحل:81).
وقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:33، 34).
وقوله تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:17، 18).
وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ) (لقمان:20).
وقوله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ) (البقرة: من الآية231).
وقوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (القصص:71-73).
وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) (السجدة:27).
وقوله تعالى: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) (الزخرف:13).
المجموعة الخامسة: بعض ما ورد في القرآن الكريم من الحث على التفكر في سير الأنبياء مع أقوامهم؛ ومن ذلك:
قوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف:111).
وقوله تعالى: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الصافات:137، 138).
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (العنكبوت:35).
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:15).
وقوله تعالى: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف: من الآية176).
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:51).
وقوله تعالى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)(إبراهيم: من الآية5).
وقوله تعالى: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (هود:24).
وقوله تعالى: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ) (الشعراء:208، 209).
وقوله تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (الحاقة:11، 12).
وقوله تعالى: (وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (هود:120).
وقوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام:11).
وقوله تعالى عن إجلاء بني النضير: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (الحشر: من الآية2).
المجموعة السادسة: بعض ما ورد في القرآن الكريم من الحث على التفكر في النفس ومحاسبتها ومدى قبولها للحق والنظر فيما قدمت وأخرت من الخير والشر؛ ومن ذلك:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18).
وقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (سـبأ:46).
وقوله تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر: من الآية37).
وقوله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281).
وقوله تعالى: (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) (النبأ: من الآية40).
وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:185).
وقوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) (الأنعام: من الآية50).
وقوله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44).
المجموعة السابعة: بعض ما ورد في القرآن الكريم في الحث على التفكر في الدنيا والآخرة وحقيقة كل منهما؛ ومن ذلك:
قوله تعالى: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (البقرة: 219، 220).
وقوله تعالى: (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الأعراف: من الآية169).
وقوله تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الأنعام:32).
وقوله تعالى: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ) (القصص: من الآية60).
وقوله تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24).
وقوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:9).
المجموعة الثامنة: بعض ما ورد في القرآن الكريم من الحث على التفكر في آيات الله عز وجل الخارقة؛ ومن ذلك:
قوله تعالى: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:72، 73).
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:65، 66).
وقوله تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الشعراء:63-68).
وقد ختمت بالآيتين الأخيرتين قصة كل نبي في سورة الشعراء؛ وذلك بعد ذكر إنجاء المؤمنين وأخذ المكذبين بالعذاب الشديد الذي هو خارقة وآية للمعتبرين.
وقوله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف:143).
وقوله تعالى: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:49).
وقوله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ) (العنكبوت:15).
وقوله تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت:24).
وماجاء فى السنة النبوية عن التفكر :
الحديث الأول: عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفكَّروا في آلاء الله ولا تفكَّروا في الله عز وجل»(2).
الحديث الثاني: عن عطاء، قال: دخلت أنا وعُبيدُ بن عُمير على عائشة، فقالت لعُبيد بن عُمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أُمَّه كما قال الأول: زُر غِبًا تَزْدَدْ حُبًا. قال: فقلت: دعونا من رطانتكم هذه. قال ابنُ عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلةٌ من الليالي قال: «يا عائشة ذريني أتَعَبَّد اللَّيْلَةَ لِرَبِّي». قُلت: والله إني لأحب قُرْبَكَ، وأحب ما سرك. قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي. قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجْرَهُ، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيتهُ، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاءَ بلالٌ يؤذنُهُ بالصلاة، فلما رآهُ يبكي، قال: يا رسول الله، لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبداً شكورًا؟! لقد نزلت عليَّ الليلة آيَةٌ، وَيْلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190)»(3).
وما قاله سلفنا الصالح عن التفكر :
قال عمر بن عبدالعزيز: الكلام بذكر الله عز وجل، حَسَن، والفكرة في نعم الله أفضل العبادة.
وقال بعض الحكماء: من نظر إلى الدنيا بغير العبرة انطمس من بَصَرِ قلبه بقدر تلك الغفلة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: «من تدبر القرآن طالبًا للهدى منه تبين له طريق الحق»
http://zikralllah.files.wordpress.com/2011/08/42.jpg
56- جمال الكون
هذه صور لسدائدم وابراج وسحب كونية ونجوم متفجرة منها مايبعد عنا مئات ومنها ما يبعد آلاف ومنها مايبعد ملايين السنين الضوئية! هذا مارصده العلماء بالتلسكوبات والأقمار الاصطناعية الحديثة، وهم أثناء دراستهم لهذه المجرات والسحب الكونية أصيبوا بالذهول من جمالها وأشكالها البديعة، إن الجمال الكوني في هذه الصور لايمكن أن تكذبه العين، وصدق الله العظيم حين قال: (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين * والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون * وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين * وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم * وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين * وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون * ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين * وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم) يخبرنا الله سبحانه وتعالى عن هذه البروج في السماء لنصدق القرآن الكريم ونصدق وعده وكلامه، وأنه سبحانه وتعالى قد حفظ هذه السماء من الشياطين، ثم يخبرنا عن آياته ونعمه الأخرى التي رزقنا بها وتفضل بها عليها، ويؤكد الله لنا بعد ذلك أنه سوف يحيينا جميعنا ويبعثنا يوم القيامة ليحاسبنا على أعمالنا ويحاسب الكفار على أعمالهم، فهو عليم بكل خلقه وبكل أعمالهم.
http://zikralllah.files.wordpress.co...pg?w=454&h=364
57 - النجمة الحمراء المتفجرة
نرى في هذه الصورة التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا نجما ينفجر مكونا شكلا يشبه وردة حمراء، وهذا مايطلقون علها اسم (سوبرنوفا) أي الإنفجار العظيم والذي يحدث نتيجة لنفاذ طاقة النجم الهيدروجينة. ومن معجزات القرآن الكريم أنه سيحدث يوم القيامة مشهد يشبه هذا الذي رصده العلماء والذي هو صورة مصغرة من أهوال يوم القيامة قال الله تعالى: (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * فيومئذ لايسأل عن ذنبه إنس ولاجان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام * فبأي آلاء ربكما تكذبان * هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن * فبأي آلاء ربكما تكذبان * ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان) يذكرنا الله سبحانه وتعالى بنعمه علينا ويخبرنا أن السماء سوف تنشق يوم القيامة وتتتفجر وتكون مثل الوردة الملونة، وهذه الصورة التي التقطتها ناسا تشبه التي أخبرنا الله عنها والتي سوف تحدث يوم القيامة عندما تنشق السماء، وعندها لانستطيع أن ننكر نعم الله علينا التي أنعم بها علينا في الدنيا، وأن الله سيحاسب الكفار في ذلك اليوم على أعمالهم حسابا عسيرا، وسوف يسألهم عن النعم التي أنعمها عليهم فلايستطيعون أن ينكروا شيئا منها، وأنه سوف يريهم جهنم التي كانوا لايؤمنون بها، وأنه سوف يذيقهم العذاب الأليم فيها جزاء على كفرهم بالله، كذلك يعد الله المؤمنين المحسنين بالجنة مكافئة لهم على أعمالهم الحسنة وعلى خوفهم من الله في الدنيا.
http://zikralllah.files.wordpress.co...pg?w=424&h=232
58- السقف المحفوظ :
لقد أثبت العلم الحديث وجود غلاف جوي محيط بالأرض يحميها من الأشعة الشمسية الضارة و النيازك المدمرة ومن دون وجود هذا الغلاف لاختفت الحياة على ظهر الأرض فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف الجوي للأرض فإنها تستعر بفعل احتكاكها به فتبدو لنا ليلا على شكل كتل صغيرة مضيئة تهبط من السماء بسرعة كبيرة تقدر بحوالي 150 ميل في الثانية ثم تنطفئ بسرعة و تختفي و هذا ما نسميه بالشهب، فمن أخبر محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بأن السماء كالسقف تحفظ الأرض من النيازك و الأشعة الشمسية الضارة في زمن لم يكن فيه لاأدوات ولا وسائل علمية ولا أجهزة يمكنها أن ترى هذه الأشعة الضارة؟ أليس هذا من الأدلة القطعية التي لاشك فيها على أن هذا القرآن من عند خالق هذا الكون العظيم الله سبحانه وتعالى الذي أحاط علمه بكل شي؟ قال الله تعالى ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والآرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون * وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون * وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) يخاطب الله سبحانه وتعالى بهذه الحقائق العلمية عقولنا لتفكر في آياته ومعجزاته، ولنتذكر نعمه علينا، لنشكره عليها، ولنؤمن بأن القرآن الكريم هو كلام الله الحق الذي يجب علينا أن نتبعه، ويخبرنا أيضا أن الكافرين هم الذين لم يؤمنوا بآيات الله العظيمة وهذه الحقائق العلمية التي ملئت هذا الكون ولايتفكرون فيها، ولايذعنون لأوامر الله، وهم غافلون عن دين الله وعن القرآن الكريم، فكل هذه الحقائق الحقائق العلمية والكافرون لايؤمنون بالله العظيم ولا يؤمنون بالقرآن ولايؤمنون بمن أنزل عليه القرآن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم لايريدوا أن يعرفوا الحق ولا يريدوا أن يستجيبوا لأوامر الله. بل يريدون أن يقضوا أعمارهم في ملذاتهم وأهوائهم وشهواتهم.
http://zikralllah.files.wordpress.com/2011/08/71.jpg
59- انشقاق القمر
لقد كشف علماء الفضاء في وكالة ناسا الفضائية عن وجود أثر واضح لشق واسع في سطح القمر يمتد على كامل قطره، وكأنه يقسم القمر إلى نصفين متساويين، وقد حيرت هذه الظاهرة الباحثين في العالم ولم يجدوا لها تفسيرا منطقيا أو علميا حتى هذه اللحظة. أما القرآن الكريم كتاب الله المعجز فقد ذكر هذه الحادثة منذ أكثر من 1400 سنة! والتي جعلها الله آية تدل على صدق القرآن العظيم إلى يوم القيامة، حيث كان وقوع هذه المعجزة في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بعد أن طلب كفار مكة من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية تدل على أنه رسول الله، عندها أراهم تلك الآية وشق لهم القمر نصفين ثم عاد القمر والتحم كما كان، وهي من المعجزات الكبرى التي أيد الله بها رسوله الكريم، قال الله سبحانه وتعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا أية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهوائهم وكل أمر مستقر * ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مزدجر * حكمة بالغة فما تغن النذر* فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر * خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر * مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر) يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات وبهذه المعجزة العظيمة أن الكافرين لايستجيبون لأوامر الله ولا لأوامر رسوله، ولايتبعون إلا ماتهوى أنفسهم وهم للحق كارهون، مع أن الله حذرهم بعذابه وأخبرهم بأن مصيرهم سيكون كمصير الأمم السابقة التي كفرت بآيات الله لكن لم يسمعوا لكلام الله ولم يستجيبوا لأوامره، لذلك أمر الله رسوله أن يمهلهم إلى يوم القيامة.
http://khalid-alubaidy.com/files/archives/583.jpg
http://www.quran-m.com/firas/ar_phot...pansion_ar.png
60- توسع الكون
عام 1929 حدثت ضجة كبيرة عندما اكتشف العلماء أن الكون يتسع ويتمدد، وحجمه غير ثابت، لم يتخيلوا هذا أبداً، لكن قبل 1400 عام أخبرنا الله سبحانه وتعالى بهذا في القرآن الكريم هذا حتى يعلم الناس أن القرآن كلام الله الحق الذي أنزله بعلمه قال الله سبحانه وتعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون).
http://zikralllah.files.wordpress.com/2011/08/132.jpg
61- القلب يفكر
اكتشف العلماء ان القلب يحتوي على اكثر من اربعين الف خلية عصبية لها دور مهم في التفكير والادراك والسلوك وتوجيه الدماغ، كما يتحدث الباحثين اليوم عن دماغ في القلب، فيؤكدون أن القلب له نظامه العصبي الخاص به، وهو نظام معقد يسمونه (العقل في القلب) فالقلب يبث مع كل دفقة دم عددا من الرسائل والمعلومات لجميع أنحاء الجسد، وله نظام كهربائي معقد وله طاقة خاصة به، وله مجال كهرطيسي أقوى بمئة مرة من الدماغ!! وهذا ماأشار إليه القرآن الكريم قبل أكثر من 1400 عام، قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا الكافرين والملحدين وكل من لم يؤمن بالقرآن ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور * ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون * وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير * قل ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين * فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم * والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم) يقول ربنا سبحانه وتعالى أن الكافرين والملحدين لايبصرون الحق بقلوبهم! ولا يريدون أن يستمعوا إلى كلام رب العالمين وهو الكلام الحق، إنها بالفعل آية يقف المؤمن أمامها خاشعا متأملا، فالكافرون والملحدون ينظرون إلى الكون على أنه جاء بالمصادفة، وكل ما في الكون من إعجاز وروعة ومخلوقات وعمليات حيوية معقدة ومنظمة، وكل هذه المجرات والنجوم، وكل هذه الظواهر الكونية... كلها مجرد مصادفات بالنسبة لهم، فهم بالفعل لا يبصرون الحقيقة. والله يذكر الكافرين بعذابه الذي أخذ به أقواما قبلهم لكي يتعظوا ويأخذوا العبرة من منهم، ثم يعد ربنا سبحانه وتعالى المؤمنين بالمغفرة والجنة، ويتوعد الكافرين بالعذاب والجحيم.
http://www.55a.net/firas/photo/33710soil-buds_ar.gif
62- اهتزاز التربة عند هطول المطر
الآية تقول إنك ترى الأرض يابسة خاملة ساكنة .. فكل ما فيها ساكن لا يتحرك، وكل سكانها وكائناتها محكوم عليها بالموت والهلاك إذا لم ينزل عليها الماء .. البكتريا، الفطريات، الطحالب، البذور، السيقان الأرضية، البصلات، البصيلات، حويصلات الديدان، بويصلات الحشرات .. كل هذه التراكيب تعيش تحت الأرض في سبات وسكون هاجعة لا تتحرك وتأخذ أقل حجم لها، وأقل مساحة كأنه تنخفض العمليات الحيوية إلى أقل معدل في حياة الكائنات الحية الموجودة بها، حتى جزيئات التربة، وتصبح الأرض هامدة ساكنة، سكون يشابه سكون القبور .. انظر إلى هذه الأرض القاحلة المتماسكة الجزيئات إذا لم ينزل عليها المطر بأنها تظل هكذا إلى أن تأتي اللحظة الحاسمة الإشارة الإلهية العجيبة (فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) لتبدأ الحركة. الجراثيم الموجودة تنبت وتتحرك، تبدأ الحويصلات الساكنة في الإنبات والحركة، حويصلات الديدان تنشط وتتحرك، البصلات، البصيلات، الديدان، السيقان الأرضية، الحبوب، البذور ملايين الكائنات تسري فيها الحياة فتتحرك الأرض وتهتز، هذا المنظر البديع المعجز يصوره ربنا سبحانه و تعالى بقوله (اهْتَزَّتْ) وتبدأ علميات الانقسام وامتصاص الماء، و تحليل الغذاء المعقد إلى وحدات أقل ارتباط وأكثر عدداً وأكبر حجماً، وتبدأ عملية تأين عجيبة في جزيئات التربة، وتتجمع الجزيئات في جزيئات التربة، وتنشط الديدان الأرضية في شق الأنفاق الأرضية وابتلاع كميات هائلة من التربة المتلاصقة وإخراجها بعد ذلك مفككة، مما يزيد في حجمها فترتفع وتهتز، وتبدأ عملية تأين عجيبة في جزيئات التربة والتي أكتشفها عالم بريطاني اسمه براون في عام 1827م حيث وجد أن ماء المطر إذا سقط على التربة أحدث لها اهتزازات تهتز لها حبيبات التربة هذه الحبيبات الصغيرة التي يكون أكبر حبيبة فيها قطره 3 مم، وتتكون هذه الحبيبات من المعادن المختلفة والتي تتركب من صفائح متراصة بعضها فوق بعض، فإذا نزل المطر تكونت شحنات كهربائية مختلفة بين الحبيبات بسبب اختلاف هذه المعادن, ويحدث تأين نتيجة لاختلاف الشحنات الكهربائية المتولدة فتهتز هذه الحبيبات نتيجة هذا التأين مما يؤدي هذا بدوره إلى دخول الماء بين الصفائح المتراصة فإذا دخل الماء بين الصفائح نمت ودبت هذه الحبيبات، ربت والرباء والربو هو الزيادة لكن هناك ربا حلال وربا حرام هذا الرباء الذي هو في التربة حلال، ربت أي زادت بسبب دخول الماء بين هذه الصفائح، فإذا تشبعت بالماء أصبحت عبارة عن خزان للماء يحفظ الماء بين هذه الصفائح كأننا الآن مع خزانات معدنية داخل التربة، النبات يستمد الماء طوال شهرين أو ثلاثة أشهر، من أين؟ من هذا الخزان يستمد وإلا لكان الماء يغور في التراب, وينزل تحت ويقتل النبات في أسبوع, لكن الخزانات تمده بهذا الماء. سميت هذه الاهتزازة اهتزازة براون مع أنها موجودة قبل أن يولد براون فقد ذكرت في القرآن قال تعالى: "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" الحج : 5. من أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الدقائق؟ من أخبره بأسرار البحر, وباطن الأرض, وطبقات الفضاء العليا, وأسرار السماء, وأسرار بداية الخلق؟ من أخبره بذلك؟ أليس هذا القرآن هو أكبر معجزة موجودة؟ إنك إذا رأيت عصا موسى تتحول إلى حية تسعى , فأنت ترى آية واحدة أما هذا القرآن فكله آيات وكل آية فيه تدل على مصدرها وتحمل علماً إلهياً "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ " الأنعام : 19
63- والجبال أوتاداً
http://i36.tinypic.com/f20qyd.jpg
نرى في هذه الصورة جبلاً جليدياً يبلغ ارتفاعه 700 متر، ولكن هناك جذر له يمتد تحت سطح الماء لعمق 3 كيلو متر، وقد كانت جذور الجبال الجليدية سبباً في غرق الكثير من السفن، لأن البحارة لم يكونوا يتصورون أن كل جبل جليدي له جذر يمتد عميقاً تحت سطح البحر. ويبلغ وزن هذا الجذر أكثر من 300 مليون طن. هذه الحقيقة العلمية اكتشفت مؤخراً ، ولكن القرآن أشار إليها وعبر تعبيراً دقيقاً بقوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 7]. تأملوا معي كيف أن هذا الجيل يشبه إلى حد كبير الوتد المغروس في الأرض!
حقيقة يثبتها العلم الحديث ( الجبال كالأوتاد ووظيفة وشكلاً )
وياتي العلم الحديث ليثبت بعد أن كان العالم يعتقد أنما الجبال هي عبارة عن جزء مرتفع من الأرض وله قمة أن الجبال تمتد تحت سطح الأرض بما يعادل خمسة أضعاف ارتفاعاها فوق الأرض وأيضا من الحقائق المثبتة أن الجبال انما خلقها الله تعالى ليمن علينها بنعمة عظيمة وهي تثبيت القشرة الأرضية حيث أن لولا هذه الجبال الرواسي لما استقامت حياة على سطح البسيطة ، والصورة التالية توضح الفكرة
http://knol.google.com/k/-/-/1wxcp2mpns1jq/m456ke/3.jpg
قطاع طولي في الأرض يبين شكل وامتداد السلاسل الجبلية تحت سطح الأرض
فالأرض مكونة من صفائح تكتونية
وأثبت العلم الحديث أن القشرة الأرضية إنما هي مكونة من صفائح تكتونية يفصل بينها شقوق وصدوع أرضية وأن هذه الصفائح لولا الجبال لما استقرت حياة على سطح الأرض وهنا يأتي إعجاز قراني آخر قال تعالى ( {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }الأنبياء31
64 - كروية الأرض
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد من البشر يعرف شيئا عن كروية الأرض ..أو لم يكن ذلك قد وصل إلى علم أحد ..وهنا يأتي القرآن ويقول ((والأرض مددناها)) ويلاحظ دقة تعبير القرآن في ألفاظه .. لقد اختار اللفظ الوحيد المناسب للعصر الذي نزل فيه والعصور القادمة فكلمة مددناها تعطي المعنى للاثنين معا .. عندما يقول والأرض مددناها أي بسطناها ..لا تنشأ مشكلة لأن الأرض تظهر أمام الناس منبسطة في ذلك الوقت .. فإذا مر الزمن وثبت أن الأرض كروية .. نجد هذا اللفظ هو المناسب تماما الذي يصف لنا بدقة كروية الأرض.
ثم نتأمل قول الله تعالى ((يكور الليل على النهار)) لماذا استخدم الله سبحانه وتعالى كلمة يكور ؟وكلام القرآن الصادر عن الله دقيق في تعبيره دقة متناهية .. لماذا استخدم الله لفظ يكور .. ولم يقل يبسط الليل والنهار .. مادامت الأرض منبسطة .. أو يغير الليل والنهار .. أو أي لفظ آخر ؟ إنك لو جئت بشيء ولففته حول كرة .. فتقول إنك كورت هذا القماش مثلا .. أي جعلته يأخذ شكل الكرة الملفوف حولها .. وإذا أردت من إنسان أن يصنع لك شيئا على شكل كرة ..فتقول له خذ هذا وكوره .. أي اصنعه على شكل كرة .. ومعنى قول الله تعالى يكور الليل على النهار .. أي يجعلهما يحيطان بالكرة الأرضية ..ومن إعجاز القرآن إن الليل والنهار مكوران حول الكرة الأرضية في كل وقت ..أي إن الله لم يقل يكور الليل ثم يكور النهار .. ولكنه قال يكور الليل على النهار واستخدام كلمة ((على)) هنا تستحق وقفة .. لتتصور مدى انطباقها على كروية الأرض .. يكور الليل على النهار ومعناه أنهما موجودان في نفس الوقت حول الكرة الأرضية وهذا ما نبأ به القرآن منذ أربعة عشرة قرنا ولم يصل إلى علم البشر إلا في الفترة الأخيرة .
وقضية كروية الأرض مسها القرآن الكريم في أكثر من مكان .. لماذا؟ لأنها حقيقة كونية كبرى ..
65- ولا الليل سابق النهار
إن الليل والنهار موجودان في وقت واحد على سطح الكرة الأرضية .. ثم نتأمل بعد ذلك قوله سبحانه وتعالى ((ولا الليل سابق النهار)) ما معنى الآية الكريمة ولا الليل سابق النهار .. معناه أنه يرد عليهم في قضية في عصرهم ليصححها لهم ..فهم يقولون إن النهار يسبق الليل .. يبدأ اليوم بشروق الشمس وينتهي بغروبها ، ثم يأتي بعد ذلك الليل ، أي أن النهار يسبق الليل .. فيأتي الله سبحانه وتعالى ويقول (( ولا الليل سابق النهار )) ..ومن هنا فإنه يرد على قولهم بأن النهار يسبق الليل قائلا لا..لا النهار يسبق الليل ولا الليل يسبق النهار .. وهذا إعلان لهم بأن الأرض كروية . وأن الليل والنهار موجودان في وقت واحد على سطحها .. فلو أن الأرض مبسوطة فإن الأمر لايخرج على حالتين .. الحالة الأولى .. أن الله قد خلق الشمس مواجهة للأرض المسطحة .. وفي هذه الحالة يكون النهار موجودا أولا .. ثم يغيب الله الشمس فيأتي الليل ثانيا .. أو أنه خلق الشمس غير مواجهة لسطح الأرض .. وفي هذه الحالة يكون الليل موجودا أولا .. ثم تطلع الشمس على السطح فيأتي النهار .. لايخرج الأمر عن هذين الشيئين فعندما يأتي الله ويقول ((ولا الليل سابق النهار ))أي أنه ينفي كلية أن النهار يسبق الليل.. أو أن الليل يسبق النهار.. حيث أنهما لايسبق أحدهما ألآخر منذ متى؟ منذ بداية خلق الأرض .. أو منذ خلق الله الأرض ..ولا يأتي هذا في عالم الأحجام أبدا إلا إذا كانت الأرض مكورة .. فحين خلق الله الشمس والأرض أوجد الليل والنهار معا .. فنصف الأرض المواجهة للشمس صار نهارا ..والنصف الآخر صار ليلا .. ثم دارت الأرض .. فأصبح الليل نهارا .. والنهار ليلا وهكذا .إذن فالآية الكريمة ولا الليل سابق النهار تعطيني أن الأرض مخلوقة على هذه الصورة الكروية .
http://kaheel7.com/userimages/day-ngiht-quran-03.JPG
66- دوران الأرض :
نأتي بعد ذلك إلى قضية أخرى .. وهي دوران الأرض .. هل يستطيع أحد أن يحكم على مكان هو جالس فيه.. والمكان كله يتحرك بما هو فيه ..إنك لاتستطيع أن تدرك أنه متحرك .. لماذا ؟..لأنك لاتعرف حركة المتحرك إلا إذا قسته مع شيء ثابت ولاشيء ثابت لأن الأرض كلها تدور .. والمواقع فوق سطحها ثابتة .. لأننا مثلا عندما نجلس في حجرة مغلقة تماما وهي تدور بنا جميعا وموقعنا عليها ثابت لا يتغير .. لانحس بدوران هذه الحجرة إلا إذا فتحنا نافذة مثلا .. ونقيس حركة الحجرة على شيء ثابت كعمود مثلا أو شجرة..
ومن هنا لا نستطيع أن نعرف حركة المتحرك إلا إذا قسناه إلى شيء ثابت .. ومن يستطيع أن يقيس الأرض كلها إلى شيء ثابت ليعرف حركتها .. لا أحد يستطيع .. ما دمت أنا لا أدرك الحركة..
أظهر العلم حديثا أن الأرض التي نحسبها ساكنة تتحرك بما تحمله من جبال و أثقال بسرعة 1669 كيلومترا في الساعة حول نفسها ، و 53624 كيلومترا في الساعة حول الشمس
http://www.youtube.com/watch?v=0fEtwfDWUKM&feature=player_detailpage
67- الكون والقرآن .... تطابق مذهل
هنالك الكثير من الإشارات القرآنية التي تُظهر وجود تناسق رقمي لكلمات القرآن، فلو تأملنا آيات القرآن الكونية والتي تتحدث مثلاً عن الليل والنهار والشمس والقمر، نلاحظ أن هذه الكلمات تأتي دائماً على هذا الترتيب، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33].
لقد تأملتُ هذا الترتيب طويلاً ووجدتُ فيه إشارتين، الأولى كونية والثانية رقمية. فعلماء الفلك يؤكدون اليوم أن الليل خُلق قبل النهار، لأن الكون قد مرَّ بعصر مظلم في بدايه نشوئه. ويؤكدون أيضاً أن الشمس خُلقت قبل القمر.
وهنا ندرك أن ترتيب هذه الكلمات في القرآن جاء مناسباً لترتيب خلقها! وهذه الحقيقة الكونية لم تكن معلومة زمن نزول القرآن، ولم تُعرف إلا منذ سنوات قليلة، ولذلك فإن هذا الترتيب يمثل سبقاً علمياً للقرآن الكريم في علم الفلك.
أما المعجزة الرقمية، فعندما تأملت هذه الكلمات الأربع أي (اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) وقمتُ بإحصاء عدد مرات تكرار كل منها، وجدتُ أن كلمة (الليل) هي الأكثر تكراراً بين هذه الكلمات، وتليها كلمة (النهار)، ثم تليها كلمة (الشَّمس)، ثم تليها كلمة (القَمَر).
وهنا ندرك أن ترتيب الكلمات في القرآن جاء مناسباً لعدد مرات ذكرها في القرآن، وهذا تناغم عجيب بين ترتيب الكلمات وتكرارها في القرآن من جهة، وبين ترتيب الكلمات وترتيب خلقها في الكون من جهة ثانية، وهذا دليل على أن خالق الأكوان هو نفسه منزِّل القرآن!
68- بغير عمد ترونها
هل هناك أعمدة غير مرئية تربط أجزاء الكون وهو ما تحدثت عنه الآية الكريمة؟ وهل يمكن أن تكون هذه الأعمدة هي قوى الجاذبية؟ لنتأمل....
يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) [الرعد: 2]. وهنا أود أن أتوقف مع كلمة (عَمَدٍ) وهي الأعمدة التي تقوم عليها السماء، ولكن ما هي السماء؟ السماء هي كل شيء من فوقنا. وتمتد من الغلاف الجوي للأرض حتى آخر مجرة في الكون. والذي ينظر إلى السماء من خارج الكون يرى نسيجاً محكماً. هذا النسيج هو عبارة عن بناء لبناته هي المجرات!
فكلّ خيط من خيوطه يمتد لملايين السنوات الضوئية وتوضع عليه مئات المجرات. وجميعها تقوم على قوى الجاذبية التي خلقها الله لضمان تماسك الكون، وعدم انهياره، ولذلك نجد في هذه الآية الكريمة معجزتين:
1- نفهم من هذه الآية أن الله تعالى خلق السماوات من غير أعمدة، وبالفعل فإن الذي ينظر إلى الكون من الخارج يرى كتلاً ضخمة من المجرات ترتبط وتتحرك بنظام وكأنها مجموعة واحدة، وهذه المجرات تم رفعها وتوضعها في أماكنها المخصصة لها من دون أعمدة، بل بمجموعة قوانين فيزيائية خلقها الله وسخرها لاستمرار الكون.
2- ويمكن أن فهم الآية بطريقة أخرى: أن هناك أعمدة ولكنها غير مرئية! ويكون معنى الآية "رفع السماوات بعَمَدٍ ولكن لا ترونها" وهنا وجه إعجازي أيضاً. فقوى الجاذبية التي لا نراها هي الأعمدة التي خلقها الله ، ولولاها لما استمر الكون ولما توزعت المجرات بهذه الطريقة.
وسبحان الله! كيفما فهمنا الآية يبقى الإعجاز مستمراً، وهذا يدل على أن هذه الآية تنزيل من حكيم خبير: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. بينما نجد في الكتب التي كانت سائدة زمن نزول القرآن... لم يكن لأحد علم بوجود أعمدة غير مرئية تربط أجزاء الكون وهي قوى الجاذبية!
[69 - هل تحدث القرآن عن سرعة الضوء
هناك آية عظيمة تخفي وراءها إشارة إلى سرعة الضوء التي لم يتوصل العلماء إليها إلا حديثاً وهي قوله تعالى: (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون)....
لقد وضع رواد الفضاء أثناء رحلتهم إلى القمر عام 1969 مرايا زجاجية على سطح القمر، وبواسطة هذه المرايا يرسل العلماء من الأرض شعاعاً ليزرياً لينعكس عليها ويعود إلى الأرض، وبعملية حساب بسيطة يمكنهم أن يعرفوا المسافة الدقيقة التي تفصلنا عن القمر.
إن الذي يراقب القمر من خارج المجموعة الشمسية يرى بأن القمر يدور دورة كاملة حول الأرض كل 27.3 يوماً، ولكن بسبب دوران الأرض حول نفسها نرى القمر يتم دورة كاملة كل 29.5 يوماً.
يدور القمر حول الأرض بالنسبة لنا كل شهر دورة كاملة، ولكن بسبب دوران الأرض وبنفس الاتجاه أيضاً فإن الشهر يظهر لنا بطول 29.5 يوماً، بينما الحقيقة أن القمر يستغرق فقط 27.3 يوماً. والسؤال: ما هي المسافة التي يقطعها القمر أثناء رحلته حول الأرض في ألف سنة؟
إن الفكرة التي طرحها أحد العلماء المسلمين* هي أن الآية الكريمة تشير إلى زمنين متساويين، وهذا نوع من أنواع النسبية، يقول تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [الحج: 47]. إذاً لدينا يوم ولدينا ألف سنة، فكيف يمكن أن نساوي بينهما؟ وما هو العامل المشترك؟
يعتبر العلماء أن سرعة الضوء هي سرعة كونية مميزة لا يمكن لأي جسم أن يصل إليها عملياً، وكلما زادت سرعة الجسم تباطأ الزمن بالنسبة له، ومتى وصل أي جسم إلى هذه السرعة (أي سرعة الضوء) توقف الزمن بالنسبة له،عندها يتحول الجسم إلى طاقة وهذا ملخص النظرية النسبية للعالم الفيزيائى ألبرت أينشتين .
http://www.kaheel7.com/userimages/earth-moon1414.jpg
صورة تظهر المسافة والحجم الحقيقي للأرض والقمر، وأثناء دوران القمر حول الأرض يدور بمدار غير دائري (مفلطح) فيبلغ بعده عن الأرض 384 ألف كم وسطياً. ويدور القمر حول الأرض بسرعة وسطية تبلغ 1 كيلو متر في الثانية.
إن سرعة الضوء في الفراغ حسب المقاييس العالمية هي 299792 كيلو متر في الثانية، لنحفظ هذا الرقم لأننا سنجده في الآية بعد قليل.
إذا سمينا اليوم الذي ذكرته الآية باليوم الكوني (تمييزاً له عن اليوم العادي بالنسبة لنا) يمكن أن نكتب المعادلة التالية وفقاً للآية الكريمة (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) :
اليوم الكوني = ألف سنة عادية
إذاً لدينا علاقة خفية بين طول اليوم وطول الألف سنة، فما هي هذه العلاقة الخفية التي أرادها القرآن؟
1- حساب طول الألف سنة:
بما أن حساب الأشهر والسنين عادة يكون تبعاً لحركة القمر فإن الشهر بالنسبة لنا هو دورة كاملة للقمر حول الأرض. فكما هو معلوم فإن القمر يدور حول الأرض دورة كل شهر وبعد 12 دورة يتم السنة، وهكذا في نظام بديع ومحكم حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالله تعالى يقول: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا) [التوبة: 36].
بعملية حساب بسيطة على أساس الشهر الحقيقي نجد أن القمر يقطع مسافة تقدر بـ 2152612,27 كيلو متر حول الأرض في دورة حقيقية كاملة. وهذه المسافة تمثل طول المدار الذي يسير فيه القمر خلال دورة كاملة أي خلال شهر.
وإذا أردنا حساب ما يقطعه القمر في سنة نضرب هذا المدار في 12 (عدد أشهر السنة):
2152612,27 × 12 = 25831347 كيلو متر.
وإذا أردنا أن نعرف ما يقطعه القمر في ألف سنة نضرب الرقم الأخير بألف:
25831347 × 1000 = 25831347000 كيلو متر
2- طول اليوم الواحد:
اليوم هو 24 ساعة تقريباً أما قيمة هذا اليوم يالثواني فتبلغ حسب المقاييس العالمية 86164 ثانية.
الآن أصبح لدينا قيمة الألف سنة هي 25831347000 كيلو متر وهي تمثل "المسافة". ولدينا طول اليوم وهو 86164 ثانية وهذا الرقم يمثل "الزمن".
ولكي ندرك العلاقة الخفية بين المسافة والزمن، نلجأ إلى القانون المعروف الذي يقول:
السرعة = المسافة ÷ الزمن
لدينا المسافة معلومة، والزمن معلوم:
مدار القمر في ألف سنة (المسافة) = 25831347000 كيلو متر.
طول اليوم الواحد (الزمن) = 86164 ثانية .
60x 60x 23,93444 حيث أن اليوم به 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان
بقي لدينا المجهول الوحيد في هذه المعادلة وهو السرعة، نقوم بتطبيق هذه الأرقام حسب هذه المعادلة لنجد المفاجأة :
السرعة الكونية = 25831347000 ÷ 86164 = 299792 كيلو متر في الثانية، وهي سرعة الضوء بالتمام والكمال!!!
إذاً الآية تشير إشارة خفية إلى سرعة الضوء من خلال ربطها بين اليوم والألف سنة، وهذا سبق علمي للقرآن لا يمكن أن يكون قد جاء بالمصادفة أبداً !
تساؤلات
هناك بعض التساؤلات التي يمكن أن تصادف الإخوة القراء بعد قراءة هذا البحث ويمكن أن نلخصها في نقاط:
1- لماذا اعتبرنا أن هذه الآية تشير إلى سرعة الضوء ؟
2- لماذا لم يتحدث القرآن صراحة عن سرعة الضوء ؟
3- هل يعني هذا البحث أن الأمر الإلهي يسير بسرعة الضوء ؟
والحقيقة أن القرآن يحوي إشارات خفية لا يمكن لأحد أن يراها مباشرة ، بل تبقى مئات السنين حتى يأتي العصر المناسب بإذن الله لتنكشف المعجزة وتكون دليلاً على صدق هذا القرآن وأنه الرسالة الخالدة المناسبة لكل زمان ومكان.
إن الآية ربطت بين "يوم" و "ألف سنة" وكما لاحظنا فإن العلاقة بين اليوم الكوني والألف سنة العادية ( مما نعد) هي رقم قيمته 299792 وهذا العدد يمثل سرعة الضوء بدقة تامة ، فكيف نفسر وجود هذا العدد في القرآن؟